شبكة ذي قار
عـاجـل










كثيرا ما نسمع في الاعلام المأجور وعلى لسان ساسة الصدفة ان العراق اليوم وهو محكوما من ثلة العملاء بحال أفضل مما كان عليه أيام الحكم الوطني، ولنعد بالذاكرة قليلا ليلقي كل منصف نظرة على ما كان عليه العراق وما هو عليه اليوم.

 

بالتأكيد لا يمكن اجمال كل ما تحقق طيلة سنوات الحكم الوطني، ولكننا سنتطرق لأمور وحقائق منظورة من بينها ان العراق وبسبب مواقفه الوطنية والقومية والإنسانية كان محط أنظار العالم أجمع، دول محبة ومناصرة تتمنى له الازدهار ولشعبه الرقي والتطور، وبالمقابل دول مارقة حاقدة كانت تتمنى له الركوع والتخلف مدفوعة بنهج ورؤية استعمارية ترى في رقي الشعوب خطرا يهدد مصالحها في المنطقة فعمدت بشتى السبل وبمؤامرة تلو أخرى من أجل اجهاض المشروع الذي تحول الى حقيقة والنظرية التي تحولت الى تطبيق.

 

ان هؤلاء بكلامهم يلوون الحقائق فيقولون ان العراق كان يدفع للموظف ( 5000 ) دينار كراتب شهري ولكنهم بالمقابل تناسوا كيف كان العراقي يتصرف وكيف كان يعيش بها وتوضيحا نشير الى :

 

البطاقة التموينية :

المواطن العراقي كان يستلم البطاقة التموينية التي بها وليس بدونها أبعد تماما الشعب كله عن خط الفقر، وبها وليس بدونها عاش الشعب العراقي بعز وكرامة، وبها وليس بدونها لم يعرى أي مواطن أو يجوع، ومن موادها كان يبيع الفائض ليوفر لأسرته احتياجات أخرى، وليجيبني من يرى العكس عن سؤالي ألم تكن تموينية البعث تشمل الرز والطحين والزيت النباتي والسكر والشاي ومسحوق الغسيل والصابون والحليب المجفف ( للكبار ) والحليب المجفف ( للصغار ) وأمواس الحلاقة والبقوليات كالعدس والفاصوليا والحمص وأحيانا تعزز بالدجاج والأجبان، ولكنها اليوم اختزلت الى الرز والزيت والسكر والطحين فقط في ظل حكومة المحاصصة أو الحكومة الطائفية أو حكومة الميليشيات، مع ان ما يصل منها مادة واحدة في بعض الأشهر، وقدمت عوضا عنها التهجير والفقر والموت والاغتصاب والإرهاب والطائفية المقيتة!! فلو قلنا ذلك قالوا انكم بعثيين ومعادين للنظام الديمقراطي وأعداء للحرية!!.

 

الخدمات العامة :

في أسوء حال وبعد ان دمر العدوان الثلاثيني أغلب إذ لم نقل كل البنى التحتية وفي جميع المجالات ومن بينها الخدمات التي تمس بشكل مباشر الحاجات الانسانية كمشاريع الماء والجسور والكهرباء والمعامل والمصانع الانتاجية وجعلتها أثرا بعد عين، تناخى بعد كل ذلك رجال العراق الغيارى وشمروا عن سواعدهم ليعيدوا ويعمروا ويبنوا أحسن مما كان تحت شعار ( يعمر الأخيار ما دمره الاشرار )، ولا نجامل ولا نبالغ اذ نقول ان كل ما دمر تمت اعادته بفترة قياسية وبشكل أجمل وأكثر كفاءة وليس ببعيد ان نعطي مثل وبمجال واحد إلا وهو قطاع الكهرباء، حيث عادت المنظومة وبجهود ذاتية تدبيرية بشكل أفضل وبفترة ثلاثة أشهر لا غير، وكانت محافظات العراق تنعم بالكهرباء في أدنى تجهيز لها وفي أسوء الاحوال ب ( 12) ساعة تجهيز فعلي، مع وجود استثناءات لمحافظات بغداد وعدد من محافظات الجنوب، ومن لا يعترف بذلك يجافي الحقيقة، أما اليوم وبعد مضي عشرة سنوات من الاحتلال وحكومة المحصاصة الطائفية لم تستطع تجهيز أكثر من ( 5 ) ساعات في أحسن الأحوال مع كل ما خصص لهذا القطاع من ميزانية تفوق القول والوصف!! لو قلنا ذلك قالوا انكم بعثيين ومعادين للنظام الديمقراطي وأعداء للحرية!!.

 

النفقات التشغيلية :

خبراء الاقتصاد يشيرون الى ضرورة وجود تناسق وتوازن مابين النفقات التشغيلية والنفقات الاستثمارية، إذ ليس من المنطق ان تبلغ الموازنة التشغيلية ما نسبته 80% من الموازنة الفعلية لأن ذلك يؤشر ويؤثر على معدلات التضخم إذ وزعت بشكل غير مدروس وهذا المؤشر لا يبشر بخير لأنه كلما ارتفعت الموازنة الاستثمارية على الموازنة التشغيلية ارتفعت نسبة انجاز المشاريع وتوفير الخدمات للمواطنين والعكس صحيح، هذا الأمر ربما ينظر له البعض بسطحية إلا ان ذوي الاختصاص يفهمون معنى ذلك، لذا عمدت حكومتنا الوطنية الى العمل عكس هذا التوجه تماما فكانت الموازنة الاستثمارية تبلغ ما نسبته 80% والتشغيلية ما نسبته 20% فلم يكن مفاجئا حدوث قفزات نوعية وخطط انفجارية في البناء والتطوير لذا ليس من المستغرب اننا لا نجد الى اليوم أي مشروع استراتيجي شيد من قبل حكومة العملاء واللصوص بينما نجد ان معالم البناء والعمران والجسور التي شيدت في زمن حكومتنا الوطنية شاخصة الى اليوم ومنها على سبيل المثال لا الحصر الجامعات حينما صدر الأمر بان تخصص لكل محافظة جامعة أو أكثر وكذلك السدود ومعامل الأسمنت والفوسفات والأسمدة والأدوية والنسيج وصناعات وطنية لمختلف السلع والحاجات وشبكات الطرق الداخلية والدولية فلولا البناء والتخطيط لدولة البعث لجلس هؤلاء السراق في الشوارع، فهم اليوم يجلسون في بناء ويسيرون في شوارع ويسكنون بيوتا كلها شيدت في زمن البعث!! لو قلنا ذلك قالوا انكم بعثيين ومعادين للنظام الديمقراطي وأعداء للحرية!!.

 

السلع والخدمات :

في زمن حكومتنا الوطنية كانت الاسعار لمختلف السلع والخدمات هي الادنى على مستوى العالم، فسعر المشتقات النفطية كالبانزين والنفط الأبيض الذي يوزع على المواطن بأسعار تكاد لا تذكر حيث يصل الى المنازل بسعر ( 600 ) دينار واسطوانة الغاز كانت تصل الى المنزل بسعر ( 250 ) دينار، أما المواد الغذائية والخضروات فلم نكن نسمع بمثل هذه الارقام الفلكية التي تقال اليوم فهي في أغلبها بسعر ( 50 ) دينار، ما نذكره أمثلة، فمن كان يعيب على حكومتنا الوطنية انها كانت تدفع للموظف ( 5000 ) دينار عليها ان لا تتحدث بنصف الحقيقة، فالذاكرة العراقية لم تجف بعد ولله الحمد، فالعراقي اليوم لا يجامل في معيشته ولكنه يتحسر ويتمنى ال ( 5000 ) كراتب مقابل ان توفي له ما يحتاجه بأسعار كما كانت لا تثقل كاهله لأنه اليوم يتقاضى مئات الالاف ولكنها تستنزف بأجور خرافية للماء وللكهرباء وللهاتف ولخطوط المولدات التي لم تكن معروفة ومن ثم الغلاء وتوفير الغذاء لذا ترى جيبه خاويا خلال أسبوع من استلامه مرتبه!! لو قلنا ذلك قالوا انكم بعثيين ومعادين للنظام الديمقراطي وأعداء للحرية!!.

 

الأمن المفقود :

في زمن حكومتنا الوطنية يشهد العدو قبل الصديق ان الأمن كان من ضمن الأولويات فلم يكن مألوفا سماع صوت تفجير ولم يكن العراقي يعرف أسم العبوة أو المفخخة أو الانتحاري فهذه تسميات دخيلة استوردها الخونة والعملاء، فكل ما يعرفه العراقي قبل الاحتلال انه كان يجوب العراق من أقصاه الى أقصاه نهارا أو ليلا ويمر في أي قرية مدينة أو منطقة نائية وقلبه مطمئن، أما اليوم فهو يضع حياته على راحة كفه وهو في داخل منزلة يتوقع مداهمة الميليشيات له في أي لحظة ويتوقع خطفه واغتياله ويتوقع النكاية به تحت أي حجة، ويتوقع ان ما يسمى المخبر السري سرعان ما يتهمه بالإرهاب، هذا إذا ما كتب الله له السلامة من تفجير هنا أو هناك!! لو قلنا ذلك قالوا انكم بعثيين ومعادين للنظام الديمقراطي وأعداء للحرية!!.

 

الفساد :

في زمن حكومتنا الوطنية كان المسؤول يخشى الله سبحانه والقانون معا، لذا لم نكن نسمع بوجود فساد مالي أو اداري حيث ان العراقي كان يرى الفساد عارا يلحقه وعائلته وعشيرته وتاريخه علاوة الى ما يجره عليه من تبعات قانونية، فكان يحسب ألف حساب في كل خطوة يخطوها، ولكن المسؤول اليوم لا يخشى الله ولا القانون، لذا نسمع في كل دقيقة خبر للفساد المالي والإداري وفي جميع المستويات لا فرق بين مسؤول صغير أو كبير وكم كنت أتمنى أن أجد مسؤولا نظيفا لأذكره مثلا ولكن لم أوفق رغم البحث والتقصي، سبب الفساد يبدأ بالرأس الفاسد فحين يكون الرأس فاسدا لا يستطيع المحاسبة وما صفقة الاسلحة الروسية ألا دليل من ملايين الادلة، وإلا كيف نفهم ان وفدا يبلغ أكثر من ( 35 ) فردا يكونوا جميعا شركاء في الفساد، والأدهى من ذلك يهدد أحدهما الاخر بالسكوت كما المثل القائل (غراب يكول لغراب وجهك اسود) فكل منهم لديه مستمسك ضد الاخر، وهذا سبب خضوعهم جميعا وتسترهم وليثق الشعب العراقي وليتذكر ان الحقيقة لم ولن تظهر اليوم وستكون في الادراج المنسية!! لو قلنا ذلك قالوا انكم بعثيين ومعادين للنظام الديمقراطي وأعداء للحرية!!.

 

من يعرف البعث ومن يعرف التاريخ النضالي لقائد البعث والمقاومة القائد المجاهد العربي ( عزة ابراهيم ) يعلم يقينا ان النصر متحقق، ويعلم يقينا أن كل ما ذكر وغيره الكثير سيعود وسيكون أفضل، ويعلم يقينا ان القائد ( أبا أحمد ) حين يقول يفعل، ولمن لا يعلم نقول ان قائد العراق قال ان العراق سيتحرر لا محالة، ومن يعرف المجاهد ( أبا أحمد ) يفهم قوله، وعلى الاخر ان يفهم ذلك أيضا ويعتبر منه، نقول انه يرى النصر والتحرير ويلمسه واقعا وقريبا وهو كذلك بإذن الله..

 

mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





الجمعة ٧ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة