شبكة ذي قار
عـاجـل










في اكبر جريمة شهدها هذا العصر قامت على ارض فلسطين العربية ، حيث اقدمت الايادي الامبريالية المتحالفة مع الصهيونية العالمية ، بتوفير كل السبل لغرس الكيان الصهيوني الغاصب على ارض فلسطين ، وطرد المواطنين الفلسطينيين من وطنهم وارضهم وحياتهم ومستقبلهم ، لصالح شذاذ الآفاق من صهاينة الكون ، تحت ذرائع واهية وادعاءات فارغة فيما يسمونه بالحق التاريخي لليهود قبل ثلاثة آلاف سنة .


الاجرام الامبريالي الاوروبي الامريكي القائم على اغتيال حياة الشعوب ونهب خيراتها واستغلال ثرواتها ، كثيراً ما يطبل الآذان بمفردات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، وعند تعامله مع الآخريدوس على كل هذه المفردات ، لتتحول لاسطوانة فارغة يكتبون عليها اكاذيبهم وخداعهم وجرائمهم ، ودون ان يرف لهف جفن او تتحرك بهم المشاعر لما اقترفت اياديهم القذرة .


عصابات الكيان الصهيوني ومنذ اليوم الاول وبدعم ومساندة من الاستعمار الانجليزي على ارض فلسطين ، قام بأبشع الجرائم من قتل وتدمير وتهجير لابناء الارض والوطن ، وبعد قيام دولة هذا الكيان الغاصب اعتمد ذات الاسلوب والنهج في العنصرية والعدوانية والتوسع على عموم ابناء المنطقة ، مما يؤكد انه كيان عنصري توسعي خطره ليس على فلسطين وحدها، بل على الامة العربية من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي ، مما يستدعي ان تهب الامة جمعاء في الدفاع عن نفسها امام عدوانية هذا الكيان ، ولن يكون ذلك الا باقتلاعه من جذوره ، لتعود فلسطين عربية من البحر الى النهر ، فالصراع صراع وجود اما نحن قائمين على ارضنا ، واما هو مغتصب لحقوقنا وكرامتنا جميعاً .


الصراع على ارض فلسطين صراع عربي صهيوني ، وليس فلسطيني صهيوني كما يريد البعض من اطراف النظام العربي للتخلص من مسؤولية التحرير، وليس كما تريد بعض الاطراف الاقليمية سواء اكانت فلسطينية او عربية بسبب من انتفاخ اوداجها القطرية ، لان امكانية شعب فلسطين ليست في قدرة مواجهة المشروع الصهيوني المدعوم من الامبريالية العالمية وفي مقدمتها اليوم الادارة الامريكية ، ولابد من حشد امكانيات الامة لتكون فلسطين طريق الوحدة كما ان الوحدة طريق فلسطين .


امتنا عصية على الاستسلام فما سجل التاريخ انها استسلت لعدوها ، وما سجل التاريخ انها استكانت لاحتلال ، فهي في مواجهة دائمة مع كل من اراد استهدافها ، وهي على الدوام اصابعها على الزناد ، وقد حفرت بطولات ابنائها على اديم هذه الارض منذ الخليقة ، ففي كل بقعة من بقاعها لها موقعة وبطولة ، فتارخها حافل بصولات الرجال الشجعان من صناديدها، وهي صاحبة موقف ورأي وانجاز حضاري ، ولها رسالتها في الحياة ، فقد كلفها الله برسالة الحق والخير للانسانية كافة ، فمن خلالها وبواسطة ثقافتها تتم هداية البشرية ، ومن تكون هذه مواصفاتها فهي عصية على الاستسلام وهي باقية على الارض بعزة وكرامة وشموخ.


فلسطين المحتلة لن يحررها الا طريق المقاومة ، وكل من يتوهم بتحجيم الكيان الصهيوني من خلال عقد معاهدات السلام / الاستسلام معه يريد ان يتخلص من فلسطين والفلسطينيين، كما ان خطر العدوان الصهيوني باق مادام هو باق على الارض الفلسطينية ، فكم هي الحروب العدوانية التي شنها على الارض العربية بعد قيام كيانه ، وكم هي الاعتداءات التي مارسها حتى بعد ان وقع معه البعض معاهدات واتفاقيات .


طريق عودة فلسطين الى احضان الامة طريق واضح لاثاني له ، يتمثل في المقاومة ، فخنادق المقاتلين هي التي تصنع النصر ، ووحدة المقاتلين هي القادرة على بناء دولة الوحدة ، انسجاماً مع مقولة المفكر القومي المرحوم الاستاذ ميشيل عفلق " فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين " ، وفلسطين يجب ان تكون عربية من البحر حتى النهر، ولا خيار امام الامة الا المقاومة لاستعادة ارضها في فلسطين ، وكل الاراضي العربية التي تم اغتصابها في الاحواز والاسكندرون وسبته ومليلة ، والخلاص من الاحتلال الامريكي الفارسي لارض العراق .


نحن امة كرمها الله بالجهاد لانه بوابة التحرير والانعتاق من كل انواع الظلم ، وليس هناك اشد من ظلم الاحتلال الذي يدوس الارض والكرامة ، وينهب الخيرات والثمرات ، ويسرق النوم من عيون الاطفال ، وليس هناك اسوأ واقذر من الاحتلال الصهيوني لما يتمتع به الصهاينة من خسة ونذالة في التعامل مع الانسان من غير اليهود .


لابديل عن فلسطين الا فلسطين نفسها ، ومن يظن خائباً بمشاريع غير تحرير فلسطين كل فلسطين ، لا يعيش تاريخ هذه الامة ، امة الرسالة وامة الشهادة وامة الجهاد ، كما ان الذين يتوهمون بالدولة على قطعة ارض من تراب فلسطين تحت حراب العدو ، ومن خلال معاهدات واتفاقيات مغموسة بالذل لا يعيش نضالات الامم الحية ، وامتنا وان بدى ضعفها وهوانها الا انها امة حية ، ناضلت في مواجهة كل الغزوات وانتصرت ، وهاهي الامة الوحيدة التي تحمل السلاح في وجه الامبريالية والصهيونية .


امتنا مستهدفة في وجودها ووحدتها وارضهاوانسانها واعداؤها كثر، ولكنها بعزيمة شبابها وبصمود ابنائها وبطولة مقاتليها ورجال المقاومة فيها يستطيعون ان يصنعوا مجد هذه الامة ويدحروا كل عدوان ويعيدوا الفرحة لكل ابنائها والبسمة لاطفالها ، فالامم الحية لا تموت لانها تملك القدرة على المقاومة ومن يقاوم يصنع الحياة على الارض .


في ذكرى الوعد المشؤوم نشد على ايادي ابناء فلسطين المنغرسين على ارضها ، ونحيي صمود اللاجئين الرافضين لكل مغريات الدنيا ومشاريع الاستسلام ، والمتمسكين بحق العودة الى فلسطين كل فلسطين ،لانهاء الكيان الصهيوني ووجوده المسخ على الارض الفلسطينية الطاهرة .


في ذكرى وعد بلفور نجدد الامل في المستقبل الواعد لهذه الامة ، فهي قادرة على اقامة وحدتها في مواجهة التجزأة ، وتحقيق الحرية والتحرر في مواجهة التبعية ، وتحقيق التقدم في مواجهة التخلف ، فهي امة السلاح والمقاومة ، ومن تكون المقاومة طريقه فان النصر حليفه ، وقد مرت الامة بظروف اشد واقسى ، ولكنها انتفضت وطردت الغزاة الذين استهدفوها في ارضها وكيانها وكرامتها وثرواتها .


لا صلح ولا تفاوض ولا استسلام عن طريق معاهدات واتفاقيات مع العدو الصهيوني ، فليس له حق على الارض لتمتد يد لمصافحته ، او لتكتب حروف في الاتفاق معه ، او لتدنس اقدامه تراب الوطن العربي ، فهو غريب غريب عن هذه الارض ، وارضنا تأبى الا ان تتكلم عربي ، وترفض ان تتكلم عبري او اي لغة مستهدفة انسانها ، وكل من يرى غير ذلك من امة العرب فهو ليس بعربي ، وكل من يريد ان يتاجر بقضيتنا ،قضية العرب المركزية فمصيره الى زوال ، ولتستوطن نفسه خارج حدود وطن الامة .


تباً لكل معاهدات واتفاقيات الذل والعار ، ولا والف لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، ونعم والف نعم للمقاومة ولوحدة المقاتلين اينما وجدوا على الارض العربية ، في سبيل وحدة الامة وتحرير ارضها وحرية انسانها وتقدمه .


dr_fraijat@yahoo.com

 

 





السبت ١٨ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة