شبكة ذي قار
عـاجـل










ازدواجية المعايير ما بين كذبة النووي العراقي وحقيقة النووي الايراني :

أمريكا بغزوها العراق ناصرت الظلم والفساد وحولته من بلدا مستقرا أمنا متجانسا بكل طوائفه وقومياته الى بلد صانع للازمات ومصدرا لها وفق املاءات خارجية، ليؤدي ذلك الى تلاقي مصالح الحلف الثلاثي الأمريكي الصهيوني الصفوي، وليعملا سويا وبالتنسيق من أجل تحويل العراق قلعة العروبة وسورها الأمين الى بركان للدم وبث الفرقة الطائفية والقومية، ذلك ابتدأ بكذبة الأسلحة النووية فحين نقول كذبة فهي كذلك، والوقائع على الأرض وتصريحات أركان الحكومة الامريكية كلها نفت وجود مثل هذه الأسلحة، وأشارت الى تعاون وتضليل متعمد من العملاء كل منهم مرسوم له دور يؤديه وبالتالي يكون العراق كل العراق بتاريخه العريق وحاضره ومستقبله ضحية لهذا الارهاب وساحة لعمل المخابرات الصفوية والصهيونية، فقال القائد حول هذه الكذبة ( قد لفقت لعملها المشين هذا أخس الأكاذيب وأقذرها حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وقد اعترفت الإدارة الأمريكية على لسان المجرم بوش ووزير خارجيته كولن باول وغيرهم فيما بعد بعدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق وقد تأكد العالم كله بعد الاحتلال من خلو العراق من هذه الأسلحة ).

 

في الوقت نفسه تعاملت الادارة الامريكية بازدواجية ومعايير مختلفة فيما يتعلق بالملف النووي الايراني وما يترتب على ذلك من تأثيرات إستراتيجية على منطقة الشرق الأوسط وعلى عكس موضوع العراق تماما فالقائد وفق معلومات العراق الدقيقة يقول (إن إيران قد امتلكت السلاح النووي قبل اليوم وهي تنتظر الفرصة المناسبة لكي تعلن امتلاكها له وستفاجئ العرب والعالم بهذا الإعلان ، نحن لدينا متابعة دقيقة ونمتلك معلومات مهمة للغاية عن المشروع الإيراني النووي إن متابعتنا امتدت لأكثر من أربعين عام ) .

 

كما وان المندوب الامريكي لدى الوكالة الذرية غريغوري شولت قال عن موضوع المفاعل النووي الايراني بالحرف الواحد ( إن ايران تمتلك ما يكفي من اليورانيم لصنع عشر قنابل نووية وإن ايران ستمتلك بعد تحويل معدن اليورانيوم 85 طنًا من "سداسي فلوروراليورانيم" الذي سيكون في وسعها استخدامه في أجهزة الطرد المركزي لإجراء عمليات تخصيب وسيكون في وسع ايران إنتاج عشر قنابل نووية( ، أذن لماذا هذا الصمت تجاه السلاح النووي الإيراني رغم التصعيد المتعمد وكان من بينها القرار الايراني بنزع الأختام التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية فما السر أذن؟ ان السر فيه عدة جوانب :

 

الأول : التآمر المشترك بين الاطراف الثلاثة ( المحتل الأمريكي والمحتل الواقعي والمستفيد الأول من العدوان إيران الصفوية المجوسية والكيان الصهيوني ) وهنا يوضح القائد تلك الحقيقة بقوله ( جرى الاحتلال بمشاركة إيرانية أساسية مكشوفة ومفضوحة وهذا ما اعترفت به إيران نفسها متباهية على لسان علي اكبر ابطحي نائب الرئيس الإيراني السابق وان التحالف الأمريكي الصهيوني ألصفوي معروف ومكشوف أنضر إلى موضوع الملف النووي الإيراني كيف تتعامل معه الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وكيف وفرت له الزمن والفرصة المناسبة لاستكمال مهامه في إنتاج السلاح الذري لكي تبتز الأمة العربية وتهدد منطقة الخليج العربي برمتها لكي تضطر دول الأمة باللجؤ إلى أمريكا والارتماء في أحضانها ولكي تأخذ إيران حصتها المتفق عليها مع أمريكيا في الأمة وفي المنطقة ) .

 

الثاني : ما حققه العراق على يد المقاومة العراقية الوطنية والعربية والإسلامية بقيادة شيخ الجهاد والمجاهدين عزة إبراهيم حيث وصل الحال بعد ما حل بالغطرسة الامريكية وقوتها الغاشمة وإذلالها وخروجها من ساحة الصراع منهزمة مكسورة الى ان تتشجع دول أخرى متحدية، وتتمادى دول مارقة من بينها إيران السوء وتتزمت، فلم يعد بالإمكان وفق ما تحقق نتيجة الصراع الملحمي من اذلال للترسانة الامريكية ان تعمل الولايات المتحدة الامريكية للمجازفة ثانية في صراع غير محسوب النتائج وهذا كله يعود الفضل فيه لتضحيات شعب العراق السخية، ومع كل الويلات التي حلت بالشعب العراقي مازال القائد وفق رؤيته الإنسانية يشير الى ان المسؤولية في العدوان تقع على عاتق الإدارة الأمريكية وليس الشعب الأمريكي حيث يصفه بالشعب الحضاري الإنساني الصديق فيقول ( لقد اقترفت الإدارة الأمريكية ولا أقول الشعب الأمريكي أبشع جريمة في تاريخ أمريكا كدولة عظمى وحضارية وتدعي أنها راعية للحرية والديمقراطية وحرية الإنسان وحقوقه باحتلالها للعراق وليس لهذه الجريمة مثيل لا في التاريخ القديم ولا في التاريخ الحديث وهي قطعا خارج سياقات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وهي قطعا خارج سياقات القيم والمبادئ السماوية التي أرادها الله سبحانه للإنسان في الأرض ) .

 

ان الحوار الصحفي تضمن حقائق أخرى بحثنا عنها وانتظرناها طويلا في اثبات حقيقة التعاون والحلف الأمريكي الصهيوني الإيراني الصفوي، فلو كانت مصلحة الشعب الامريكي تقتضي ابعاد الخطر كان المفروض ان تعمد الادارة الامريكية لذلك منذ سنوات وليس اليوم إلا ان تبادل الادوار والمصالح جعل كل ذلك ليس ذا قيمة، فالتحالف الأمريكي الصهيوني الإيراني معروف ومفضوح ليس اليوم وإنما منذ زمن الشاه ومنذ أن جاء الغرب بالخميني، فمن من العراقيين والعرب والمتابعين لا يتذكر فضيحة ( ايران كيت ) تلك الفضيحة التي كان أطرافها هم أطراف الحلف الحالي ففي تلك الفضيحة تشارك الثلاثة أنفسهم.

 

هذا يعني ان هذا الحلف ليس حلفا أنيا وإنما هو حلف استراتيجي عميق ففي الوقت الذي أنتصر فيه العراق في القادسية الثانية ولم يستطع المشروع الصفوي من الصمود والفشل الذريع الذي لحق به في تطبيق شعار تصدير الثورة الخمينية، وهذه حقيقة تاريخية معروفة وبشهادة الأعداء وليس الاصدقاء، وهنا أنقل جزء مما قاله الخميني كشهادة من الأعداء على النصر العراقي المبين، أذكره للتاريخ وللأجيال فقد أصدر رسالة الى الايرانيين بعد هزيمتهم في الحرب العدوانية ضد العراق قال فيها: (لقد أقر مسئولونا العسكريون وقادة الجيوش والحرس الثوري وخبراؤنا العسكريون وقادة الجيوش، جيش الإسلام لن يكون بمقدوره تحقيق النصر السريع، وبناء على رأي المسؤولين العسكريين والسياسيين لجمهورية إيران الإسلامية، فإنه من الآن فصاعدًا لن تجري بأي حال هذه الحرب لصالح دولتنا، جاء ذلك في ضوء رسالة قائد قوات الحرس الثوري ( اللواء محسن رضايئ  (واعترافه وهو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائد الحرس الثوري والمعني بتهيئة ما تحتاجه الحرب ، وعدم قدرتنا لمواجهتها فقد اتخذنا قرارنا بوقف إطلاق النار، ومن أجل إيضاح ملابسات هذا القرار الذي أعتبره تجرع كأس السم ) بعد كل هذا يسلم العراق بالكامل لإيران وتجعل عملائها يتحكمون بمقدرات البلد ليمتد الشر ويطل بقرنة ليصل الى عمق الأمة العربية وما يحصل في أقطار الأمة العربية هذه الأيام لدليل لا يقبل اللبس ، ويكفينا تحليل ورؤية القائد عزة إبراهيم حيث يقول ( وفرت الإدارة الأمريكية الغطاء على امتداد تسعة سنوات لإيران وعملائها لتدمير العراق وقتل شعبه ثم سلمت العراق اليوم بالكامل لإيران من خلال عملائها في العملية السياسية ومن خلال تواجدها الرسمي والأمني والمخابراتي والسياسي والاقتصادي ) ، هذه هي الحقيقة المرة التي علينا جميعا ان نجابهها ونفشلها عراقيا وعربيا وإنسانيا.

 

يتبع بمشيئة الله الجزء السادس ..

mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





الاحد ١٩ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة