شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يحدث أن توافقت الأمة العربية، في تاريخها الحديث والمعاصر، على زعيم تاريخي مجاهد بقدر ما فعلت مع الرئيس الراحل أحمد بن بلة، تقديراً وحباً واحتراماً، وهو الذي ما زالت شخصيته النضالية ساكنة في وجدان الجزائريين وأبناء العروبة حتى قبل الخمسينيات من القرن الماضي حيث قاد ورفاقه ثورة المليون شهيد ضد المستعمر الفرنسي ليعيدوا إلى الجزائر، عروبتها وحريتها واستقلالها بعد مئة وثلاثين عاماً، حاول فيها الاحتلال "فرنستها" وتغييبها عن عروبتها وإسلامها، لولا بنادق وعزائم ومجاهدي جبال الأوراس ممن تخطت بطولاتهم أرض الجزائر ليدخلوا إلى قلوب العرب والمسلمين وأحرار العالم.


قبل أن أتعرف إليه شخصياً في ثمانينيات القرن الماضي، عرفت المرحوم أحمد بن بلة من خلال سمعته النضالية التي عمت الأمة العربية والعالم الحر، ومن خلال التظاهرات التي كنا نقوم بها في مختلف المدن اللبنانية، والدعم المطلق للثورة التي قادها، ورفاقه الميامين حتى التحرير، والبدء الفوري لإعادة الجزائر إلى حضن أمتها العربية لغة، وثقافة، وهوية حضارية.


أحمد بن بلة، كان في مقدمة هؤلاء الأبطال، بل وقد تميَّز عنهم في هامته النضالية بحيث لم تستطع السنون وتجاربها أن تلوي عزيمته وإيمانه سواء سنون القهر والاعتقال على أيدي الرفاق الممتدة لثماني عشرة عاماً، أم سنوات الشيخوخة التي جعلت منه شاهداً حياً على تاريخ الجزائر والأمة، لما يقرب القرن من الزمن، فإذا به الرمز الأصيل للتسامح، والصوت القوي الصارخ أبداً في سبيل قضايا وطنه وأمته، وهو الذي بقي على تماسٍ مباشر مع كل أحرار الأمة وثوارها ومناضيلها، مستذكرين في هذا المجال وقفته التضامنية مع نظام البعث التقدمي في العراق، وهو يواجه العدوان الثلاثيني عليه سواء العام 1991 أو العام 2003، إلى حمله الدائم لقضية فلسطين والدفاع عنها أينما حط الرحال، دون أن ننسى مواقفه الصادقة تجاه لبنان وقضيته ومقاومته الوطنية والإسلامية ضد المحتل الصهيوني الغاصب.


أحمد بن بلة، كان وسيبقى رمزاً خالداً في وجدان أمته العربية، كما في وجدان كل جزائري وجزائرية وكل أحرار العالم وثواره. وسيذكره التاريخ العربي إنساناً متواضعاً محباً لشعبه وللإنسانية، بقدر ما سوف يسطر عنه من صفحات خالدة من العطاء والفداء لم تتجمع سوى في هامة كبيرة مثل هامته، واسماً خالداً في فضاء الحرية والنضال الدائم مثل اسمه، وهو الذي سيبقى ساكناً في وجداننا إلى الأبد.



الدكتور عبد المجيد الرافعي
نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في ١٤ / نيسان / ٢٠١٢

 

 





الاثنين٢٤ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عبد المجيد الرافعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة