شبكة ذي قار
عـاجـل










نعى حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وأصدقاء ورفاق الفقيد الراحل وآل العلي وآل حرفوش، ونقابة المحامين في الشمال، القائد المناضل، المحامي الأستاذ خالد عبد الله العلي، الذي انتقل إلى جوار ربه صبيحة يوم الاثنين الواقع فيه 24/12/2012، حيث نقل جثمانه من طرابلس إلى عكار، ليوارى الثرى عصراً في مسقط رأسه بلدة البرج، مودعاً من العائلة والرفاق والأحباب، وقد تقبلت قيادة الحزب والعائلة التعازي يومي الثاني والثالث في قاعة جامع التوجيه بطرابلس وخصصت ذكرى الأسبوع يوم الأحد 30/12/2012 لتقبل التعازي في بلدته البرج عكار.

 

خسر حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي واحداً من كبار رموزه اللبنانيين والعرب من الرعيل الأول لـ "البعث"، برحيل المحامي الأستاذ خالد عبد الله العلي الذي وافته المنية عن عمر يناهز العقود الثمانية من الستين قضاها في خدمة الأمة والمجتمع والقضايا النبيلة والعادلة التي حمل لواءها منذ نعومة أظفاره، منتسباً إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، ومتدرجاً في المهام القيادية التي أولاها إياه رفاقه وانتخب عضواً في القيادة القومية للحزب أوائل الستينيات، ممارساً واجباته النضالية والحزبية في خضم المراحل العاصفة التي شهدتها تلك الحقبة، حيث كان للرفيق الراحل ثوابته وقناعاته المبدئية والفكرية والتنظيمية التي وضعت الشرعية الحزبية فوق كل اعتبار، وهو الذي لم يفت من عضده محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها، وسنوات التهجير القسري عن لبنان والتي قاربت العقدين من الزمن، كان خلالها يواصل عمله النضالي سواء عبر المنظمات العربية والدولية لحقوق الإنسان،  أو اتحاد المحامين العرب دون كلل أو ملل.

 

وفي لبنان الذي عاد إليه خالد العلي في منتصف الخمسينيات متخرجاً من كلية الحقوق في دمشق، كان للفقيد الراحل بصماته النضالية والتنظيمية على مجمل حركة الحزب لعقود من السنين، وهو المناضل الذي حمل طيبة ومرؤة وصلابة أبناء عكار، ومسقط رأسه بلدة البرج إلى مختلف مطارح الدفاع عن وطنه العربي وقضاياه العادلة وفي الطليعة منها فلسطين ولبنان والعراق، ليجعل من تواضعه وموضوعيته واحترامه للآخر مثالاً يُحتذى لدى كل رفاقه البعثيين والآخرين في حركات التحرر الوطني والقومي والأممي، فضلاً عن التزامه الدائم بهموم الفلاحين في عكار والضنية وقرى ودساكر لبنان، بقدر التصاقه بهموم العمال والكادحين من طرابلس وبيروت وسائر عواصم ومدن المحافظات اللبنانية، لتشهد المنابر في كل تلك المواقع على ما كان ينضح به من طيبة ورحابة صدر ودماثة خلق واستيعاب للخصوم قبل الأصدقاء والرفاق.

 

خالد العلي، الذي تكحلت عيناه برؤية اندحار الاحتلال الأميركي عن العراق في مثل هذه الأيام من العام الماضي، رحل وفي قلبه غصة انتظار الإنجاز الكامل لتحرير هذا القطر العربي الأشم الذي يحمل اليوم شرف المواجهة الشاملة للاستعمار الأميركي – الصهيوني والهيمنة الفارسية الشعوبية، بسواعد المجاهدين العراقيين من بعثيين ووطنيين وقوميين وإسلاميين بقيادة المناضل عزة إبراهيم ، وهو الذي كان المثال للتفاؤل الدائم بأن هذا الانتصار قادمٌ لا محالة وان دماء أبي عدي صدام حسين ورفاقه البررة، ليست سوى قطرات الندى التي تحتاجها تربة العراق وهي تتحضر لتنبت أفضل ما في أحشائها من براعم نضالية واعدة وإرادة صادقة أقسمت على تحرير العراق، كل العراق جنوباً، وسطاً وشمالاً ليعود إلى أمته حراً موحداً كرمى لعيون الأمة وفلسطين السليبة، كما في ذلك الكرمى أيضاً لروح الشهيد صدام حسين وكل شهيد وجريح ومعتقل، قضى في سبيل الحرية والكرامة والتحرير.

 

خالد العلي، أبو عبد الله، الأستاذ، المحامي، الرفيق والمناضل، الذي نهل الرسالة الخالدة من لَدُنْ القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق والرفاق الأوائل، ما تزحزح يوماً عن قمة التواضع التي تربع عليها طوال مسيرته النضالية مستحقاً احترام القريب والبعيد، وهو ذاك الإنسان العظيم الذي لا تشعر وأنت في حضرته سوى أنك هذا العظيم، وهذه لعمري من الشيم النبيلة التي لا يتحلى بها سوى الكبار الكبار وما أبا عبد الله سوى واحد من هؤلاء،

 

فلئن فقدناك اليوم أيها الأستاذ الجليل، راضخين لمشيئة الله عزَّ وجلّ وقدره المحتوم، فإن العين لتدمع، والقلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون،  فإلى جنان الخلد أيها الفقيد الكبير محملاً بشآبيب الرحمة والغفران ولعائلتك ورفاقك ومحبيك الصبر والسلوان، وأنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 





الاربعاء ١٢ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة