شبكة ذي قار
عـاجـل










مشاعر الرفيق القائد لحظة إعلان احتلال العراق :

 

الاحتلال يعني استيلاء دولة على بلاد دولة أخرى أو جزء من أراضيها قهرا من خلال القيام بغزو أو حرب وهو من أحد اشكال الاستعمار وأكثرها وضوحا وقدماً وأكثرها اثارةً لشعوب البلدان المحتلة.

 

كلمة الاحتلال وقعها كالصاعقة على قلوب أبناء الوطن المحتل، وأغلب الدول ذات التاريخ حتى وان كانت هي التي تقوم بالاحتلال تحاول تلميع الصورة وتزويقها من خلال بعض المفردات لذر الرماد في العيون فتطلق على الاحتلال تسمية أخرى ومنها على سبيل المثال ( الوجود العسكري ) مع ان الجميع يعرف ان ذلك غير صحيح فالوجود العسكري ليس له معنى إلا الاحتلال وهل هنالك احتلال شرعي وآخر غير شرعي !!

 

كل التوصيفات ما هي إلا تلاعب بالكلمات والألفاظ لان الحقيقة جلية لكون الاحتلال يقود الى الاضطهاد والقتل والسجن والتشريد والهدم والاعتقال وإذلال الشعوب وترويع الأطفال وتدمير البنى التحتية والاستيلاء على الثروات وكذلك العمل على اشعال الفتن واختراع الازمات، أي الاستغلال السياسي والثقافي والاقتصادي والعسكري.

 

وأمام هذه الحقائق فمن حق الشعب العربي أن يعرف مشاعر الرفيق القائد عزة إبراهيم لحظة إعلان احتلال العراق لما يعنيه الاحتلال في نفوس عامة الشعب فكيف هو بنظر القائد الذي تقع عليه مسؤولية قيادة الجماهير للوصول الى الخلاص والتحرير.

 

انه سؤال كبير ومؤلم يعود بكل انسان الى التفكير مليا والعودة الى استعراض الأحداث لتكون أمامه كلها كيف لا يعود المرء بالذاكرة وهو يرى أبناء البلد وبسبب الاحتلال يجوبون أرض الله الواسعة بعد ان كانوا ينعمون بخيرات وطنهم ويستظلون بظله، ثم كيف هو السبيل لخروج المحتل وكيفية ارغامه على الخروج ليعود وطنهم الذي سادت به لغة الخراب والدمار والقتل الى لغة العقل والمنطق والأمن والحياة الحرة الكريمة لتداوي جراحات الفقراء واليتامى وأبناء الشهداء، نعم والله انه سؤال كبير ولنرى ونتمعن كيف أجاب عنه الرفيق المجاهد حامل راية التحرير عزة إبراهيم حيث يقول:

 

( إن احتلال العراق لم يكن في يوم غزوه ولا في يوم وصول قوات الغزو الشوفيني النازي إلى بغداد العروبة وقلعتها الصامدة فهو لم يكن مفاجئا لنا هو حصيلة نتاج مخطط امبريالي أمريكي صهيوني فارسي صفوي لقد دخلنا معهم في صراع دامي وطويل وعلى امتداد مسيرة ثورة 17- 30 تموز المجيدة عام 1968 بدء الصراع منذ اليوم الأول لإعدام جواسيس الكيان الصهيوني في ساحة التحرير في بغداد عام 1969 وما تلا ذلك من انجازات كبيرة وحيوية لثورة البعث في العراق ثم صدور قانون الإصلاح الزراعي الجذري وتصفية الإقطاع ووضع الأرض بيد من يزرعها ثم الثورة الزراعية في الريف التي غيرت حياة الإنسان ورفعته إلى مستوى عال من التطور والتقدم والتحضر ثم صدور بيان آذار التاريخي والحل السلمي والديمقراطي للمسالة الكردية ثم الحكم الذاتي لشعبنا الكردي في منطقة كردستان العراق ثم قرار تأميم النفط التاريخي الذي وضع أهم الثروات الوطنية بيد الشعب لاستثمارها وطنيا وقوميا ثم الوقوف الدائم مع القضية الفلسطينية والوقوف الدائم مع مصالح الأمة الحيوية من أقصى مغربها إلى أقصى مشرقها.

 

لقد قاتلوا ثورتنا في شمال العراق سنين طويلة وقاتلونا في القادسية الثانية ثمان سنوات وانتصرنا في كل تلك المعارك حتى وضعوا لنا قضية الكويت فخا محكما وقعت فيه قيادة العراق فجاءوا من خلاله كحلقة أخيرة من حلقات الغزو إلى العراق بكل حقدهم التاريخي على الأمة وعراقها الأشم فدمروا وقتلوا وشردوا ضنا منهم إن ينتهي البعث وشعب العراق لكي يخلو لهذا الحلف الثلاثي الإجرامي الخبيث الجو في تقاسم المصالح معا في العراق والأمة ولكن شعب العراق الأبي وقواه الوطنية والقومية والإسلامية وفي طليعتها البعث رد الصاع صاعين للامبريالية الأمريكية قائدة الحلف الشرير فطردتها وهزمتها بفضل الله وعونه وستسحق الصفوية الفارسية وتطردها بإذن الله ).

 

تعد هذه المقدمة ضرورية قبل دخوله المباشر في وصف مشاعره التي يقول فيها :


( إما مشاعري الوطنية والقومية والإيمانية فهي مشاعر كل عراقي وعربي شريف وغيور وشهم صادق ومخلص لامته وشعبه فقد تفجر هذا الشعور عندي وعند رفاقي في البعث إيمانا وهمة وعزيمة ومضاءً وثورة عارمة بوجه الغزاة فخضنا جهادا ملحميا مع حزبنا وقواتنا المسلحة الباسلة وكل فصائل الشعب المجاهدة الوطنية والقومية والإسلامية وعلى امتداد تسعة سنوات قد تحقق فيها نصرنا التاريخي الكبير بالهزيمة الكبرى المذلة التي مني بها المحتلون البغاة المعتدون )

 

إذن الوطن محتل وعلينا جميعا تقع مسؤولية التحرير فهي دعوة للانتفاضة على الذات، ولا عذر لأحد منا فالأوطان لا يحررها إلا ابنائها والبطولات ليست حكرا لأشخاص بعينهم، لذا القائد لم يقل انه حزين، فالحزن يجب ان يبقى كما يرى داخليا لأنه ان ظهر الى السطح فهو يعد ضعفا فكيف يضعف أبن العراق وهو مشبع بالإيمان والتضحية والعلم والمعرفة والثقافة، لذا استعاض بالمطلوب اليوم ونادى الرفاق والأحباب والمناصرين الغيارى كي يعودوا بعراق الحضارات كما كان وأبهى، فها نحن نرى أطفالنا وأعينهم تلمع ببريق النصر والتحرير ويرسمون وينقشون على حبات تراب أرضه الطاهرة أسماء وصور من ساهم بتحرير العراق سور الأمة العربية الحصين، ومحظوظ من يكون أسمه وتكون صورته من بينهم.

 

يتبع بمشيئة الله الجزء الثالث ..

mmsskk_msk@yahoo.com

 

 

 





الخميس ٢٤ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة