شبكة ذي قار
عـاجـل










تتداول نخب عراقية داخل العراق وفي الشتات افكار ورؤى تتركز حول كيفية التعاطي مع استحقاقات المرحلة المقبلة والخيارات المطروحة لمعالجة تركة وتداعيات الاحتلال ومخاطر استمرارالطبقة السياسية التي انتجها والتي كرست نظام المحاصصة الطائفية ووضعت العراق على خارطة التقسيم وهددت وحدته وغيبت هويته العربية بدستور ناقص ادى الى الفوضى التي يعيشها العراق


وازاء هذه التحديات والمخاطر التي يعيشها العراق هل حان وقت التغيير وباي وسيلة يتحقق؟وهل ان النخب العراقية التي تمثل طليعة المجتمع من سياسيين واكاديميين ومفكرين ورجال اعلام وشيوخ عشائر وقوى مجتمع مدني قادرة على تحقيق شروط التغيير المطلوب؟


ونضيف هل ان الظروف السياسية اصبحت ناضجة لتفتح الطريق امام التغيير المطلوب ؟ وهل هو مرتبط بما يجري بالاقليم وحال الاستقطاب بالمنطقة؟
كل هذه الاسئلة وغيرها كانت مثار اهتمام ومناقشة معمقة من قبل النخب في العراق وفي الشتات استشعارا منها بخطورة المرحلة ومن خيبة املها من الطبقة السياسية التي لم تستطع من تلبية الحد الادني من امال وتطلعات العراقيين بالامن والاستقرار والرخاء


ولكن مالعمل وباي طريقة نغير وماهي ادوات التغيير الذي ننشده ؟ وهل هذه الادوات موجودة؟
وحتى لانستغرق بالتفاصيل فان واحدة من ادوات التغيير التي ناقشتها تلك النخب تتم عبر صناديق الاقتراع وشروط هذا الخيار ناضجة بفعل فشل الحكومات التي انتجها الاحتلال وسارت على نهج مشروعه الطائفي والتقسيمي واضعفت العراق واهدرت ثروته ولم تحقق للعراقيين الامان المفقود وتجربة السنوات الماضية خير دليل على ذلك


وهذا الاخفاق الحكومي السياسي والاقتصادي والخدمي والامني ربما يساعد الساعين لخيار التغيير عبر الانتخابات المقبلة لانه حسب رايهم الخيار المتاح في الوقت الحاضر من دون ان يدركوا ان الاستقطاب الطائفي والمال السياسي وشراء الذمم والمصالح وحيتان الانتخابات سيكون لهم التاثير الكبير على نتائج الانتخابات


ان النخب العراقية ورموزها التي تتداول وتناقش خيارات الخلاص من المازق الذي يعيشه العراق استطاعت ان تنتج وتسوق ائتلافا سياسيا تصدر نتائج انتخابات 2010 لكنه اخفق في ادارة الصراع واستثمار الفوز الى حد تراجع ادائه ودوره السياسي وتشظيه


من هنا تداعت نخب العراق لدواعي المسؤولية الوطنية لتحاول مرة اخرى انتاج مشروعا وطنيا عابرا للطائفة والعرق مستندا الى مبادىء المواطنة ودولة القانون والمؤسسات وتجاوز اخطاء التجربة السابقة عسى ان تصحح المسار وتحقق ماعجز عنه الاخرون


وبتقديرنا ان استنساخ تجربة انتخابات 2010 غير ممكنة في انتخابات 2014 لتغير قواعد اللعبة السياسية ولغياب المرجعية التي كانت صمام امان لنتائج 2010 وهذا مايقلل فرص نجاح التعويل عليه غير ان سياسة المحاور والاستقطاب الذي يحدد مسار التغيير بالمنطقة ربما يساعد رهان النخب لتحقيق مشروعهم


ويقابل هذا الخيار كما تتداوله النخب العراقية خيارات عدة في مقدمتها استثمار ماحققته المقاومة العراقية على صعيد الميدان باجبارها قوات الاحتلال على الرحيل والرهان على دورها وتاثيرها في تحقيق التغيير المطلوب فيما جرى تداول خيار مقاطعة الانتخابات وانتظار ماستؤول اليه خواتيم الازمة السورية ونتائجها على مسار الاحداث بالعراق


ان ما تتداوله النخب العراقية من خيارات لتجاوز المحنة وتفادي استمرار تاثيراتها على المدى المنظور مرتبط ومرهون بخواتيم الازمة السورية وبقدرة القوى الفاعلةعلى الارض والحراك الشعبي الساند للمشروع الوطني الذي سيحمي العراق من التفتيت ويعزز وحدته واسس الشراكة والمصير المشترك بين مكوناته ويسقط نظام المحاصصة الطائفية ويجسد عروبة العراق وعمق ارتباطه بامته وامنها القومي

 

 





الخميس ٢٩ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة