شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما قرر المالكي زيارة موسكو لابرام صفقة اسلحة روسية تضمنت طائرات من طراز ميغ متقدمة وصواريخ ودبابات , ثار جدل كبير وتساؤلات كثيرة , لماذا يشتري المالكي اسلحة روسية وسلاح جيشه الجديد من الولايات المتحدة ؟ لماذا هذا التحول ؟ هل سمحت له واشنطن بهذا الامر ؟ . ام انه اراد ان يثبت انه مستقل عن الارادة الامريكية ؟ .


كما ثار جدل بان هذه الصفقة كانت بايحاء من النظام الايراني . او انها صفقة لصالح النظام السوري . ما كادت حكومة المالكي تحتفل بتلك الاتفاقية التي كانت كلفتها خمسة مليارات دولار , حتى تكشفت فضيحة الرشوة التي تشارك فيها اعوان المالكي وسماسرة الروس اتباع بوتن .


لقد تسربت المعلومات من داخل حكومة المالكي , ومن داخل حزب الدعوة الذي يقوده المالكي تفيد ان مسؤلين كبار في حزب الدعوة ووزارة الدفاع ومن الدائرة المحيطة بالمالكي تلقت عمولات ترواحت بين (25 -60) مليون دولار . وكانت حصة الاسد لوزير الدفاع سعدون الديلمي التي بلغت نحو 90 مليون دولار وحصة علي الدباغ القيادي في حزب الدعوة والمتحدث باسم الحكومة نفس المبلغ . وحصة حسن السنيد القيادي في حزب المالكي بلغت نحو 60 مليون دولار .


اما عمولات المسؤلين الروس الذين عملوا على تسهيل الصفقة فقد وصلت نحو 200 مليون دولار كان من المتفق عليه ان يحصل عليها نحو 11 شخصاً لهم علاقة بصفقة التسلح مقابل شراء طائرات "ميغ 29" و30 مروحية هجومية من طراز "مي - 28"، و42 "بانتسير-اس1" وهي أنظمة صواريخ ارض - جو روسية الصنع.


لقد اثارت الصفقة المشبوهة الرئاسة الروسية فقررت اقالة وزير الدفاع الروسي ( أناتولي سيرديوكوف ) وعدد من نوابه، ومنهم رئيس أركان القوات المسلحة، فيما عرف بأكبر عملية تطهير طالت أروقة المؤسسة العسكرية الروسية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق . ويبدو ان الحكومة الروسية ستطالب حكومة الكالكي بدفع الشرط الجزائي , او قد يقوم الطرفان بابرام صفقة جديدة يتولى امرها اطراف جديدة وقد تكون باشراف دولي لضمان نزاهة الصفقة .


من يتابع ذلك الاصرار والتعنت في سبيل اكمال عقد الصفقة الخاصة لبيع الاسلحة الروسية للعراق وبقيمة اربعة مليارات ونصف ويتصور ذلك الحماس الغير منقطع والرد على التصريحات التي تعارض عقد الصفقة بين العراق وروسيا لايتصور ابدا ان المالكي سيلغي تلك الصفقة . وقد يتسائل المراقب للاحداث عما جرى للمالكي أن غير موقفه بين ليلة وضحاها , ليعلن الغاء الصفقة الروسية ويعلن تشكيل لجنة جديدة لدراسة الصفقة واعادة النظر فيها .


هل هي صحوة ضمير , ام مؤثرات خارجية لم يكن يحسب لها من قبل اي حساب ؟ . لماذا تجرأ على الخروج عن طاعة ولي نعمته في البيت الابيض ؟ . هل ظن ان اوباما الذي يدعمه قد لا يفوز في الانتخابات الامريكية الاخيرة ؟ . هل هو استنتاج من عنده ام هي نصيحة من اسياده في المذهب والطائفة في طهران ؟ . يبدو ان الاحتمال الاخير هو الارجح , اذ ظن الملالي في طهران ان اوباما لن تنجح في الانتخابات الرئاسية . فما كان من المالكي الا ان ترك حليفه القديم واشنطن في محاولة لاختبار قدرته على المناورة , وعزم التوجه الى موسكو حليفة نظام الملالي ونظام الاسد , بهدف عقد صفقة العمر مع الروس . وهي الصفقة التي اثارت حفيظة الاكراد بصورة خاصة . ولكن اوباما هاهو يعود ثانية الى البيت الابيض . وعليه كانت الفضيحة المالية التي تشبه الخيال . الهذا يصل الاستهتار باموال المواطنين العراقين ؟ . ام انها الانانية والشذوذ النفسي الذي يملؤ هؤلاء الحكام الذين وصلوا الى الحكم بارادة الاجنبي المحتل ؟ .


عودة الى المالكي فانه الذي تربع على كرسي الرئاسة بارادة امريكية وايرانية مشتركة , وكيف عملت ايران الملالي على تثبيته في السلطة لدورة ثانية رغم فوز كتلة العراقية في الانتخابات البرلمانية الاخيرة . ورغم هذه الحقيقة فان للادارة الامريكية كلمة الفصل الاخيرة , وسوف يعود المالكي ثانية لاسترضاء البيت الابيض ومغازلته . وقد اعلن عن التزام العراق بتفتيش كافة الطائرات الايرانية التي تعبر سمائه باتجاه سوريا كما اعلن عن اعادة النظر في صفقة السلاح الروسية كما صرح بذلك النائب علي الموسوي .


ورغم هذا الفساد المستشري في حكومة المالكي الا انه متمسك بالسلطة ويحارب الشرفاء في العراق حتى لايكشفون فساده وفساد حكومته . ولم يكتفي بذلك بل تمادى وامتدت ايدي الفاسدين الى قوت ابناء الشعب , امتدت الى البطاقة التموينية التي شملت كل العراقيين , تسد رمق الفقراء الذين ازداد عددهم خلال مدة ما بعد الاحتلال , وتسيد عملائه على السلطة .


ان هذه الفضيحة التي تجاوزت الحدود الاقليمية الى االفضاء العالمي كفيلة باسقاط عشر وزارات , ولكن الطغاة لايعبهون لشعوبهم ويستهينون بمشاعرهم , ويستمرءون اذلالهم .


وازاء هذا الاستهتار البين من حكومة المالكي فقد ان الاوان ان ينهض شعب العراق الابي لينفض عن كاهله الظلم الفاضح الذي تمارسه حكومة ملالي العراق التابعين لملالي طهران .

 

 





الثلاثاء ٢٨ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة