شبكة ذي قار
عـاجـل










أشرت في الحلقة الأولى إلى أن قرار أريل شــــارون الانســــحاب من قطاع غزة عام 2005 كان تفكيره وكما رأوه المحللون العســــكريون والمتخصصون بالإستراتيجية بعيدة المدى للكيان الصهيوني يمكن من خلاله الحصول على حجة رسمية بعدم قبول عقد ألسلام حقيقي مع الفلسطينيين والحقيقة والواقع أن وجهة النظر هذه بنيت على أساس خاطئ فصحيح أن هناك خلافات في وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية من حيث الحل السلمي واعتماد الحوار السياسي والاتفاقات التي عقدتها السلطة الفلسطينية وانتهاج المقاومة كأسلوب للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني أساسا" ولا ضير من العمل السياسي ، ولكن العوامل المشـــتركة تلعب دورا رئيسيا في التفكير والرؤى الفلسطينية و في مقدمة ذلك تحرير الوطن ، وإقامة الدولة القومية الفلسطينية المستقلة ، بغض النظر كيف سيكون طابع تلك الدولة ، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين وحق تعويضهم عن أملاكهم ، ومعاناتهم ، وغيرها من الأمور الأساسية التي لا يختلف عليها أبناء هذا الشعب بغض النظر عن مواقفهم الأيديولوجية وتوجهاتهم السياسية ، فالانتفاضة الأولى والثانية والمقاومة الشعبية المستمرة في الضفة الغربية والمقاومة المتطورة في غزة ، تصب كلها في حلقة تحقيق المطالب الفلسطينية الأساسية التي سبق وذكرناها ولكن هذه التحركات كلها تواجه صعوبات ليس فقط من قوات الاحتلال ، بل من الجانب العربي الذي يغرد خارج السرب بل يعمل الحكام بكل ما امتلكوا من قوة إرضاء" لأمريكا الراعي الفعلي والمباشر لجرائم العدو ، والعالمي على حد سواء كونه يخضع لتأثير القطب الواحد ، وموقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن يسمح بعمليات مقاومة من الضفة الغربية وكثيرا ما ردد عبارة الصواريخ العبثية تعقيبا" على انطلاق صواريخ القسام من غزة باتجاه الأرض المحتلة ، وتعاون السلطة الأمني مع العدو الصهيوني في الضفة الغربية منح الأخيرة أرضية راسخة في تحركها ضدّ عناصر المقاومة ولهذا السبب كان موقف السلطة من حرب غزة الأولى ، واستمرار عمليات الاغتيال للقياديين في غزة موقفا سلبيا أكتفي بإصدار بيانات وتصريحات وطبعا يعتمد الصهاينة كثيرا على الموقف العربي المتخاذل فالـ "فوارس " الذين طلبوا من الأمم المتحدة استعمال البند السابع ضدّ العراق الأشم وأسسوا للعدوان الثلاثيني وما لحقه من غزو واحتلال والحكومة الليبية ليباشر الناتو بعدوانه الهمجي لتدمير البنية العسكرية ومراكز القيادة واليوم ضد النظام السوري والداعي إلى أن تنفذ الأمم المتحدة قراراتها بقوة السلاح ، سقطوا عن ظهر جوادهم بأمر أسيادهم بالنسبة للمذابح التي يقوم بها الصهاينة الآن في غزة هاشم ، وان ما ورد على لسان وزير خارجية قطر لخير اعتراف قاطع عندما لفظ عبارة النعاج ، إن المواقف والجهود التي يبذلونها هؤلاء والأموال التي يصرفونها من أجل إسقاط النظام في سوري ، ولو استغل جزء بسيط منها لموضوع غزة لكان في الإمكان شدّ أزر المقاومة . ولكن يبدو أنهم غير معنيين ، فالمقاومة تشـــــكل خطرا عليهم أكثر من (( إسرائيل ))، وطالما أن (( إسرائيل )) تحاول لجم المقاومة فهم بخير وألف عافيه .


يتبع بالحلقة الرابعة

 

 





الاحد ١٨ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة