شبكة ذي قار
عـاجـل










في حادثة معروفة ومشهودة ومصورة أعتدى ضابط عراقي على سيدة عربية في الكويت، ولقناعة الحكم الوطني في العراق ان شرف العربية هو شرف العراقية أيضا فقد تقرر تنفيذ حكم الاعدام بمرتكب الفعل والإصرار على تعليق جثته في مكان ارتكاب الفعل لمدة 48 ساعة حيث تُركت جثته معلقة لكي يراها الجميع وتكون عبرة للآخرين.


أذكر ذلك ونحن نرى استمرار مسلسل الفضائح التي لا تنتهي حيث برزت الى الواجهة ظاهرة اغتصاب السجينات العراقيات في أمر أصبح قاعدة وليس استثناء وبشكل منظم وممنهج باعتباره سلاح قذر لانتهاك عفة وإنسانية العراقيات، في موقف يتبين ان تلك الأفعال مجازة لدى "الولي الفقيه" ومن يأتمر بأمره حيث لا يمثل ذلك الفعل الشنيع حرجا، بل يراه الصفوي مفخرة وهو في حقيقته عار وشنار.


يحصل كل ذلك ويزداد يوميا ومن بينها وليس اخرها جريمة اغتصاب الفتاة الموصلية القاصر من قبل ضابط صفوي في نينوى، لتثبت ان من تربى بأحضان الفرس ورضع الثدي الصفوي لم ولن تتحرك فيه الغيرة، فالعرق دساس لذا لا أمل يرتجى في اصلاح الحال إلا بثورة شاملة تعيد الأمور لنصابها الصحيح، فالغيرة على العرض تميز بها العرب دون غيرهم وعرفوا بها حتى قبل سطوع نور الرسالة المحمدية باعتبارها أعظم المنازل، فهي انفعال نفسي ينشأ بسبب مس حق ديني أو قومي أو وطني أو شرفي بقصد حمايته.


ما حصل للعراقيات في سجون العملاء يضيق له الصدر وينعقد أمامه اللسان، وإلا كيف لا يغلي الدم العربي في العروق العربية ومنها الموصلية على وجه التحديد أمام انتهاك الحرمات وابتذال الاعراض وتمزيق ثوب العفاف، وكيف لا نثور سويا احتجاجا على الأخلاق المنحطة والطبائع الدخيلة، وكيف يغمض لنا جفن ولا ننتصر لعفة العراقيات حين نرى شرفهن مهانا وثوب عفتهن ممزقا.


ان قصص الحياة وعبرها أمامنا ماثلة، فالعار لا يلحق الفتاة بمعزل عن أبناء جلدتها، والديوث ليس شرطا أن يقر أهله على الزنا، بل يتعداه الى من لا يغار على عرضه، هذه هي طبيعة الشرف فحتى الجمل يغار على ناقته ومعروف عنه أنه لا يرضى أن يأتيها جمل آخر.


في هذا الزمن الغريب رأينا العجب ووجدنا من لا يغار على عرضه وشرفه مع ان العرق العربي جبل على الشهامة والحساسية المفرطة تجاه العرض، فقد ذكر المؤرخ أيوب صبري ( أن العرب كانوا لا يعرفون معنى الفاحشة ولا توجد بينهم ولا يعتدي عربي على امرأة حتى لو كان لصا يستاقها مع أغنامها ليالي وأياما، لكنه لا يخطر بباله أن يعتدي على شرفها ) وهذا دليل تاريخي ان مثل ذلك دخيل على القيم والأخلاق العربية.


سكوت القضاء عن فعل الجبناء يحتم علينا ان لا نهاب أي تضحية في سبيل مسألة الشرف وعفته، وان ننتخي وننتصر لابنتنا وأختنا، فأعراضهن اعراض بناتنا وأخواتنا، وعفتهن عفة بناتنا وأخواتنا، فضياع العرض والشرف ما بعده ضياع، والماجدات في سجون العملاء تعقد علينا الآمال بعد الله تعالى في حفظ العرض والشرف وهن يراهن على الغيرة والحمية والعقال العربي الأصيل، ولنتحرك سويا اليوم قبل الغد وندوس بأقدامنا الرؤوس العفنة للعملاء والأذناب.


mmsskk_msk@yahoo.co

 

 





السبت ٨ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة