شبكة ذي قار
عـاجـل










بينما كان العدو الصهيوني وحليفته أمريكا يدفعان باتجاه توجيه ضربة عسكرية إلى إيران لإقفال ملفها النووي واحتوائها ، إذ بالصواريخ الفلسطينية فجر4 وفجر5 التي يحمل بعضها بصمات الصناعة أو الخبرات الإيرانية وكما صرح بذلك أبو الوليد خالد مشعل ورئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية تضرب مدينة تل الربيع _ تل أبيب _ والقدس ، وهنا أعطيت إيران الفرصة الذهبية لتؤكد مرة أخرى إن محور المقاومة والممانعة (( إيران ، سوريا ، حزب الله لبنان ، والمقاومة الإسلامية في غزة )) هو كلٌ لا يتجزأ وإنها معنية بالمساهمة في مدّه بعناصر القوة وتحصين قواه الممتدة من المقاومة في فلسطين إلى حزب الله في لبنان ، مرورا بنظام بشار الأسد في سوريا ، لإعطاء الشرعية المطلقة لها للتدخل في الشأن السوري والتأثير على أي جهد يؤدي إلى التغيير الشامل في سوريا ، والمفارقة هنا إن الأنظمة العربية التي ترفض الدور الإيراني ويتحسسون من مداه الإستراتيجي الذي يصل إلى غزة ، اكتفوا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة تحت سقف الربيع العربي وما افرز من أنظمة جديدة بإصدار بيان متواضع ، سبقه على لسان عدد من الوزراء اعتراف بالضعف والافتقار إلى العزيمة واقتصار الطموح على تقديم مساعدات مالية وإنسانية إلى الشعب الفلسطيني ، وكأن الجامعة العربية لا تتعدى إن تكون فرعا للهلال الأحمر العربي الإسلامي عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية ، والغريب في الأمر إن بعض الدول العربية هي التي تصنع الفراغ بسبب عجزها عن رفد الفلسطينيين بأسباب القوة أو عدم رغبتها في ذلك كالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ، ثم لا تجد حرجا في الاعتراض على سلوك إيران التي تحاول أن تملأ هذا الفراغ بما تيسر من المساهمات العسكرية ،

 

وان من شأن هذا الشريان الممتد عبر البحار والأنفاق بين طهران وغزة أن يعزز النفوذ الإيراني في المنطقة مما يشكل تهديدا للأمن القومي العربي ، لان التطلعات الإيرانية وخاصة ما بعد سقوط نظام الشاه واستلام الملا لي تحقيق الطموحات الفارسية باحتواء المشرق العربي ، وعليه إن الواجب يتطلب بدل انتقاد إيران انتزاع المبادرة منها والقيام بما تقوم به من مؤازرة فعلية للمقاومين الفلسطينيين ماديا" وعسكريا" وخبرة عندها يتخذ دورها حجمه الطبيعي في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني فان النظام الإيراني يرى مساعدته للمقاومة لها أهمية أخرى في زمن الانقسام العربي الحاد إذ أنها تثبت أن المواجهة ضد الكيان الصهيوني تستطيع و تخترق الحواجز والهواجس المذهبية الآخذة في التمدد وخاصة بعد الغزو والاحتلال للعراق 2003 وما أفرزه الربيع العربي وظهور الفكر التكفيري على حساب الوسطية الدينية ، وهذا أعطى إيران الفرصة أخرى في مساندة حركات المقاومة الفلسطينية التي تحمل انتماء مذهبيا مغايرا انطلاقا من أن العدو للإسلام مشترك وعلى قاعدة ترابط خطوط محور المقاومة والممانعة لان الخصوم يصطفون في معسكر واحد ، كما نرى استمرار إيران في الدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد، من دون أن تقفل الباب في الوقت ذاته على الحوار مع معارضيه في الداخل ينطلق من ذات الحجة التي مكنتها من الوصول إلى ما وصلت إليه باختراقها الواقع العربي ،

 

والذين استضافتهم في الأسبوعين الماضيين في إطار اجتماع الحوار الوطني السوري لتؤكد إيران أن سقوط الأسد مستحيل ولن يحصل قسرا ، مهما طال الزمن ، وكما مرّ حتى الآن قرابة 20 شهرا على الأزمة من دون رحيل الأسد ، وانطلاقا من هذه المقاربة تشدد المصادر الإيرانية البارزة على إن أساس الحل السياسي في سوريا يكمن في إجراء انتخابات رئاسية نزيهة ، مع انتهاء ولاية الأسد العام 2014، على أن يُسلّم الجميع عندها بما ستفرزه صناديق الاقتراع وإذا كانت المعارضة تعتبر إن الانتخابات في ظل النظام الحالي ستكون معلبة ونتائجها ستكون معروفة سلفا ، بعيدا عن شروط النزاهة المطلوبة ، فلا بأس في مناقشة الضمانات اللازمة لإجراء انتخابات سليمة ، تحظى بثقة جميع الأطراف المهم إقرار مبدأ الركون إلى الانتخابات كمخرج من الأزمة ، وبعد ذلك يمكن البحث في كل الضمانات المتعلقة بالجوانب التطبيقية مما يشير إلى خفايا السياسة الإيرانية في المنطقة ، وإن تناولي لهذه المفردة لبيان حقيقة الواقع العربي والفرص التي تتوفر للقوى الطامعة بالوطن العربي وثرواته ومكانته الإستراتيجية من حيث الصراعات الإقليمية والدولية ، وهذه من الإفرازات الاساسيه التي أفرزتها غزة هاشم بأحداثها وصراعها مع العدو .



يتبع في الحلقة الثالثة

 

 





الخميس ١٥ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة