شبكة ذي قار
عـاجـل










 

لا مكان في حزب الرسالة اليوم للتشاؤم واليأس والقنوط :

 

ولد الإنسان بطبيعة تكوينه وهو مبني علي التفاؤل والأمل والبعد عن التشاؤم والتطير, ففي صدر الإسلام كان النبي صلى الله عليه وسلم يبث في نفوس صحابته رضوان الله عليهم روح التفاؤل والجد والإقدام حتى في أحرج الظروف وأشدها وأقساها .

 

ويستدل على روح التفاؤل بهجرة النبي الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ودخوله الى الغار والأخطار محدقة به وبصاحبه أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) وهذا خير دليل على التمسك بالأمل بعيدا عن التشاؤم واليأس والقنوط، فالتفاؤل أو التشاؤم كليهما ينبعان من داخل النفس, فصاحب النفس المتفائلة ينظر إلى الحياة بمنظار جميل يبعث على الأمل وعكسه صاحب النفس المتشائمة فإنه ينظر إلى الحياة بمنظار أسود كئيب, فلا يرى منها إلا كل سيء باعث على القنوط والتشاؤم واليأس، فالحياة عبارة عن مراحل أو خطوات بين اليأس والتفاؤل، وهذا تأكيد قائد الحزب والمسيرة وهو القول الفصل " لا مكان في حزب الرسالة اليوم للتردد والتراجع والتقهقر، وإنما هو ثورة كبرى شاملة وعميقة يحرق لهيبها كل الصفات الذميمة الرديئة المتخلفة السيئة في نفوس وضمائر أبناء البعث ورجاله، لكي ينير بالصفات الحميدة الشريفة في ضمائر أبنائه ويثورها وينورها ويفجرها عطاءً وإبداعاً، فتزدهر وتسفر عطاء سخياً لا ينضب" .

 

لا مكان في حزب الرسالة اليوم للعنصرية والطائفية والقبلية والإقليمية والعائلية :

لا مكان في حزب الرسالة اليوم للمحسوبية والمنسوبية والمسؤولية :

لا مكان في حزب الرسالة اليوم للتردد والتراجع والتقهقر :

 

أول درجات الفشل لأي حزب تكون بتسلل الحالات المرضية الى صفوف الحزب، وقد شخص القائد تلك الحالات المرضية، وان أي خضوع لها يعني أول درجات الفشل في الحياة، فالحل الوحيد لدحر الطائفيه والعنصرية العلم والعمل بعيدا عن المحسوبيات، فكلام بهذا الثقل يعني تعزيز الثقة وترسيخ المبادئ وفق الاتجاه العصري ووفق أيدلوجية البعث التي تقود للنجاح والسيطرة والتفاعل المطلوب، فتشجيع الكفاءات وعدم الانغلاق والتعامل وفق رؤية القائد تعتبر السلاح السحري الفعال والمقياس لإشعار المنتمين بقيمة فكر البعث الوطني القومي الوحدوي، على اعتبار ان البعث حزبا يحرم الطائفية ويحاربها ويمقتها، ومن بين مبادئه محاربة العشائرية والعنصرية، فهو الحزب الذي لا يمكن ان ينجرف في دوامة التيارات العرقية أو التحزبات المذهبية، ومهما حاول المحتل وعملائه في العزف على هذه الأوتار.

نفهم ان المحتل وأدواته يعملون بجد لتوفير الأجواء الكفيلة بإشغال ابناء البلد الواحد، كي يصرف الأنظار عن التغلغل الإيراني في أعماق الأمة مستغلا انشغال العرب بأمور جانبية ليست ذات قيمة، إلا ان الوعي الوطني والقومي كفيلان بتفويت الفرصة على مخططات من يبغي من وراء تلك الشعارات قصدا سيئا، وأمام تأكيد القائد على نبذ كل ذلك لا نملك إلا ان نقف احتراما لهكذا فكر وهكذا قائد يترجم تلك الرؤية الى واقع ويعمل بإستراتيجية واضحة ويُصرحُ ً بما يراه ولا يخشى في قولةِ الحق لومة َ لائم، وأمام ذلك نجد ان من حقنا ان نباهي الآخرين به .

 

البعث علم وحزم وإقدام وعطاء :

العلم هو مفتاح التقدم وهذا هو الذي يجعلنا نشعر بضرورة التعمّق فيه وصولا للحياة المليئة بالعطاء، عطاء في كل المجالات سواء كان على مجال الفكر أو أي مجال اخر، والهدف هو الارتفاع بالقدرات إلى مواقع القوة التي تعزز روح النصر، فالبعثي ينطبق عليه ما ينطبق على غيره، وهو ليس بمعزل عن المجتمع لأنه ليس لأيّ مثقف أو صاحب خبرة الحرية في أن يجلس وينزوي ، كما وان الحياة تحتاج الى مزيد من العطاء والانفتاح، والكمال لله وحده، قال القائد في هذا المجال " البعث علم وحزم وإقدام وعطاء، فرج وتجدد واستبسال وفداء، وهمة وفروسية وبطولة وصدق وإخلاص وأمانة، والبعث إيثار ومحبة وتسامح، والبعث إيمان عميق بالنصر حد إيمان عين اليقين " هذا هو البعث وهذه خصاله، متجدد على الدوام فمن خلال التأمل الدقيق والنقل الصحيح يتضح أن البعث يتصف بكل الصفات الحسنة، وهي تقليد طبيعي راسخ لديه باعتبار تلك الصفات الحسنة من الركائز التي تستند عليها فكرته، والصفات التي اشار لها القائد متلازمة وايدلوجية البعث كتلازم الروح والجسد.

 

تسع سنوات مضت على غزو العراق واحتلاله :

تسع سنوات طوال مضت من القتل والتهجير والتشريد :

تسع سنوات مضت من التدمير والتخريب لنهضة العراق :

المحتل وأذنابه من العملاء يعملون بما يستطيعون لإيقاف عجلة التقدم، من خلال التآمر وتبادل الادوار بينهما، والصفوي يرقب على التل بعد ان أوكل تنفيذ أجندته لمرتزقته الصغار، فالعراق استطاع عبر تاريخه أن يزج العلماء في جميع الاختصاصات، وهذا بالتأكيد مصدر قلق للأعداء، فكان لابد ان يقوموا بالمقابل الى تنظيم عملية تصفية لهذه العقول عن طريق الاغتيال أو التشريد أو الهجرة، ومن خلال فسح المجال للعصابات والميليشيات لاستباحة كل ما هو وطني، وتصفية القاعدة العلمية التى تم بناؤها أثناء نهضة العراق وتدمير شامل وكامل للحياة وتدمير للبيئة، إنهم استهدفوا الرسالة والأرض والشعب والتاريخ والحياة من خلال استهداف العقل العراقي باعتباره ركيزة الثروة العلمية الهائلة في العراق والمتمثلة بالعلماء والخبراء العراقيين في شتى المجالات، فمن الممكن ان يحققوا نجاحات في كل ذلك ولكنهم سيفشلون بمحو الشخصية العراقية وتدمير هوية الانسان العراقي أو مسخ قوميته المتآخية مع القوميات الأخرى، ما كان ذلك كله يحصل لولا الخنوع العربي الرسمي وقد أشار لذلك القائد بقوله " لقد اشترك معهم في هذه الجريمة الكبرى للأسف كما ترون النظام العربي الخائف الجبان الفاسد المتآمر على الأمة وشعبها ومستقبلها، وهو لا يزال موغلاً في جريمته، يقدم للمحتل وعملائه كل وسائل الدعم والمساندة لكي يمضي في مشروعه الدامي المريض في صراع يخوضه شعب العراق العظيم ومقاومته الباسلة نيابة عن الأمة والإنسانية " .

 

بكل أسف هذه هي الحقيقة فالعالم العربي يعيش اليوم أزمة جدية وخطيرة، ويتجه نحو الهاوية إذا أستمر الحال على ما هو عليه، واليوم نجد في خطاب القائد ألم ممزوج ببادرة أمل، ألم لما وصل له حال العرب وصمتهم الرهيب تجاه ما يجري على أرض الرافدين، وأمل من خلال مد اليد ثانية للعودة الى طريق الحق، ويقف في مقدمة ذلك دعم المقاومة العراقية التي ركعت المحتل وأعادت كرامة العرب، والجانب المهم الاخر الذي نفهمه من الخطاب هو التسامي فوق الجراح، تسامي من أجل الأمة وشعوبها التي ترى في العراق السور الأمين، ولم يخيب شعب العراق على مدى تاريخه رجاء العرب، وبعون الله لن يخيب أملهم مستقبلا .

 

ربما القادة العرب يعلمون أو لا يعلمون بأن العدوى الصفوية ستصيبهم وستحرقهم نار الفتنة المجوسية، وقد اصابتهم وأحرقتهم فعلا، وخير دليل على ما نقول هو ما يحصل في عالمنا العربي وأمامنا البحرين واليمن وسوريا ولبنان، وستصل العدوى والنار الصفوية الى مصر ودول المغرب قريبا، ولن يسلم أي شعب عربي في أي بقعة على أرض عربية من هذا الشر. عليهم جميعا حكاما وشعوب ان يصغوا باهتمام ويتفاعلوا مع مضامين الخطاب، حيث ينبه القائد قائلا "هذه هي الحقيقة الكبرى في العراق اليوم، نضعها تحت أنظاركم وبين أيديكم، وهي ليست قضية العراق فحسب بل هي قضية الأمة وشعبها على امتداد وطنه الكبير، لقد أصبح العدو الفارسي الصفوي اليوم يقف اليوم على أغلب أبواب أقطار الأمة الداخلية متحفزاً لا يحجزه عن اجتياحها إلا شعب العراق العظيم ومقاومته الوطنية الباسلة بكل أشكالها وبكل انتماءاتها بعد أن حطمت هذه المقاومة المجيدة قوى الغزو والعدوان وركعتها وطردتها شر طردة " فهذا العراق عمق العرب وسندهم، وهو من قال عنه الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ان العراق جمجمة العرب وكنز الإيمان ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض فاطمئنوا فأن رمح الله لا ينكسر، وها هو التاريخ وقائد البعث والعراق القائد المجاهد عزة إبراهيم يوفر اليوم فرصة نادرة للأشقاء العرب بان يساهموا في اصلاح الحال وعليهم ان يستفيدوا من الفرصة والتاريخ .

 

يتبع الجزء الثالث بإذن الله ..

 

mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





السبت١٤ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة