مع رحيل المناضل ناجي علوش, يخسر النظال الوطني الفلسطيني, و البعد القومي العربي لهذا النضال, وجهاً بارزاً و مشرقاً, تألق بصدق الإلتزام فكراً و ممارسة, و هو الذي ينتمي إلى الزمن الثوري النبيل الذي صنعه جيلاً عظيما من خيرة المناضليين الفلسطينيين

كان للشباب العرب, الذين إلتزموا بخط الثنائي المميز, أبو دوواد ـ ناجي علوش, سمعتهم الطيبة و وعيهم الفكري والسياسي, و لا تستطيع إلا أن تصغي لهم وتحاورهم وتناقشهم, سواء إتفقت معهم أو إختلفت. و قد تميز كلا المناضلين الراحلين, بسيرة ذاتية و نضالية نقية لم تشوبها اي شائبة، فلم تلطخ أيديهم بمصافحة أعداء قضيتهم, ولم يلطخ أيضاً اسميهما مع اللاهثيين وراء وهم الحلول الإستسلامية

كان المناضل الراحل ناجي علوش, على قناعة تامة بأن فلسطين لن تحررها الحكومات بل الكفاح الشعبي المسلح, و كان يدرك ان معركة فلسطين لا تخص الفلسطينيين وحسب, بل يجب ان تكون مسؤولية الأمة العربية كلها. و أن الأرتقاء بالكفاح المسلح يجب ان تتزامن بالضرورة البندقية مع الوعي الفكري, وبإستيعاب كامل للتجارب الثورية العالمية, مع خصوصية قضية فلسطين مرات قليلة, إلتقيت به في الفاكهاني في بيروت الغربية, في غمرة الحرب اللبنانية, و كان يأسرك بحديثه, و تتواصل معه بتحليله الفكري والسياسي, سواء لوضع النضال الفلسطيني, أو لأبعاد ما كان يجري في لبنان آنذاك, وكان لشخصيته المميزة, قدرة على إقناع الآخرين, والدفاع عن أفكاره وآرائه

في هذه المناسبة الأليمة و الحزينة, أتقدم من أسرته الكريمة, و من أهلنا في فلسطين, و من كل المناضلين العرب ... و أتقدم من نجله الكريم الأخ المناضل والكاتب ابراهيم علوش, بأصدق التعازي لهذا المصاب الجلل ... متضرعاً لله العزيز القدير ان يسكنه فسيح جنانه, و ان يلهمهم الصبر والسلون ... والبقاء لله