شبكة ذي قار
عـاجـل










تناولت في الحلقة الأولى جملة من الملاحظات التي نقلت الصراع العربي الصهيوني إلى صراعا فلسطينيا" صهيونيا والإخفاقات التي مرت بها الأنظمة العربية من خلال سيرها خلف الرهان السلمي الذي نتيجته خسارة تلو خسارة والرابح الأكبر الكيان الصهيوني لوقوف القوة المتفردة أمريكا المتجهة الى الاحتواء الشمولي ، مشيرا" الى الربيع العربي والملاحظات التي أفرزتها الساحة العربية التي شهدنه ، واليوم أتناول ماهية السيناريوهات التي تمكن النظام العربي المتطلع للتحرير والتصدي لكل أشكال العدوان والهيمنة الوصول الى مبتغاة من خلال :


*- العمل على إزالة آثار عدوان الخامس من حزيران عام 1967، بما فيها تحقيق الانســـــحاب الصهيوني من الجولان الســـــورية وشبعا اللبنانية والضفة الغربية وتحقيق درجة ملموسة من التوافق في العلاقات العربية - العربية وتفعيل دور الجامعة العربية ، وهنا لابد من الإشارة إلى كلمات وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الطارئ المنعقد يوم 17 تشرين2 / 1012 في القاهرة ومصداقية التوجه ، وهذا لا يعني الإقرار بشرعية الكيان الصهيوني والاستسلام لما صدر من ألأمم المتحدة خلافا" لشرعية القانون الدولي


* - تفعيل العلاقات العربية – الإسلامية تفعيلا" متزايدا" في دعم القضية الفلسطينية والضغط المتصاعد استخداما" لكل الإمكانات والثروات العربية الإسلامية للإحداث تغيرات ملموسة على توجهات الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني تأكيدا" على التعهدات التي التزم بها أوباما في الولاية الأولى ، و تفعيل مشروع نهوضي على الصعيدين العربي والإسلامي قادر على توظيف طاقات الأمة لمواجهة التحديات ، وتحقيق درجة من التكامل بين المجتمعات العربية والإسلامية وتفعيل علاقات التعاون العربية والإسلامية ضمن سياق عالمي لمواجهة نزعات الهيمنة والتدخل .


* - الاتجاه نحو مزيد من التوازن في النظام الدولي والعمل على إبراز دور أوروبي متميز بحياديته ومتناقضا" مع الدور الأميركي والرؤية الأمريكية التي تكيل بمكيالين واعتماد مقررات الشرعية الدولية العادلة بوصفها مرجعية في حل معظم مشكلات المنطقة ، وتزايد إمكانية مساهمة المجتمع الدولي في إنعاش المنطقة ، وتقديم الدعم لمنع المنطقة من الاتجاه نحو الصراع مستقبلاً


* - تفعيل وتطوير دور دول كبرى مثل الصين الشعبية وروسيا الاتحادية والهند والتي لها مصالحها الخاصة في الوطن العربي ، والتي قد تعمل كلها أو بعضها على تشجيع الحد من نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، و تزايد تحرك القوى والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية المناهضة للعولمة وللهيمنة الأمريكية بهدف تحجيم الدور الأمريكي على المستوى العالمي و تصاعد تهديد المصالح الأمريكية والأوروبية بسبب التحيز للجانب الصهيوني


* - العمل على التوحد الفلسطيني وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة الفصائل الفلسطينية كافة حول خيار المقاومة ، و تفعيل دور الجماهير العربية لدعم المشروع العربي في الاتجاه نحو حسم الصراع العربي – الصهيوني و توسيع دائرة المواجهة في حالة استمرار الصراع ، وعدم استجابة الكيان الصهيوني للمطالب العربية ، مما سيهدد وجود الكيان الصهيوني واستقراره مع التأكيد على إحداث اختراقات فلسطينية في هيكلية الكيان الغاصب


* - من أجل إنهاك الكيان الصهيوني بزيادة حدة الأزمات الاقتصادية نتيجة الاستنزاف الناتج عن الانتفاضات المتوالية والاستعدادات العسكرية التي ترهقه ماليا" حيث بين الخبراء العسكريين على اثر استدعاء الاحتياطي كرد فعل لمفاجئات المقاومة الباسلة في غزة الصبر والصمود والانتصار إنشاء الله ، أن استدعاء المجند الواحد يكلف العدو 170 دولار أمريكي فكيف يكون الأمر إذا كان عددهم 75000 مجند وبحساب تكلفة الشهر الواحد لهم سيكون ( 12050000 ) أي أثنى عشر مليون وخمسون ألف دولار أمريكي ، بالإضافة إلى تراجع الاستثمارات الخارجية و تفجر الصراعات الداخلية بين القوى السياسية والاجتماعية في الكيان الصهيوني وفشل سياسة الاستيطان اليهودي وازدياد الهجرة اليهودية المعاكسة ، وتراجع في معدلات الهجرة إلى الكيان المسخ


في الختام يمكن القول بأن هذه سيناريوهات نظرية افتراضية مستنبطه من المعايشة اليومية للصراع وإفرازات التجربة المرة التي مرت وتمر بها الأمة العربية بفعل الأنظمة المستبدة التي قيدت إرادة الجماهير العربية باستخدام الحديد والنار أو رفع الشعارات دون الفعل الميداني وان برز خلاف ذلك ضمن الواقع الذي أريد لأمة العرب سيكون الحال هو ذاته الذي تعرضت له القيادة العراقية الوطنية القومية وما لحق ويلحق لحد ألان بالشعب العراقي الجريح منذ عام 2003


إن هذه الأفكار وكما قلت تبقى رهينة التطور الفعلي لآليات الصراع وتطوراته ، إذ قد يفرض الواقع تداخلاً بين سيناريو أو آخر وقد تتبدل أولوياتها، ولكن يبقى المحدد الأساسي في هذه السيناريوهات القدرة العربية على حسم الصراع .


ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر
وليخسأ الخاسئون

 

 





الثلاثاء ٦ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة