شبكة ذي قار
عـاجـل










اللجنة التحضيرية للإحتفاء بذكرى القائد الرمز

قسم التوثيق : مواقف للتاريخ

 

إصدارات اليوم الأول لفعالية ذكرى الشاهد الشهيد الرفيق صدّام حسين

ردود الأفعال العربية والعالمية على إعدام القائد الشهيد

 

 

لم يكن إستشهاد الرفيق صدام حسين حدثًا إسلاميًا أو عربيًا فحسب بل كان حدثًا عالميًا في أسبابه وأبعاده، ولم يكن إعدام الرئيس العراقي حدثًَا فريدًا في وقوعه فحسب، بل كان حدثًا فريدًا في تداعياته وآثاره، فهو الحدث الذي كاد أن يجمع منفذوه على التبرؤ منه، وهو الحدث الذي حوّل صاحبه من خندق إلى آخر، فإن كان الإعدام نقل صدام حسين من الدنيا إلى الآخرة، فكذلك نقل إعدام صدام حسين وصموده من خندق الحكام إلى خندق المقاومة، ومن خندق من تنفض الأمة عنهم إلى خندق من تلتفت حولهم الأمة.

 

وفي هذا المقال التوثيقي سنحاول رصد ردود الأفعال الدولية والعربية، الرسمية والشعبية على إستشهاد الرفيق المناضل صدام حسين لعلنا بهذا نساهم في تنشيط ذاكرة أبناء شعبنا من الذين خانتهم قيم المبادئ ونشد من عزائم الصامدين المرابطين على قيم الرجولة .

 

ولله ولي التوفيق

عن اللجنة التحضيرية الرفيق عزالدين بن حسين القوطالي

 

الأعداء يفرحون:

أول رد فعل نرصده هو عن الصفويين أتباع إيران وعملائها والذين لم يستطيعوا أن يخفوا فرحتهم بإعدام صدام حسين حتى وصف المرجع الشيعي علي السيستاني يوم إعدام الرئيس العراقي باليوم المبارك، واعتبر السيستاني أن "إعدام صدام يوم عظيم في حياة شيعة أهل البيت".

 

كما أبدت بعض الصحف الإيرانية والعراقية سعادة بالغة بتنفيذ حكم الإعدام واعتبرته البداية للتحرر من حكم "السنة"، وقال صفي الدين آتاور في مقال نشرته صحيفة "همشري" الإيرانية: كان لابد من إعدام صدام حسين في عيد الأضحى ليرتدي السُّنة ثوب الحداد الأسود ويدخل الحزن قلوبهم وليعلموا أن الظلام أوشك على دخول بيوتهم , وتحدث بسخرية عن الدور السعودي والمصري في المنطقة، مشيرًا إلى أن الأيام أثبتت أن دورهما انتهى على الساحة العربية والإقليمية برغم تحالفهما مع الولايات المتحدة الحارس الشخصي لهما، وأن هناك ماردا خرج من قمقمه ولن يدخل ثانية يدعى أهل الشيعة ولن يستطيع أحد مهما بلغت قوته أن يوقفه بعد ذلك - على حد زعمه -

 

كما أثنت صحيفة "إشراق" العراقية التي تصدر من الكوفة باللغة الإنجليزية على مقتدى الصدر قائد ميلشيا "جيش المهدي، قائلة: إنه قدم صدام حسين كأضحية أول أيام العيد للشيعة في مختلف أنحاء العالم واستطاع أن يهزم وحده الدول السنية بالضربة القاضية , وفي الإطار ذاته أعربت إيران عن فرحتها بإعدام صدام حسين ولم تستطيع أن تخفى شماتتها كذلك بصدام.

 

 أما واشنطن فقد رحب رئيسها بإعدام صدام حسين غير أنه لم يجد بدا أن يؤكد في الوقت ذاته من أن هذه الخطوة لن تؤثر على المقاومة العراقية، وبعد هذا الترحيب بأيام زعمت الإدارة الأمريكية أنها لم تكن على علم بما حدث أثناء إعدام صدام حسين لتتبرأ بذلك من حلفائها الشيعة، وهو ما فعلته بقية الدول الغربية التي استنكرت طريقة إعدام صدام حسين وإن اعتبرت أن إعدامه في الوقت ذاته شأن داخلي للعراق، فاعتبر "جون بريسكوت" نائب رئيس الوزراء البريطاني أن طريقة تنفيذ حكم الإعدام صدام حسين كانت «تدعو إلى الأسف وغير مقبولة على الإطلاق»، كما انتقد نواب ووزراء بريطانيون سابقون رفض بلير أن يدلي ببيان رسمي حول إعدام صدام.

واستنكرت جميع الدول الغربية إضافة إلى الفاتيكان والاتحاد الأوروبي إعدام صدام حسين مؤكدة في الوقت ذاته أن تلك الخطوة سوف تزيد من تأزم الأوضاع في العراق، على خلاف ما تأمل الإدارة الأمريكية.

 

إستحياء عربي رسمي:

بخلاف الكويت التي حاولت أن تخفى فرحها بإعدام صدام حسين باعتبارها هذا الأمر شأن داخلي للعراق، اتسم الموقف الرسمي لأغلبية الدول العربية بالاستحياء والصمت فلم تزد بعضها عن استنكار موعد إعدام صدام باعتباره إهانة للمسلمين، ولم يزد عن ذلك سوى الرئيس الليبي الذي أعلن الحداد الرسمي على صدام حسين إضافة إلى بعض التصريحات شديدة اللهجة من الرئيس اليمني، ويعتبر الدكتور نزار السامرائي، المحلل والكاتب السياسي العراقي هذا الموقف العربي "جزء من حالة الخوف التي تسيطر على الأنظمة العربية تجاه النفوذ الأمريكي المتزايد في المنطقة، حيث تأتي تصرفات تلك الأنظمة متوافقة مع ذالك الشعور".

 

وللشعوب كلمتها:

غير أننا إذا بعدنا عن الموقف الرسمي العربي المعتاد، ونزلنا إلى الشارع العربي والإسلامي، لوجدنا الأمر مختلفًا كثيرًا حيث عبرت الشعوب العربية عن استنكارها لإعدام صدام حسين، بل إن وفودا كبيرة من العشائر الشيعية العربية في محافظات البصرة والناصرية والعمارة وكربلاء، بل والدجيل توجهت إلى بلدة العوجة لتقديم العزاء بإعدام الرئيس السابق..

 

وخارج العراق، فكان – كالمعتاد- موقف الشعوب مغايرًا كثيرًا لموقف الأنظمة، حيث فتحت الشعوب العنان أمام عواطفها لتعبر عن تعاطفها مع صدام حسين من جهة، وتنديدها بالاحتلال وأعوانه من جهة أخرى.

وانتشرت مجالس العزاء في العديد من العواصم العربية، كما انتشرت معها الدعوات إلى إقامة صلاة الغائب على روح صدام حسين، وقد اعتبر مفتي مصر الأسبق الدكتور نصر فريد واصل صدام حسين شهيدًَا، وتوافق مع هذا الموقف كثير من أئمة المساجد الذين أكدوا أن صدام حسين اصطحب معه المصحف ووفق للشهادتين في آخر لحظات حياته الأمر الذي رأوه توفيق لحسن الخاتمة ..

 

ولقد بدأ هذا الموقف الشعبي الغاضب من البيت الحرام، حيث أكد جموع الحجيج استنكارهم لتلك الجريمة، بينما أصيب الشارع العربي في العديد من البلدان بالصدمة حيال تلك المفاجأة التي لم تكن متوقعة مما أثر بشكل واضح على نشاط الناس في عيد الأضحى، وأكد الشارع المصري أن بوش هو الذي يستحق الإعدام وليس صدام حسين.

 

وعلى المستوى النخبوي، أكد العديد من النشطاء السياسيين على شتى مذاهبهم وميولهم رفضهم لإعدام صدام حسين، فيقول محمد علوان مساعد رئيس حزب الوفد المصري (ليبرالي): "هذه المحاكمة لم تتوافر فيها العدالة؛ ولذلك هي مرفوضة حتى في ضوء أن صدام لم يكن عادلاً خلال حكمه للعراق".

 

ووصف حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان كبرى المنظمات الحقوقية المصرية محاكمة صدام بأنها "محاكمة سياسية"، واعتبر البرلماني المصري محمد فريد زكريا أن "المستفيد الأكبر هو إيران التي منعها صدام من الدخول من البوابة الشرقية للوطن العربي.. العراق".

 

وعلى صعيد الإسلاميين أكد "علي عبد الفتاح" القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر أن " الحكم صدر لحساب أمريكا في المقام الأول"، وهو ما أكده "الإخوان المسلمون" في الأردن والعديد من الدول الأخرى وترددت أنباء عن عزم "الإخوان المسلمين" مراسلة إيران ومناقشتها عن موقف لكن عضو مجلس الشورى

 

وفي البحرين، أعلن نائب الأمين العام لجمعية التجمع القومي حسن العالي (شيعة) عن إقامة مجلس عزاء على روح "شهيد الأمة العربية الرئيس المجاهد صدام حسين"، وذلك بالتنسيق مع جمعية الوسط العربي الإسلامي (سنة).

 

وأكد العالي " أن الحكم يشير بعمق إلى المأزق الأمريكي وغرق مشروعه في العراق وهزيمته المدوية على أيدي أبطال المقاومة الباسلة".

 

وفي الأردن أكدت الصحف التي استأنفت نشاطها عقب عطلة عيد الأضحى أن تنفيذ حكم الإعدام كان "طائفيا.. لا منازع" مشككة بالإجراءات القانونية التي رافقت عملية تنفيذ الحكم، وأجمع كتاب الأعمدة والمقالات في تلك الصحف على إدانة الإعدام، وذهب بعضهم إلى الإشادة بصدام حسين، وأشاروا إلى أن توقيت الإعدام، الذي تزامن مع أول أيام عيد الأضحى، أغفل مشاعر العرب والمسلمين.

 

وشدد الكاتب الصحفي جواد البشتي في مقال بالعرب اليوم على أن الطريقة التي أعدم بها صدام "أريد لها أن تكون شيعية في محتواها" الأمر الذي يدلل على البعد الطائفي في العملية.

ووصف الكاتب الصحفي محمد طمليه إعدام صدام بأنه "موت عظيم أغاظ العدا" معتبراً إياه "أسطورة خاصة وهو يتقدم للموت بخطوات ثابتة"، مناشداً " أحرار العرب على التفاخر بأنه صار لهم سيداً للشهداء".

وأكد الكاتب سميح المعايطة أن ترحيب كل من طهران وتل أبيب بإعدام صدام "أظهر ما كان مخفيا عن الأعيان أن هنالك تحالفا بين أمريكا وإيران ضد صدام"، معتبرا أن هذا التحالف بحكم "الزواج المؤقت" متوقعا أن "لا يمضي أكثر من عام قبل أن تكون إيران تحت السلام الأمريكي الصهيوني".

 

كانت تلك بعضًا من ردود الأفعال الشعبية في الدول العربية وإلا فإن المقام لا يتسع لرصد كافة تلك الردود والتي تجمع أغلبيتها الكاثرة على الإشادة بصدام حسين.

 

الصحف الغربية ..

وإذا ما انتقلنا إلى الصحف الغربية، سنجد شبه إجماع على استنكار إعدام صدام حسين، فصحيفة الإندبندنت تنشر تقريرًا في عددها لليوم الخميس (4/1/2006) يحمل عنوان "صدام حسين من وحش إلى شهيد"، تؤكد أن إعدام صدام حسين ولد ما لم يكن من الممكن أن يحدث وهو تفجر التعاطف معه، ونشرت الصحيفة على مدى صفحتين كاملتين عددا من التقارير يصور خلال إحداها باتريك كوكبورن كيف تحول قبر صدام حسين إلى "مزار يحج إليه خمسة ملايين سني عراقي".

 

وفي الإطار ذاته تؤكد صحيفة "ديلي تليجراف" أن رباطة جأش صدام حسين وشجاعته في اللحظات الأخيرة جعلت منه بطلاً.

وإذا ما انتقلنا إلى الصحف الأمريكية، نجد أن عددًا كبيرً من الصحف الأمريكية أكدت أن أحقاد عائلة بوش على صدام حسين هو السبب الرئيس وراء الأمر بإعدامه ذهبت إلى ذلك صحيفة "نيويورك تايمز" كبرى الصحف الأمريكية.

 

عودوا إلى شعوبكم:

في ختام تلك المقالة، لا بد أن نقر بعدة نقاط وهي أن رباطة جأش وثبات صدام حسين في لحظاته الأخيرة تلزم من شاهده باحترامه حتى وإن كان من ألد أعدائه.

كما أن التنديد الشعبي والغضب الذي ساد الشعب العربي هو في حد ذاته رسالة للأنظمة العربية تؤكد لهم أن الشعوب على استعداد للوقوف وراء قادتها إذا ما أراد قادتها الوقوف أمام الاستكبار الأمريكي، وأن الدول العربية التي تعاني أغلبها من معدلات عالية في الفساد والظلم على استعداد لنسيان كل ذلك إذا ما تعلق الأمر بكرامة الأمة وعزتها.

 

كما أن هذا الموقف الشعبي العربي أكد أن الشعوب على استعداد لتحمل ألم الجوع، ولكنها لا تستطيع تتحمل ألم الذل والهوان.

 

وفي الختام نؤكد أن من مكاسب إعدام صدام حسين هو ما كشفته من دور قبيح للصفويين أنصار العدوّ الإيراني ، وهو الدور الذي ما فتئ علماء الأمة في التحذير منه، ولكن لا حياة لمن تنادى، حتى كانت جريمة إعدام صدام حسين فتبصرت الشعوب عدوها من صديقها

 

 





الخميس ١٣ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اللجنة التحضيرية للإحتفاء بذكرى القائد الرمز نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة