شبكة ذي قار
عـاجـل










المقاومة العراقية :

المقاومة حركة شعبية ثورية تعمل على تحقق اهدافها من خلال نيلها ثقة الشعب، ومن الطبيعي أن تتحول المقاومة الى انتفاضة سواء كانت ضد المحتل أو صنائع المحتل وعملائه وأذنابه، والمقاومة العراقية التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي حددت هدفها الستراتيجي بوصفها حركة تحرير وطني تعمل على طرد قوات الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين، ومن هذا المنطلق صاغت منهاجها السياسي والإستراتيجي لمرحلة المقاومة والتحرير، وعرفت ببرنامجها وحددت أهدافها وخياراتها.

 

ان المقاومة العراقية قد مثلت شعب العراق والأمة لذا استحقت وصف القائد لها بكونها هوية الأمة وعقيدتها وثقافتها كما وهي هوية البعث وعقيدته وثقافته حيث قال عنها الرفيق القائد عزة ابراهيم : ( المقاومة كانت الرد التاريخي الطبيعي لشعب العراق وقواه الوطنية والقومية والإسلامية وفي طليعتها البعث باعتباره صاحب القضية وهو المستهدف من الغزو ).

 

وفي مجال الحديث عن عمق المقاومة وما قدمته في مسيرتها الجهادية التي أجبرت القوات المحتلة على الرضوخ والفرار من ميدان القتال بإعلان الانسحاب دون اتفاق بإعلانها الرسمي هزيمتها في الحادي والثلاثين من كانون الأول من العام الماضي بينما المقاومة العراقية الباسلة مازالت تواصل جهادها وقتالها وفق أهدافها لحين تحقيق برنامج المقاومة السياسي والإستراتيجي مستفيدة من العمق الجماهيري حيث يصف ذلك قائد الجهاد والمقاومة الرفيق عزة إبراهيم ذلك بقوله ( العمق الاستراتيجي لشعب العراق ومقاومته هي الأمة وشعبها وتاريخها، لقد استلهمت المقاومة كل قيم ومعاني ومثل ومبادئ مسيرة الرسالة الخالدة على عصر صاحبها إمام المجاهدين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إيمانا ً وصدقا ً وأداء ً وعطاء وفداء فقدمت مقاومتنا المجيدة أغلى وأوسع التضحيات بهذا المدد وبهذه الروحية وبهذا الاستلهام ).

 

وكعادة القائد بتبيان الحقيقة كما هي دون مجاملة فقد ذكر للتاريخ تقييمه للإعلام ودوره الساند في دعم المقاومة وموقفه منها ومن حرب التحرير، فموقف الاعلام المتأمر قال عنه متأمر والموقف المتخاذل قال عنه متخاذل، هذه هي صراحة القائد التاريخي فلا يمكن له ان يجامل تحت ظروف وقتية لأنه مسؤول أمام الله والتاريخ والإنسانية بتبيان تلك الحقائق للأجيال ولأحرار الأمة كما هي حيث قال : ( للأسف الشديد كان موقفا متخاذلا بل كان متآمرا وكان الكثير من قنواته وإذاعاته وصحفه الرسمية مساندا ً للعدوان وللمحتلين كما أدى هذا الإعلام دورا غير مشرف وسيء للغاية في محاصرة المقاومة العراقية الباسلة وطمس جهادها وانتصاراتها وخاصة البعث ومقاومته المجيدة باستثناء بعض القنوات الشريفة القليلة جدا ثم كتابات بعض الكتاب والصحفيين العرب المناضلين الأحرار).

 

أما البعث فمن حقه ان يفخر بدوره الطليعي وفعله المؤثر الذي لم يأتي من فراغ وإنما كان نتيجة حتمية لإعداد ايماني وعقائدي وسياسي وعسكري على امتداد خمس وثلاثون عاما، حينما تم اعداده لمواجهة التحديات، فمبارك للبعث الرسالي الجهادي شهادة قائد الجهاد والمقاومة بحقه حيث قال فيها : ( مقاومة البعث هي امتداد لصراعه العسكري الرسمي مع الغزاة منذ حرب القادسية الثانية المجيدة إلى يوم الغزو والاحتلال، فالبعث دولة قوية ومتطورة لم تسقط كما تسقط الدول في الحروب وإنما اختفت لتقود مسيرة التحرير بإمكاناتها الهائلة لقد توزع مقاتلو جيشنا الباسل وقوى الأمن الوطني وبعض الكادر الحزبي على جميع فصائل المقاومة يقودون ويخططون بغض النظر عن اختلافنا معهم سياسيا وعقائديا وحتى تاريخيا لان الجامع بيننا هو تحرير العراق الهدف الأكبر والاسمى للجميع والذي لا يعلو عليه هدف ).

 

إن البعث هو حاضنة المقاومة وراعيها فهو لم ولن يزايد في مواقفه فيكفيه عزا انه قدم خيرة رفاقه ومناضليه فداء للعراق والى اليوم ولحين انجاز الوعد بقصم ظهر الاحتلال وصولا إلى الهزيمة والهروب الذي تحقق فعلا ولم يتبقى إلا التتويج الرسمي للنصر بعد ان أخفق الاحتلال في تنفيذ أجندته ونواياه وكم هي ثقة القائد برجال البعث حين يقول : ( أؤكد لشعب العراق والأمة اليوم أن الاحتلال قد اخفق ولم يحقق أي هدف من أهدافه طالما البعث موجودا في ساحة المنازلة ) .

 

هذا هو البعث الذي أصبح الرائد والطليعة، فهو الحزب الذي صاغ نظريته انسجاما وواقع الأمة باعتباره مشروعاً متكاملاً يمتلك إرثا نضاليا يسعف ويردف أيدلوجيته التي تعتبر نقطة تحوّل حاسمة في التاريخ السياسي الحديث، فلم يتخلى عن عقيدته ومبادئه الأساسية بل أضاف أليها مهام فرضتها طبيعة الإحداث وقراءة الواقع في ضوء المتغيرات الجديدة التزاما بقيمه ومبادئه وانطلاقاً من مسؤوليته الوطنية والقومية، وفي مقدمة إضافاته كان خيار الجهاد والمقاومة، الأمر الذي أضاف لتجربته الفكرية والعقائدية قفزة نوعية وهو ما تم لمسه على أرض الواقع.

 

ان هذا الأمر أكسب البعث ميزة وموقف وطني وقومي يتفرد به كحزب سياسي، حزب جاهد وعمل وكانت سنوات الاحتلال ابرز السنوات خصبا بالنسبة له، فأستشرف المستقبل وتعمق كفرد وكمجموع وتفنن بإبداعاته وعمل بضمير طاهر وقلب سليم مصححا الكثير من المفاهيم السائدة متحديا قوى الهيمنة والتسلط بالقول والفعل، ليثبت انه مهما كبرت معاناة مناضليه تضاعف نتاجهم وعطائهم وإبداعهم وأثبت باليقين انه حيث يكون البعث يكون الحل.

 

يتبع بمشيئة الله الجزء الخامس ..
mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





الخميس ٩ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة