في خطاب شذب النفس ونقى الوجدان وجعل النضال وسيلة لنيل السعادة، وفي حدث لا يمكن ان يحسب كحدث عابر لعدة أسباب موضوعية تجلت فيه يقف في مقدمتها انه خطاب منهج متكامل يستند على قيم ومبادئ وعقيدة منسجمة مع فلسفة الجهاد والشهادة، ولا غرابة ان تتولد بسببه صدمات أثرت على ما تبقى من عقول العملاء السفهاء ان تبقى منها شيء يذكر لذا نراهم يحتارون بالتحليل والاستنتاج والتقصي عن مكان تواجد القائد " حفظه الله ورعاه " كل يحلل على هواه تحت ضغط وتأثير نظرية المؤامرة المهيأة سلفا، فهذا يخرج ليفتي ان القائد متواجد في الأهوار، وغيره يقول في الجبال، وآخر يقول في المدن، وغيره يقول في الارياف، ووصل الخيال لدى البعض بالجزم انه في دولة عربية، واحتمالية وجوده في دولة اسلامية صديقة، البعض يقول انه يتنقل ليلا، وغيره يقول نهارا، البعض يقول انه يتواجد في جنوب العراق، ويدعم حجته بخطابي القائد في واسط وذي قار، وغيره يقول انه يتواجد في مكان في حي راقي بالعاصمة، على اعتبار ان تصوير الخطاب تم بحرفية عالية، والقاعة فيها ستائر ومنضدة، طرازهما أوربي، وبدأ البحث عن الدول والمحافظات التي تستورد هذا النوع من الستائر، ووصل الحال الى ان تنشر صحف ومواقع طائفية ودون أدنى خجل الى ان السلطات وزعت صورة مقربة للستائر والمنضدة على ميليشيات السلطة وهي تجوب المحلات والفنادق بحثا عن من أستوردها؟ ومن أي مصدر؟!
الشعب يقول لكل هؤلاء أخزاكم الله وخذلكم وأذلكم .. أنتم صغارا وستبقون، وكان عليكم أن تسألوا شعب العراق، بشيبه وشبابه برجاله ونسائه وأطفاله، وسيأتيكم الجواب دون الحاجة للتحليل والتقصي والاستنتاج، سيأتيكم الجواب من بغداد، ومن دجلة والفرات، من كربلاء مدينة امام الشجاعة والبطولة والفروسية الامام الحسين (عليه السلام )، من النجف مثوى أمير المؤمنين الامام علي ( عليه السلام ) ومهد الحركات العلمية والأدبية والفقهية، من البصرة وتحديدا من شط العرب ورمزيته، من صلاح الدين مسقط رأس القائد صلاح الدين الايوبي وشهيد الحج الأكبر صدام حسين، من حمورابي في بابل وآثارها وحدائقها المعلقة، من الانبار بمدنها التي لابد ان تجيب جميعها من الرطبة الى أبو غريب، من نينوى التي تفخر بدلالات تسمياتها فهي الحدباء وأم الربيعين والخضراء والموصل، سيأتيكم الجواب من كل مدن العراق من ذي قار وديالى والتأميم والقادسية والمثنى وميسان وواسط، ومن شمالنا الحبيب في أربيل والسليمانية ودهوك، كل هذه المدن ستجيبكم ويجيبكم قبلها عشاق الشهادة أبطال المقاومة، أسألوا أرض العراق والشجر والحجر، أسألوا السهول والوديان، أسئلوا كل شواخص العراق وستحلون اللغز، وبالتالي ستعلمون بمكان تواجد قائد المسيرة والجهاد.
ليس سرا إذ نشير، ان القائد يتواجد في مكان يثير نشوة في قلوب الشرفاء، ويثير غضبا في قلوب الاعداء، انه يتواجد في ضمير شعبه، وفي حدقات عيونهم، كيف لا فهذا قائد حزب الصفحات المشرقة والانجازات العظيمة، وهذه هي أفكاره النابعة من روح الامة وتراثها، وهذه هي علاقة الحب المتبادلة بينه وبين شعبه قد أثمرت بتفاعل خلاق وصولا الى قلوب الجماهير التي تتفاعل لتعكس الصورة الحقيقية الصادقة للبعث وهي تتجلى في خطاب المصير العربي والأفق الحضاري والبعد الروحي النابع من رسالة الاسلام العظيم .
