شبكة ذي قار
عـاجـل










كأن شهر جوان 1967 قدره في مواجهة جريمة الإشعاع النووي الفرنسي في رقان التي عمل فيها اربعة سنوات تنفيذا لواجب بصمت، وقدر بن جبار محمد ان يفارق الحياة اليوم 4 ديسمبر 2012 عن عمر 72 عاما وبصمت اكبر من اللحظة الأولى التي شرع فيها بعمله.


خمسة واربعون عاما عاش بن جبار بمعاناته الصحية والوظيفية، وكضحية معتلة كانت تقارب حالات الموت ولكنها تتعلق بالحياة من اجل كشف الجريمة والدفاع عن حقوق ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية من المدنيين والعسكريين، ومع إستمرار معاناته، وبمرور السنين، تجسدت المعاناة الاكبر له، وهي حالات وصول الأخطار الى ذريته وأصلابه منه بعد زواجه.


ربما يكون بن جبار محمد انه الوحيد من بين عشرات الألوف من الجزائريين، من ضحايا الجريمة النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، لكونه من بين الأسماء الأولى التي عرفها العالم عندما سجلته رسميا الكثير من وثائق جمعيات الدفاع عن ضحايا التجارب النووية في العالم وحتى الكتب المتخصصة حول رقان ، وربما هو الجزائري الوحيد الذي تعرفه جمعيات الدفاع عن حقوق ضحايا التجارب النووية في العالم، عرفته وثائق هيروشيما وموسوعة الويكيبيديا وسجلات المستشفى الفرنسي الخاص بالمرضى من افراد القوات الفرنسية المصابين بأمراض ناجمة عن الإشعاع النووي والتي ثبتت لهم حالته الصحية الكارثية، كضحية من ضحايا الجريمة النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، وقد حاولت السلطات الفرنسية بيأس علاجه هناك، وعلاج بعضا من أفراد عائلته، لكنها لم تعترف لهم بحقوقهم، كضحايا يستحقون التعويض والاعتراف بالأسباب التي أدت إلى مرضهم.


مصير الراحل بن جبار محمد قاده الى تلك المهمة الخطيرة، لكونه كان ضابطا في جيش التحرير، وسبق له أن اخذ دورات تدريبه خلال سنوات الثورة في المانيا الشرقية، بعدها شغل صفة ضابط مهندس مسؤول في احدى الوحدات التابعة لوزارة الدفاع بعد الاستقلال 1962.


تعود جذور مأساته ومعاناته، وبعدها معاناة عائلته إلى شهر ماي/ آيار من العام 1967 والى تلك المهمة التي كلف بها بصحبة 5 او 6 تقنيين مدنيين للتكفل بالهياكل القاعدية للقاعدة النووية الفرنسية في رقان التي غادرها الفرنسيون بشكل رسمي في ديسمبرمن ذلك العام.


يقول المرحوم بن جبار محمد: ( ... استقبلني الضابط الفرنسي المهندس والمسؤول عن البناءات التقنية ... وتأقلم فريقي ولمدة شهر بمساعدة عمال فرنسيين لتسيير تلك العمليات: هناك مركز وشبكة كهربائية، تنقيب، محطة معالجة المياه...وخلال تلك الفترة علمت بان السلطات الفرنسية قد دفنت أجهزة ومعدات ميكانيكية ملوثة في موقعين : الأول على بعد 10 كم شمالاً، والثاني على مسافة 5 كم من نقطة الصفر. أما البقايا الأكثر تلوثاُ فقد تم دفنها في غرفة محصنة تحت الأرض لا تفنى مدى القرون ).


ومن خلال العديد من لقاءاتنا وحواراتنا المسجلة معه على مدى سنوات طويلة أدركنا أولا : انه وفريقه لم يكن مطلعين بشكل صريح او كاف من قبل نظرائهم العسكريين الفرنسيين حول الوضع الكارثي الحقيقي لمخلفات ومستوى الأشعاع النووي في تلك المناطق التي استلمها الضابط بن جبار محمد، وكانت بعهدته وتحت إشرافه لاحقا.


وقد إضطر بحكم المهمة أن يعيش في جحيم الإشعاع النووي وينفذ المهام التي انيطت به، دون ان يدرك مخاطر البقاء في منطقة تعتبر الاكثر تلوثا اشعاعيا في العالم،. وكما أخفت الدولة الفرنسية الحقيقة عليه وعلى سكان المنطقة، وحتى على أبنائها، فانها ستتحمل المسؤولية الناجمة عن ذلك الاستهتار بقيمة الارواح البشرية التي نفقت بسبب التعريض الإشعاعي في المناطق الملوثة برقان واينيكر وغيرها.


وحسب شهادته لنا أيضا ان الفرنسيين بدأوا مغادرة القاعدة منذ نهاية جوان 1967، وكان ذلك الانسحاب إيذانا لوصول الجيش الوطني الشعبي في مهمته الخاصة بالحراسة في تلك المنطقة، وحسب شهادته أيضاً، المنشورة في وثائق [ أعمال الملتقي الدولي حول آثار التجارب النووية في العالم... الصحراء الجزائرية نموذجا المنعقد في الفترة بين 13 ــ 14 فيفري 2007] انه : ( قام وبأمر من قائد الجيش الوطني الجزائري بمهمة تفكيك المنشآت التقنية برقان). هذه المهمة ليست له وحده بل معه مجموعة من الضباط وضباط الصف والجنود، وكلهم أقاموا لفترات متفاوتة في وسط ومحيط وأجواء القاعدة النووية الفرنسية برقان أو اينيكر، وكلهم جالوا في مساحاتها الواسعة دون ألإدراك والاهتمام لمقاييس ومستويات الإشعاعات هناك. وبمرور الوقت الذي بدأ يسجل حالات مرضية واعراض غريبة بينهم دون ان يأخذوا لذلك الامر من الاحتياطات والوعي الكافي لجهلهم بحقيقة الاشعاع.


لقد أخفى الفرنسيون عنهم اية معلومات، كما لم يسلموا لهم الخرائط، ومواقع التفجيرات والتجارب، وعدد التجارب وحتى نقاط الصفر لكل من تلك التجارب، كما ظل وضع المخازن الموجودة فوق الارض وتحتها في منطقة الحمودية جنوب رقان وفي منطقة التارقية مجهولاً، فقد اقفلوها إقفالا محكما ، ومنها ظلت مفتوحة ومن دون حراسة أو إنذار بمخاطر ما موجود فيها من مواد وأخطار، تاركين فيها الكثير من المعدات والمواد التي بدأت تثير الفضول للسكان وحتى الجنود وبمحاولة فتحها واقتحامها والعبث بمحتوياتها.


امتدت مهمة بن جبار وفريقه بقيادته لوحدة عسكرية كانت مكلفة ببناء معسكر ومرافق تقنية لحراس الحدود ( مالي، النيجر، المغرب، وموريتانيا). وبطبيعة الحال كان مصدر مواد بناء تلك المعسكرات والمرافق هو ما كان يحصل عليه الجنود من تفكيك تلك المعدات التي تركها الفرنسيون في القاعدة وفي العراء او ما كان مدفونا منها تحت سطح الرمال على مستويات ليست عميقة، سرعان ما أزاحتها الرياح والعواصف الترابية.


كل تلك المواد كانت خطرة ومشعة وقاتلة، وهي عبارة عن نفايات نووية من مختلف الاحجام منها طائرات وناقلات جنود ودبابات وبدلات عسكرية وحمامات واحواض ومحطات كهربائية واسلاك نحاسية بعشرات الكيلومترات. لا يمكن ان يتصور المرء كيف يمكن ان تتجول تلك الفرق في منطقة اجريت فيها اكثر من ستة تفجيرات نووية سطحية ضخمة، تعتبر الأعنف والأشد طاقة في تاريخ تفجيرات العالم النووية آنذاك، فخلال سنة واحدة، وإضافة الى ما خُفي من الحقائق عن التجارب المعلنة والتفجيرات الأخرى التي بدأ برينو باريلو وغيره من الباحثين يكشفون النقاب عن الجديد وما اخفي منها لازال كثيرا ويلفه الغموض حتى هذه اللحظة.


منطقة الحمودية برقان لم تشهد تفجيرات اليرابيع الازرق والابيض والاحمر والخضر الاربعة كما معلن عنها رسمياً ، وكما كتبنا عنها في كتبنا وأبحاثنا هنالك المزيد الكجهول الذي يحتاج التنقيب والبحث. إن مواقع التفجيرات النووية شهدت تجارب أخرى إضافية وبمعدات نووية كثيرة،كلها ظلت متروكة، فأثرت على كامل البيئة ونطاق محيط رقان وحتى وصلت بعضها الى المدن البعيدة، داخل وخارج التراب الجزائري، في سنوات الستينيات من القرن الماضي.


وحسب شهادات الراحل بن جبار: انه بدأ يقلق من تكرار الإصابات والأمراض التي اصابت أفرادا من فريقه، وازداد قلقا عندما كان وهوعلى بعد 750 كم جنوب رقان وبرفقة فرقة طبية من EMDASM كانت مكلفة بتلقيح السكان البدو من التوارق، انه سمع من الاطباء وجود حالات مرضية غير معروفة منتشرة بين الافراد. اما خبراء الزراعة ممن زاروا المنطقة فقد ركزوا في تقاريرهم الأولى عن تردى المحاصيل الزراعية وتغيرات لم تكن مألوفة فيها وإصابات اصابت الحيوانات وخاصة الجمال.


سنعود الى شهادات تفصيلية لاحقا حول تلك الموضوعات ومعلومات تعود الى المرحوم الراحل بن جبار الذي بدأت تساوره علامات القلق والشعور بالتعب والوهن أحيانا بعد فترة قصيرة من تواجده هناك. ومع هذا فقد أخفى الفرنسيون عنه احتمال ان تكون حالته، وبعض حالات رفاقه ناجمة عن التلويث الإشعاعي في المنطقة، رغم وجود عدد من الأطباء العسكريين الفرنسيين المتواجدين في مستشفى ادرار المدني الذي كان بإدارة القائد والطبيب العسكري الفرنسي وفريقه من الاطباء الفرنسيين.


وحسب شهادة بن جبار وفي إحدى المرات يقول: انه التقى بذلك الطبيب العسكري، المكلف بمهمات مدنية بادارة المستشفى المدني بأدرار وكان معه القنصل الفرنسي وهما يجوبان صحراء رقان على متن مركبة تابعة للإدارة المدنية الجزائرية، وعندما سألهم عن سبب تواجدهم هناك أخبروه بأنهم : (... جاؤوا لزيارة عمال فرنسيين يعملون في شركة فرنسية للبترول... فأمرهم بن جبار بسلك الطريق الوحيد هناك مرورا برقان، بينما كانت المنطقة، وبعلمهم، مصنفة بالخطيرة والممنوعة على أي شخص إجتيازها). ويضيف بن جبار محمد : (... فعلا رافقتهم من اجل جلب قارورة غاز إلى المنطقة التي كانت لا تبعد إلا بضعة كيلومترات من نقطة الصفر، أين أنشئ معسكر كان يحمل شعار CFP نصبت فيه بعض الخيم وبه عمال فرنسيون وجزائريون...ولاحظت وجود أشياء مشوهة؟؟ ) .


واستمرارا لعرض مراحل من شهادته يبدو ان حالته الصحية استوجبت نقله عام 1971 ونسب إلى مديرية الأشغال الهندسية للناحية العسكرية الثانية بوهران، لكن بوادر الانهيار الصحي له بدأت تظهر بصورة أكثر وأكثر، وفي عام 1972 اضطرته الحالة الدخول الى المستشفى. وفهم الاطباء حينها ان ثمة أمراض وأعراض جديدة لم تكن مفهومة لهم، حتى أدركوا بعدها " إن ورائها الإشعاع النووي" وناجمة عن اقامة بن جبار محمد في رقان المنكوبة إشعاعياً لأربعة سنوات متواصلة.


ومن خلال شهادته انه طلب من مسؤوليه وقتها حلا ووضوحا بما جرى له ولزملائه، الا ان التعليمات الصارمة والانضباط العسكري فرضت عليه التكتم وعدم البوح بهذا الأمر، مهما كانت الظروف، حتى لأقرب الناس اليه.
والتزم الضابط المجاهد بن جبار محمد بروح الوفاء لمسؤولياته للانضباط العسكري، ولكن الأمور التالية شهدت تدهور وضعه الصحي وعجز المؤسسات الصحية عن تشخيص حالته بدقة؛ لأنها لم تعرف حينها شيئاً عن أمراض الإشعاع، لكن الأمر إستفحل مما استدعى إحالته على التقاعد، بسبب حالة العجز عن العمل. وكما هو معروف، حسب شهادته، انه سافر إلى فرنسا، وتم الكشف عن حالته في المستشفى العسكري الفرنسي الخاص بأمراض الإشعاع النووي، ولكنهم لم يقدموا له شيئا ملموسا، ووعدوه بمتابعة العلاج لاحقاً.


في عام 1976 ، وبعد زواجه تم إخباره بأنه بات عقيما، وليست له القدرة على الإنجاب مؤقتا، لكن الأقدار ارادت ان تثبت تواصل جريمة فرنسا النووية وامتدادها وراثيا إلى أصلابه؛ فقد ولدت غبنته عائشة، وهي تحمل ثلاث كلى، واحدة منها فقط سليمة، لذا تم استئصال الكليتين الباقيتين بسبب خرابهما الكامل وتشوهما خلقيا بسبب الإشعاع الذي أصاب والدها. كما شهد الجنين الثاني لزوجته مشاكل صحية، انتهى بها إلى الإجهاض المبكر لجنينها. ومنذ ثلاث سنوات شاركت معنا ابنته الأخرى السيدة بن جبار حيزية، وكشفت للرأي العام في إحدى البرامج التلفزيونية مرضها، وهي تشرح معاناتها الناجمة عن إصابة غدتها الدرقية التي تطلبت إزالتها بعملية جراحية بسبب الأضرار الناجمة عن الإشعاع الذي تعرض له والدها قبل زواجه من إمها التي لم تكن في رقان في يوم من الايام، مما يعني ان الإصابات التي تعرضت لها العائلة كانت ناجمة عن تعريضات إشعاعية للوالد.


رغم كل تلك المعاناة، وبعد خروجه من حالة الصمت في السنوات الخمس عشر الأخيرة، وعندما بدأ الموضوع العام حول التجارب يخرج عن دوائر الهمس والسكوت وضرورة الالتزام بالسكوت وعدم البوح بتلك المهمات التي كلف بها بن جبار، سعى بن جبار محمد الى تقديم شهاداته الموثقة في العديد من الملتقيات الوطنية، وشرح وضع حالته الصحية، كما أنه سافر بدعوات الى الخارج وسجلت العديد من القنوات التلفزية العالمية شهادته عن مأساة التعريض الاشعاعي، ولكي يستحصل حقوقه وحقوق زملائه المتوفين منهم والأحياء سعى إلى طلب الاعتماد لـتأسيس " الجمعية الجزائرية لضحايا التجارب النووية" التي واجهت كثيرا من العرقلة والتحجيم والاهمال، مما جعله يعتكف في بيته بين محتجبا بين أكوام من الأدوية المهدئة للآلام او المعالجة للعديد من الأمراض العديدة التي تناوبت عليه، ومن الصعب شرحها وتعدادها في هذه المقالة السريعة عن الراحل بن جبار في يوم وفاته.


في السنة الأخيرة كان بن جبار نزيل المستشفى العسكري بوهران وبقية المراكز الطبية الجزائرية المدنية منها والعسكرية، تدهورت صحته جدا وعاد بلا حراك تحت تأثير الادوية والالام المبرحة في جيده. أما الفرنسيون فقد واصلوا سياسة التجاهل لوضع بن جبار محمد الصحي وعائلته. وكان البعض من الجزائريين وحتى الفرنسيين متفائلا بان حالة بن جبار محمد الصحية وما توفر عنها من تقارير فرنسية ودولية معترف بها سوف لا يحتاج لملف يقدمه الى السلطات الفرنسية للاعتراف بوضعه، كونه ضحية من الضحايا على ضوء شروط ومواصفات قانون موران، وزير دفاع حكومة ساركوزي، الا ان تقارير المستشفى العسكري الفرنسي وتقارير وشهادات مهمته برقان كضابط كانوا يعرفونه حق المعرفة عندما فاوض الضباط الفرنسيين واستلم منهم القاعدة برقان. كل ذلك لم يشفع لابن جبار في حقه، كما ان شهادات معاناة زوجته وبناته كلها لم تجد نفعا مع التجاهل الفرنسي حتى هذه اللحظة.


غادرنا المجاهد الضابط الراحل بن جبار محمد عبد الحق اليوم الى جوار ربه قتيلا وشهيداً باشعاعات فرنسا النووية في صحراء رقان، وسيدفن غدا في مقبرة عين البيضاء بوهران في الخامس من ديسمبر 2012، ونحن نحتفظ له بعهد الاستمرار في المطالبة بإطلاق سراح جمعيته، كرمز لكفاحه من اجل الحقوق الانسانية، والترميز من خلالها له كواحد من الرجال الشجعان الذين دفعوا حياتهم من اجل الجزائر وأهلها.


نشهد له صبره على حمل اسراره والتكتم على مهام وظيفته كضابط وعدم تذمره عن تجاهل الإعلام له في بعض الحالات. ونشهد لابن جبار محمد، رغم تدهور وضعه الصحي كفاحه، وبشكل فردي لعدم التجاوب معه من قبل المؤسسات الاخرى، باستمرار علاقاته ومراسلاته واتصالاته مع ضحايا آخرين للإشعاع النووي في الجزائر وفي العالم، سواء كانوا من الفرنسيين والبولونيزيين واليابانيين والاستراليين والبريطانيين وحتى الامريكيين، موضحا لهم حجم مأساة رقان النووية وإصراره على عدم التراجع لاستحقاق حقوق كل الضحايا، متجاوزا معاناته الشخصية، ومعاناة عائلته، داعياً الى توصيف حالة ومعاناة الجزائر من خلال هذا الملف النووي الثقيل بتراكماته لاكثر من نصف قرن.

 

 





الاربعاء ٢١ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة