شبكة ذي قار
عـاجـل










المحادثات بين القوى السياسية العراقية منذ بدء ولاية المالكي ظلت في اطار المماحكات والتحايل والمكر والخداع الذي مهر ملالي ايران به وعلموه الى اتباعهم في العراق , وقد باتت المحادثات والحوارات واللقاءات في اربيل وفي بغداد مثل الاسطوانة المشروخة , لقاءات ثنائية , لقاءات جماعية برعاية جلال الطالباني او حليفه مسعود البرزاني , تعقبها اتفاقات وبنود واجبة التنفيذ , ولكنها ظلت حبرا على ورق , تحالفات مؤقتة وساطات , زيارات من دول الجوار ومن دول العالم , وزيارات الى عواصم دول الجوار , وكلها ظلت حبرا على ورق باستثناء ما يأمر به ملالي ايران , وظلت الكلمة الاخيرة الواجب تنفيذها هي كلمة السفير الايراني في بغداد الملا ( فر ) وكلمة قاسم سليماني الحاكم بأمره في العراق ، كل التحركات جرت تحت خيمة المصالحة ومن اجل التوفيق بين هذه القوى المتنافرة التي يغلب عليها العقلية الطائفية الانعزالية. وزادت الأزمة بعد المهاترات الكلامية بين (العراقية) و ( ودولة القانون ) , وبعد قرار المحكمة بالحكم على نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بالإعدام لضلوعه بأعمال ارهابية كما جاء في قرار المحكمة المسيس ..


قبالة هذا المشهد السياسي المتوتر، أعمال إرهابية حصدت أرواح المئات من العراقيين الذين وقعوا ضحية الاحتلال الأمريكي / الصفوي ، وضحية حكم الطوائف التابعين لدول إقليمية وعالمية، وكذلك معاناة ملايين العراقيين من انقطاع الكهرباء في الصيف الحار جدا والشتاء البارد . اضافة الى نقص في الخدمات العامة، مطاردة الوطنيين الشرفاء وزجهم في السجون السرية التي يشرف عليها مكتب المالكي مباسرة , نهب لثروات العراق بلا رحمة او مخافة الله الواحد الاحد ,بحيث اصبح ابناء المالكي وجلال الطالباني من اصحاب الملايين ويتنافسون على شراء الفنادق والعقارات في الدول العربية , ويتشاجرون في البارات والحانات ويطلقون الرصاص في الهواء لا رهاب الناس الذين يرتادون هذه الاماكن سواء في دبي او بيروت او الشام . انها صورة العهد الجديد الذي بشرت به امريكا لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط .


ان هاجس السلطة القمعية التي يقودها المالكي هي الخوف من البعث والبعثيين , رغم كل اعمال القتل التي تعرض لها البعثيون وعائلاتهم من قبل مليشيات الاحزاب الطائفية العميلة لنظام الملالي الخبير في الارهاب الدولي , والمعلم الاول في اثارة الفتن الطائفية على نطاق واسع في الدول الاسلامية. لقد قاد المالكي شبكات الارهاب ضد النظام الوطني السابق , واشرف على العديد من هذه العمليات الارهابية التي استهدفت مبنى وكالة الانباء العراقية ووزارة الاعلام قرب ساحة التحرير , ووزارة التخطيط وغيرها الكثير . وقد ظن المالكي ان بمقدوره ان يقضي على البعث بعد تسلمه السلطة وبمعاونة اسياده ملالي طهران , ولكن خاب فأله وخسئت ظنونه , ورغم اغتيال الالوف من البعثيين وتشريد مئات الالوف الا انهم هم الذين ركعوا القوات الامريكية واجبروها على الرحيل من العراق مدحورة مهزومة , هربت القوات الامريكية بفعل المقاومة العراقية الباسلة التي قوامها رجال البعث , وليس بفعل الحوار بين المالكي والادارة الامريكية .


حصل ذلك على مدى تسع سنوات مضت، شهدت أبشع حالات الفساد المالي والإداري، وصار العراق في رأس قائمة الدول التي تعاني الفساد والانحلال الأخلاقي وانعدام الأمن وتدني الخدمات ، وصار الفقراء يشكلون جيشا كبيرا، في بلد يفيض خيرا ويختزن أكثر من 287 مليار برميل نفط احتياطي مكتشف وغير مكتشف.


إيران تريد أن تبقى المالكي رئيسا للوزراء مع طاقمه الذي ينفذ أجندة نظام الملالي في العراق واحكام سيطرتها على البلد العربي الذي شكل قلب العروبة النابض وحارس البوابة الشرقية للوطن العربي , وحامي الخليج العربي ، ايران تريد سرقة كل ثروات العراق ومنها النفط لكي تعوض عن خسارتها جراء العقوبات الغربية عليها , بسبب تعنتها في موضوع الملف النووي . ايران الملالي تريد اضعاف العراق ومن ثم تقسيمه الى كانتونات حتى لا يعود بلدا موحدا قويا يتحدى ايران ثانية .تريد ايران الملالي جعل العرب اقلية في العراق , بعد ان منحت حكومات حزب الدعوة الجنسية العراقية للملايين الايرانيين ( حكومتي الجعفري والمالكي ) .ايران الملالي تريد تصفية الاحزاب القومية والوطنية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي .ولذلك فقد سعت ومعها نظام الاسد المتهاوي في دمشق العروبة على شيطنة البعث في العراق وشقه من قبل عناصر سبق ان سقطت من صفوف الحزب لأسباب تنظيمية واخلاقية وفنية . لقد شهد الحزب طوال مسيرته النضالية مثل هذه الانشقاقات من عناصر متهالكة منحرفة وبالتالي سقطت بعد عدة امتار وبقي البعث الاصيل مثل النهر العميق الذي لا يجدف فيه الا البحارة المتمرسون الذين خبروا البحر في ظلمات الليل وفي وهج النهار . ورغم كل هذه الاماني من اعداء البعث فها هو يواصل طريق الجهاد مع كل الشرفاء في الامة وفي عراق المجد والحضارة , وها هو يخيف المرجفين الذين يتحصنون وراء الجدران العالية ويركبون السيارات المصفحة وتحميهم عشرات السيارات العسكرية التي تكلف الخزينة ملايين الدولارات ..


أما الولايات المتحدة التي راوغت اثناء الازمة بين المالكي وعلاوي وضغطت باتجاه تسوية عرجاء , فلا يهمها الا مصالحها وفي مقدمتها ضمان تدفق النفط بالكميات التي تريدها . وما يهمها هو امن الكيان الصهيوني , وأمنه صار مضمونا بعد سيطرة نظام الملالي على العراق الذي عمل فعلا على تدمير القدرة العراقية على الفعل المؤثر ضد هذا الكيان الغاصب , ولاسيما بعد قرار بول بريمر " حل الجيش العراقي الباسل صاحب الامجاد التاريخية ضد الجيش الصهيوني , ها هي مقابر الجنود العراقيين في جنين والمفرق ودمشق شاهدة على تضحياته من اجل تحرير الاراضي العربية المحتلة .وافراد هذا الجيش الابطال هم الذين اذاقوا القوات الامريكية الغازية مر الهزيمة واجبروها على الانسحاب غير المنظم نهاية العام الماضي .


ما قامت به الولايات المتحدة ونظام الملالي اثلج صدور الصهاينة , وها هو وزير الامن الصهيوني , يبدي اندهاشه من الذي حصل في العراق , وقد فاق كل تصوراته , كان الهدف الصهيوني اضعاف العراق , اما اليوم وبفضل الملالي وامريكا صار العراق فابلا للقسمة طائفيا وجغرافيا , وجيشه في اضعف صورة , وتمزق في البناء الاجتماعي , ونهب لثرواته الكبيرة على ايدي لصوص ماجورين لكل من كان يدفع لهم اثناء فترة المعارضة .
.


وهكذا " كل القوى المشاركة في العملية السياسية تسعى لتحقيق مصالحها وكل ــ يغني على ليلاه" ويهدف إلى تحقيق مصالحه على حساب الشعب العراقي. وفي ضوء الأزمة الراهنة وتخندق كل القوى في زوايا مظلمة غير عابهين بمصير العراق وشعبه، فإن القوى العراقية المجاهدة عليها مسؤولية تخليص العراق من هيمنة القوى الطائفية على مقدرات العراق لإعادته إلى الصف العربي، وإنعاش الحياة في العراق، واستثمار ثرواته لصالح أبناء العراق، بدلا من نهبها من قبل الفاسدين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية، فهل تضطلع فصائل المقاومة بتخليص العراق من هذه الفئات الطائفية؟ وهل نشهد دورا عربيا يساعد في انقاذ العراق من أزمته...؟

 

 





الاثنين ٢١ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة