شبكة ذي قار
عـاجـل










ثار البعث في العراق على عوامل الانحطاط والتخلف في الحياة العامة للشعب والدولة وعلى وهن اسيجة الأمن الوطني والقومي بسبب اختراقها من القوى والأطراف التي تريد للعراق أن يكون ساحة خلفية لأنشطة الصهيونية ودويلتها المسخ من المحافل الماسونية إلى الموساد والى كل الدائرين في أفلاكها. وثار البعث في العراق ليحقق للعراق تنمية اقتصادية لا يمكن لها أن تتم بالمعنى الذي يريده العراقيون والعرب وحزب الأمة , حزب البعث العربي الاشتراكي, إلا بالامتلاك الكامل لعوامل التحرر الاقتصادي طبقا لعقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي ومنها بل، وفي مقدمتها امتلاك الشعب لثرواته امتلاكا كاملا والانطلاق في تنمية قطاعات الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات والصحة والتربية والتعليم وغيرها من ضرورات الحياة العصرية اعتمادا على قدرات البلد المحررة. وثار البعث في العراق ليجعل من العراق نموذجا لدولة العرب التي يحلم بها كل عربي ومن مع العرب يشتركون في التاريخ وسفره وفي الغد الآتي وتطلعاته .دولة الوحدة والحرية والاشتراكية. ولم يترك البعث أهدافه المعلنة وغير المعلنة في البناء والإعمار والتطور والتقدم والازدهار محض شعارات تتآكل مع مضي سنوات ما بعد انطلاق الثورة بل ترجمها إلى أفعال وقوانين وتحركت على ميدان العراق والأمة العربية نماذج ماثلة للعيان تتحدى المحال وتطاول الثريا كمنجزات تاريخية.

 

إذن العراق كسر حواجز سايكس بيكو وهدم بمعاول الثورة وشعب الثورة وبقيادة حزب الثورة وشركاءه من القوى الوطنية والقومية والليبرالية واليسارية كل علامات الركون والانقياد المهين إلى عالم التخلف المسمى بالعالم الثالث في بلد يمتلك الموارد البشرية وقادر على خلقها ويمتلك الثروات وقادر على استغلالها بعد إنقاذها من شركات الاحتكار العالمية، وبتوفير الإنسان العالم والمتعلم القادر على إدارتها استخراجا وتصديرا وتصنيعا وينطلق ماردا نحو مصاف العالم المنتج المتمدن المتحضروتزدهر الحياة فيه بطريقة متوازنة بين ترف يمثل قمة المنى للشعب وبين التزام وانضباط حديدي بعوامل الارتقاء ثباتا وديمومة في الإنتاج وتغيير مكونات الحياة المتخلفة وفي بناء قواعد إنتاج جديدة: أي شعب يترفه وهو ينتج وليس شعب يترفه بقشور الحياة التافهة وهو نائم على عوامل التخلف ولا يؤسس اقتصاده في الزراعة والصناعة وغيرها من عوامل قوة الدخل القومي ومصادر الثروة للبلد. كانت الموازنة قائمة ودقيقة بين رفاهية الإنسان وعوامل تحققها وبين مكونات الارتقاء والتنوع في مصادر ثروة البلد التي يشكل الإنسان المنتج في كل قطاعات الحياة الناهضة احد أهم مصادرها.

 

إذن عوامل الصراع قد بدأت مع أيام ثورة 17- 30 تموز 1968 المجيدة الأولى وظلت تتصاعد وتتنوع وتتغير أدواتها المنفذة حتى اضطرت أميركا إلى القيام بغزو العراق بجيوشها وأساطيلها وضمت إلى جانبها أنظمة عربية وإيران وبريطانيا ودول أخرى كثيرة ساهمت بالجيوش وبالسلاح وبالأموال.

 

ونحن اليوم وبعد مضي عشرة سنوات على الغزو والاحتلال نتحدى العالم كله أن يبرهن بأية طريقة كانت إننا كنا شر مستطير يتوجب اقتلاعه أم إن أميركا ومَن تحالف معها هي الشر المستطير الذي يوجب لملمة العرب كشعب وقواهم الخيرة والطليعية بكل عناوينها وأنظمة العرب التي صارت ترى الآن السكين قد قطعت رقاب السالفين وتقترب بثبات من رقاب الباقين وان يستخدموا قدراتهم السلمية والعسكرية والنفطية والمعدنية ليوقفوا العدوان على العرب أرضا وشعب ... وفي مقدمة ما يتوجب على العرب أن يفعلوه هو أن ينقذوا جدار الصد ورئة الأمة ..أن ينقذوا العراق .. وإنقاذ العراق لا يتم بإهدار الأموال على العملية السياسية والرهان على بعض أطرافها ولا بالبحث عن تشكيلات سياسية تولد منغولية لن تشبع من جوع في ظل أوضاع شاذة ولكن بإسناد شعب العراق ومقاومته البطلة التي برهنت لكل الدنيا إنها قادمة لا محال على صهوات الشرف والعز والكبرياء والكرامة العراقية اليعربية وإنها هي حصان السبق الذي سيفوز بحمل رايات التحرير وإعادة العراق إلى مساراته الأولية رئة تتنفس منها الأمة وسياج صد.

 

إن مراجعة شاملة للمشهد العراقي بين عام 1968 وعام 2003 ستظهر بوضوح تام إن ما تعرض له العراق من استهداف ومؤامرات داخلية وخارجية لم يتعرض لها بلد ولا شعب في تاريخ البشرية كلها قط. لذلك فموضوع الكويت لم يكن إلا حلقة من تلك الحلقات التآمرية التي غدر فيها الغادرون واسقط فيها العراق في فخ آن أوان العراقيين والعرب كلهم أنظمة وجماهير أن يتصرفوا ويفهموه على انه فخ ليس للعراق فقط بل للأمة برمتها بل انه فخ كسر أطراف البعض وجماجم البعض ورقاب البعض وظهور البعض وان لنا أن ننهض جميعا لنعيد العراق إلى عراقيته وعروبته لتعود الأمة إلى مسارات صعودها في صيرورتها ألراهنه تحت حراب الفخ الكويتي.

 

وانطلاقا من هذه الحقائق التي يعرفها القاصي والداني, العدو قبل الصديق , جاء هتاف قائد جحافل النصر الآتي قريبا بعون الله وهو يخاطب ضيفه الإعلامي العربي المعروف إبراهيم سنجاب , الخطاب التاريخي الذي قراه خلال ثلاثة أيام في بوابة الأهرام لوحدها ما يربوا على 15 مليون قارئ يضاف إليها ملايين أخرى اطلعت على الحوار أو تقارير مكثفة عنه عبر قنوات فضائية وصحف ورقية وجوجل ومواقع الكترونية في طول الوطن العربي وعرضه وفي كل أرجاء المعمورة وبما يسجل رقما غير مسبوق في عدد القراء لأي قائد أو زعيم من قبل :

 

يقول الرفيق القائد في معرض رده:

احتلال العراق لم يكن في يوم غزوه، ولا في يوم وصول قوات الغزو الشوفيني النازي إلى بغداد العروبة وقلعتها الصامدة، فهو لم يكن مفاجئا لنا، هو حصيلة نتاج مخطط إمبريالي أمريكي ـ صهيوني فارسي صفوي.. لقد دخلنا معهم في صراع دام وطويل وعلى امتداد مسيرة ثورة تموز المجيدة عام 1968، بدأ الصراع منذ اليوم الأول لإعدام جواسيس الكيان الصهيوني في ساحة التحرير ببغداد عام 1969، وما تلا ذلك من إنجازات كبيرة وحيوية لثورة البعث في العراق، ثم صدور قانون الإصلاح الزراعي الجذري، وتصفية الإقطاع ووضع الأرض بيد من يزرعها، ثم الثورة الزراعية في الريف، التي غيرت حياة الإنسان ورفعته إلى مستوى عال من التطور والتقدم والتحضر، ثم صدور بيان آذار التاريخي والحل السلمي والديمقراطي للمسألة الكردية، ثم الحكم الذاتي لشعبنا الكردي في منطقة كردستان العراق، ثم قرار تأميم النفط التاريخي، الذي وضع أهم الثروات الوطنية بيد الشعب لاستثمارها وطنيا وقوميا، ثم الوقوف الدائم مع القضية الفلسطينية، والوقوف الدائم مع مصالح الأمة الحيوية من أقصى مغربها إلى أقصى مشرقها.


لقد قاتلوا ثورتنا في شمال العراق سنين طويلة وقاتلونا في القادسية الثانية ثمان سنوات، وانتصرنا في كل تلك المعارك حتى وضعوا لنا قضية الكويت فخا محكما وقعت فيه قيادة العراق فجاءوا من خلاله كحلقة أخيرة من حلقات الغزو إلى العراق بكل حقدهم التاريخي على الأمة وعراقها الأشم، فدمروا وقتلوا وشردوا، ظنا منهم أن ينتهي البعث وشعب العراق لكي يخلو لهذا الحلف الثلاثي الإجرامي الخبيث الجو في تقاسم المصالح معا في العراق والأمة، لكن شعب العراق الأبي وقواه الوطنية والقومية والإسلامية وفي طليعتها البعث رد الصاع صاعين للإمبريالية الأمريكية قائدة الحلف الشرير فطردتها وهزمتها بفضل الله وعونه وستسحق الصفوية الفارسية وتطردها بإذن الله .. أما مشاعري الوطنية والقومية والإيمانية فهي مشاعر كل عراقي وعربي شريف وغيور وشهم صادق ومخلص لأمته وشعبه فقد تفجر هذا الشعور عندي وعند رفاقي في البعث إيمانا وهمة وعزيمة ومضاءً وثورة عارمة بوجه الغزاة، فخضنا جهادا ملحميا مع حزبنا وقواتنا المسلحة الباسلة وكل فصائل الشعب المجاهدة الوطنية والقومية والإسلامية وعلى امتداد تسع سنوات قد تحقق فيها نصرنا التاريخي الكبير بالهزيمة الكبرى المذلة، التي مني بها المحتلون البغاة المعتدون.

 

 

 





الاحد ٢٠ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة