شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما نحذر من تفشي هذا المرض المجوسي الخبيث في الجسد الأسلامي الطاهر ، فأن البعض من "المتسرطنين" يظن أننا نخشى الفكر الشيعي الفارسي بحد ذاته!!، وكأن أساس هذا الفكر مبني على حجج قوية تردع المخالف لها ، على العكس .. العاقل يرى بوضوح غياب المنطق وضعف الدليل في أحسن الأحوال ، حتى عجز فقهاء التشيع الفارسي عن أثبات صحة عقيدتهم من القرآن فأدعوا بأن للقرآن تفسير باطن!!، والمضحك أنهم يستندون في أثبات أفكارهم من الأنجيل!!، وهذا دليل الأفلاس ، لكننا في الحقيقة نخشى على الأسلام العظيم من هذا الفكر المنحرف ، وسأضرب مثلاً .. عندما لجأ الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر الصديق (رضي الله عنه) إلى غار "ثور" لم يكن بداعي الخوف من المشركين على حياته ، وإنما خشية على الأسلام أذا ما حدث له شيء ، ونحن كذلك لا نخشى على أنفسنا بقدر ما نخشى على دين الله سبحانه وتعالى من التشويه ، بالرغم من أن هذا الفكر حلل قتل المخالفين وأباح سلب أموالهم وأنتهاك أعراضهم ، وما حدث في العراق خير مثال ، إلا أن للأسلام في نفوسنا منزلة أعظم من كل شيء ، وعلى "المتسرطنين" أن لايفرحوا ويرقصوا طرباً إذا ما كسبوا بعض الأفراد لصفهم ، فسياسة التبشير التي يتبعونها تعتمد على المغريات التي يسيل لها لعاب الضعفاء وليس الحق كما يدعون ، فلو كان في هذا الفكر شيئاً منطقياً مقنعاً لما روج له بالمال والمتعة ، ولا خير بمن يأتي طمعاً في المال أو الشهوة ، ونحن نعلم ما تفعله "الحسينيات" التي يديرها أتباع إيران ، والبعثات الدبلوماسية الإيرانية ، حتى الزمالات الدراسية أصبحت مشروطة ، بل أعترفت إيران علناً بأنها تدعم حركة حماس والجهاد الأسلامي بالمال من أجل نشر التشيع في فلسطين!!، وفعلا روجت كتب الخميني في غزة ، وتشيع بعض الفلسطينيين ، وبدأوا بانشاء أول "حسينية" في شمال غزة!!، والعجيب أن "المتشيعين" الجدد علقوا صور "الخامنئي" وأعلنوا في وسائل الإعلام ولاءهم المطلق للولي الفقيه ، وحالهم كحال كل المصابين بهذا الداء الخبيث تكلموا بأسم الجميع وأعتبروا "غزة" امتداد لإيران ، رغم أنهم لايشكلون (0.5%) من السكان!!، بل صرحوا أن للشيعة دوراً سياسياً بارزاً في مستقبل فلسطين ، ليؤكدوا أن التشيع الفارسي حركة سياسية غايتها السلطة ليس إلا ، وياليت "المتسرطنون" يأملون بسلطة مستقلة ، بل تابعة لإيران ، كما أعترف بذلك "حسن نصر المجوس" عندما قال .. "نحن لانريد أقامة دولة إسلامية مستقلة في لبنان بل جزء لايتجزء من الجمهورية الأسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه"!!، الجدير بالأهتمام في قضية "غزة" أن الفرس ينظرون لها من خلال أبرز أئمة أهل السنة وهو "الأمام الشافعي" الذي ولد فيها عام (766).

 

جرثومة التشيع الفارسي نفذت إلى المغرب ، ووجدت مستقراً لها في أجساد عفنه تبحث عن الملذات على حساب رضا الله سبحانه وتعالى ، لكن حكومة المغرب كانت لهم بالمرصاد ، وصفعت الولي الفقيه على وجهه بالحذاء العتيق ، ومع هذا لازال الورم الخبيث ينمو مهدداً باقي أعضاء الجسد المغربي ، وتوجه الفرس لدعم المغاربة الشيعة خارج المغرب ، وانشأوا لهم مركزاً ثقافياً في "بلجيكا" ليستقطبوا المغتربين من المغاربة وينظموهم ، وأطلقوا على هذا المركز أسم "جمعية الثقلين الثقافية"، وكلفوا بإدارتها شخص مغربي يدعى "عز الدين الغميش"، وهذا الشخص كثير التردد على السفارة الإيرانية في بلجيكا ، والجدير بالذكر أن أهتمام إيران في بلجيكا سببه النسبة الكبيرة للمسلمين والذي يصل إلى (20%) في بروكسيل!!.

 

وفي مصر حدث نفس الشيء ، وعندما تنبهت الحكومة المصرية للأمر الخطير هدد "حسني مبارك" النظام الإيراني قائلا لهم بأن مصر لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام مؤامراتكم ، لكن التغيير الذي حدث في مصر والظروف العصيبة التي يمر بها الشعب المصري هي الفرصة الذهبية التي أقتنصها الفرس ليبنوا قاعدتهم على أرض أم الدنيا ، واليوم يسمع أذانهم الشاذ في مصر (مع كل الأسف)!!، وانشأوا أول "حسينية" أفتتحها وباركها عدو الأسلام والمسلمين الزنديق "علي الكوراني"، وأول ما تعلمه المتسرطنون الجدد هو الولاء لإيران والتعلق بذيول الولي الفقيه ، لكن القضية في مصر مختلفة كثيراً عن غيرها من البلدان ، فالمصابون بالداء الخبيث بدأوا يتحركون بقوة ويعلنون موقفهم من الرموز الأسلامية بالشتم العلني ، والسؤال الذي يطرح نفسه .. نحن نعلم أن الحكومة المصرية الحالية والسلطة أضعف من عود الكبريت ، وأصحاب القرار يخافون من خيالهم ، لكن أين الشارع المصري عن الزنادقة الذين يتطاولون على الصحابة وأمهات المؤمنين (رضي الله عنهم)؟!، أين هم عن المجوسي القذر "حسن شحاته" أذله الله ، إلا يسمعون نباحه على الصحابة وازواج الرسول!!، العجيب أن "المتسرطنين" يهبون لنصرة الصنم "علي السيستاني" (غاب ظله) إذا ما داس أحد على طرفه ، بينما لايسمع صوت لنصرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته وأزواجه (رضي الله عنهم أجمعين)!!، أين الغيرة يا مسلمين؟!.

 

أن أخطر ما في هذا الفكر هو "التقية" ، البعض ينظر لها بأستهزاء لكنها في حقيقة الأمر سلاح غدار ، فنلاحظ إن أتباع إيران يرفعون شعارات الأخوة والشراكة ، وما ان يتمكنوا حتى يصبح الأخ خصماً يستحق القتل!!، حدث هذا في العراق ، وفي البحرين والكويت بدأت أنيابهم تظهر ، أحد أذناب إيران يهدد بالقول .. "فتوة واحدة تقلب الكويت رأساً على عقب"!!، مشكلة هؤلاء الخبثاء ليست مع أهل السنة والجماعة فقط ، وإنما مع "الشيعة العرب" أيضاً ، والفرق بين "التشيع الفارسي" و "التشيع العربي" ، أن الأول عبارة عن حركة سياسية ظهرت في عهد الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ، أسسها "عبد الله أبن سبأ" ، تطورت هذه الحركة مع مرور الزمن وتوسعت بشكل كبير بعد قيام الدولة الصفوية عام 1501م ، وأصبح لها فقهاً مشوهاً وفلسفة عقائدية منحرفة متجددة تخدم المصالح الفارسية ، وأدق وصف للتشيع الفارسي بأنه "شجرة خبيثة زرعها اليهود وقطف ثمارها الفرس"، إما "التشيع العربي" فهو مذهب عقائدي من المذاهب الأسلامية مختلف تماماً مع الفكر الفارسي ، ولهذا فالشيعة العرب مستهدفين من قبل "الشيعة الفرس" وأتباعهم ، ونتذكر جيداً ما حصل لهم في سجون الأسر الإيرانية من قبل ما يسمى بـ "التوابين"، وبعد الأحتلال الأمريكي للعراق نالوا نصيبهم من القتل والتشريد!!.

 

هناك ظاهرة معاكسة ، وهي تعافي أعداد كبيرة من الشيعة الفرس من الداء الخبيث ، وخاصة في إيران والعراق ، وهذا ليس بالشيء الجديد ، وهو ما يحزن "المتسرطنون" ويذلهم ، خصوصاً أن هناك بعضاً من كبار رجال الدين ومنهم يحمل لقب "آية الله" تركوا التشيع الفارسي وعادوا إلى طريق الحق ، إما لمذهب أهل السنة والجماعة أو للمذهب الشيعي العربي ، لكننا لا ننظر للأمر من هذا الجانب ، المسألة أكبر من ذلك ، على سبيل المثال .. لو تعافى عشرة وأصيب واحد فهي خسارة للأسلام ، لكننا اليوم نرى أصابة المئات بهذا الداء الخبيث نتيجة أغراءات المال والمتعة ، بل الألوف من المسلمين "أرتدوا" عن دين الله وسنة نبيه ليرتموا بإحضان الفرس!!، وبدلا من أن نجد مواقف حازمة من الشارع العربي الأسلامي والحكومات أو من المؤسسات الأسلامية لتضيق المنافذ على الفرس ومنعهم من الوصول للمجتمع العربي الأسلامي وأفساده ، يفسحون المجال لهم لنشر أفكارهم الهدامة ، ويمنحوهم الموافقة على تشييد "الحسينيات" التي هي بالحقيقة أوكار للمخابرات الإيرانية للتجنيد والتنظيم!!، بينما في طهران يمنع منعاً باتاً بناء مساجد أهل السنة والجماعة!!، ويقتل كل من يحاول توعية الغافلين ويدلهم على الطريق الصحيح ، فأين أنتم يا مسلمين ، هذا التسامح سيدفع الأسلام ثمنه ، ففي أي بقعة ينتشر التشيع الفارسي لن يكون فيها متراً واحداً لعبادة الله سبحانه وتعالى.

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://alhashmibilal.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

١٨ / أيــار / ٢٠١٢

 

 





السبت٢٨ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة