موقف الرفيق القائد عزة إبراهيم وتقييمه لمعارك أم قصر وذي قار والمطار الشهيرة :
قال عنها الرفيق القائد ( كيف يكون موقفنا من هذه المعارك الخالد ة وتقييمنا لها وكل معارك الثورة فنحن جزء أساسي وفاعل منها وفيها قد سجل شعبنا وحزبنا وجيشنا العظيم أروع البطولات وأوسع التضحيات وأغلى الانتصارات وستبقى هذه المعارك وما سبقها من معارك في ملحمة القادسية الثانية من الوقائع الملحمية العسكرية المتفردة للأمة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا ، وستأخذ طريقها مستقبلا إلى الكليات والأكاديميات العسكرية في الأمة لتدرس ، فلقد سطر فيها مقاتلو جيشنا الباسل بفرقه وألويته وكتائبه أروع البطولات وكبدوا المحتلين خسائر جسيمة في الأفراد والمعدات فلقد جسدت الفرقة المقاتلة في أم قصر وألويتها مع شعبنا وحزبنا هناك صور الصمود والتضحية كما جسد مقاتلو جيشنا الباسل وحزبنا المناضل ذات البطولات في معركة الناصرية صعودا نحو الهندية والكفل وفي هذه المعارك قدم جيشنا العظيم وحزبنا من التضحيات السخية والشهداء الأبرار ما يشيب له الولدان )
يتضح من اجابة الرفيق القائد ان للنزال الملحمي في أم قصر أهمية كبرى في معانيها ودلالاتها واستنتاجاتها باعتبارها كانت البداية للتصدي للهجوم البري المتدفق باتجاه العراق، ففي حينها تصدت مدينة ( أم قصر ) تلك المدينة الصغيرة بحجمها الكبيرة في ما تمتلك من روح التضحية والشجاعة والإقدام فصمدت وكبدت الغزاة خسائر فادحة في الارواح والممتلكات وهي أولى الخسائر المشهودة فهي المدينة التي صمدت 17 يوما أمام القوة الغاشمة رغم عدم التكافؤ في الإمكانيات والمعدات، وأعقبتها معارك ذي قار التي أجبرت العدو على ابقاء خط سير قواته الغازية بعيدا عن المدن بعد ان صدم بروح التحدي.
ان هذا الصمود الاسطوري كان إيذانا ببدء العمل الإستشهادي بالدخول إلى ساحة المعركة وكان من بينها عملية استشهادية في حدود النجف كربلاء، تلك العملية التي أدت الى مقتل 11 جندياً أمريكياً وتدمير دبابتين وناقلتي جنود وتبعتها عملية إسقاط الآباتشي على يد فلاح عراقي في كربلاء ببندقيته (البرنو) بتاريخ 31 / 3 / 2003 وحينها تم بث لقاء تلفزيوني في أغلب المحطات المحلية والعربية والعالمية وأعقبتها العملية المزدوجة للشهيدتان ووداد الدليمي ونورا الشمري مطلع الأسبوع الثالث، وكذلك الحالات المثبتة باسر عدد من الغزاة في مناطق الأنبار والناصرية فالقصص البطولية يطول سردها.
ان معارك أم قصر كانت تعد أول كسب ملموس ومشهود حيث كانت معركة المعنويات العالية، وقد أثبتت شدة وشراسة المقاومة وقادت الى ان يفتخر ابنائها بتاريخهم وعدم تنازلهم وباتت اليوم في جوار مدن مثل الرميثة والرارنجية التي لا يزال العراقيون يرددون أهازيج أهلها في ثورة العشرين.
وعن معركة المطار الخالدة فقد قال عنها القائد ( أما معركة المطار الخالدة فلقد سطر مقاتلو الجيش العراقي والحرس الجمهوري وفدائيي صدام أروع البطولات والتضحيات السخية فلقد كان الغزاة البغاة في غاية الخسة والقذارة عندما اصطدموا بهذا النوع من الاستبسال والصمود والتضحية والحنكة في القتال وإدارة المعركة ، فلقد استخدموا في هذه المعركة القنابل النووية التكتيكية التي تذيب البشر والشجر والحجر ومع ذلك فقد قابلها مجاهدو العراق الشجعان بصدورهم العامرة بالإيمان وبحقهم في الحياة الحرة الكريمة وكبدو العدو فيها خسائر فادحة وجسيمة وستبقى معارك أم قصر والناصرية والمطار والنجف وقبلها معارك القادسية وغيرها مآثر خالدة في سفر الجهاد البهي الذي يتواصل حتى يومنا هذا وسيضل يشع بسناه الباهر ودروسه البليغة على أقطار الأمة العربية وجماهيرها لتنهل منه ما يصعد مسيرة امتنا الكفاحية لتحقيق أهدافها في التحرر والتوحد والتطور والبناء )
هذه حقيقة تلك المعارك الاسطورية التي ستبقى خالدة في الذاكرة وسيعمل أهل الاختصاص على تحليل نتائجها وأبعادها، فما كتبته الصحف البريطانية في أعدادها الصادرة يوم (24 / 3 / 2003) لدليل مضاف على وصف سير المعارك حين وصفتها ب ( بالنكسات الامريكية )، وأجمعت عناوينها على وصف الواقع الحقيقي المؤلم للحرب وتصدرت صفحاتها صور الجنود الأمريكيين الذين قتلوا أو وقعوا في الأسر، فكتبت صحيفة التايمز على صفحتها الأولى العناوين التالية :
( الحقائق المرة للحرب تطفو إلى السطح )
( العراقيون يعرضون أسراهم الأمريكيين على التلفزيون )
( القوات المتحالفة تواجه حرب عصابات في المدن العراقية )
هذه هي بعض من الشهادات بحق معارك أم قصر وذي قار والمطار وهي ستمثل على طول الزمان وعرضه نموذجا فريدا في الصمود والتضحية، ومن جانبنا سنأخذ منها العبرة والعظات والدرر لكونها تمنحنا جرعة بطولية وتعمل على استفاقة المنزوين والراكعين والمستكينين.
يتبع بمشيئة الله الجزء الرابع ..
