شبكة ذي قار
عـاجـل










يقول المستشرق الألماني "يوليوس ڤلهاوزن".. "أن حكم العرب انتهى بمجيء العباسيين , وأن الفارسية انتصرت على العربية تحت ستار الأممية الاسلامية"!!، هذا هو التشخيص الصحيح للمرض الذي أطاح بدولة العرب وأضعف مجتمعهم ، فلولا الفرس لما كان هذا حال العرب اليوم ، بالأمس كانت الدولة الأموية ( 41 – 132 ه ) عربية خالصة ، لأن المجتمع العربي آنذاك كان يرفض تزعم قيادات من غير قريش ، حتى في إمامة المصلين ، فيسأل "الحجاج أبن يوسف الثقفي" أهل مكة بعد أن صلى بهم الفجر .."هل أزعجكم أن يأمكم رجل من غير قريش؟!"، وعندما أراد الحجاج أن يولي "سعيد أبن جبير" القضاء في الكوفة قال جبير .."كيف سيقبلون بي وأنا موالي ولست عربياً؟!"!!، هكذا كان العرب يقدرون عروبتهم ، وهذه ليست جاهلية ( كما يطلق عليها الشعوبيون ) ، بل هي حق لنا بالأعتزاز كما هو لغيرنا ، الفرس يفضلون أنفسهم على باقي القوميات ، وكذلك يرى الكورد والأتراك نفس الشيء ، حتى الألمان يقولون نحن أفضل العروق البشرية ، فلماذا للعرب جاهلية ولغيرهم حق مشروع!!، على سبيل المثال .. بعد وصول الخميني الرجيم ( خلده الله في قعر جهنم ) إلى السلطة في إيران تصادم مع الشعب العربي في الأحواز المحتلة ، فخرج الأحوازيون في مظاهرات ضد الخميني مطالبين بحقوقهم كعرب ، فخاطبهم العميل محمد باقر الصدر ( حشره الله مع الخميني الرجيم ) قائلا "أتركوا عنكم عادات الجاهلية"!!، إلا أنه لم يتكلم عن "جاهلية" الفرس وعنصريتهم ، على أية حال .. العرب خرجوا من تحت المظلة العربية ودخلوا مع غيرهم تحت الخيمة الأسلامية ، وأشركوا الفرس بمجد صنعه المسلمون العرب بدماءهم ، وهذا ما فعله العباسيون عندما أطاحوا بالدولة الأموية ، فقد أتخذوا من الفرس شركاء لهم وتقاسموا معهم مسؤليات الحكم ومناصب الدولة ، وماذا كانت النتيجة؟!، ضياع الدولة العربية وتقسيم العرب ، فطيلة عمر الدولة العباسية ( 750- 1258م ) واجهت مشاكل مصدرها الفرس ، مستغلين مسؤلياتهم ومناصبهم مثل "أبن العلقمي"، أو قربهم من رأس السلطة مثل "البرامكة"، وهذا ما يقصده "يوليوس ڤلهاوزن" في قوله السابق الذكر ، اذاً .. علينا أن نستفيد من الدروس السابقة ، ونأخذ منها العبر ، لنحدد الداء الخطير ونعالجة بالوقاية قبل أن نتصارع مع العلاج ، ونفعل كما يفعل الآخرين بدون تحفظات ، قوميتنا خطاً أحمر ، وأمجادنا فخراً لنا ، وأذا ما أردنا أن ندخل تحت خيمة الأسلام مع غيرنا فعروبتنا هي الوتد ، قبل من قبل ورفض من رفض ، ويجب أن ننظف الداخل العربي من كل شعوبي قذر ، من أمثال الباكستاني اللطام "داوود حسين" ونرفض بشدة تمسخره على أسياده العرب وتسفيه الثقافة العربية والأنتقاص من مجتمعنا بحجة الكوميديا ، فهذا ليس فن وإنما "ردة شعوبية" بغطاء جديد ، فهل يقبل الفرس أن يتمسخر عليهم عرب الأحواز؟! ، وهل يرضى الكورد أن نضحك على "الشروال"؟!، أي شعوب تقبل على نفسها ذلك .. الترك ، الأمزيغ ، النوبيين ... إلخ ، كذلك العروبة يجب أن تكون لنا غيرة عليها فهي مظلتنا التي نتجمع تحتها ، فاذا لم نحميها لن تحمينا.    

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://alhashmibilal.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

 ٢١ / أب / ٢٠١٢

 

 





الثلاثاء٣ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة