شبكة ذي قار
عـاجـل










في الحقيقة والواقع وكما يقولها الآن الكثير من خردة سياسيو هذا الزمان اللعين ، فأن كل من يعتقد ويقول  بان الديمقراطية التي تفرض جبرا من قبل أية دولة أجنبية على أي شعب  وبحجج إسعاده وبناء دولة عصرية نموذجية  له في الديمقراطية  فهو خاطئ .. وكل من يقول بان الديمقراطية التي تتمشدق بها أمريكا وبعض الدول الغربية تصلح  للعمل كنموذج صحيح في الدول العربية فهو أيضا خاطئ وخاطئ والدليل على ذلك هو :

 

1. من خلال  الوقائع والدلائل المؤكدة  بعد احتلال أمريكا وحلفائها الأشرار للعراق عام 2003 وإسقاط نظامه السياسي بعد تذرعها بالذرائع الكاذبة التي عرفها الرأي العام الدولي ونظامه الرسمي بصورة عامة والرأي العام العربي ونظامه الرسمي بصورة خاصة أيقن المراقبون الذين يراقبون  الساحة العراقية وبما لا يقبل الشك .. أن الهدف الرئيسي من احتلال أمريكا للعراق إنما هو المعجزة التي كانت تحلم بها الامبريالية الأمريكية وربيبتها الصهيونية العالمية والصفوية الفارسية في تحقيق حلمها المرسوم لهما وفق  إستراتيجيتها  المرسومة منذ أكثر من أربع عقود ..  هذا الحلم الذي ساعدها وسيساعدها على تحقيق جميع ألأهداف المرسومة لها كل وصفحتها عربياً واقليماً ودولياً .. والتي سأوضحها بشكل موجز ومختصر ب  :

 

أ.على المستوى العربي : فان الهدف الرئيسي من احتلال أمريكا للعراق هو إسقاط نظامه السياسي وحل جيشه العظيم وبتحقيق هذين الهدفين فإن الامبريالية الأمريكية  والصهيونية العالمية والصفوية الفارسية استطاعوا الوصول إلى تحقيق أهم الأهداف الرئيسية المرسومة  لهم ضمن إستراتيجيتهم الإرهابية والتي تتلخص بما يلي  :

 

أولا : تحقيق امن الكيان الصهيوني  ، والذي أصبح جنرالاً في المنطقة العربية بعد غياب العراق وجيشه المعروف بمواقفه الوطنية والقومية تجاه أمته العربية .

 

ثانياً :  إضعاف  وخلخلة موازين الأمة العربية من خلال السماح لقوى إقليمية في الظهور على الساحتين العربية والدولية مثل ( إيران وتركي ) اللتان استغلتا ضعف فريق  وجمهور الملعب العربي بعد غياب العراق وجيشه الباسل عن ساحته القومية  بحيث وصل الأمر بهما أن يتحكما بصورة مباشرة وغير مباشرة  بالساحة العربية سواء كان  ذلك التحكم  في تدخلهما السافر  في شونها أنظمتها الرسمية أو بتدخلها المباشر في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال دعم نفوذ اتهما  المتواجدين والمتعايشين في الكثير من الدول العربية  سواء كانت تلك النفوذات  قومية أو طائفية أو أقلية أو مذهبية أو  أحزاب أو كتل سياسية .

 

ثالثاً: تنفيذ الشعار المرسوم لهم بتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ  والذي يعتبر من أهم الأهداف التي تهدف لها الإستراتيجية الصفيوامريكية بعد احتلال العراق ، والذي  استطاعت  به رئيسة مؤسسة شركة الربيع العربي ( هيلاري كلنتن ) وبمساعدة البعض من الأنظمة العميلة العربية وبإسناد الدول الإقليمية أن تصنع وتنشئ  لها الكثير من فروعها  التجارية في الكثير من الدول العربية وبحجج  تغير أنظمتها الدكتاتورية .. وفعلاً تحقق هذا  الهدف  بدعمها لأجندة عرفت بعناوين مختلفة ( المعارضات العربية ) والتي  اتخذت نفس آلالية التي استخدمتها المعارضة العراقية  في تنفيذ كل ما رسم ويرسم لها من صفحات ضمن إستراتيجيتها سواء كان ذلك  في استنجادها  لضرب دولها وشعبها أو اللجوء إلى هيئة الأمم المتحدة التي وصفتها في احد المقالات الأداة الكبرى والرئيسية في تدمير الأمة العربية بصورة عامة والعراق بصورة خاصة وبحجج حقوق الإنسان لإسنادها اقتصاديا وعسكريا ولوجستياً .. كل هذا من اجل  الوصول إلى دفات الحكم التي تمكنهم أن  يمرروا جميع صفحات الإستراتيجية الصفيوامريكية ، وكما هو اليوم  في العراق الديمقراطي الطائفي ألصفوي  وما حدث  ويحدث في ليبيا  ، ولا نعرف ما سيحدث  غد ( لا سمح الله ) من تغيرات  في كل من مصر وتونس ، وما سيحصل في سوريا . 

 

ب.أما على المستوى الإقليمي والدولي .. فليعلم كل من لا علم  له في احتلال العراق .. بان احتلال أمريكا للعراق هو ليس ولادة جديدة  تم التخطيط  والتنفيذ له عام 2003 ، وإنما  هو مرسوم له ضمن الإستراتيجية الصفيوامريكية التي رسمت منذ عام 1969 وبالتحديد بعد إعدام الجواسيس في ساحة التحرير ، وثبتت أركانها يوم اتخذت القيادة العراقية آنذاك قرار ( تأميم النفط )  ، وحددت  أهدافها بصورة كاملة بعد إعدادها وتهيئتها بالأجندة التي تمثل آلاليات المهمة في تنفيذ جميع صفحات هذه  الإستراتيجية  بعد  خروج العراق منتصرا في حربه مع إيران الفارسية .  ولهذا السبب  فأن  احتلال العراق سهل الطريق لتنفيذ أهم هدف تسعى إليه الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والصفوية الفارسية ألا هو الهيمنة والسيطرة الشاملة على روح الاقتصاد العالمي ...

 

من المحتمل هناك ثمة سؤال لسائل يسال كيف يكون ذلك؟  ليكن الجواب .. إن احتلال العراق والسيطرة على نفطه يعني  أكامل السيطرة ألأمريكية  الشاملة على منابع نفطه  وبه ستختم هيمنتها وسيطرتها على أهم منابع  وحقول النفط العالمية في  العراق وجميع دول الخليج العربي والتي سيمكنها حتماً  الوصول إلى تحقيق ألهدف الرئيسي لها  في سيطرتها وهيمنها على روح الاقتصاد العالمي بصورة عامة وروح اقتصاد الدول الاشتراكية وبالتحديد روسيا والصين ، ناهيكم عن ما رسمت له ونفذته باتخاذها لأكبر القواعد الجوية والبحرية  في العراق والتي تستطيع  بها الوصول إلى مراكز القرار المعاكس للسياسات الأمريكية بصورة عامة  ودول شرق أسيا  بصورة خاصة . أي أصبحت تهدد امن وسيادة تلك الدول الكبرى مثل الصين وروسيا وبعض دول شرق أسيا ... والتي أشرت لها  في مقالات سابقة نشرت في الكثير من المواقع والشبكات والمنتديات للأعوام ( 2006 و2007و2008 و2009 .. الخ ) . من هنا  نستطيع أن نؤكد بأن احتلال العراق وبالحجج الديمقراطية هو ليس من اجل بناء دولة عصرية ديمقراطية في العراق ولا هو نموذجاً  ديمقراطياً للدول العربية وكما قالها مجرم الإنسانية ( بوش الابن ) ، وإنما الهدف منه  تحقيق السيطرة الكاملة من قبل أمريكا وهيمنتها على اقتصاد العالم برمته لجعل القوى التي ستظهر لاحقا  والمعادية للسياسات الأمريكية المتمثلة بروسيا والصين والدول الاشتراكية والكثير من دول شرق آسيا أن تركع  تحت إرادتها وأوامرها كدول  مذلولة .

 

2. أما الدليل الذي يثبت بان الديمقراطية التي تتمشدق بها أمريكا لا تصلح كنموذج صحيح للعمل بها في الدول العربية بصورة عامة والعراق بصورة خاصة فهو:

 

 أ. اتضاح حقيقة الديمقراطية التي وعدت بها أمريكا العالم بصورة عامة والشعب العراقي بصورة خاصة بأنها ديمقراطية ذات طابع إرهابي يحمل وجهين الأول الإرهاب  المنظم والثاني الإرهاب الغير منظم  وأنها  ولدت من رحم نتن وخسيس لا بل عاهر لإنجابها  أبشع النماذج  الطائفية المذهبية والاثنية والقبلية والمنطقية  في  العراق .. وهذا يجعلنا أن نجزم بأنها لا تتلاءم مع الشعب العربي لأن  تطبيقها يعني ضياع الأمة وتفتيتها وتقسيمها  بين الطائفية والمذهبية والقبلية ووالخ .

 

ب. إن الديمقراطية الأمريكية بالرغم من معرفة تاريخها السياسي العفن فإنها ومن جانب النصيحة لا تتلاءم مع واقع وعادات وتقاليد وصفات وأصالة الأمة العربية.. والسبب في ذلك كونها  ديمقراطية عاهرة  منافقة مفرقة لا تؤمن بوحدة الشعب العربي ، ولا بوحدة الشعوب العربية كل ودولها ، وإنما تؤمن بتفرقة الشعب العربي الواحد إلى طوائف وقوميات وأقليات ومذاهب واديان ، وهدفها معلوم للقاصي والداني  هو إضعاف الأمة  وذوبانها  من خلال تقسيم دولها إلى دويلات وأقاليم وإدارات  طائفية..

 

 نستنتج من ذلك أن الديمقراطيات الغربية  تتعارض مع ديمقراطية امة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم التي تؤمن بوحدة صف الشعب العربي والمسلمين كل ودولهم والدليل على ذلك ما جاء به في كتابه المحكم ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقو ) و ( وإنكم امة واحدة ) و ( كنتم خير امة أخرجت للناس ) ...

 

 





الجمعة ٠١ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة