شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أيام اطلعت تفصيلا على الحدث الذي أثلج صدري وأعاد الأمل الى نفسي بقيام مجموعة مؤمنة من الرجال النشامى ومن الذين عرفوا بالنخوة والغيرة والعزة والشرف بنشر أفكارهم وشعاراتهم عن طريق اللافتات التي تزينت بها مدينتي كربلاء لتكون بديلة لشعارات الاحزاب الطائفية ، فمن هذا الذي يستطيع أن يتمالك السيطرة على مشاعره وهو يرى تلك اللافتات تعود ثانية لتحمل تحية وبيعة حسينية كربلائية للبعث وقائده المجاهد عزة إبراهيم في وقت عصيب يمر بالعراق وبكربلاء بشكل خاص.

 

لا أخفي فرحتي بهذا الحدث لكنني والله يشهد كنت أتوقع ذلك وأكثر منه لكوني أعرف معدن ووفاء رجال القيم والمبادئ في كربلاء فهم الرجال الذين يعملون بصمت لينسجوا عملا تنظيميا محكما يحق لهم أن يفخروا به ، ولينبثق منه هذا الفعل الرائع الذي صدم الخونة والعملاء وأفقدهم صوابهم ولم يستطيعوا فعل أي شيء تجاهه ، فالحدث موثق بالتصوير الحرفي والأدهى قيام وسائل اعلام محسوبة على السلطة بنشره تفصيلا مع الصور في تغطية غير مسبوقة ، هل هذه صحوة من الأعلام في تغطية هكذا خبر ام ماذا؟

 

لافتة علقت امام مركز امني في كربلاء

 

أعود الى صلب الموضوع وأقول ان الذي حدث في كربلاء ليس موضوع تعليق لافتات ولصق شعارات فحسب ، بل هو عمل جهادي بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهو قمة التحدي لأشباه الرجال الذين احتموا بالمحتل وعملاء إيران ، فجاءت هذه الايادي الوطنية الكريمة لتطرز تلك المسيرة بهذا الفعل رغم أنوف وعيون فيلق القدس الذي كثيرا ما تبجح بنتاج عمله في كربلاء باعتبار كربلاء لها رمزية دينية  وخصوصية ثقافية ، لكنهم وجدوا أمامهم عبارة تشير الى ( كربلاء شوكة في عيون الفرس ).

 

حين نشير الى خصوصية هذا الفعل لأننا نعرف ماذا تعني كربلاء وما يدور في داخلها ، فالأمور تسير فيها عكس المنطق ، فالصحيح أصبح خطأ والعميل أصبح وطني ومن ارتكب جريمة مخلة بالشرف كالسرقة والزنا بالمحارم والهروب من الخدمة العسكرية هو الان في قمة الوظائف الحكومية ويتحكم بمؤسسات الدولة وتجار الفرص أصبحوا من أثرياء المدينة وأصبحت الدرجات الوظيفية حكرا للأصول الفارسية وأبناء الأحزاب العميله ، فالوظائف فصلت على مقاسات العجم ومن هم على شاكلتهم .

 

لافتة علقت امام دائرة حكومية في كربلاء

 

هنا أتذكر بان احد مسؤولي حزب البعث في كربلاء أيام الحكم الوطني اراد ان يعين ابنته التي تخرجت من معهد المعلمين المركزي ولم يستطع بسبب ان معدلها النهائي اقل من معدلات زميلاتها ، واليوم يصدر امر تعيين لموظف مازال طالبا في كلية أهلية وهو لم يتخرج منها بعد وحين تسأل من قام بتعيينه يجيبك بأنه حتما سينجح ويتخرج في يوم ما فلماذا الانتظار!

 

وفيما يخص المال السياسي ففي كربلاء يضخ خارج التصور يقدم من إيران السوء الى العملاء والخونة فهي التي ترشيهم حتى على مقال يكتب بأسطر معدودة لكونه يتناغم مع الموقف الصفوي الحاقد على العروبة والإسلام ، بهذا المنطق تحكم كربلاء ، وبهذا المنطق يعمل أعداء العراق اليوم، لذا لن نستغرب حين ينتفض أبناء هذه المدينة ، فالأمور أصبحت لا تحتمل والسكوت والخنوع والقبول بالأمر الواقع مرفوض ولا يشرف احد ، فكل عمل مهما كان صغيرا فانه قطعا سيعجل في طرد المحتل وأذنابه.

 

في الختام أرجو من الذين تشرفوا وقاموا بهذا العمل ان يأخذوا حذرهم من الغادرين فهم بالتأكيد سيحاولون ان يتآمروا ويخططوا لإسكات هذه الأصوات الوطنية بطرقهم الملتوية والمنحرفة بقصد ارضاء أسيادهم وأولياء نعمتهم ، داعين الله جلت قدرته ان يجنب اهلنا ومدينتنا شرورهم ولتبقى مدينة الامام الحسين (عليه السلام ) تفخر برجالها وشهداؤها ومواقفها الوطنية البطولية التي طالما عرفت بها عبر تاريخها الطويل.

تحية لكل الشرفاء الذين عبروا عن معدنهم دون خوف او تحسب لردود أفعال الخونة والعملاء ، وننتظر منهم المزيد فهم بذلك يردون بعض الدين لوطنهم وحزبهم وقائدهم.

 

تحية الى راعي هذا المنجز وكل منجز متحقق في مسيرة التحرير حامل راية التحرير المجاهد عزة إبراهيم والى مزيد من العمل الجهادي.

 

 





السبت ٧ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب متابع كربلائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة