شبكة ذي قار
عـاجـل










ذكرت سابقا و في عدة مقالات بان ( الإستراتيجية الصهيونية ) هي خريطة الطريق  نحو السيطرة والهيمنة على  دولٍ عربية ذات ثروات كبيرة ومواقع إستراتيجية مهمة  .. الخ , ثم وضحت بان لهذه الإستراتيجية  قواعد ثابتة تعتمد عليها في تنفيذ جميع مراحل صفحاتها للوصول إلى الأهداف التي تبتغيها . ثم شخصت ألأدوات الرئيسية لها وحددت واجباتها في تنفيذ جميع مراحل  صفحاتها  ( سياسيا واقتصاديا  وإعلاميا وعسكريا ..الخ ) .

 

وقلنا  بان لكل أداة من هذه الأدوات الرئيسية ( آليات ) مهمة ومنفذة لكل صفحة من صفحاتها والتي تمخضت أصلا من رحمها العدواني  الذي احتضنها طيلة  طفولتها ولعقود من السنين بحيث وصل الأمر بها ان تعدها إعدادا مخابراتيا لتصبح عناوين سياسية خدومة وطائعة ومنفذة لكل ما يتطلب منها ثم إظهارها على الساحات الإعلامية المحلية والعربية والأجنبية وفق مسميات هزيلة لتكون عناوين سياسية لأحزاب اسلاموية  وكتل مختلفة الألوان والميول وميليشيات  طائفية صفوية وعرقية .. الخ  .. وأشرت في الكثير من المقالات عن التربية الفاسدة التي تربت عليها هذه الآليات من خلال استغلالها الدين في تنفيذ ما مطلوب لها أولا ومبالاتها في عدم احترامها واهتمامها للشرف العربي لابتعادها وعدم اعترافها بشرف هوية المواطنة وشرف القومية العربية ثانيا .

 

لا أريد الإطالة  في مقدمة الموضوع بقدر ما أود ان اذكر القارئ بألا سماء البارزة لهذه الأدوات الرئيسية والمتمثلة ب ( الصهيونية العالمية والامبريالية المتمثلة بأداتها الرئيسية الولايات المتحدة الأميركية والقوى العدوانية المتمثلة بالدول التي تحالفت مع الصهيونية والإدارة الأميركية والبريطانية والصفوية الفارسية ) .

 

أما آليات  المهمة والمنفذة للأدوات أعلاه فهي ( منظمة الأمم المتحدة , ومنظمة المؤتمر اللااسلامي , وجامعة تقسيم الدول العربية , وجميع الأنظمة العربية  العميلة وبمختلف عناوينها  وبدون استثناء  وجميع الأحزاب , والكتل والحركات العميلة الاسلاموية والصفوية وغيرها من الأحزاب التي تدعي نفسها زورا  بالديمقراطية من الذين ولدوا  ونشئوا  وترعرعوا واحتضنوا ودعموا من قبل دول الأدوات الرئيسية للإستراتيجية الصفيوامريكية , والعملاء والجواسيس وتجار الحروب وعشاق كراسي الحكم , وشيوخ الدولار والاحتلال والانتهازيين المنافقين والمرتدين عن الدين والوطن والشرف والمبادئ التي كانوا يؤمنون بها , وجميع وسائل الإعلام الامبريالي الأمريكي الصهيوني ألصفوي , والمال الوسخ الذي يعتبر أهم آلاليات  التي تخدم أدوات هذه إلاستراتيجية لما له من مكاسب مادية في التأثير على سلوكيات ضعفاء الأنفس في توريط الكثير منهم , وآخرها منظمات المجتمع المدني ) .

 

لنعود إلى جوهر موضوع مقالنا أعلاه لنتذكر ونذكر الشرفاء من أبناء العراق وامتنا العربية بالحرب وغزو واحتلال العراق الذي هو الناتج الرئيسي لفعل الإستراتيجية الصفيوامريكية والتي أثرت تأثيرا كبيرا على تفعيل  آلياتها أعلاه كل وواجباتها وفي وقت متزامن ومتوازي مع نبيح جميع وسائل الأعلام العربية الصفيوامريكية ومن تحالف معهما والمحددة بواجبات التظليل المنظم  للرأي العام الدولي  بصورة عامة والرأي العام العربي والإسلامي بصورة خاصة والذي جعلنا ان نتأكد بصورة دقيقة بان الدول الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اتخذوا طريق التظليل الديمقراطي , أي  تظليل العالم بخدعة وكذب أسلحة الدمار الشامل في العراق وعلاقة القاعدة بنظامه الوطني , مما حدا  بالياتها المتمثلة ب ( النظام الرسمي العربي العميل ) وعلى رأسه ( جامعة التفرقة وتقسيم الدول العربية )  العميلة وبجميع رؤسائها ولجانها ومستشاريها إلى الهرولة والركض مع عواصفها الكاذبة للوصول إلى الهدف المرسوم لها في تدويل تلك الادعاءات والذرائع المظللة ل ( هيئة الأمم المتحدة ) وبمؤازرة وإسناد كل من  ( منظمة المؤتمر اللااسلامي ) و الأحزاب والكتل والميليشيات العميلة المنضوية تحت إبط الصفوية الفارسية وبعض الأحزاب الاسلاموية التي ولدت ونشأت تحت الخيمة ( الماسونية ) العالمية في بريطانيا والذين شخصهم الشعب العراقي من أوائل القوم الطالح في استنجادهم وطلبهم العون لتدخل القوات ألأجنبية لغزوا واحتلال العراق وشعبه من خلال مؤتمري الخيانة والنذالة ( لندن وصلاح الدين ) ...

 

الدليل على ذلك  ما شاهده  ويشاهده العراقيون والعرب والعالم من حقائق واقعية تعرضها فضائية ( البغدادية ) لتلك الأحزاب والكتل والميلشيات في برنامجها المتميز ( احتلال العراق وباجزاءه الممتازة ) وهم يساندون  قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني وحلفائهما من شمال العراق ووسطه وجنوبه ..

 

ان ما يسمونه اليوم  ب ( الربيع العربي ) والمعروف لأحرار العالم والأمة العربية ( بتسانوم ) التقسيمات العربية في تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ , إنما هو اختلاق الفوضى الخلاقة المتناسقة مع وسائل الأعلام الامبريالي الصهيوني ألصفوي لخلق ولادات طائفيات وعرقيات , وكما ذكرت ذلك في إحدى المقالات التي وصفتها بالتجارب التي استفادت منها  الصفيوامريكية من تجربة العراق منذ ان غدرت الولايات المتحدة الأمريكية في وعودها وموافقتها بإعطائها الإشارة الخضراء لشهيد الأمة العربية المجاهد والقائد العربي صدام حسين رحمه الله عام 1990 وعن طريق  سفيرتها في بغداد التي أصبحت  في خبر كان  بعد انسحاب القوات العراقية المسلحة من الكويت والتي أصبح مصيرها مجهول لا يعرف به إلا اثنان الأول المجرم الأرعن الكذاب ( بوش الابن ) والثاني ( المخابرات الأمريكية ) ..

 

فألتسوناما العربي الأول قد  بدأ في العراق عام 1990 م وبالتحديد بعد ان  انسحبت  القوات العراقية من الكويت عندما بدأ العد التنازلي له وفي وقت انهالت عليه السيناريوهات المتذرعة  في امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقة القاعدة بنظامه الوطني , إذ حدد لهذا التسوناما أول صفحة له  سميت بصفحة ( الاقتصاد ) من خلال فرض الحصار الاقتصادي الجائر على العراق وشعبه طيلة ( 13 ) ثلاثة عشر سنة , الشيء العجيب في هذه الصفحة  ان أول من وافق عليها  هو النظام الرسمي العربي العميل وبجميع عناوينه وبدون تمييز وبالتوقيت المتزامن مع جميع  وسائل إلا علام العربية العميلة ووسائل الإعلام الصهيونية والامبريالية العالمية والصفوية الفارسية لتضخيم تلك الذرائع الكاذبة..

 

 ان  ركض وهرولة ألأنظمة العربية العميلة حول ذلك  , إنما هو  لتحقيق أول هدف لها ألا هو تعليق عضوية العراق من الجامعة اللاعربية .. تلك الجامعة ( العبرية ) التي قامت بدور كبير وعجيب  لم تقم به طيلة عمرها السياسي وبالتحديد منذ احتلال إسرائيل لفلسطين أو أي بقعة من ارض الدول المواجهة  عام ( 1948و1967 و1973 ) ولغاية إلحاحها المستمر لشر عنة حكومة الاحتلال الصفوية في بغداد من خلال عقدها  لمؤتمر قمة السفراء العرب العملاء في المنطقة الخضراء الصفوية في آذار  2012م  , فتم حشد كل قواها وجهدها السياسي العميل  آنذاك لعقد قمة عربية طارئة حول العراق والذي نتج عن اجتماعها الذي  لم يستغرق أكثر من نصف ساعة إصدار قرارات ظالمة لم تقرره طيلة حياتها السياسية ولا حتى في حياة أنظمتها الرسمية العميلة سواء كان ذلك ضد إسرائيل أو إيران أثناء حربها مع العراق ..

 

وليعلم الأخ القارئ ان أهم ما قامت به الجامعة العبرية آنذاك هو تحويل جميع القرارات التي أصدرتها ووضعها فوق طاولة ما يسمى بالشرعية الدولية لغرض الإسراع في المطالبة والاستنجاد بالقوات الأجنبية لضرب العراق وشعبه ثم احتلالهما وإسقاط نظامه الوطني القومي .. وفعلا حدث الشيء الذي لم يتوقعه أي عربي وهو يشاهد ( مع الأسف ) بعض الجيوش العربية وهي  تتقدم أمام الجيوش الغازية الأجنبية لتحصد الآلف القتلى من أبناء الجيش العراقي البطل ..وما شاهده الكثير من أبناء القوات المسلحة  الذين أنقذوا أنفسهم الكثير من آليات الجيوش العربية  الجارفة ( مع الأسف ) وهي تدفن آلاف الجنود والضباط  العراقيين الأحياء في ملاجئهم , والأكثر من ذلك ما قامت به طائراتهم الحربية التي كان يقودها طيارون عرب وهم يهاجموا مواقع ومواضع القوات المسلحة العراقية ليلا ونهاراً وبمختلف أنواع القنابل والصواريخ ليصبوا غضب وحقد وكراهية حكامهم العملاء على القطعات العراقية الباسلة التي حمت ديارهم وشرفهم من الاحتلال الصهيوني وحمت عروشهم وكروشهم ودولهم وشرفهم من الريح الصفراء الآتية لهم آنذاك من قم وطهران ..

 

بهذه الطريقة الإجرامية البشعة بلط النظام الرسمي العربي العميل الطريق لإتمام عدة صفحات  من الإستراتيجية الصفيوامريكية وبالتزامن مع دخول ميليشيات الأحزاب والكتل الصفوية الآتية من قم وطهران وتحت مسامع وأكاذيب الحرب الإعلامية التي تناولتها آنذاك وسائل الأعلام العربية العميلة ولهدف مرسوم لها ألا هو إضعاف وانهيار معنويات القوات المسلحة والشعب العراقي والذي به يستطيعوا الوصول إلى الهدف الرئيسي ألا هو احتلال العراق أرضا وشعبا .

 

من هنا أقول ..بان  تسانومي العراق إنما هو الهدف الرئيسي للإستراتيجية الصفيوامريكية والذي به سيتم تعميمه  وتنفيذه حرفيا على الدول العربية وبحجج الربيع العربي الأمريكي الصهيوني ألصفوي ..  إذن من حق السائل ان يسال : أليس هذا هو ( تسانوم ) التقسيم العربي , وليس ما يطلق عليه اليوم بالربيع العربي عندما طوعت ألأنظمة العربية العميلة نفسها وهي راكعة خانعة خاضعة مركوبة من قبل الصفيوامريكية بتعاونها ومشاركتها الفعلية في شن الحرب وغزو واحتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني القومي الذي حمى الديار العربية ؟ واليس النموذج الليبي التسو نامي الديما تقسيمي هو ناتج لتجربة احتلال العراق التي تعاونت  فيه كل الآليات العميلة المتمثلة بالأنظمة العربية وجامعتها اللاعربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر اللااسلامي وبالتنسيق مع الأحزاب والكتل السياسية الإرهابية الصفوية الاسلاموية وتحت إمرة وسائل الأعلام العربية والغربية لكي تستنجد  بحلف الناتو لضرب وقتل وتقسيم ليبيا الشقيقة ؟ واليس تجربة تسو نامي العراق هو ناتج تفاعل هذه الآليات لينتج من جرائها الكثير من التغيرات في الأنظمة والجغرافية العربية التي ستقسم الأمة العربية إلى أكثر من ستون دويلة وإقليم في الكثير من الدول العربية مستقبلا  وبحجج وذرائع عرفها الشعب العربي الصامت على حال الأمة بالربيع العربي الأمريكي الصهيوني ألصفوي ؟ .. وأليس من حق هذه الآليات المتمثلة بالحكام العرب العملاء والأمم المتحدة والجامعة اللاعربية ومنظمة المؤتمر اللااسلامي والأحزاب والكتل الطائفية الصفوية المنضوية تحت ما يسمى بحكومة العراق والمعروفة وفق القانون الدولي  بحكومة الاحتلال ألصفوي ان يحتفوا ويحتفلوا على الهواء وهم يرقصون طربا تحت طبول وسائل الأعلام الديمقراطي الطائفي ألصفوي التي غطت آنذاك جميع صفحات الحرب وغزو واحتلال العراق واليوم يتباهون بنجاح تجربة الديمقراطية الطائفية الصفوية في العراق  كتجربة رائعة يجب ان يستفاد منها العرب وكما وصفها المالكي الكذاب أثناء لقاء كلمته الصفوية أمام سفراء قمة الدول العربية  الفاشل  في المنطقة الخضراء الصفوية والتي حضرها أمير القتل والإجرام  العربي صباح اللامبارك الذي ولى هاربا من قاعة الاجتماعات الكبرى إثناء سماعه الانفجارات التي دوت حول قاعة الاجتماعات  والتي ذكرت العراقيين والعرب أيام هروبه  ب ( شحاطته ) عند  دخول الجيش العراقي أرضه المعروفة تاريخيا بأرض الكويت .

 

 وفي الختام أقول .. ان مؤتمر قمة السفراء العملاء العرب إنما هو احتفال رسمي لمناسبة نجاحهم في الصفحات التي رسمت لهم ضمن الإستراتيجية أعلاه ضد العراق لينطلقوا منها إلى تدمير وتقسيم  جميع الدول العربية ومن منطقة الشروع التي حددها لهم أسيادهم ( المنطقة الخضراء ) ..نعم انه  احتفال رسمي للأنظمة العربية العميلة الذي عرف عنه الشعب العراقي والعربي والعالم بأنه اليوم الذي وزعت به كعكة الإستراتيجية الصفيوامريكية لبعض رموز آلياتها العملاء ورموز النظام الرسمي العربي العميل الذين  نفذوا  وافتعلوا  هذه التسانومات العربية بتوزيع  أكثر من ( مليار ونصف ) المليار دولار والذي يعادل بالعراقي أكثر من ( تريليون وستمائة مليار دينار ) لكل من حضر في قاعته الكبرى  ابتدءا من بان كي مون ولغاية الخادم الذي قدم الشاي في ( ألأكواب ) المطعمة  بالذهب  عيار ( 24 حبة ) , والذي به  يبنى عراقا جديدا بمحافظاته واقضينه ونواحيه وقراه وإكمال ما تطيب له العين من خدمات ومستشفيات راقية  ومنتزهات وسد احتياج رواتب  للمتقاعدين والمعوقين والعاطلين واليتامى والأرامل والفقراء الذي وصل نسبتهم في العراق إلى أكثر من 80%  ...  ناهيكم لما حول من هذه الكعكة الكبيرة والضخمة  بالمليارات من الدولارات إلى إيران وفاءا لها ولموقفها التاريخي في احتلال العراق وأفغانستان وكسرا للحصار الاقتصادي الذي فرضته أمريكا كذبا على إيران , وكذلك تقديرا لها لما قامت به إيران من تنفيذ أهم صفحة لها ضمن الإستراتيجية الصفيوامريكية أمس واليوم  في نشر فيلق القدس الإيراني على امتداد شارع ومقتربات مطار صدام الدولي وتأمينها المظلات الجوية  المنتشرة داخل العراق وعلى الحدود بالاشتراك مع سلاح الجو الأمريكي  لحماية هذا المؤتمر الفاشل أصلا والذي استغرق لخمس ساعات والذي  رسمت فيه  اكبر الاستراتيجيات الدفاع عن المنطقة من الأسلحة النووية الإسرائيلية وبغض النظر عن الأسلحة النووية إلايرانية التي اعدت خصيصا للأمة العربية وكما وضحها المالكي ألصفوي أثناء إحدى مقابلاته الصحفية المنقولة عبر الفضائيات العراقية ..

 

 





الاثنين١٠ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة