شبكة ذي قار
عـاجـل










نحن نعرف يقينا إن خطط تدمير العراق قد تضمنت صفحات متعددة صممت بحسابات مادية وأخرى نفسية ظن واضعوها إن زمن التتابع المخطط له سيفضي إلى استمرارية مدبرة لأجندات التبشيع والتيئيس تتناسب ومعطيات التدرج في الغطس بحركة شعبنا إلى قاع الركود والخنوع. غير إن حسابات المكائن والآلات شئ وجوهر الإرهاصات الإنسانية شئ آخر قد يأتي بما لم يخطر قط في دهاء الخطط ولا في طيات برامج المكائن السياسية. إن تداعيات استمرار أسر واعتقال رجال الحزب والجيش والدولة العراقية الوطنية من قبل الاحتلال وأزلامه يأتي بنتائج عكسية على غير ما أرادته آلة التخطيط الأمريكي الصهيوني الفارسي وعلى غير ما تمناه عبيد وقردة الاحتلال في المنطقة الخضراء. السبب في ما نزعم يستند إلى حقائق اجتماعية وسياسية وأخلاقية كلها تصب في نسق واحد هو إن تواصل معانات بشر في اقفاص الأسر والمعتقلات مهما كانت وجهات نظر ومبررات ومسوغات جلاديهم, وتعريضهم إلى جرعات يومية من التعذيب واستلاب الكرامة مقترنا بفشل ذريع معلن ومعلوم وواضح للحكام الجدد في إدارة منتج الاحتلال والجرائم البشعة المصاحبة لهذا الفشل التي يديرها هؤلاء الحكام الخونة يسفر عنه تزايد الغضب الشعبي ويشكل بذرات مفعمة بقوة الإنبات لرد الفعل الجماهيري الذي يمكن أن يتفجر في أي لحظة ليوقف الاعتداء على زمن البطولة العراقية ورموزه الشجعان.

 

لا أميل في سطوري هذه للدفاع عن أسرانا اسود العراق والأمة العربية والإسلام والإيمان بل إنني أوضح لجلاديهم ثمن الاحتفاظ بهم في اقفاص الأسر وثمن الاعتداء عليهم وعلى كرامتهم وإنسانيتهم وثمن تعريضهم للموت البطىء .... لا أدافع عنهم لسببين :


الأول : لأن بطولتهم وشجاعتهم وثباتهم ووفاءهم لوطنهم وأمتهم وحزبهم العظيم ورفاقهم من العظمة بمكان بحيث صار أي دفاع بالكلمات لا يشكل إزاءه أية قيمة أو أهمية إلا اللهم قيمة التذكير.


الثاني : لأنهم هم بأغلالهم التي تحز أذرعهم وأرجلهم وخواصرهم وثباتهم على المبادئ والعقيدة وشرف الموقف يدافعون عن العراق ويقاتلون الغزاة والخونة والعملاء ويدافعون عني وعن كل من كتب سطرا في كتاب المقاومة الباسلة.

 

يا جلادي رجال العراق الأحرار الغيارى .... تيقنوا إن زمنكم منتهي وساعة حسابكم آتية لا ريب فيها. أيها الديوثين إنكم تظلمون أنفسكم قبل أن تظلموا اسود العراق فظلم الأسود يزيد من إشراق تاريخهم وعلو شأنهم وعظمة فعلهم. الاعتداء على الرجال يجعلهم يحققون الانتصار ليس على أغلالهم فقط، بل على الواقع الذي يحمي الجلادين. تتوهمون أيها القردة يا قصيري النظر بأن زمن الديوثية سيطول في حين انه قصير جدا ومصيركم آت كالح بلون أفعالكم شاحب بلون وجوهكم اغبر بلون صفحات خيانتكم وعمالتكم.

 

 





الخميس ٢٢ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة