شبكة ذي قار
عـاجـل










أشرت في الحلقة الثالثة إلى ما يلحق بالأمة العربية من عدوان ، ومصداقية الرد النابع من جوهر الصراع وحقيقة الآمال المتجسدة بالرواد الأوائل المنتفضين على الواقع الفاسد الذي أريد أن يكون للأمة العربية ، إن كانوا مجاهدي وقواعد حركة الإحياء العربي أو حزب البعث العربي الاشتراكي الذي جسد بأيديولوجيته مفهوم الأمة الثائرة وحدد معالم طريق التحرر بنظرية الوحدة والحرية والاشتراكية وترابطهما الجدلي بالإنسان وحاجاته ، وهنا فلابد أن نســــأل الأســـئلة التالية * من هو المستفيد يا ترى من إطالة محنة الشعب الفلسطيني ، وهذه الحرب الأهلية الدائرة الآن في سوريا الذي يتأرجح فيها ميزان القوى تارةَ .. ويتعادل تارة أخرى بين النظام السوري والجيش المنشق والفصائل المتحالفة معه منذ قرابة عامين وحتى الآن * ؟ ، هل هي إيران ؟، أم الكيان الصهيوني ومن تحالف معه ؟، أم كلاهما معاً ؟ ، وهل ألعدوان الصهيوني المبيت والغاشم على قطاع معزول ومحاصر مكتظ بالسكان هو لغرض اختبار القبة الحديدية الصهيونية الأمريكية ؟ ، عن طريق استفزاز المقاومة الفلسطينية وخاصة حماس والجهاد الإســـلامي النابعين أصلا" من رحم الإخوان المســلمين اللذين تعارضا وإيران ومن يتبعها كموقف من الأحداث الجارية في ســـوريا في الفترة الأخيرة بعد الربيع العربي في مصر وانتصار ثورته الشعبية برحيل نظام مبارك وتصدر التيار الإسلامي العملية السياسية ، خاصة بعد خروج قادتها وبعض فصائلها من دمشق الذين رفضوا الوقوف مع النظام على حســــاب الشـعب السـوري ؟، أم من أجل تفريغ ترسانة المقاومة الإسلامية في غزة هاشم من الصواريخ التي حصلت عليها أو صنعتها التي تطال المدن الصهيونية ؟؟ هنا لابد من الاشاره إلى ما تناقله الإعلام الدائر ضمن الآلة الإعلامية الإيرانية بأن أغلب هذه الصواريخ هي نتاج الدعم الإيراني وحزب الله والنظام السوري وقد أعطى الكيان الصهيوني هذه الدعوات نوع من المصداقية عندما برر أسباب قصفه مصنع اليرموك في العاصمة السودانية لأنه يصنع الصواريخ التي تصل إلى غزة عن طريق سيناء ، ولكن السائل يسأل لماذا لم يقف النظام الإيراني وسوريا وحزب الله اللبناني مع المقاومة قي غزة هاشم خلال الأيام الثمانية التي عاشتها المقاومة وأهل غزة ، ويســــبق ذلك تساؤل مهم جدا" ومشروع ما هو الموقف الإيراني والسوري وحزب الله اللبناني إبان عدوان 2008 و2009 ؟ ، ولم تطلق سوريا أو إيران أو حزب الله حتى طلقة واحدة باتجاه الجولان المحتل أو المدن الصهيونية المواجهة للجنوب اللبناني على أبسط تقدير للتخفيف عن غزة والاكتفاء بالشعارات والتصريحات والتهديد والوعيد الإعلامي فقط ، وفتح عدة جبهات مع الصهاينة لو كانوا صادقين وجادين فيما يقولون ويوهمون المغفلين ، وكان تساؤل أحد المحللين مشروعا وبمكانه عندما قال (( لماذا ســـــوريا وإيران وحزب الله مجتمعين أوشـــــوا بحماس وبقادتها وينتقمون منها بهذه الطريقة الخسيسة بعد أن تمردت عليهم حماس ورفضت الانصياع للمخطط والأجندة الإيرانية !؟ ، ألم يكشف هذا العدوان عورة النظامين السوري والإيراني أمام العالم عامة والعرب خاصة ، ألم يصب هذا الهجوم في صالح النظامين السوري والإيراني وحتى حكومة الاحتلال في العراق ، لتوجيه وجلب الأنظار عن الثورة السورية المتصاعدة وكذلك عن الوضع المتأزم أصلاً في الشارع الإيراني بانتظار الربيع الإيراني المرتقب ؟، وهل سيدخل حزب الله الإيراني على الخط لكي يقدم لبنان كله هذه المرة على طبق من ذهب لإسرائيل كي تدمره للمرة العاشرة !؟ ، وهل سيدخل شرطي إيران وأمريكا وإسرائيل في العراق نوري المالكي على نفس الخط أيضاً لشغل الرأي العام العالمي والإقليمي والعراقي المتفجر ، فيقوم بإشعال فتيل حرب عرقية قومية بين العرب والأكراد في العراق ، بواسطة مليشياته والمليشيات المتحالفة معه في ما يسمى حكومة الشراكة أو حكومة الأغلبية والبيشمركه قريباً ، من أجل تخفيف الضغط عن النظام السوري وكذلك الإيراني ؟. )) ، يبدو أن جميع الاحتمالات واردة ، وأن جميع أوراق اللعبة والخيوط والأجندة مجتمعة هي في حوزة التحالف المعلن والمبطن للثالوث الشرير الأمريكي الإيراني الصهيوني ، ستستخدمها إيران أو الصهاينة عند الضرورة ، وكل ما يشاع ويقال الآن بأن إيران تقف مع العرب ضد هذه الهجمة ما هو إلا كذب ونفاق وذر الرماد بالعيون ، وكذلك ما دعا إليه المنافق قيس العزاوي ممثل حكومة الاحتلال وليس العراق في الجامعة العربية حول استخدام سلاح النفط ما هو إلا نهيق ألأفاقين ، وما ذهب إليه البعض حول تفعيل أو استخدام معاهدة الدفاع العربي المشترك ما هو إلى نكته ومسرحية الغرض والهدف من ورائها إنقاذ الأنظمة الآيلة للزوال والسقوط في سوريا وإيران والعراق وغيرهم لا محالة مهما حاولوا من محاولات يائسة وبائسة لطمس الحقائق عن طريق استخدام المخالب الفارسية والصهيونية التي أنشأتها في جسد الأمة العربية ، وتحديداً منذ احتلال وتدمير العراق

 

مجموع ما ذهبت إليه من تساؤل يؤشر لنا بشكل وأخر الأبعاد والغايات المعلنة والمخفية التي تقف وراء العدوان الإجرامي الذي ارتكبه العدو الصهيوني والإسفاف في استهداف المدنيين في منازلهم كما حصل لشهداء عائلة الدلو ، والإمعان في استهداف الإعلاميين ووسائل الأعلام أي استهداف الحقيقة وإخفاء البشاعة ، كما وان تساؤلنا حدد الذي أراه الأبعد ولكن الشعب هو الباقي والأقوى والأعز وكل الأشياء تنهار أمام إرادته لأنه يريد الحياة وهنا تتحطم القيود ببشاعتها وقسوتها وان غد الانتصار وبزوغ نوره قريب جدا" وليس في غزة التي يحتفل أبنائها ألان بانتصار الدم على آلة الحرب الصهيونية الأمريكية بل بربوع فلسطين من البحر وحتى النهر

 

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر

المجد والخلود لمن صنع النصر في غزة هاشم بدمه الطاهر الأكرم منا جميعا والذي اتخذ من ثورة أبا الأحرار ورمز الشهادة والتضحية الإمام الحسين عليه السلام طريقا" أصيلا للتضحية والشهادة

العزة لكل أصيل يرى في عروبته جذوة نصر وديمومة بقاء

العار يلاحق كل الأفاقين المتعارضين سلوكا" وتصرفا" مع روح الإسلام وحقوق المواطنين

 

 





الاحد ١١ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة