شبكة ذي قار
عـاجـل










بسبب أحداث العنف الدامية التي  عانى ويعاني منها  أشقائنا من  الشعب السوري الأعزل  وهم  يذوقون مرارات  الويل تلو الويل من قبل قوات وطائرات ومدفعية النظام الدموي  ، والذي فاجئنا والشعب العربي بصدمة  كبيرة لما فعله ويفعله هذا النظام  بهذه الوحشية في القتل والتنكيل والإجرام تجاه شعبه الذي عبر ويعبر عن حقه المشروع في التغير والإصلاح  ... قررت العودة  إلى وطني العزيز ( العراق ) وبالتحديد إلى مدينتي العزيزة ( النجف الاشرف ) .

 

بعد وصولي  النجف الاشرف استفسرت كيف  حالها وحال أهلها وأحيائها وسوقها الجميل  وحالها بعد الاحتلالين الأمريكي والصفوي ؟ .. فأجابني أخي الكبير  إن حالها  وكما ستشاهده بعينيك وتلمسه بيدك  يرثى لها لكثرة ما جرى فيها من تغيرات اجتماعية وأخلاقية ودينية لدخول الكثير من الغرباء الذين جاءوا  مع الأحزاب والميليشيات التي جعلت الكثير منهم أن  يتحكمون بها وبمقدراتها وبأهلها الطيبين الكرماء .

 

هؤلاء  الذين كانوا قبل الاحتلالين أراذل القوم  واليوم نراهم  يتربعون المناصب والمسؤوليات كل والحزب الذي ينتمون إليه سواء كان من الدعوة أو التيار الصدري أو المجلس الأعلى أو حزب الله أو .. أو .... الخ !!!!!!!.. خرجت  إلى سوق النجف لأتذكر محلاته وأيامه وإذ بي أتفاجأ بما شاهدته من لافتات وصور وعناوين أحزاب ناهيكم عن  السلوكيات العجيبة والغريبة  التي شاهدتها بعيني من الكثير من العناصر الموالية للأحزاب والكتل والميليشيات مما جعلني  أن أقرر العودة إلى بيتي ..وعند وصولي اتصلت فورا بأحد أصدقائي الذي كان معي لغرض السفر سوية إلى إقليم كردستان  الذي لم أشاهده طيلة حياتي وخاصة اربيل والسليمانية ودهوك ومصايفها ... وفعلا لبى صديقي العزيز الفكرة بعد أن شعر بأنني لا استطيع الصبر في هكذا فوضى  غريبة حلت  بمدينتي العزيزة  ( النجف الأشرف ) واتفقنا  على  المسار الذي سنسلكه في  طريقنا  والذي سيوصلنا إلى محافظة اربيل ..

 

عند وصولنا إلى نقطة التفتيش الرئيسية  ، وبعد إكمال الإجراءات اللازمة  صعدنا سيارتنا  وتوجهنا إلى مركز اربيل لغرض الوصول إلى ( القلعة ومنارة المظفرية وجامع جليل الخياط ومرصد اربيل ) الذي  كنت أتمنى  مشاهدته   لما  سمعت وقرأت  عنها وعن اربيل  في الكتب  التي أكدت على تأسيسها سنة 2300 قبل الميلاد تقريباً وعلى يد السومريين .

 

بقيت أكثر من سبعة أيام في اربيل متجولا في مصايفها ابتداء من شقلاوة وكلي علي بيك وبيخال وجنديان وحاج عمران إذ  شاهدت ما يفرح  في تلك المصايف وشوارعها ...

 

وللأمانة التاريخية أقول أن حكومة إقليم كردستان و الأخ ( مسعود البارزاني ) رئيس إلاقليم  بذل جهداً واهتماماً كبيراً في تطوير مدينة اربيل  .. حيث الشوارع العريضة التي تتوسطها بساط اخضر جميل وأرصفتها  المطرزة بألا شجار الجميلة  التي تتوسطها النافورات و أعمدة من الكهرباء التي تسر الناظر بإنارتها الليلية ناهيكم عن النظافة  العامة في الأرصفة الجانبية وحدائقها العامة التي لم يفارقها عمال البلدية ( عمال التنظيف ) ليلا ونهارا  والتخطيط الهندسي الراقي لابنية اربيل ناهيكم عن انتظام ونظام السير في شوارعها الرئيسية والفرعية التي  يتوسطها الإخوة ( شرطة المرور ) وهم  يراقبون حركة السير من خلال مراقبتهم  للعلامات الضوئية المرورية المتواجدة في ساحات الطرق الرئيسية والفرعية ( ترفك لايت ) والتي يحترمها كل من يمر بجانبها سواء كان من الإخوة الأكراد أو السواح ... وهناك شيء مهم  لاحظنا من خلال  بقائنا في اربيل ومصايفها  هو عدم سماعنا  لتلك الأصوات ( المنبهات الديمقراطية ) المزعجة  التي كنا ولا نزال نسمعها يوميا  لسيارات الشرطة  والحرس الوطني وهي  تطلق العيارات النارية عبر الهواء أثناء مرور موكب لأي مسئول من مسئولي  حكومة الاحتلال الصفوية  أو وزير أو عضو مجلس برلمان أو ضابط كبير في الحرس الوطني  أو أي ضابط من ضباط أو منتسبي الشرطة ولغاية الفراش الذي يجلب ( الكباب أو ..؟ ) !!!!. والتي أرعبت وترعب المواطنين منذ احتلال العراق ولغاية يومنا هذا   .

 

والذي أعجبني وصديقي  أيضا ونحن نسير باتجاه  المصايف  البعيدة عن مركز المدينة ( اربيل ) هو مشاهدتنا وعلى طول الطرق ل ( عمال التنظيف )  الذين يقومون بواجبهم وهم ينظفون جانبي الطريق من القناني والأوساخ  ، والاهم من ذلك  هو ما شاهدناه في ساحة النافورات التي تتوسط القلعة  ونحن  نرى العمال وهم ينبهون  السواح للحفاظ على نظافة الساحة  وإرشاد الزوار من عدم رمي الأوساخ  ضمن المنطقة التي هم فيها ..

 

للأمانة أقول .. إن ما شاهدته من كرم الضيافة والأخلاق الحميدة  واحترام الضيف  الزائر الذي يزور اربيل ومصايفها من قبل جميع الإخوة الأكراد العراقيين في اربيل .. والأكثر من ذلك هو  عدم سماعنا  طيلة وجودنا  في اربيل أو مصايفها لأي سؤال وجه لنا  لغرض الاستفسار من  أية محافظة أو أنت شيعي أو سني أو أنت كردي أو مسيحي ...  الجميع  هناك عراقيون وبدون تميز !!!!. ..  صادفنا أنا  وصديقي عندما استأجرنا  تكسي للذهاب من القلعة  إلى شارع الإسكان ، هو السؤال الذي سألنا به  سائق التكسي  عندما قال لنا  كيف شاهدتم اربيل ؟ فأجبته مدينة نظيفة وجميلة  بأهلها ومسئوليها ، وإذا به يفرح ويقول لي سوف اذهب بكما  إلى مناطق الساحات  الكبيرة والمنتزهات  والسيتيات الكبيرة لأنك تستحق أن أنزهك وعلى حسابي الخاص .. شكرته على هذه المبادرة الجميلة ثم قال لي وأعجبني أكثر وأكثر عندما فاجأني بقوله ( كاكه والله العظيم آني يوميا انهض من الصباح اقبل الأرض ثم اقبل مقود سيارتي ثم أتوكل على الله من اجل كسب الرزق ) فهزتني مشاعري لقوله هذا مما جعلتني أن التفت فورا إلى صديقي وقلت له : هذا الذي  نحن نفتقر إليه ( الإيمان وحب الوطن ) ... هذه هي حقيقة المواطنة الصالحة  ..

 

ولكن هناك بعض المعانات التي عانينا منها  في  تجوالنا ضمن مركز الاقليم ومصايفها في  الوصول إلى بعض المناطق في اربيل  والمصايف  هي  عدم وجود علامات مرورية  مكتوبة باللغة العربية حتى ترشدنا إلى المكان الذي نقصده ،  إضافة إلى  الأسعار العالية  في الأسواق والدور السياحية  والفنادق وبجميع درجاتها الأولى والثانية والثالثة الموجودة في المركز والمناطق السياحية في  المصايف .

 

 واليوم  أقولها للتاريخ  وبعد أن سمعت ولعدة مرات الخطابات والتصريحات والمقابلات الصحفية  للسيد ( مسعود البارزاني ) عبر الفضائيات وهو يردد  دائما عن العفو والتسامح ..  وقوله هذا إنما هو ناتج  لتطبيق قوله تعالى  في محكم كتابه الكريم ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) وتطبيقا لما قاله الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم ( وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عز)  وكذلك تطبيقا لما قاله  الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( أعقل الناس أعذرهم للناس ) ... أقول إن  ( التسامح ليس سهلا لكن من يصل إليه يسعد ) و ( عندما نسامح أنفسنا ونسامح غيرنا نكون حقا سعداء ) و ( حاول أن تسامح وان تنسى الاساءه )   .

وتقديري العالي لما قام به السيد ( مسعود البارزاني ) من رفضٌ  عام ومطلق لتطبيق قرار الاجتثاث الجائر رفضا قاطعا  في إقليم كردستان ،  ناهيكم عن ما  نراه اليوم وهو  يقف بقوة وشجاعة لكل من  يهدد العراق وشعبه وبجميع قومياته وأقلياته وأديانه من حكم الغرباء ،  واقصد به الحكم الدكتاتوري للصفويين الذين جاءوا إلى السلطة عن طريق أحزابهم وميليشياتهم الصفوية التي ولدت في إيران  وتحت المظلة الأمريكية  ...

 

فعلى أبناء العراق  الغيارى أن ينتبهوا  ويحذروا  من التضليل الذي يمارسه العملاء والخونة المجرمين والجواسيس سواء كانوا  هؤلاء في العملية السياسية أو ما يسمون أنفسهم  بوجهاء  الاحتلال وشيوخ الدولار والدينار والتندرات  التي تدر عليهم المليارات  سواء كانوا في ( نينوى وكركوك وديالى ) والذين صاروا خدما للمالكي  .. وأقول لهؤلاء  إن شعبنا الكردي الأصيل سيبقى في العراق وسيبقى عراقيا وسيبقى موحدا ومتوحدا مع شعب العراق ومسيرته التحررية الحضارية إلى الأبد ومهما كانت  الظروف .

 

وختاما أنبه هؤلاء الذين اتخذوا من أنفسهم وجهاء تجاريين وشيوخ دولار ودينار متلونين لأقول لهم  : والله الذي لا اله إلا هو لو  نجح المشروع ألصفوي لا سمح الله في العراق فسيصبح العراق  في خبر كان عن أمته ، و لن يقبل الفرس لا عميل ولا خائن ولا جاسوس إلا أن يضعكم ومهما كانت مكاناتكم الاجتماعية أو الرسمية أو الدينية  تحت قدميه ليجعلكم بعد ذلك  خداما مطيعين ذليلين  .. أي يصبح  فيكم وفي مشيختكم  ووجاهتكم ومناصبكم التي تتباهون بها اليوم الفارسي ألصفوي  سيدا عليكم في  الاختيار من خلال التحكم بكم وبمصيركم  وبشرفكم  وفي إجباركم  إما  أن تتخمئنوا  أو تتفرسوا وبعكسه فان القتل والتهجير عن ارض العراق هو مصير كل العراقيين  .. إذن على كل من وقف  ويقف مع المشروع ألصفوي الذي يقوده المالكي العميل مقابل حفنه من الدراهم المعدودات  أن يفكر في دينه وأرضه وعرضه أولا ثم في تاريخه  الذي لا يرحم أحدا منهم  ومن ذرياتهم الذين أنجبوا  بالسحت الحرام .

 

 





الاثنين ٧ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة