شبكة ذي قار
عـاجـل










يوحي البعض إيحاءا أو يسفر شاهرا, بأقلامهم أو بأفواههم, على إن المالكي وحزبه ديمقراطيون ارتدّوا على الديمقراطية. والمؤكد إن لكل من هؤلاء أهدافه وأسبابه وغاياته من وراء ما يهمس أو يُشهر به كموقف يريد أن يضع من خلاله أرجله مع خيول زمن الديمقراطية الأمريكية التي لا مهر فيها أبدا غير صنّاعها الغزاة الأمريكان وحلفاءهم من دول العدوان الغاشم، لكن بعض هؤلاء يحاكي القول الدارج: حين عدّوا الخيول مدت البعوضة أطرافها!!

 

بعض النائحون على الديمقراطية لأنها سُحقت تحت أقدام المالكي وحزب الدعوة الإيرانية يريد أن يقول لنا أن الاحتلال قد جاء بالديمقراطية وان بعض المتعاقدين معه قد ارتدوا على تلك الديمقراطية.. ربما حتى قبل أن ترَ النور!! وبعضهم يريد أن يقول إنهم خُدعوا بوعود المالكي وحزبه بالشراكة الديمقراطية المؤسسة على المحاصصة الأثنية والعرقية والدينية، وسلب حزب الدعوة الإيرانية حقوقهم قبل أن يشفطوا ولو شفطة واحدة من كؤوسها متجاهلين بغباء واضح رد فعل الآخرين على هكذا سذاجة أو وقاحة والذي يمكن تلخيصه وتكثيفه بأن السياسي لا يجب أن يكون بليدا ولا تجريبيا إن كان يحمل ذرة شرف، بل يجب أن يكون صاحب أخلاق في حدها الأدنى وصاحب رؤية وطنية في الحد الأدنى. وبعض هؤلاء النائحون وجد الديمقراطية كمخرج أو قارب نجاة يركب فوق كتفه وهو يغرق في طوفان زمن العهر والخيانة وعبودية الفساد ليجد لنفسه جبل يؤويه أمام اندفاع المالكي وحزب الدعوة الإيرانية المدروس والموقت بدقة محسوبة أمريكيا وإيرانيا للاستحواذ التام على السلطة تحت حماية أميركا التي صدّق البعض أنها غادرت شوارع العراق تنفيذا لبنود الاتفاقية الأمنية التي كان المالكي عرّابها هو وشلة المجوس الفرس لتعطي له هو وحزبه قارب نجاة ومَخرج من عار التعاقد مع الاحتلال ومحاولة تبييض صفحته التي لطّخها عار المشاركة بغزو العراق واحتلاله.

 

وسواء أحطنا بكل الغايات والأهداف من حملات الصراخ والعويل على الديمقراطية أو في جزء منها فقط فإننا أبناء الفرات الأوسط والجنوب ومنذ نعومة أظفارنا عرفنا حزب الدعوة الإيرانية في مجمل تشكيلته البنيوية العقائدية والتنظيمية: عرفناه حزب احتيال وليس حزب مبادئ اختبأ خلف الهيبة الفطرية التي يمنحها بسطاء الناس للحوزة، حيث نما في مؤسسات ظاهرها حوزوي ديني كما صدّقها البسطاء, وحقيقتها أفاعي وعقارب تنمو في ظلام دامس. وعرفناه حزب جبناء التقية في شخوص مؤسسيه وأول مظاهر جبنه أن عتاولته كانوا يختبئون في سراديب النجف وكربلاء والبصرة ويزجون بشباب أبرياء في أتون مخالفة القانون عبر استخدام مجوسي إجرامي لبراءة هؤلاء الشباب واندفاعهم في حبهم لدينهم وعقيدتهم المذهبية لأن مؤسسي الدعوة قد تستروا بالدين والمذهب كذبا وزورا وبهتانا لتحقيق غاياتهم السياسية.. وعرفناه حزبا قاتلا بقيامه بعمليات اغتيال وتفجيرات بالقنابل وبالسيارات المفخخة في البصرة وكربلاء وبغداد وغيرها من مدن العراق.. وعرفناه حزبا لا تسمية له إلا بكونه طابورا خامسا لإيران لسببين أولهما انه اعتمد في حراكه التنظيمي على العجم المقيمين في العراق من جهة، ولأنه جند هؤلاء العجم مع مَن استطاع أن يغسل أدمغتهم ويشتري مواقفهم وهم أسرى تحت سياط التعذيب في اقفاص الأسر الفارسية إبان حرب القادسية الثانية.

 

حزب الدعوة الإيرانية هو أحد الأطراف التي تعاقدت مع أميركا وبريطانيا لغزو العراق.. وهذا التعاقد خيانة عظمى تجعل أي إنسان شريف في أية بقعة في العالم يوقع بالعشرة أن هكذا حزب لا يمكن أن يكون ديمقراطيا لأن الديمقراطية سمة من سمات الأفراد والحركات الوطنية والقومية الشريفة وخصلة من خصال التمدن والتحضر الذي لا يتوافق مع غرائز الخيانة والغدر بالأوطان والشعوب. وحزب الدعوة الإيرانية وقياداته في أجنحته المختلفة كانت جزءا من مجلس الحكم المحاصصي سئ الصيت الذي أسسه الحاكم المدني للاحتلال بول بريمر وهذا يعني أن بلداء هذا التشكيل ومن التحق بهم لاحقا يعرفون أن مَن دخل هذا التشكيل فانه دخل تحت قدر الضغط الأمريكي مرغما أو راغبا فطبعت الذلة والمهانة على جبينه وسيحاول أن يبيض صفحته المسخمة حين يتقلص مقدار الضغط المسلط أمريكيا على قدر التوافق التحاصصي البغيض، متوهما أن شعبنا ستمر عليه لعبة التختل بين موقف العبودية للاحتلال وبين موقف الاحتيال على الشعب.

 

إذن .. مَن يتباكون على الديمقراطية التي ما ولدت ولا رأيناها إلا عبر ممارسات باطلة تحت حراب الاحتلال، مَن يسميها ديمقراطية فهو إما غبي بليد أبله أو منتفع مرتزق لا غير، إنما ينوحون على العار الذي لحق بهم دون أن يحققوا مستوى الانتفاع الذي رسموه لأنفسهم وعلى فرصة توقعوا بلوغها، فما عاونهم أسيادهم الأمريكان والفرس على بلوغها أو إنهم ... يحاولون إعادة بعث الحياة إلى عملية الاحتلال السياسية بعد إن جنح البعض بها صوب خططهم الموضوعة سلفا والتي لا تشتري الديمقراطية بدرهم. الديمقراطية يطبقها الأحرار وليس العبيد ويطبقها الثوار المؤمنون أصحاب الرسالة وليس مَن تلطخت جباههم بعار جلب الاحتلال إلى البلد وتدميره تدميرا شاملا .. هذه هي الحقيقة المطلقة يا عبيد السلطة التي يحميها الاحتلال الإيراني والأمريكي للعراق.

 

 





السبت١٢ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة