شبكة ذي قار
عـاجـل










يؤكد إعلام النظام السوري ومن يتعاطف معه على إن سوريا هي جزء حيوي وفاعل من جبهة المقاومة والممانعة التي تقف أمام العدو الصهيوني والتي تتكون من إيران وحزب الله اللبناني بالإضافة إلى النظام السوري ، و من هنا فإيران ليست بوارد أن تقف متفرجة على ما يحصل في سوريا اليوم إن كان انتفاضة شعبية رافضة للتعسف الذي يتسم به النظام والاستهداف الخارجي الواضح الذي يتعرض له هذا البلد من أطراف عربية وغيرها لتغيير خياره الاستراتيجي كما يصف وموقعه الحيوي في المنطقة كونه الدولة العربية التي مازالت ترفع شعار عدم انتهاء حالة الحرب مع العدو الصهيوني ، طهران لا تخفي تقديم الدعم السياسي والاقتصادي المباشر والغير مباشر استثمارا" لحكومة الاحتلال الهالكية في العراق وحزب الله اللبناني لدمشق ولكنها شبه خجولة من الإعلان عن تقديم الدعم العسكري حيث يردد رموز نظامها بأنهم يقدمون الخبرات التي تمكن الجيش السوري من قيامه بمهامه للتصدي إلى العصابات التي تدعم من أطراف خارجية تتوافق ومصالح العدو (( إسرائيل )) ،

 

ولمواجهة المؤامرة المتعددة الأضلاع التي تطالها ، والنظام الإيراني ومن يدور في فلكه يشيعون أن نظام بشار الأسد ما يزال يتمتع بتأييد الأكثرية الشعبية وإذا كان الآخرون يريدون حقا اعتماد الديمقراطية في سوريا فإن آليات الديمقراطية واضحة وبسيطة وقاعدتها الأولى هي الانتخابات التي تعكس الإرادة الشعبية الحقيقية وهذا المنطوق تضمنته المساعي الإيرانية المدعومة من روسيا الاتحادية وتناولته بشكل مبطن مبادرة نوري ألهالكي وتحركاته وادعاءات حكومة الاحتلال الحياد ، وتؤكد هذه الأطراف على أن محاولة إسقاط النظام السوري بضغط خارجي وبالقوة المسلحة رغما عن موقف الأكثرية الشعبية التي يدعونها إنما تشكل سابقة خطيرة لا يمكن القبول بها ، وإلا ما الذي سيحول غدا دون أن تطالب أي دولة تختلف مع نظام معين برحيله ، لمجرد انه لا يعجبها وهذا تحسب مستقبلي للنظام الإيراني الذي يعاني من عزلة شعبيه ورفض من أغلبية أبناء الشعوب الإيرانية الذين يتعرضون للاضطهاد والتهميش والعزلة المقصودة والحرمان من ابسط حقوق المواطنة ، إضافة إلى انتهاج مبدأ الاحتلال وإلغاء الهوية القومية وروح المواطنة لأبناء إقليم الاحواز والجزر العربية الإماراتية المحتلة إضافة إلى الجزر السعودية التي أشرة لها في موضوع هل وصلت رسالة غزة هاشم ، فتحاول تكوين قوة ضغط والدفع في هذا الاتجاه ، متجاوزة صفته التمثيلية وشرعيته الداخلية كما يحصل حاليا مع سوريا التي التقت ضدها مجموعة دول ، لها أجندتها الخاصة ، ومن هنا تشير المصادر إلى أن رفض طهران إزاحة بشار الأسد بالقوة وبناء على رغبات خارجية ، هو موقف مبدئي يرتبط بالحفاظ على الاستقرار الدولي والإقليمي كما تخرجه المراجع الإيرانية وتقول انه كان الأجدر بالأميركيين الاستفادة من تجاربهم الفاشلة في احتلال العراق وأفغانستان والشراكة في الحرب (( الإسرائيلية )) على لبنان في العام 2006، مؤكدة إن واشنطن والدول الحليفة لها وصلت إلى طريق مسدودة في سوريا وعليها الاقتناع بهذه الحقيقة للحد من خسائرها وترى المصادر إن المشكلة تكمن في أن بعض المجموعات المسلحة وبعض الدول الداعمة لها بالمال والسلاح لم تصل بعد إلى هذه القناعة ، والحرب في سوريا ستتوقف متى أدركت هذه الأطراف بان إسقاط النظام السوري بالقوة العسكرية أمر مستحيل وان الخيار الوحيد المتاح هو الاحتكام إلى صناديق الاقتراع وليس من خلال مخازن ومشاجب وصناديق السلاح وتلفت المصادر الانتباه إلى انه لو لم يكن هناك إمداد خارجي للمجموعات المسلحة في سوريا لكانت المواجهة قد حُسمت ، منبهة إلى إن استمرار هذا الإمداد سيطيل أمد الأزمة ، لكن من دون أن يعني ذلك أن لدى خصوم النظام فرصة لتغييره ،

 

وبالتالي فان الكلفة التي ستترتب على مواصلة الحرب ستكون عبثية وسيكتشف الجميع انه ما من مفر في نهاية المطاف من العودة إلى طاولة المفاوضات وتشير المصادر إلى أن توحيد فصائل المعارضة السورية في الداخل والخارج وبمعزل عن الخلفيات يساعد على تأمين شروط أفضل للحوار، لأنه تصبح هناك جهة يمكن التفاوض معها ، بدل أن تفتح كل مجموعة على حسابها ويختلط الحابل بالنابل ، خلافا للحال على ضفة النظام حيث تعرف من تحاور وتشدد المصادر على إن موقف روسيا الرافض لقلب النظام بالعنف الداخلي أو بالضغط الخارجي هو موقف استراتيجي وليس تكتيكيا داعية إلى قراءته في هذا السياق وعدم التوهم انه يمكن مقايضته بصفقة ما على حساب النظام حيث يراه المحللون بأنه بداية عودة موسكو إلى نظام القطبية التي افتقدتها بانهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك حلف وأرشو ، ويقابل ذلك الرؤية التي يسوقها النظام الإيراني من خلال محلليه ودعاته بان العقوبات الغربية المتصاعدة على إيران لن تؤثر على صلابة موقف طهران في مقاربتها للملف النووي وللأزمة السورية والقضية الفلسطينية وخيار المقاومة الذي انتصر تحديا" للآلية العسكرية (( الإسرائيلية )) في غزة وجعل نتنياهو يركن إلى التهدئة قبل بدء العد التنازلي للانتخابات ، وإذا كان صحيحا إن بعض العقوبات تتسم بالقسوة ، فان الصحيح أيضا إن النظام الإيراني يعمل على التكيف معها وإيجاد البدائل المناسبة كما حصل في البنك المركزي العراقي وتهريب العملة الصعبة لتعزيز القدرة الاقتصادية الإيرانية ، وهذا يؤدي لتحقيق هدفين أساسيين هما الخروج من دائرة الضغط بأقل الخسائر المادية والبشرية والعلمية ، وجعل المعركة مع أعدائه المفترضين من قبله تدور خارج الأرض الإيرانية ليكون في النتيجة إقليميا" هو القوة الأقوى والتي تمتلك مقومات التحكم بمصير الإقليم والشأن العالمي في حالة التمكن من تحقيق مبتغاة ، فقد لخص مايكل روبين من معهد المشروع الأمريكي المحور الرئيسي للمحافظين الجدد في أمريكا موقف الولايات المتحدة في بضع كلمات بسيطة (( سوف تمثّل إيران النووية تحوّلاً رئيسياً في التوازن الاستراتيجي وهذا يعني إن إيران ذات القدرات النووية سوف تربك تجاوزات أمريكا العسكرية في الشرق الأوسط ، وسوف تخلق كذلك منافساً < لدولة إســـرائيل > التي تخضع بسالتها العسكرية الآن لتدقيق شديد بعد هزيمتها المذلة في لبنان )) ، كم انه أعطى الوصف الدقيق في تحليلاته الاخيره التي نشرة في مجلة ميدل أيسترن أوتلوك عندما ذكر الخلاف الإيراني الأمريكي على حقيقته ، بصرف النظر عن اتجاهه في المستقبل أو مستوى تصعيده حيث قال (( فهو صراع مصالح بين قوة عظمى لم تَعُد مخوفة الجانب إلى حدّ كبير ، وقوة إقليمية طامحة ذات أهداف وأغراض واضحة وهو لا يتعلق برغبة أمريكا الجامحة في حماية الديمقراطية والجنس البشري من ملالي إيران المجانين ، ولا بسعي إيران إلى عالم يسوده العدل ، والإمعان في تحريف هذا الموضوع سوف يؤدي إلى مزيد من النتائج الخاطئة ، وسيناريوهات الرعب ، وفي النهاية إلى حشد مأساوي آخر للحرب )) فمن هنا يمكن قراءة نتائج المقايضة فيما بين المتخاصمين المتحالفين لان الحليف الأساس لأمريكا هي مصالحها وعندما يكون نظام الملا لي العصا الغليظة بيدهم فلا ضير من غض الطرف عن الملف النووي .

 

 

ألله أكبر    ألله أكبر   ألله أكبر

وليخسأ الخاسئون

 

 





السبت ١ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة