شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها السيدات والسادة الحضور


عندما يرحل عنا مناضل عربي بقامة أحمد بن بله, فإن خسارته في هذه المرحلة العصيبة من حاضر أمتنا العربية.تشكل حدثاً مؤلماً لمجمل قضايانا العربية, خاصة في فلسطين والعراق


لقد إتسمت مسيرة بن بله, سواء عندما كان مقاوماً مع رفاقه في جبهة التحرير الوطني الجزائرية, من أجل تحرير الجزائر وإستقلالها. أو عندما كان في منصب رئيس الجمهورية, وجهوده الدؤوبة من أجل الحفاظ على عروبة الجزائر, أو عندما غادر السلطة, وإلتحامه النبيل بكافة قضايانا المشروعة, إتسمت مسيرته الطويلة, بصدق وإخلاص, وحافظ على نقاء المبادئ التي آمن بها


لقد واجه بن بله في الجزائر, كافة التحديات التي حاولت قوى محلية وخارجية ان تفرضها بإيجاد تباين مستهجن وغريب عن شعب الجزائر الأصيل ووحدته الوطنية من جهة, ومحاولات محمومة ومريبة لتغريب الجزائر عن عمقها العروبي. وتصدى لمجمل هذه التحديات, بإصرار رائع. فقد عمل أولاً على تعريب التعليم, رداً على دعاة "الفرنسة", وبدأ تحويل مرافق الدولة ومؤسساتها إلى اللغة العربية.ثم خاطب القوى المشبوهة بقوله: "أنا بربري في الأصل, وتراثي البربري تدعيم لأصالتي العربية والإسلامية, ومن ثم لا أسمح بوجود لغتين وطنيتين: عربية وبربرية. ان اللغة الوطنية هي العربية, أما البربرية فتدخل في حيز التراث الذي يتطلب منا إثراؤه ودعم الإيجابي منه


وأكد: "أنا وفي لفكر جمال عبد الناصر, لأنني أعتبره رجلاً عظيماً ساهم في دعم الثورة الجزائرية أكثر من أي شخص آخر في الوطن العربي
وإتخذ الرئيس بن بلة مواقف واضحة إزاء القضايا العربية العادلة, سواء من أجل فلسطين أو العراق


على صعيد فلسطين, فقد آمن بضرورة تحرير فلسطين, كل فلسطين, وعلى حق الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه, مندداً بكل التسويات الإستسلامية, التي استهدفت تصفية قضية فلسطين العادلة والمشروعة, قائلاً: "فلسطين لن تنكسر مادام فيها هذا الشعب الجبار"...وساهم الراحل الكبير في كافة المواقف الرافضة للنيل من فلسطين وتحريرها وعروبتها


ومن أجل العراق, فقد وقف مع قيادته الوطنية بقيادة الشهيد الكبير صدام حسين, بداية في مواجهة العدوان الايراني, طوال سنين الحرب الشرسة التي امتدت بين عامي 1980 - 1988.ومع بداية نذر العدوان الثلاثيني عام 1991,أعلن بن بلة بوضوح تأييده ودعمه للعراق في المواجهة, وحذر من مخاطر إستهداف العراق ونظامه العربي


ومع التحضير لغزو العراق عام 2003, ورغم كبر سنه, فقد شد الرحال إلى بغداد, وإلتقى الشهيد صدام حسين, وأعلن أنه سيبقى في العراق, واضعاً نفسه ضمن الدروع البشرية في المواقع القيادية الحساسة. ولم يغادر بغداد إلا بعد إصرار الشهيد صدام حسين عى ذلك


أيها السيدات والسادة
لقد كان بن بله, من أبرز قيادات ومناضلي المغرب العربي, الذين آمنوا بحقيقة أمتنا الواحدة, والذين جسدوا هذا الإيمان بالدفاع عن كافة قضاياها العادلة من المحيط إلى الخليج, ومن الداعين لتحقيق وحدة المغرب العربي, التي تشكل خطوة على طريق الوحدة العربية والشاملة. ان واجب الوفاء, نحو الراحل الكبير, وفي خضم الأحداث التي يعيشها أكثر من بلد عربي, ان نبقى مؤمنين بضرورة تحرير فلسطين, كل فلسطين, والرفض لأي تسوية لأنها تستهدف هذا الحق. وان ندعم المقاومة الوطنية العراقية, حتى يعود العراق حراً مستقلاً عربياً. وان نؤكد على مسلمة الوحدة العربية كحق أصيل, وضرورة لاتقبل التسويف


رحم الله الراحل أحمد بن بلة ... وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

 





الجمعة٢٨ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة