شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

 

قبل كل شيء لابد أن نذكر أن هزيمة الجيش الأمريكي من العراق أمام فصائل مقاومته البطلة وخروج غالبية قطعاته من أرض الرافدين وقد بررت أمريكيا لمداراة  خجلها أمام العالم بأن ذلك كان بإتفاقها مع الحكومة العميلة المؤتمرة بأمرها . وحاولت هذه الحكومة أن تضفي على نفسها نمطاً من الوطنية الزائفة ، فأسمت هذا الأمر الأمريكي بالإتفاقية . وهاهي أمريكية تكشف عن زيف إدعاء هؤلاء العملاء بعودة أكثر من ثمانية آلاف من جنودها إلى أرض العراق بلا سابق إنذار دون أن يحرك هؤلاء العملاء وفي مقدمتهم كبيرهم الذي علمهم العمالة ، وما يسمونه رئيس الوزراء نوري المالكي ..

 

لماذا قرر إوباما عودة الجيش الأمريكي إلى العراق

 

كان العراق لوحده هدف أمريكيا والدول الإستعمارية لأسباب تعرفونها من خلال طموح وأهداف نظام البعث الذي أمم نفط العراق وبدأ في تحقيق شعاراته في توحيد الأمة العربية وتحقيق حرية الإنسان العربي في إطار القيم والأخلاق العربية والإسلامية ،وتحقيق العدالة الإجتماعية في التملك الذي يقضي على نزوع الإنسان لإستغلال أخيه الإنسان . وفوق كل ذلك كانت دعوته لتحريرفلسطين من البحر إلى النهر ، في الوقت الذي كان نظام حافظ ومن بعده نظام إبنه بشار الأسد الذَين كانا مصدر أمان لبقاء وإستمرار الكيان الصهيوني بالتوسع فقد كان نظام الأسد منذ قيامه بالإنقلاب على نظام البعث في عهد الرئيس المرحوم أمين الحافظ ولعهد قريب له إتصالات ومفاوضات سرية مع الكيان الصهيوني ، وقد كان موقفه المخزي في حرب عام 1973 م حينما قرر وقف القتال مع العدو الصهيوني رغم أن الجيش العراقي الذي حما دمشق من السقوط وكان على وشك تحرير الجولان ، بعد أن دمر الأرتال الصهيونية التي كانت قاب قوسين أوأقل من إحتلال دمشق ..... وبعد كل ماذكرته آنفاً نتسائل عما حدا بأمريكيا مما بدى من نظام الأسد لتغير أمريكيا موقفها منه .....!!!؟؟؟ . وفي ما يلي نذكر الأسباب ....

 

1 ) كانت ولا تزال تجد أمريكيا في إيران البلد المجاور للبلدان العربية النفطية وفي مقدمتها العراق ، وتأتي بعدها البلدان العربية المجهرية التي تقع على الخليج العربي ، وهي تعلم أيضاً أن إيران التي تطمع بالإمتداد نحو هذه الدول وبعض الدول الإسلامية لتعيد أمجاد ماضيها لتكوين الإمبراطورية الفارسية . وأمريكيا لامانع لديها في ذلك ، بالحدود الذي تخدم بها مصالحها في ثروات هذه المنطقة . وقد إستعملت أمريكيا إيران كعنصر تخويف لدول الخليج العربي كي ترضى هذه الدويلات ببقاء قواتها بشكل دائم على أراضيها للدفاع عنها ، إما بالنسبة للعراق فهي تجد في إيران أفضل  من يسرّع في شرذمة العراق وتقسيمه إلى ثلاث دويلات حقيرة بما تثيره هذه الدولة مع صهاينة الأكراد في شمال العراق من نعرات طائفية وعنصرية ، وتنفيذاً لما يريده الكيان الصهيوني . غير أن طموح إيران قد تجاوز ذلك إلى أن تجعل مما فرضته من نفوذ على العراق من خلال عملاءها من ذوي الجنسيات الإيرانية وغيرهم كمنطلق لأن يكون لها وجود وسيطرة على الساحل الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط ‘عن طريق السيطرة على سوريا التي يحكمها العلوي بشار الأسد الموالي لأيران وبمساعدة عصابات حزب الله الإجرامية . وهذا أمر لم يكن متفق عليه عندما تم فيه إحتلال العراق ، كما أنه يخل بما يريده الكيان الصهيوني منها حيث أن الإتفاق كان لايتجاوز حدود الفرات ( النجف مقابل ذو الكفل حتى يعبر كل منهما للطرف المقابل من الفرات) ........    

 

2 ) وتحقيق إيران لما ورد في ( 1 ) أعلاه تكون روسيا قد دخلت على الخط في اللعبة التي تحقق لها هدفها القديم الجديد للوصول إلى المياه الدافئة  . فأمريكيا ودول حلف شمال الأطلسي لا تريد أن تفسح لروسيا ، ومنذ عهد الأتحاد السوفييتي ، المجال لأن تصل إلى المحيط الهندي والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط إلّا عبر الخلجان والمضايق التي تسيطر عليها بلدان هذه الدول والدول الحليفة لها ..... وفي العهد الملكي في العراق أقامت أمريكيا حلف بغداد من كل منها والعراق وتركيا وإيران وباكستان هدفه الأول والأخير هو منع الإتحاد السوفييتي من الوصول إلى المياه الدافئة التي أشرنا إليها . ولكن ثورة العراق التي أسقطت النظام الملكي وأعلنت الجمهورية أسقطت هذا الحلف الأمريكي ... واليوم تعود اللعبة لتدخل في ميدان الصراع .... وفي هذه المرّة إستغل نظام ولاية الفقيه للإمتداد في التوسع بإتجاه العراق وسوريا مستغلاً عملاءه الطائفيين في هذين القطرين العربيين ..... والأدهى من ذلك أن واجب النظامين الطائفيين في هذين القطرين بالإضافة لإيران سيكون الضغط على تركيا لان تفتح مضيق البسفور لعبور السفن الروسية  من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط وبالعكس بسهولة وسلام خصوصاً في أيام الحروب والنزاعات العسكرية  ....     

 

3 ) إن دخول روسيا في هذه اللعبة يعني التنافس بينها وبين أمريكا ودول حلف شمال الأطلسي وشركاتها المتخصصة بإحتكار وسرقة الثروات الطبيعية وفي مقدمتها النفط العراقي وتحت ظل حكومة اللصوص العراقية التي جاء بها الإحتلال الأمريكي الصهيوني الإيراني . وقد بدأ الحرامي الذي سرق منصب رئاسة العراق من كل العراقيين ، وحلف برأس ولحية الخميني لعنه الله بأنه ( سوف لن يعطيها .......!!! ) .    

 

تسائلات تفرض نفسها

 

كان أول حدث جرى بعد ماتحدثنا عنه في أعلاه ؛ عودة القطعات العسكرية الأمريكية إلى العراق والتي إتخذت مواقع تشير إلى أن أمريكيا تريد منع إيران والنظام العراقي العميل لها من مساعدة نظام بشار الأسد ضد قوات الجيش الحر في سوريا . وهنا لابد من ذكر بعض الأسئلة التي تفرض نفسها علينا والتي لابد أن يعرف المواطن العراقي الإجابة الصحيحة عنها  ، رغم أننا متأكدين بأن أبناء الرافدين قد عرفوا الإجابة عنها بإعلانهم المقاومة ضد الإحتلال ، ومن هذه الأسئلة مايلي  .....

 

 أ ] هل أن عودة الجيش الأمريكي إلى العراق هو الدفاعً عن العراق والعراقيين من نمو السيطرة الإيرانية على العراق ، أم أن ذلك جاء من أجل تحجيم هذه السيطرة عند الحدود ألتي كٌلفت بها ، وهي إثارة النعرة الطائفية في العراق تنفيذاً للمشروع الصهيوني لتقسيم العراق وحسب ما حصل الإتفاق عليه معها قبل إحتلال العراق.....؟؟ . والجواب هنا ؛ يكون كما جاء في الشق الثاني من السؤال والذي يحمل إعادة مهمة إيران إلى حدود ما أتفق عليه في إشغال العراقيين بالصراع مع بعضهم البعض طائفيا ًبمساعدة الأحزاب والقوى الطائفية من كلا الطرفين والوصول إلى ما يوصلهم إلى إعلان التقسيم بشكل رسمي . ولكن هيهات لهم ذلك ، إذ أن عروبة شعب الرافدين قد إنتختهم على تمزيق هذا الطموح الصهيوني ، وكذلك الحال بالنسبة لشعبنا الكردي العزيز في شمال العراق الذي يقف بالمرصاد لعملاء الصهاينة أعداء الإسلام الذين يريدون الإنفصال عن العراق ، وكذلك الحال لباقي الأقليات ... فأمريكا أعادت بعض جنودها لتقول للجميع إنها لازالت صاحبة الأمر الأول في العراق ، ناهيكم عن أن الدعاية الإنتخابية الأمريكية لأوباما الذي يخاف من رأي اللوبي الصهيوني الأمريكي فيه  ...

 

ب ] هل أن روسيا التي تحولت لتصبح ذات نظام إقتصادي ليبرالي بعد أن كانت زعيمة النظام الشيوعي سيكون تدخلها في المنطقة العربية الغنية بالنفط والثروات المعدنية الأخرى هو لمساعد أهلها من السيطرة الغربية بزعامة أمريكيا والصهيونية العالمية ، أم حباً لهذه الثروات وللموقع الإستراتيجي الدولي التي تقع فيه جعرافياً هذه الأقطار العربية بالنسبة للعالم .....؟؟؟ . ولا يمكن أن نختلف في أن المصالح هي الدافع الأساس لحركة السياسة الدولية لأي دولة وبالأخص الدول الكبرى ......  

 

ج ) إذا حاولت روسيا بالإستفادة من مشروع إيران في إحتواء العراق وسوريا لا سامح الله ، أن تعلن نفسها القطب الدولي المنافس لقطب دول حلف شمالي الأطلسي بالزعامة الأمريكية ، فهل يرضى.....؟؟؟ . وبديهي أنهم لا يرضون بذلك . فما موقف شعبنا العربي وبالأخص شعبنا العربي في العراق  ....؟؟؟  العراقيون والشعب العربي أن تصبح أرضهم ساحة للصراع ، الذي قد يصل إلى إعلان حرباً عالمية ثالثة تكون ساحتها أرضهم الأسيوية وقد يمتد أتونها إلى أرضهم في أفريقيا ، كأرض مصر وليبيا ، على سبيل المثال. وجوابنا هو بقاء الموقف في مقاومة الإحتلال المثلث الرأس ، الأمريكي الصهيوني الإيراني . وخصوصاً بعد أن كشّر نظام الولي الفقيه عن أنيابه لإلتهام القطرين العراقي والسوري ، وتفويت الفرصة لجعل ثمن خلق القطب الآخر للعالم تدمير العراق وسورية والوطن العربي .....

 

وأخيراً وليس آخراً

 

تبقى النظرة للأمور بالنسبة لشعب العراق ومقاومته للمحتلين كما هي عليه منذ بداية الإحتلال لحد الآن .... ولكن ....!!! علينا أن نحسب أن وحدة فصائل المقاومة لابد أن تتوسع رغم تباين نظراتها للأمور السياسية ما دامت قد توحدت في قتال كافة المحتلين ومن ساعدهم من العملاء . وأن يتم الوقوف بوجه القوات والعصابات والأحزاب التي تحركها إيران في ذات الوقت الذي يتم فيه القتال مع جيش الأمريكي المحتل ، وذلك من أجل تفويت الفرصة على إيران للسيطرة على العراق التي تستغل بها معرفتها للواقع العراقي وبمساعدة عملاءه المزدوجي الجنسية ومن ذوي الأصول الفارسية والباكستانية ،  الذين يرتبون ويحمون التحرك الفارسي الهادئ وغير المكشوف ، للسيطرة على العراق بسهولة ويسر وبعيداً عن الأنظار وفي أجواء الإنفجارات وقتل أبناء الشعب التي تقوم بها عصابات إيران الإجرامية وتحت حماية هؤلاء العملاء الذين نُصبوا ليحكموا العراق المحتل ... ويقتضي من المقاومة العراقية تطوير عملها الإستخباراتي لتتابع تحركات أعداء العراق وعلى الأخص التحركات الفارسية من أجل أن تقوم بضرباتها الإستباقية لتكسير هذه التحركات . ولاننسى أيضاً التصدي  لتحركات الموساد الصهيوني الذي تزايد نشاطه في شراء الذمم وقتل علماء العراق والخيرين من أبناءه وتحت دراية وعلم وحماية حكومة العمالة في العراق ......   

 

وأخيراً نهيب بجماهيرنا العربية في كل الوطن العربي أن يقف بجانب مقاومة العراق ، والضغط على حكام أقطارهم لمساعدة هذه المقاومة وللوقوف بجانبها في كل المحافل الدولية ، وإشعارهم بإنه إذا سقط العراق ، لاسامح الله ، فسيأتي الدور عليهم وعلى أقطارهم .وإعلامهم بأن مقاومة أبطال الرافدين تدافع اليوم عن كل العرب في مقاومتها للإحتلال في العراق ............ 

 

وستنتصر هذه المقاومة البطلة بإذن الله تعالى ..... وما النصر إلا من عند الله العزيز الجليل ........  

 

 





الثلاثاء ٧ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة