شبكة ذي قار
عـاجـل










نبذة مختصرة عن كيفية نشوء الجامعة العربية :- في عام 1941 م كانت بريطانيا العظمى تسيطر على أغلب الدول العربية العربية فدعت كل من ؛ مصر والعراق والسعودية وسوريا واليمن ولبنان كدول مؤسسة للجامعة . وكانت بريطانيا التي تدير المنطقة من خلال حكامها العملاء الذين نصبتهم لينفذوا ماتريده من سياسات تديم هيمنتها على الوطن العربي بعد أن مزقته الى دول متعددة وإمارات ومشيخات مجهرية وفق ما جاء في معاهدة سايس – بيكو التي عقدت بينها وبين فرنسا ( التي تمثل الطرف الثاني الذي يحتل الأرض العربية ) ليسهل لهما بقائهما كقوتين وحيدتين في المنطقة من خلال شرذمة قوة الأمة العربية ... وإزاء هذه الشرذمة المقصودة من قبل الإستعمارين الإنكليزي والفرنسي برزت الحركات والتوجهات القومية التي تدعو إلى وحدة الأمة العربية بدولة واحدة . وطبيعي أن هذا الإتجاه قد أزعج المستعمرين ، خصوصاً بعد أن شعروا بأن أعداءهم الألمان أخذوا يستغلون هذا التوجه الوحدوي للشعب العربي من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي . وفي هذا المجال أخذ الألمان يوجهون إذاعاتهم باللغة العربية لتأليب العرب على المحتلين الإنكليز والفرنسيين وكان من أبرز البرامج العربية المذاعة آن ذاك من برلين ، برنامج ( حي العرب الذي كان يقدمه المذيع العراقي يونس بحري ) .... مما دعى بريطانيا وعلى لسان وزير خارجيتها إنتوني إيدن في عام 1941 م أن يوعد بسعي بريطانيا لإيجاد صيغة رسمية لتوحيد العرب ،وكان ذلك كرد فعل لتوجهات الألمان .... وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية سعت بريطانيا لتكوين لجنة بروتكول الإسكندرية من كل من مصر والعراق وسوريا ولبنان واليمن والسعودية . وبعد ذلك تم التوقيع على ميثاق الجامعة في 22مارس عام 1945م تحت متابعة وإشراف الخارجية البريطانية . وكان أول أمين عام للجامعة العربية الشخصية المصرية عبد الرحمن عزام باشا ..... وتعاقب على أمانتها 7أمناء كلهم مصريون عدى واحد منهم هو الشاذلي القليبي التونسي الجنسية 1979 - 1990 وذلك بسب إصرار الرئيس العراقي شهيد الحج الأكبر صدام حسين على نقل مقر الجامعة من القاهرة بعد إعتراف الرئيس المصري محمد أنور السادات بإلكيان الصهيوني وبأن القدس هي العاصمة الأبدية لهذا الكيان وأصبح مقرها الجديد تونس ونقلت مكتبتها الوثائقية إلى بغداد حفاضاً عليها من التحريف والتزوير . وبعد مقتل السادات ومجيء حسني مبارك قرر الحكام العرب بعودة المقر إلى القاهرة خصوصاً حينما زاد التئامر الصهيوني الأمريكي الفارسي على النظام الوطني في العراق نتيجة مواقفه العربية الجماهيرية في الوحدة العربية وتحرير فلسطين من الإحتلال الصهيوني وإنتصاراته المجيدة على أعداء الأمة وفي المقدمة على إيران الطامعة في أرض العراق والأمة العربية .....

 

لقد لاحظنا أن نشوأ الجامعة العربية كان بإرادةالمستعمر البريطاني وتحت توجيهاته وإشرافه ، وذلك لإمتصاص المد الجماهيري لتوحيد أقطار الأمة ضمن دولة واحدة ذو موقع إستراتيجي يقع في وسط العالم خصوصاً في أمر التحكم بإرتباط أوربا بكل من آسيا وأفريقيا . كما سعت بريطانيا ( التي كانت تضع فلسطين تحت الإنتداب لتُمَهد لقيام الكيان الصهيوني ) أن لا يكون لفلسطين عضوية كاملة في الجامعة العربية بل عضوية مُشاركة ، لا صوت لها ، وهي لازالت كذلك لحد الآن ..... وقد نفذت بريطانيا وعدها للصهيونية العالمية في إنشاء دولتهم في فلسطين رغم أنف هذه الجامعة التي لم تفعل شيء يرقى إلى المقاومة الشعبية التي تصدت للعصابات المسلحة التي كانت بريطانيا تدربهم وتمدهم بالسلاح ، كما تصدت المقاومة الفلسطينية التي ساهم معها العديد من الحركات الجماهيرية العربية [ وفي مقدمتها حزب البعث العربي الإشتراكي يتقدمهم مؤسس الحزب وأمينه العام المرحوم أحمد ميشيل عفلق ] للنشاط الإستيطاني لليهود القادمين من شتى أنحاء العالم . لقد أراد الإستعمار الغربي بإستعمار فلسطين إستعماراً إستيطانياً توسعياً كما فعله مع كل من الأمريكيتين وأستراليا التي أباد شعوبها وأحل محلهم شذاذ الأفاق من الإوربيين . كما أن من أسباب زرع هذا الكيان في فلسطين يتلخص في ؛ فصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا والسيطرة على الممر البحري الدولي المتمثل بقناة السويس ..... وبعد كل هذا ماذا فعلت جامعة الدول العربية لقضية تحرير فلسطين ، التي تُعتبر المؤامرة الكبرى التي أقامتها الإمبريالية العالمية الأمة .....

 

الجامعة العربية هي المؤامرة الكبرى على الأمة العربية :- مما تقدم كان لابد أن يأتي الإستعمار بصور فارغة أوضالمة أو أركوزية من الحكام العرب ليكتموا أنفاس الشعب العربي في أقطارهم العربية ، فتسابت هذهالصورمن الحكام في تدعيم هذا الكيان المسخ من خلال الإعتراف به وتبادل التمثيل الدبلوماسي الرسمي معه ومحاربة كل أعداءه من أحزاب وحركات وأنظمة ، وتسهيل السبل للجيوش الإستعمارية لإنهاء هذه النظم المعادية للكيان الصهيوني ، كما فعلت ذلك مع النظام الوطني في العراق في أم المعارك عام 1991 وحصاره وإحتلاله عام عام 2003 ..... ولا ننسى موقف الجامعة العربية وحكامها الخونة من نظام معمر القذافي في ليبيا لمجرد أنه عارض موقف الجامعة في القُمة التي أحالت قضية الحرب ضد النظام الوطني في العراق إلى الأمم المتحدة وكذلك الحال بالنسبة لموقف النظام الوطني اليمني ...

 

أخيراً وليس آخراً ؛ ماذا سيتوقع العرب والعراقيون على وجه الخصوص من قُمة بغداد ، التي لم تضع ولو جزءً واحداً من فقراته العشرة لتناقش فيه أوضاع العراق والعراقيين من جوع وقتل على الهوية وإنفجارات عشوائية حصدت الآلاف من أرواح العراقيين الأبرياء والتدخل الواسع من إيران في شؤون الداخلية للعراق بهدف إحتلاله والإنتقال بعد ذلك لإحتلال باقي الأقطار العربية تباعاً ومن ضمن ذلك الأقطار العربية التي يحكمونها .... ولكن ... ماذا سيفعل هؤلاء الإمَّعات وقد أمرهم أسيادهم الأمريكان والكيان الصهيوني بأن بقاءهم في مواقعهم في الحكم مرهون بالإعتراف بالنظام العميل والفارسي التبعية والهوى في العراق وإظفاء الشرعية له والتي رفضها الشعب العربي كله .....!!!؟؟؟ . فهم إن خالفوا الأوامر فمصيرهم سيكون الإندراج في قائمة الربيع العربي الذي توجهه وتديره أمريكا والصهيونية العالمية ليأتوا ببدلاء عنهم .....

 

ألخاتمة

ليعلم هؤلاء الحكام أنهم في حضورهم إلى قُمة بغداد إنما سيجتمعون مع ذوي جنسيات إيرانية وأمريكية وأوربية ، بل أن أغلبهم من الأصول الفارسية الساعين إلى التئامر على عروبة العراق. وأن حضورهم في قمة بغداد إنما هو بيع للعراق العربي إلى مجوس الفرس ...قمتكم إنما هي القُمامة التي ستجمع كل وساختكم ..... وأدعو كل من يكتب للمقاومة العراقية والثورة العربية أن يبدلوا كسرة ( ق ) القمة بالضمة لتصبح ( القُمة ) قمامة العرب بالفعل ..... وسيرى الذين ضلموا أي منقلبٍ سينقلبون بإرادة الله وجماهير الأمة ومقاومتها ، وبالأخص مقاومة أبطال الرافدين ... وسننتصر بإذن الله .... ومن الله النصر والتوفيق ........

 

 





الاثنين٠٣ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة