شبكة ذي قار
عـاجـل










في أكثر من حديث وخطاب وحوار أشار قائد مسيرة الجهاد والتحرير عزة إبراهيم الى جملة من الحقائق تبصيرا ونصيحة وتذكيرا، وأتجه لمخاطبة الفضاء العربي والإنساني على اعتبار ان العراقيين هم أعرف بالوقائع والحقائق على الأرض، وحدد منذ بداية الصراع البرنامج الاستراتيجي للمقاومة والتحرير، وحذر ومازال من مخطط مشبوه يستهدف الأمة بتاريخها ورموزها ومستقبلها، وحملنا جميعا واجب التمعن والتنبه والحذر، وهاهو اليوم يصل المخطط المشبوه اليوم الى نهاياته المرسومة، ولكنه يعمل على خلق أدوات التنفيذ نيابة عن الأطراف الخارجية.


من يتوقع ان الاجندة قد انتهت فهو على وهم، فالتكليف مستمر وفق ما مرسوم، ولا ينتهي إلا بجعل العراق بأكمله وليس أجزاء منه اقليما تابعا لبلاد فارس ( لا سامح الله ) وهذا يعني سلخ العراق من أمته، فالمخطط ليس وليد الساعة بل هو سياسة ومنهج مدروس واستمرارية لما يسمى ثورة الخميني، وسبب التركيز على العراق هو تقييم واستنتاج صحيح فابتلاع العراق وتركيعه معناه تركيع الأمة ككل.


نتحسس اليوم المخاطر التي تلوح بالأفق وهي قادمة لا محالة، وأمامها أخاطب أهلي في كركوك من خلال الاعلام في وقت عصيب وحرج، وبعد مضي مدة ليست بالقصيرة على الاحتلال، ولنعود بذاكرتنا الى الوراء قليلا وليس الى الماضي البعيد وبتقييم منطقي نفهم ان أعداء العراق والأمة التقليديين والتاريخيين هم الامبريالية والصهيونية والفارسية الصفوية المتمثلة بعملائها وأذنابها، هذه هي الحقيقة التي لا لبس فيها، لذا فسياسة الخداع والتضليل لن تنطلي على من قدم أغلى وأعز التضحيات لعلمهم ان الصفوية الفارسية لا يمكن أن تكون الى جانب الشعب العربي تحت أي ظرف وزمان.


الأدلة على ذلك لا مجال لذكرها ولكن لنتذكر سويا كيف عمدت الصفوية الفارسية الى تقوية زمرة كبير العملاء الطالباني بوجه العرب وبوجه الكرد أنفسهم على حد سواء، ساندته بكل السبل بعد أن ضمنت ولائه ووفائه لإيران والسير في ركابها والمساهمة الفاعلة في تنفيذ مشروعها، وما هو حاصل اليوم ليس بمعزل عما جرى، وما حصل في العام 1996 حين قام الجيش العراقي الباسل بطرد الطالباني وميليشياته من اربيل لم يكن عملا عبثيا، وإنما كان استشعارا للخطر الصفوي على مستقبل العراق والمنطقة لذا تحمل العراق ما تحمل من ردود فعل دولية وعقوبات قاسية ولكن المتحقق كان يستحق مثل هذه التضحية.


اليوم حين نكتب عن موضوع كركوك لا بد ان نتطرق للحقائق كما هي مع اننا ليس بمجال تقييم الموقف من السيد مسعود البرزاني فهذا ليس موضوعنا، ولكن المتتبع المنصف يمكن له أن يستنتج انه لم يكن لا سابقا ولا في فترة الاحتلال متماشيا مع المشروع الصفوي، بل على العكس كان على الدوام يقف بالضد منه تصريحا وتلميحا، كما ان له مواقف انسانية مشهودة تحسب له في وقت عصيب مر به بلدنا، هذا هو تقييمنا لأحد طرفي أزمة كركوك المصطنعة.


الطرف الأخر هو المتمثل بالأداة الرئيسية لتنفيذ المخطط الفارسي الصفوي المشبوه وهو نوري المالكي الشخص الذي كان يحلم أن يكون موظف بسيط في أحدى مداس طويريج، ولكن المخطط المرسوم في دهاليز جارة السوء الصفوية يقتضي ان يتناسى جمع المتآمرين كل جرائم المالكي وحزب الدعوة القاتل العميل، ليتم التوافق عليه والدفع به للواجهة باتفاق ومباركة من الحلف الصهيوني الصفوي الامبريالي وكل هذه الاطراف معروفة بحقدها على العراق والأمة.


ان أهداف الثورة الخمينية الفارسية الصفوية الشريرة تصل اليوم الى كركوك، وفي قادم الايام ستصل النار الى بيوتها، وسيكون وقودها بعض العقول الخاوية ممن أغوتهم الشعارات الزائفة التي يطلقها المالكي المجرم القاتل الغارق بدماء الشعب، فمنذ متى تنطلي هكذا تفاهات على شعب كركوك الأبي، ومنذ متى كان العميل المالكي حريصا على ما يحلو للبعض تسميتهم عرب كركوك، الى هذا الحد يا أهلنا وعزوتنا في كركوك يستهان بكم، أين عقولكم وثقافتكم وتاريخكم، أين كبريائكم وشممكم، والله اننا حيرى هل جفت ضمائركم، ألم يكن بالأمس هذا القاتل على رأس الداعين لجحافل الغزو التي دمرت بلدكم وثورتكم، ألم يكن بالأمس هو وليس غيره من أنحنى أمام القتلى الامريكيين تثمينا لمشاركتهم بقتل أبنائكم، ماذا دهاكم هل هانت عليكم تضحياتكم.. ماذا دهاكم أين رجولتكم وعهودكم .. ماذا دهاكم هل هذا تصرف عرب أقحاح .. ماذا دهاكم هل نسيتم أفعاله.


أنتم يقينا تعلمون انه جاسوس تربى بأحضان خارجية .. أنتم يقينا تعلمون انه زرع في جسد العراق الطاهر لغايات فارسية صفوية، فمنذ متى كان الفارسي الصفوي حريصا على كركوك وأهلها وعروبتها.. ومنذ متى كان القاتل المالكي حريصا على ثرواتها، بالله عليكم منذ متى أصبحنا نقدم الصفوي على الكردي، ألم يكن بالأمس القريب يقف بصفنا الشعب الكردي حينما حطمنا سويا الأحلام الخمينية في القادسية الثانية، أليس الكرد هم جزء أساس من شعب العراق، هل اضمحلت ذاكرتكم يا أهلنا في كركوك، انها لعبة لا تمر إلا على من غسلت ادمغتهم، فهذا حزبكم البعث العظيم يشير في أدبياته الى ان الشعب العربي والكردي والتركماني والأقليات شعب واحد ويجب علينا أن نعيش بتآلف ومحبة وتلاحم الى يوم القيامة.


لا تحققوا للقاتل المالكي حلمه وتمكنوه من كركوك، أحذروا من فرسنة بلدكم، أفشلوه وأفشلوا أسياده، لا تسفكوا دما ولا تزهقوا روحا من أجل قزم عميل ذليل، واسألوا أنفسكم من هو هذا العميل ليتاجر بكركوك، فلا تمكنوا العملاء والأذناب من كركوك، فو الله سيلعنكم التاريخ وتلعنكم الاجيال.


كركوك أيها الأحبة ليس فيها اليوم صفوي، وسيدخلونها وسيتسيدوها بواسطتكم، لا تكونوا شركاء لقاتل الشعب المالكي في جريمته، وتجعلوه يلعب في أرضكم، ماذا تقولون لأبنائكم وهم يرون غدا شعارات الدعوة العميل في وسط كركوك، استحضروا قصة "أبو رغال" المعروفة، حينما أراد أبرهة الحبشي هدم الكعبة وتطوّع رجل من ثقيف من مدينة الطائف المعروفة ليدله على بيت الله الحرام، وليسلك به أيسر المسالك التي تعينه على إنجاز مهمته فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله المغمس ( مكان معروف بين مكة والطائف ) فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك، فرجمت قبره العرب.


ان عمل أبي رغال هذا لم يكن معهودا عند العرب إطلاقا، إنما هي سابقة تفرّد بها أبو رغال، ولذلك يشار له في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم، وما زال الى اليوم يطلق لقب أبو رغال على كل من خان قومه، استخلصوا يا أهلنا في كركوك مما تقدم أن أبو رغال ومن يفعل فعله سيبقى دائماً رمزاً للخيانة والغدر، وسيلقى على الدوام الرجم والسباب.


انه يريد بكركوك الهيمنة ويريدها مصدرا للتمويل الاقتصادي والسياسي والعسكري، فلا تمحو تاريخكم وتنسوا تجاربكم، ولا تحجبوا نور شمس الحقيقة، وهاهي النجف وذي قار والبصرة ونينوى وصلاح الدين وكربلاء بل كل شبر من ارض الوطن تناديكم وتطالبكم بإفشال المخطط الصفوي، فشعب العراق ورغما عن ابواق التضليل السياسي وتشويه الحقائق وتخدير يقظة الجماهير استطاع جني ثمار تضحياته وأفشل مسعى الاحتلال وحطم قدراته وأفقده سمعته، لقد قدم الكثير من اجل صيانة حرية الوطن وكرامة أبنائه، فتمسكوا يا أهلنا بالإستراتيجية الوطنية والهدف الرئيس المتمثل بالتحرير وطرد العملاء وأذنابهم.


لا تقابلوا كل ذلك بالانخراط في مشروع العمالة بكل خسة وقبح، ولا تخونوا الثوابت الوطنية والشرف ولا تنكثوا بالقسم والوعد والعهد، ولا تسمحوا لتاريخكم أن يقاس مع نكرات تنفست نفس اسن برئات نتنة، ولا تطاوعوا نزوات الشيطان في مخادعة النفس ومسايرة عهد الفكـر الوحشي لتتشاركوا بولائم الغرباء الذين يعتاشون على دماء وأشلاء الابرياء من أبنائكم وأخوتكم العراقيين، ومن أصر وحمل كل هذا العار والذلة أستحق لعنة الله والشعب والمقاومة، وبالتالي سيدمغهم التاريخ الوطني وينظر لهم الشعب باحتقار وازدراء.


سيعود شعبنا بإذن الله أعز وأقوى مما كان تطوراً وارتقاءً، بعد أن ثبت ان الاحتلال ومن يسير في خطاه حمقى لأنهم تورطوا برجال لا تكل ولا تمل، والعراق على الدوام يسحق المؤامرات مهما كان مصدرها، هذه هي سنة الله ونواميس الطبيعة، وسيبقى العراق وشعبه الصابر المحتسب أساس بناء الأمة وسياجها الواقي بإذن الله ..


mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





الجمعة ٩ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة