شبكة ذي قار
عـاجـل










من حق أي شخص أو حزب أو نظام يحترم حقوق الإنسان ويطبق المعايير الدولية فيها ولو بحدها الأدنى أن يزايد أو يتباهى أو يتحدث عن حقوق الإنسان. غير إن الانفصام المرضي بأعلى درجاته سيكون هو سمة وصفة من يقتل الإنسان ويسحق ابسط حقوقه المقرة في شرائع الأرض كلها وقبلها في شرائع رب الكون سبحانه وهذا هو شأن وحال حكومة نوري المالكي التي استخدمها الاحتلال الأمريكي الإيراني الصهيوني لتدمير العراق والعراقيين وتتاجر هذه الأيام بحقوق الإنسان في مؤتمر، تصاحبه فعاليات دعائية مظللة، يعقد لهذا الغرض ورصدت له أموال طائلة من ثروة العراق الذي يتضور الملايين من أبناءه جوعا.


هذه الفعالية لا تعدو كونها ممارسة دعائية رخيصة تريد من خلالها ما تسمى بوزارة حقوق الإنسان في حكومة الاحتلال أن تعلن عن وجودها الشاذ في العراق المحتل والذي تنتهك فيه قيم الإنسانية والأعراض وتحتقر فيه حياة الإنسان بحيث صارت دماء العراقيين هي الأرخص والأكثر نزفا في العالم كله بدون منازع.


واضح إن الفعالية مصممة إلى إحياء وإعادة عرض الأفلام الهوليودية عن ما يسمى بالمقابر الجماعية ( للنظام السابق )، وهي كما معروف مقابر أقيمت عام 1991 للضباط والجنود العراقيين وموظفي الدولة والمواطنين الذين قتلتهم قوات فيلق بدر الإيراني والمليشيات المتعاونة معها التابعة لحزب نوري المالكي والمجلس الطبطبائي الحكيمي بزعامة المقبور المهووس محمد باقر الحكيم وتشكيلات فيلق القدس والمخابرات الإيرانية أثناء انسحابهم من الكويت وبعد أن دخلت هذه التشكيلات الفارسية تزامنا مع الانسحاب الذي رافقته فعاليات غدر أمريكية قذرة ساهمت هي الأخرى بقتل مئات الجنود بعد وقف إطلاق النار أثناء الانسحاب في ما يبدو انه اتفاق غير معلن بين إيران وأميركا لاحتلال العراق كله أو بغداد وجنوبها على الأقل في ما عرف عراقيا بصفحة الغدر والخيانة. صفحة الغدر والخيانة هذه التي سميت فيما بعد غزو العراق واحتلاله عام 2003 من قبل الإعلام الأمريكي والإيراني ب ( الانتفاضة الشعبانية) هي التي أوكل لإيران فيها قتل مئات الآلاف من العراقيين مدنيين وعسكريين وتركت جثثهم تتفسخ في العراء حتى تداعى الأخيار من أبناء شعبنا فقاموا بدفنهم في مقابر جماعية نبشتها قوات الاحتلال الأمريكي بعد غزو العراق بصحبة عملاءها الإيرانيين وصورت إعلاميا على طريقة أفلام هوليوود التي تنتجها شركات تابعة لروبرت مردوخ اليهودي وشركات الدعاية والإعلام التابعة لشركات westing house و شركتي general electrics و Microsoft المصنعة للسلاح الذي قُتل به شعبنا على أنها مقابر جماعية أقامها النظام الوطني العراقي كجزء من حملات التضليل الإعلامي الذي تبنته الإدارة الأمريكية بشقيها المخابراتي – السياسي والعسكري....


كذلك يهدف المؤتمر والمعارض الملحقة به والإعلام والدعاية الخادمة له تهدف أيضا إلى محاولة الإمعان في تعمية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الرسمية وغير الرسمية وكذلك الهاء العراقيين عن الجرائم البشعة التي تقوم بها حكومة المالكي المحمية إيرانيا وأمريكيا سواءا ما يجري منها تحت غطاء قانوني مزيف كاذب أو تلك التي تنجزها التفجيرات الإجرامية للحكومة والمليشيات والأحزاب والقوى المتصارعة في ساحة حكومة وبرلمان الاحتلال. والتغطية وتشتيت الانتباه عن جرائم الإقصاء وقطع الأرزاق والتهجير والاعتقالات التي تتم بمداهمات وحشية وعمليات التعذيب الوحشي للمعتقلين التي تودي بحياة الآلاف من الأبرياء في السجون والمعتقلات.


عدد المعتقلين في سجون حكومة المالكي يصل إلى 700 ألف يعذب المئات، بل الآلاف منهم إلى حد الموت. في ظل حقوق الإنسان المالكية عرفنا وسمعنا لأول مرة بما يعرف بالجثث المجهولة التي هي في حقيقتها سجناء قتلوا بيد أزلام المالكي وتم رميهم في أماكن بعيدة. وتحت خيمة حقوق الإنسان المالكية صار العراق شيعا وطوائف وملل وأعراق تتصارع على حدود محافظاتنا وقطعت عاصمتنا الجميلة إلى أوصال بالحواجز الكونكريتية العالية وخضعنا للمادة أربعة إرهاب التي تقطع رقبة أي عراقي يكتب عنه المخبر السري أو أي شرطي مصاب بالتفاهة والنذالة على انه يقف ضد النظام العميل.


في ظل حقوق الإنسان (المالكية) صار العراق كله على بعضه دولة فاشلة كل وظيفتها هي استلام حصتها من واردات النفط من أيادي المشرفين الأمريكان لتوزعها بين تعويض للنظام الفارسي عن خسائر بالعملة الصعبة يقال إن عقوبات أمريكية اقتصادية تسببها له ولا أحد منا نحن العراقيون يدري لم علينا أن ندفع دم قلوبنا للعجم!! وبين رواتب وهمية وصفقات ومقاولات خيالية ورواتب لموظفين يسحقهم غلاء الإيجارات وأجور مولدات الكهرباء وقوارير الماء بعد أن انقرضت الكهرباء الوطنية وإسالة الماء التي كان العراقيون كلهم يشربون من أنابيبها.


بلد ممزق وشعب تبث فيه ضغائن المحاصصات الطائفية وتطلق عليه النيران من الداخل ومن الخارج ويعيش ثلاثة أرباعه تحت خط الفقر وتنتشر فيه ظواهر الانحلال والشذوذ والمخدرات القادمة من إيران التي تشارك بالاحتلال المزدوج, ويقتات مئات الآلاف من أبناءه من أكداس القمامة، ويتعذب قرابة ستة ملايين من أبناءه نتيجة الاغتراب القسري.


ثمة الكثير من الجرائم التي ارتكبت ومازالت تُرتكب بحق الإنسان العراقي من يوم جاء المالكي وحزبه العميل وشركاءه الفرس أو أنصاف الفرس ومن لفّ لفهم يختبئون خلف عواصف التراب والدخان التي أحدثتها آلة الموت الأمريكية التي غزت بلادنا عام 2003 ... والمالكي وأعوانه مازالوا يختبئون وراء الوهم بان كسب ود بعض شيوخ الدولار والإكراميات الدورية يجعله قادرا على الاختباء وراء مفردات وفعاليات الإعلام والدعاية المظللة التي تعلموها من أميركا واستخدمت فيها مفردات اجبر العالم كله إجبارا على تداولها والتعاطي معها مثل الطاغية والمقابر الجماعية والدكتاتورية التي ألحقت زورا وبهتانا وعدوانا بأشرف رجال عرفهم تاريخ العراق كله.. الرجال الذين بنو العراق ونقلوه باقتدار إلى احد بلدان العالم المتقدم والمتطلع بثبات إلى مزيد من التقدم والتطور ليقلب موازين قوة فرضتها الامبريالية والصهيونية على امتنا المجيدة. ممارسة عديمة اللون والطعم والرائحة لحكومة بائسة فاشلة فاسدة تظن إن ممارستها الدعائية قد تبعد الأنظار وتقلل الانتباه وتشتت التركيز على جرائم تقوم بها أودت بحياة مليونين من العراقيين بين قتيل بالرصاص وآخر في حرائق السيارات الملغومة وآخرين في الأحزمة الناسفة وآخرين بكواتم الصوت وآخرين بمثاقب الرؤوس بالكهرباء وآخرين بسوء التغذية وانعدام أو ضعف الخدمات الصحية وآخرين بالجلطات الناتجة عن أوجاع القلب على وطن يحتضر.


مؤتمر كل ما سينتج عنه هو سرقة ملايين من الدولارات في ممارسة يعرف كل العالم أنها دعائية فارغة ومظللة وتسبح في عالم التزوير والرياء. وسينتج عنه أيضا مزيدا من سحق حقوق الإنسان في العراق لأن منظميه ومموليه يظنون إن البكاء على الأطلال يمكن أن يبعد عنهم أشباح صناعة هذه الأطلال، ويظنون إن إعادة تشغيل اسطوانات استهلكتها المخابرات الإيرانية والأمريكية منذ عام 2003 قد يمنحهم فرصة الهروب إلى أمام من مقابرهم الجماعية السابقة واللاحقة ومن إعداماتهم وجرائم القتل الجماعي والتطهير العرقي والطائفي التي صارت حرفة ثابتة لهم وميزة من مزايا زمنهم الأغبر ألا خسئوا.

 

 





الجمعة ٤ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة