شبكة ذي قار
عـاجـل










لو دققنا بتفاصيل إجراءات سلطة المنطقة الخضراء المعلنة فقط فإننا سنقف إزاء حدث لا وصف له إلا بالنقمة والغضب والإجرام ضد شعبنا في العراق المحتل. ولو قدر لنا الاطلاع على ما هو غير معلن من قرارات وإجراءات ومصروفات لضمان عقد القمة لتيقن خلق المعمورة كلهم، إن القمة ليست سوى نقمة من سلطة الاحتلال ومن الوفود التي ستأتي إلى بغداد المحتلة. ولو دققنا في توقيت انعقاده فإننا سنكون إزاء دلالات النقمة على العراق وشعبه من كل المعنيين بالسعي لانعقاده أو القبول بالحضور دلالة على الخنوع لإرادة أميركا وإيران.


المؤتمر في توقيته يأتي احتفاء باحتلال العراق, ففي مثل هذه الأيام من عام 2003 كان العراقيون يخوضون ملحمة فداء أسطورية وهم يقاتلون بإمكانات متواضعة جيوش ومعدات أعظم جيوش واقتصاديات وإعلام العالم في حرب كونية لا ينقصها في هذا الوصف غير انعدام تام لتوازن القوى وأعداد الدول المتقابلة في ساحات الوغى، إلا إذا اقر العالم الأخرس بان العراق لوحده يعادل نصف العالم. فكيف يمكن لقمة عربية يُراد لها أن تعقد في بلد عربي محتل وأبناءه يقاتلون بكل الوسائل المتاحة لنيل الاستقلال والتحرير؟ لا يوجد وصف لهذه القمة سوى إنها نقمة.


ستأتي وفود النقمة لتجد بغداد بلا بشر وربما حتى بلا طير ولا حجر لأن المرتعبون هلعا وخوفا قرروا إجبار العراق على إيقاف مظاهر الحياة فيه لأسبوع تقريبا بإجراءات أمنية ما سمع بها ابن أو بنت أنثى من قبل مثل إيقاف الدوام الرسمي في كل مرافق الحياة بما في ذلك الجيش والشرطة غير المشمولين بقوائم الخطة الأمنية ولمدة اسبوع قبل تاريخ الانعقاد. وحظر الخروج إلى أبواب البيوت والى الحارات والشوارع لعدة أيام أيضا. وستكون الطائرات الأمريكية والإيرانية وربما الصهيونية كلها معنية بحماية سماء المنتقمين لأن دولة المنطقة الخضراء لا تمتلك طائرات. وهناك مقترحات إلى الجارة المسلمة تركيا والى الشقيقة الشيعية إيران بإيقاف منابع الفرات ودجلة تجنبا لاحتمالات فيضانات عير محمودة العواقب على الأخوة الأعداء المحتفين في بغداد في ذكرى احتلالها.


وهناك دعاء خاص أعده الشيخ وحجة الإسلام والمسلمين وكيل وزير الداخلية الفارسي عدنان الاسدي يترجى ويتوسل ويوسط فيه بجاه سيده خميني الذي لا أظن إن له جاه عند الله وإمامه خامنئي بممارسة سلطاتهم الكهنوتية الخارقة الاعجازية بإيقاف الريح وخفض سرعتها لتظل مجرد نسمات هادئة تداعب خصلات الذقون وما ينساب من شعر تحت الغتر واليشاميغ الخليجية الباحثة عن منفذ للامان من إيران الهائجة بالطوفان الطائفي والنووي في آن كما تهيج الثيران الاسبانية على قطع القماش الحمراء!! إذن تعطيل تام لكل حراك يمكن أن يأتي بقدر على العرب المنتقمون من العراق والعراقيين لأسباب معروفة تتعلق بتحقيقهم أول انتصار عربي على عدو في عصر ارتضاه العرب أن يكون عصر هزائم ولأنهم أنتجوا علوما وتكنولوجيا وزراعة وصناعة في عصر قدر للعرب أن يكونوا مجرد مستهلكين دافعين للثمن البخس الذي يدفع لهم عن بترولهم و يشتروا فقط من أسواق الدول التي تحتل العراق بما فيها إيران ولأنهم رفعوا راية القومية العربية واقلقوا الصهيونية وأدواتها ثلاثين عام بعناد تام .. ألا يستحق العراقيون إذن كل هذا الانتقام؟؟


والقمة بمثابة نقمة على العراقيين لان رئيسها سيكون إما عميل لثلاثين دولة ويمارس هو وأقرانه عملا يوميا دؤوبا مدروسا مخططا له بإتقان ليفصل شمال العراق ويشكل منه دولة كردية، فالرجل لا يؤمن بالعراق ولا بالعروبة ولا بانتماء لأرض الأمة التي آوته وأكرمته، بل يؤمن فقط بحق قومي للأكراد على حساب العراقيين وطنا وشعب، ومن اجل هذا الحق المزعوم أباح لنفسه أن يكون شيطانا يجول في كل أرجاء الحرام. أو انه عميل رخيص لإيران لا هم له غير خدمتها والانتقام والثأر من أجيال العراقيين التي انتصرت عليها وجرعتها السم الزعاف. والقمة نقمة على العرب كلهم بهذا المعنى وهذه الجزئية الخطيرة.


وأخيرا وليس آخرا, القمة انتقام ضد شعبنا لان ما وظف تحت مظلتها من أموال لتسرق اكبر بكثير مما يتخيله عقل.
بعد كل هذه الحقائق .. كيف يمكن لراشد أن يقبل عواء بعض بنات آوى في الخضراء ممن يدعون بان المعارضين للقمة هم من الكارهين للعراق؟ وكيف لعاقل أن يصدق إن الله جل في علاه لن ينزل حمما وصواعق من السماء على رؤوس خانعة ذليلة أهانت امة الإسلام وأذلتها وقللت من هيبتها وحطت من قدرها؟.. مَن يصدق إن رجال الفداء الذين نذروا أرواحهم لتحرير العراق يمكن أن يعيقهم عائق مهما كان من الانتقام ممن جاءوا لينتقموا من العراق؟

 

 





الاربعاء٢٧ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة