شبكة ذي قار
عـاجـل










يرى "أحمد القبانجي" (معمم شيعي أرتد عن الأسلام) ، أن أحقاد الفرس على العرب سببها هزيمة الفرس في معركة القادسية ، وقد أكد الدكتور الإيراني "صادق زيبا"هذه الحقيقة فقال"نحن لم ننسى بعد هزيمتنا أمام العرب في القادسية ، ففي أعماقنا حقداً تجاه العرب وكأنه نار تحت الرماد تتحول إلى لهيب كلما سنحت الفرصة"!!، وهذا يفسر موقف الفرس العدائي من القائد العربي "سعد أبن أبي وقاص" (رضي الله عنه) ، ومن نفس القاعدة حمل الفرس ضغينة على "خالد بن الوليد" (رضي الله عنه) لأنه أذل "هرمز المجوسي" وقتله في معركة "ذات السلاسل" التي انتصر بها العرب على الفرس ، كما كان "للقعقاع" دوراً بارزاً في تلك المعركة ، وهذا بطبيعة الحال جعله على قائمة الفرس السوداء ، المهم أن الجميع يتكلم عن الحقد الذي تولد من هزيمة الفرس أمام العرب ، لكننا لم نسمع أحد يثني على دور العرب في حمل الأسلام للفرس وأنتشالهم من وحل المجوسية وعبادة النار!!، بل أن أحد المعممين الموالين لإيران قلل من شأن هذه المسألة وأدعي أن "المجوس من أهل الكتاب"!!.

 

إذا كانت الهزيمة هي الشرارة الوحيدة التي تشعل فتيل الأحقاد ، فلماذا لايكون للفرس حقداً على "الأسكندر المقدوني" الذي أسقط الأمبراطورية الفارسية وحرق مدنهم!!، أو يبيتون العداء للترك!!، فقد لقنهم الترك دروساً في الهزائم يذكرها التاريخ بأحرف كبيرة ، على سبيل المثال .. أنتصر "السلاجقة" على "البويهيين" وأذاقوهم مر الهزيمة ليخلصوا الدولة العباسية من نفوذهم وظلمهم ، كما أن الترك (أيام الخلافة العثمانية) طردوا الصفويين ثلاث مرات من العراق!!، الأهم من هذا أن "جنكيز خان" المغولي أحتل بلاد فارس ، قتل أكثر من مليون فارسي ، أغتصب نساءهم ، مثل بجثث موتاهم ، نهب أموالهم وممتلكاتهم وحرق مدنهم ، ومع هذا لاتظهر في نفوس الفرس أحقاد على المغول أو كره شديد لـ "جنكيز خان"!!، حتى كتبهم لاتتكلم عن حقيقة ما فعله بهم المغول بقدر ما تحمل من أكاذيب وأفتراءات على العرب!!، رغم أنه لم يحدث بعد أنتصار العرب في القادسية الخالدة أي مجازر دموية للفرس على يد العرب ، ومع هذا الفرس حاقدون على العرب وعلى الخليفة الراشد "عمر أبن الخطاب" (رضي الله عنه)!!، الواضح أن حقد الفرس على العرب له سبب آخر بالإضافة إلى هزائمهم النكراء امامهم ، ففي ثقافتهم إن العنصر الفارسي هو السيد وإما العربي فلا يصلح إلا أن يكون عبداً وتابعاً ، وفجأة يطيح العربي التاج عن رأس كسرى ويفتت امبراطوريته ، ويذل قادتهم وكبراءهم ويمرغ أنوفهم بالوحل ، والمصيبة أن العربي حمل لهم رسالة من عند الله وشريعة دين سماوي أخمد النار التي كانوا يعبدونها ، وهذا يوجعهم بقدر ما أوجعتهم هزائمهم أمام العرب ، ولا أستبعد أن يكون الوجع أكبر ، فكيف يتقبل الفرس أن ينزل القرآن باللغة العربية ، ويكون المبعوث بالدين من جذر عربي!!، فقال الفرس أن القرآن نزل عربياً حتى يعقل العرب ويتأدبوا ، معتمدين على الآية الكريمة "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (يوسف 12) ، وقالوا أن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ليس عربياً بل هو من العرب المستعربة ، أي أن بني هاشم ليسوا من العرب ، ثم روجوا لكذبة زواج "شاهزنان" بنت كسرى الفرس من "الحسين بن علي" (رضي الله عنه) ، وأنجبت منه "علي السجاد" الذي خرج من صلبه بقية الأئمة ، "محمد الباقر"، "جعفر الصادق"، "موسى الكاظم"، "علي الرضا"، "محمد الجواد"، "علي الهادي"، "الحسن العسكري" والأمام المهدي الغائب (وجميعهم من صلب علي السجاد) ، وهم يحملون في عروقهم دم فارسي!!، إذاً أصبح أئمة آل البيت أقرب للفرس من العرب!!، وكسرى جد أئمة آل البيت من ناحية أمهم!!، وبذلك .. يعيدوا المجد لكسرى الذي أذله العرب وحطموا عرشه ، ويبعدوا الأسلام عن العرب ويقربوه منهم.

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://alhashmibilal.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

٠٥ / أيــار / ٢٠١٢

 

 





السبت١٤ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة