شبكة ذي قار
عـاجـل










في أحد الأسواق التجارية دخلت سيدتان تتكلمان اللغة العربية وباللهجة العراقية العامية ، فسألتهن البائعة (وهي لبنانية) .. "هل أنتن من العراق؟!" .. فكان جوابهن .. "كلا نحن من إيران"!!، مع العلم أن السيدتين من المحافظات الجنوبية في العراق!!، إلا أنهن مصابتان بفايروس "الشعوبية" كما هو حال أتباع إيران الذين يتمسحون بذيول الفارسية ويستعرون من العروبة!!، وأستغرب جهل هذه الملة التي تجرد أفرادها من وطنيتهم مقابل الأنتماء الطائفي ، وتنازلوا عن جذورهم وتاريخهم لعدو حاقد لئيم ، ثم مالذي لدى الفرس ليفضلهم هؤلاء الجهلة على العرب؟!"، يقول الباري عز وجل في كتابه العزيز .. "لافرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى" ، وهذا صحيح .. وحسابه عند الله سبحانه وتعالى لأن التقوى مخفية وحقيقتها لا يعلمها إلا هو ، أما البشر في الحياة الدنيا فمقياسهم في التمييز هو الفعل ، الأخلاق ، المواقف ، التاريخ والصدارة ، وفيها التفضيل ، وقد روي عن سلمان الفارسي (رض) قوله .. "أثنان فضلتمونا بها يا معشر العرب لا ننكح نسائكم ولا نؤمكم" ، وفي رواية آخرى .. "إن الله هدانا بكم"، وهذا يدل على أعتراف الفرس بمكانة العرب وتميزهم ، ولا شك في ذلك والرسول (ص) عربي والقرآن نزل باللغة العربية!!، ومركز أنطلاق الدعوة الأسلامية من جزيرة العرب ، فهل أكثر من ذلك فخراً خص به العرب دون غيرهم!!، وعلى مستوى الحضارات فأن الحضارة البابلية سبقت الحضارة الفارسية بأكثر من ألف عام ، والمعلوم أن الحضارة الفارسية نسخت من البابليين ، فقد أستولى "الفرس الأخمينيون" بقيادة "قورش" على بابل عام 539 ق.م. وقتل أخر ملوكها ، كذلك سبق المصريون القدماء "الفرس الأخمينيون" بأكثر من ألفي عام ، ومملكة سبأ في اليمن كانت موجودة قبل بزوغ فجر الأمبراطورية الفارسية!!، فلا تفضيل حضاري للفرس علينا نحن العرب بل الصدارة لنا.

 

وصل حقد الفرس وأتباعهم على العرب إلى حدود أنتقاد "الفتوحات الأسلامية" وأعتبارها أساءة للأسلام والعرب ، وسبب موقف الفرس العدائي من تلك الفتوحات أنها اطفأت نار المجوسية وفتحت بلاد فارس ، كما أنها تحسب ميزة في تاريخ العرب يفتقر لمثلها الفرس ، وكذلك مرتبطة بقيادات عربية مغضوباً عليهم فارسياً ، طيب .. "قورش" (مؤسس الأمبراطورية الفارسية) أحتل بابل وقتل من فيها بأبشع صورة ، كما أن عدو الله "اسماعيل الصفوي" فرض التشيع بالحديد والنار وقتل مئات الألوف من المسلمين ، من أجل أن يخرج بسلطانه من تحت ظل دولة الخلافة العثمانية السنية ، ومع هذا يمجدهم الفرس ويعظمونهم كبقية الأكاسرة الذين كانوا يعبدون النار بينما يسفهون العرب ويطعنون بقياداتهم!!، رغم أن الفرس غزوا وقتلوا طمعاً وتوسعاً ، بينما غزى المسلمون بدافع نشر الأسلام بالنصيحة دون أن يرتكبوا مجازر دموية، والدليل أن المسلمين العرب حكموا أسبانيا حوالي 800 عام ولم يفرضوا الأسلام بالقوة كما فعل الصفويون ، وظلت الغالبية على دين النصارى ، وعندما أنسحب المسلمون خرج معهم اليهود خوفاً من البطش!!، أليس هذا كيل بمكيالين!!، كذلك ينتقد ذيول الفرس قصاص قطع الرأس الذي كان معمولاً به من قبل الولاة العرب ، ويعتبرونها وحشية وإجرام ، وأعجب لهذا التناقض .. "فكتبهم تقول أن مهديهم المنتظر عندما يظهر سيقطع سبعون ألف رأس من المعممين فقط!!"، فهل ياترى يندرج فعل المهدي تحت بند "الوحشية والإجرام" أيضاً!!، فلمن الأفضلية يا ذيول الفرس؟!،، الأولى أن تستعروا من الفرس لا من العرب!!

 

لحق الفرس هزائم منكرة في المعارك التي خاضوها ضد العرب منذ معركة "ذي قار" في الجاهلية ، وحتى تجرع الخميني المهزوم كأس السم على يد العراقيين في "القادسية الثانية" ، ولم يحرز الفرس أي انتصار على العرب نهائياً ولا حتى في المنام ، وقد كان لسيف الله المسلول "خالد بن الوليد" (رض) صولات وجولات ضد الفرس وأنتصارات حققها رغم أن جيش الفرس كان في بعض الأحيان ضعفي جيش المسلمين ، وفي معركة ذات السلاسل قام البطل "خالد بن الوليد"(رض) بقتل أحد أكبر قادة الفرس ومفخرتهم "هرمز المجوسي" ، وقبل قتله أشبعه صفعاً على الوجه ، وهذا يفسر سبب حقد الفرس على القيادات العربية لأنهم أذاقوهم مر الهزيمة وأذلوا قاداتهم ، وكانت أم الهزائم لهم في "القادسية الأولى" التي قادها البطل "سعد أبن أبي وقاص" (رض) وأسقط ملكهم وجعل كسرى الفرس لا قيمة له ، اذاً .. بماذا يتفاخر الفرس وهم كانوا (مكفخة) للعرب ، وأنا أعجب لذيول الفرس أن يرتموا بأحضان مهزوم جبان ويتركوا المنتصر الشجاع.

 

في المعارك التي خاضها الفرس ضد العرب كان الفرس يتركون جثث قتلاهم دون دفن حتى تنتهي كامل الحرب ، ربما بعد يوم ، يومين أو أكثر ، وبما أن الهزيمة دائماً من نصيب الفرس فأن العرب هم من يقومون بواجب الدفن بدلا عنهم ، بينما كان العرب يسعفون جرحاهم أثناء المعركة وبعدها يدفنون موتاهم ولا يتركونهم حتى نهاية الحرب ، وهذا دليل أحترام العرب للأنسانية أكثر من الفرس ، ودليل آخر عن أنسانية العرب وأخلاقهم التي فاقت أخلاق الفرس هو أحترامهم لأنسانية الأسير ، فعلى سبيل المثال كان أسرى إيران في العراق ينعمون بكل متطلبات الراحة ، حتى أن الحكومة العراقية قسمتهم على وجبات وأخذتهم لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف ، بينما الأسير العراقي في إيران ذاق أنواع العذاب ، وقتل منهم الكثير ، وهناك تسجيل معروض على اليوتيوت لجنود إيرانيون يقتلون أسير عراقي بسحبه من الجانبين ، وفي منطقة البسيتين أعدم الفرس مجاميع من الأسرى العراقيين رمياً بالرصاص ، وفي معركة "السودة والبيضة" ، التي وضع خطتها قيادات في جيش الدفاع الأسرائيلي لصالح إيران ، وصل الجيش الإيراني إلى حدود مدينة "القرنة" في البصرة ، وآسروا معلمات في مدرسة أبتدائية أغتصبوهن قبل قتلهن ، فهل هذا شيء يفتخر به يا أتباع الفرس وذيولهم؟!، بينما شكل "صدام حسين" (رحمه الله) محكمة على جندي عراقي وأعدمه لأنه أغتصب امرأة عربية في الكويت!!، ومن جرائم الفرس المشينة  إن كسرى الفرس قتل مبعوث الرسول محمد (ص) الذي حمل رسالة الدعوة للأسلام!!، أفليس هذا جرم تندى له جبين الأنسانية وتستعر منه الأحرار ، لكن كما يبدو أن ذيول الفرس ليسوا من الأحرار!!.

 

أرتبط الكرم بأسم العرب ، الشهامة والغيرة كذلك ، وقد صدحت حناجر النساء تستنجد مرة بـ "الحجاج" وآخرى بـ "المعتصم" ، ولبي النداء ، بينما لم يعرف عن الفرس كرمهم أو غيرتهم ، ولم تضرب بهم الأمثال بالفروسية كالعرب ، ولم نسمع أن هناك امرأة أستنجدت "واهرمزاه" أو "وارستماه" ، بل أشتهر الفرس بالغدر ، الخديعة ، الفتن ، التآمر والخيانة ، "أبن العلقمي" خان العباسيين الذين أكرموه وسهل للمغول أحتلال بغداد من موقعه الحكومي المميز ، "الصفويون" تأمروا مع البرتغاليين على أحتلال مكة ، "الخميني" الرجيم (خلده الله في قعر جهنم) أخذ السلاح من الكيان الصهيوني وضرب به العراقيين!!، حتى الأراضي العربية المحتلة (الأحواز والجزر الثلاث) بريطانيا هي من مكنتهم منها ولم يأخذوها بذراعهم ، فالفرس أهل مكر وخداع وليس أهل كر وفر ، فهل هذه صفات حسنة حتى يتمنى أتباع إيران أن يكونوا من جذور فارسية!!، حتى الخيول العربية هي الأصيلة ، وضربت بها الأمثال ، ولم نسمع عن أصالة الخيول الفارسية ، فماذا لدى الفرس ليزاودوا علينا؟!.

 

مالكم يا أتباع إيران تتعلقون بذيول من هم أقل منكم شأناً ، وتجعلوهم أسياداً عليكم ، يتقدمونكم في كل شيء ، حتى في الأسلام الذي أوصلتموه لهم ، كيف ترضون أن تكونوا مفضلون وأنتم أصحاب الفضل ، وتابعون وأنتم السابقون ، ومنهزمون بعد كل تلك الأنتصارات ، مع الأسف أن يتخذ العربي (أن كانوا فعلا عرب) من الفرس ملوكاً لهم ، صدق المتنبي عندما قال ..

 

وإنّما الناس بالملوك ... وما تفلح عُربٌ ملوكها عجم
لا أدبٌ عنـــدهم ولا حسب ... ولا عهودٌ لهم ولا ذمم

 

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://alhashmibilal.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

 ٠٥ / أب / ٢٠١٢

 

 





السبت ١٦ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة