شبكة ذي قار
عـاجـل










بموقف معاكس ومواجه للموقف الجمعي الشعبي والوطني الرافض لعقد القمة تعمل وتصر حكومة الخمسة كيلو في المنطقة الخضراء على ضرورة عقدها، وهي محكومة بأجندة واملاءات لا يمكن ان تحيد عنها، وفي مقابل ذلك، نقول فلتعقد القمة ورب ضارة نافعة فهي ستغنينا عن الاثبات لكونها ستثبت ما نريد قوله ومن بين ذلك :


سيثبت أن عقدها هو رغبة ايرانية وليست عربية فهي محاولة منها للولوج عربيا من خلال بوابة صنائعهم وعملائهم الذين زرعوهم وأحكموا بمفاتيحهم كما وانهم يرونها فرصة مناسبة لتسويقهم، وبالتالي تحقيق غاياتهم ومصالحهم الخاصة ومنها التأثير في رسم وتحديد المشهد المستقبلي للخارطة السياسية في المنطقة بل وهناك مؤشرات تدل على أن حكومة الملالي ولأسباب حساسة تتعلق بأمنها تريد أن تعرف ما يدور خلف الکواليس.


سيثبت أن هذه ليست قمة وإنما " لقمة " وسيتحمل العراقيين من اجل عقدها الكثير من الجهد والمال، فكل يحسبها وفق حسابات الربح والخسارة، فهذا يطلب مبالغ مالية وآخر يشترط نقله بطائرة خاصة، فقد اشترطت أكثر من خمسة دول أن يستأجر العراق طائرات رئاسية لوفودها، مقابل المشاركة، وكل طائرة منها كلفتها نحو مليون دولار، وغيره يطالب بمصرف جيب وآخر يطالب بامتياز في النفط وسعر تفضيلي مخفض، كل ذلك مقابل المشاركة الرمزية حتى ولو على مستوى سفير غير مقيم ولربما أدنى منه مستوى، وقد يتهمني البعض بالمغالاة ولكنها الحقيقة، وبنظرة سريعة الى الموقع الرسمي لما يسمى وزارة الخارجية سيتبين المخفي والمعلن، ومع ذلك ترضخ حكومة الخمسة كيلو لهذا وغيره فقد قلبت الموازين والأخلاق رأساً على عقب فأي عقلية ابتلينا بها وهل من يكون بهذه العقلية يستحق أن يكون ممثلا للعراق!!


ستثبت لمن أخذ منه السبات مأخذا، ولمن مازالت على عيناه غشاوة، ان حكومة الخمسة كيلو ليس لها عهد ولا ميثاق وستنقلب عليهم قبل أن يجف حبر الاتفاقات التي ستحصل، وسيستيقظون فزعاً من سباتهم الذي سبتوا فيه تسعة سنوات تحت إبرة التخدير التي زرقت لهم تحت عنوان طاعة ولي الامر الامريكي.


ستثبت ان الطيور على اشكالها تقع، وسيكون مستوى الحضور رغم المغريات المادية والاقتصادية والرشى السرية منها والعلنية، والبعض منهم نزولا وخضوعا ذليلا تحت الايحاء والهراوة الامريكية، لدرجة ان رؤساء وملوك وأمراء يحرصون على الحضور بشخوصهم في كل قمة لكنهم هذه المرة لن يحضروا، واحدهم ومنذ العام 1999 زبون دائم للقمم ولكنه لن يحضر أيضا، أما من شملته الرشى وأنبطح ذليلا فليأتي غير مأسوف عليه فستتشرف به الاتياس الهائمة حين يكون ضمن قطيعها، ولكني بأسف وصدق أشير أن أحدهم محسوب على شعب جبار، ولكن سال لعابة ولم يحتمل فعل الورقة الخضراء، فكما وجدنا في كتبنا ان المؤمنين أخوة كذلك وجدنا ان الكفار والمشركين والمنافقين أخوة.


ستثبت أن قمة بمثل هذه التشكيلة من المتناقضات والأضداد لا يمكن أن تعمل أي تغير لأنها مجموعة تتصارع ما بينها ونتائجها باطلة لأن مقدماتها بنيّت على البطلان ومن المتعارف عليه ان ما يبنى على الباطل باطل، كما وان تمثيلا بهذا المستوى لن يكون غطاء شرعيا لحكومة الخمسة كيلو.


ستثبت صواب تحليل ونظرة الشعب الى ثلة العملاء وهم أمام ناظرهم يبيعون كرامة الوطن عن عمد وإصرار في تنازلات لم يجني منها شعب العراق شيئا يذكر، وفي أجواء مشحونة لم يشهد تاريخ العراق مثيلا لها من خلال اصرار غريب على العبث بالوحدة الوطنية دون مراعاة لسمعة عراق التاريخ والحضارات.


ستثبت أن لا أمل في موقف شريف ممن يسمون اشقاء وعرب وهم كما هم دائما نقطة ينطلق منها الشر لتنفيذ مأرب دنيئة يكون الدم العراقي وفق رؤيتهم رخيص الثمن والأكثر نزيفا.
ستثبت ان النظام الرسمي العربي مازالت مفاتيح أبوابه بيد العراب الامريكي الراغب بدعم ما يحلو له تسميته الديمقراطية الناشئة والتي تبنى على أجنحة طائرات الشبح وصواريخ توما هوك الأمريكية وبالتالي فهذا الهدف يمثل حتى وان كان شكليا ولا قيمة حقيقة له مطلبا ملحا تقتضيه المرحلة من أجل التغطية على ما حل بالعراق.


ستثبت لمن ما زال يرى عكس ما نراه أن رقاب العراقيين ودمائهم لا تهم حكومة الفشل، فالخلق المنحط لحكومة الخمسة كيلو جعل أحدهم يبرر ويصرح بعد موجة التفجيرات أن " كل شيء يهون من أجل القمة " عجباً لهذه القُمة (القمامة) ان تفتدى بالأرواح وتجرى من أجلها الدماء!!

 

ستثبت قلة هيبة الحاضرين من أشباه الرجال، وانحطاط قدرهم وما حل بهم بعد ما أضاعوا الصفوة الخيرة من شعب العراق الابي ولسان العراقي يقول ( أضاعوه وأي فتىً أضاعوا ) لدرجة ترأس القمة من قبل عميل مزدوج لا يمت للقومية العربية بصلة والأدهى عقدها تحت أنضار الفرس من خلال تحكمهم عن طريق بيادقهم بمجريات الامور في إهانة وإذلال مقصو لأمة العرب والإسلام.


ستثبت التكلفة المادية لزروقة شارع بطول خمسة آلاف متر وبعرض عشرة أمتار من والى المطار وهو يزرع "بالثيل المحلي" لقاء مبلغ500 مليون دولار، وبفترة عمل استمرت ثلاثة سنوات ولم تنتهي الى اليوم وسوف لن تنتهي، هذا في مشروع واحد فكيف هو الحال حين نتطرق الى زروقة الفنادق المؤهلة أصلا.


ستثبت للمساكين الذي سيجلسونهم في سيارات مصفحة وحين يرفعوا عيونهم قليلا ويختلسوا النظر ان سمحوا لهم بذلك فقد يتم المنع تحت حجة الأمن المفقود وسلامة الضيوف، وحينها سيصدمون بما خلف العشرة أمتار من مزابل ومستنقعات وعسكرة، وسيرون كيف هو حال عاصمة الرشيد نهارا وكيف سيكون عليه ليلها بظلمته الحالكة، وهي تغط في نوم عميق حزنا وألما واحتجاجا على حالها.
ستثبت انها قمة للفشل فالشوارع مغلقة والأوصال مقطعة والحياة معطلة لدرجة أن الاتحادات الرياضية للقدم واليد والمصارعة وغيرها أوقفت منافساتها أكراما لقمة منع التجول!
ستثبت للمشاركين انهم شركاء لحكومة الخمسة كيلو في إذلال مقصود لشعب كريم والسير ببلد عظيم كان بالأمس القريب صاحب موقف ودور وجاه وهو اليوم محتلا مريضا مستباحا.


ستثبت بغداد انها ستستقبل من يريد بها السوء بثوب اسود لكونهم سينغمسون ثانية في ذبح العراق والجلوس فوق أشلاء شعبه المحب والعاشق للعروبة، ولكنهم بالمقابل يكافئوه بمفاقمة أزمة الفقر والمعاناة من خلال شرعنة الرشى والسرقات باسم اكمال الاستحضارات لقمة تعقد على أنقاض دولة وآهات شعب بات رهينة بيد حكومة إيرانية أمريكية بامتياز.


ستثبت انها قمة مغلقة فعصابات الصفويين تحتكرها، والتوجيه قد تم للقوات المسؤولة عن أمن المنطقة الخضراء بعدم السماح لأي من قادة ما يسمى الكتل السياسية وبغض النظر عن مناصبهم بالدخول الى قاعة الاجتماعات وتكثيف الاجراءات كي لا يتم التواصل مع أي وفد أو وسيلة اعلامية وبالتالي كشف المستور والملفات الغامضة والصراعات المذهبية والقومية بين أحزاب السلطة وغيرها الكثير من المشاكل والأخطار التي تعصف بالعراق و شعبه والتي لا حصر لها.


ستثبت للشرفاء ممن يتابع المشهد عن بعد كل هذه الحقائق، مع كل التقدير للحسرات والآهات كمدا على عاصمة كانت تقود العالم العربي حتى وقت قريب وهذه هي الحقيقة! فشتان مابين حال وحال ومشهد ومشهد.


كل ذلك وغيره والحكومة غير الشرعية تتبجح دون خجل بالقول كل شيء على ما يرام وهي مهيأة على أتم وجه وكل ما يعكر صفوها زائل وفي حقيقتها " قمة اعلان الطوارئ"، فلن تكون وفق رؤية حكومة الخمسة كيلو أي قيمة للإنسان العراقي ولن تحسب له أي حساب.


وأخيرا لنا الحق أن نستفهم، أين نحن من القمم التي كانت تتخذ قرارات هامة ومصيرية تشير للتضامن العربي وتندد بالتدخل الإقليمي والدولي أو تؤكد على وحدة التراب والمصير المشترك وكيفية وضع الخطط الكفيلة لمواجهة العدو الصهيوني، فلا بارك الله في القمة التي لا تصلح الخطأ وتقدم الاعتذار لشعب العراق، ولا بارك الله بقمة تقدم العراق العربي المسلم على طبق من ذهب لإيران كي تعبث بأمنه و بكرامة شعبه، وسيرى الجميع بإذن الله انها ستكون أفشل قمة في تاريخ القمم ووبالا ووصمة عار على جبين من يشارك فيها.. وإن غدا لناظره قريب..


mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





السبت٠١ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة