شبكة ذي قار
عـاجـل










وصلني هذا المقال ، للأستاذ كمال القيسي ، عبر البريد الإلكتروني ، وفيه تحليل جيد لمشاكل العراق المزمنة .. مقال يستحق القراءة والتأمل ، مكتوب بإسلوب متميز على شكل رسائل مختصرة ، وكل سطر يحمل فكرة قائمة بذاتها ..


 

ذئاب ترقص على أنقاض العراق !

 

(( المشاكل التي نجابهها ، لايمكن حلّها بواسطة العقول المسبّبة لها ))

ألبرت أينشتاين

 

كمال القيسي

 

صناديق الأقتراع والعملية السياسية أوصلت الناس الى حالة يأس من امكانية  حدوث تغيير هيكلي ايجابي باتجاه الحصول على الأمن والأستقرار والحقوق والأحتكام الى الدولة والحكومة والقضاء !

محدودية أفق أطراف العملية السياسية وفساد شخوصها عطّل ايجاد منظومات سياسية نوعية قادرة على استيعاب وتطوير المطالب السياسية والأجتماعية والأقتصادية! الكتل السياسية القائمة غير قادرة على الأستيعاب والأستجابة والتمثيل!

 

الفوضى السياسية الحالية مستنقع يمنع التعامل مع الأزمات السياسية والأقتصادية والأجتماعية!

الفوضى السياسية سببها فساد القيادات وافتقار آليّات الدولة والحكومة الى معايير الحاكميّة المعتمدة دوليا في النظم الديمقراطية الحديثة !

الحرية والديمقراطية لا تعتبر شرطا كافيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والعدالة الأجتماعية!

 

التنمية الأقتصادية في ظل نظام ديمقراطي اعتباطي عشوائي مشوّه يقوده "عميان"  لا تحقق الأستقرار السياسي كشرط مسبق !

الأستقرار السياسي يتحقق في ظل تسارع نمو وتطور المؤسسات السياسية والأقتصادية والأجتماعية واتّساقها مع ديناميكية النمو الاجتماعي وقدرة تلك المؤسسات في توفير احتياجات المجتمع في كل مكان وفي كل وقت وتحت أية ظروف!

 

الصراع القائم على السلطة والمال العام أفقد الدستور هيبته والدولة مشروعيّتها، كما أفقد الحكومة أهليتها والديمقراطية كفاءتها في تحقيق التنمية السياسية وديناميكية النمو الأقتصادي والأجتماعي !

الدولة والحكومة ومنظوماتها فشلت في تصميم وتنفيذ برامج قادرة على امتصاص التوترات الأجتماعية والسياسية وايقاف التدهور المتسارع في عملية تفكّيك الوطن وغياب الأمن والاستقرار وتعاظم الفساد والفقر والبطالة!

 

الثروة النفطية سجنت لسنين وعوائدها الهائلة تبلعها حيتان الفساد!

ان تحالف الجهل السياسي واستمرار الفساد سوف يؤدّي بالضرورة الى عسكرة  الديكتاتورية وانتشار  الحروب الأهلية وتقسيم العراق الى أشلاء متصارعة !

النظم السياسية لا تتطور في فراغ! الأنتخابات لم تكن ظاهرة ديمقراطية لأنها أنتجت "قيادات الصدفة" التابعة لارادات أجنبية متصارعة !

 

في العراق كثير من وهم الحرية وقليل من وهم الديمقراطية ! الحريّات الحقيقية يجب أن تترجم الى ممارسات ديمقراطية حقيقية ! الديمقراطية هدف ووسيلة وسلوك!

النظام السياسي يفتقر الى آليّات موثوقة للمسائلة والمحاسبة على كل الأصعدة وفي كل المجالات!

 

في العراق يجري التشخيص ولا يجري التصحيح ولا المحاسبة نظرا لكون معظم المسؤولين من سكنة الغابة والمستنقع!

مصلحة الكتل السياسية وشخوصها قبل كرامة العراق والعراقيين! البيئة في الغابة والمستنقع لا تعرف الرحمة للغير ولا تؤمن بالخير!

في العراق لا توجد ديمقراطية وعدالة حقيقية وتحرّر ووحدة وطنية! العراق مستعبد لذئاب ! في العراق "ذئاب"  ترقص على أشلائنا كل يوم!!!

 

 





الجمعة ٩ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مدونة وجهات نظر / كمال القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة