شبكة ذي قار
عـاجـل










اللجنة التحضيرية للإحتفاء بذكرى إستشهاد القائد الرمز
قسم الدراسات والبحوث : تحليل المضامين الفكرية للقائد الشهيد


إصدارات اليوم الرابع لفعالية ذكرى الشاهد الشهيد الرفيق صدّام حسين
من فكر الرفيق العزيز صدام الشهيد


الرفيق المناضل سعيد أبو رغيف
عضو اللجنة التحضيرية



إن تحليل خطب وأحاديث الرفيق القائد صدام حسين رحمه الله تحليلا علميا يحدد الاتجاه الواضح والشامل للقيم الثورية السائدة فيها ضمن جميع مجالات الحياة. إن منهج الرفيق الشهيد صدام حسين السياسي مستند إلى ترجمة واقعية لمبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي وعقيدته الثورية وتحليل علمي خاص في التفكير ليعبر عن ركيزتين أساسيتين هما كونه مفكرا نظريا وقائدا سياسيا في آن واحد.


"العقيدة التي تنطلق منها تطلعاتنا والتي تحرك ضمائرنا وتقود مسيرتنا هي عقيدة البعث العظيم وهذه العقيدة ولدت في ضمير الأمة العربية ومن تراثها العظيم ومن التفاعل الحي مع الحياة العربية المعاصرة بكل ما فيها من حاجات وتحديات وآمال ومن عوامل الضعف والقوة وعناصر النصر والإخفاق فكانت هذه العقيدة وليدة الواقع في الوقت نفسه الذي كانت تتقدم عليه وتفتح أمام الأمة أفاقا جديدة ومشرقة".


إن العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية , وثورة 17-30 تموز المجيدة انطلقت من إيمان وفهم الايدولوجيا العربية الثورية لتحقق الأهداف المركزية للأمة في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية. وضمن هذا التصور المبدئي الثوري تم التفاعل المتبادل بين النظرية الثورية والستراتيجية السياسية للقائد السياسي. فالرفيق الشهيد صدام حسين كان نموذجا معبرا في تطوير الواقع باتجاه تحقيق متطلبات الايدولوجيا العربية الثورية.


وضمن هذا النهج اعتبرت الثورة العلم والتخطيط أساس التقدم باتجاه تحقيق الأهداف العظيمة : "نؤكد انه بدون العلم والتخطيط لا يمكن بلوغ الأهداف السامية العظيمة ولقد احترمت ثورتكم منذ ميلادها هذه المبادئ وعلى أساسها يقدم حزبكم وثورتكم باتجاه الأهداف العظيمة التي تناضلون من أجلها".


كما أعطى العلم قيمة الضرورة المساندة لقيم النضال بحيث لا يمكن الانفصام بينهما مؤكدا : "إن العلم أصبحت له قيمة مثل قيمة النضال والصفة النضالية هي التفوق". ولم تكن النظرة نابعة عن فهم مجرد للعلم وعلاقته بالعقيدة بل تنبع من فهم عميق لدور العلم لتحقيق أهداف السياسة والدفاع عنها ودخوله كعامل مرجح في الصراع بتأكيده انه : "عندما يستخدم العلم ضدك بشكل فعال ومؤثر سترى أن حدود عطاء الحالة العقائدية إذا ما جرد من ثقافة الحياة العامة وفي مقدمتهم العلم سيكون مداه محدودا" وهذا يعني : "إن من لديه تفوق بالنضال وآخر لديه تفوق بالنضال والعلم فالثاني هو الذي يتقدم على الأول".


لقد استندت تجربة الثورة في العراق إلى: ” التحليل والتشخيص العلمي الموضوعي وتحدد آفاق المستقبل ومهماته بهذا النهج " الذي يؤمن بكون العلم والرؤية العلمية ركنا في عقيدة الحياة الجديدة. فننطلق من هنا لفهم التخطيط العلمي في فكر سيادته من خلال المفهوم الذي وضعه للتخطيط: " التخطيط ليس خلق الحالة غير الموجودة باستمرار وإنما في الدرجة الأساسية وضع الموجود في نطاق من الفاعلية ضمن أفق بعيد المدى". ويرى الرفيق القائد صدام حسين : "إن أحسن الخطط هي القابلة للتطبيق بغض النظر عن الكلام والمصطلحات المنمقة وكلما ننمق الكلام وكلما نكثر من المصطلحات إذا كانت الخطة غير قابلة للتطبيق معنى ذلك أن الخطة فاشلة أو ليس لها قيمة".


كما يحدد رؤيته الشاملة بقولة: "ليدرك الجميع أن أية خطة مهما امتلكت من مقومات النجاح من الناحية الفنية ستفشل إذا لم تر عناصر الحياة الأخرى". إذ أن "أفضل الدراسات هي التي تحصل بصورة مشتركة بين جهة الأوامر والتخطيط الأعلى وجهة التنفيذ والتخطيط الأدنى تحقيقا لما يراد تحقيقه بوضوح ودقة أفضل, وبما يحقق حماسة المنفذين واقتصادية التصرف واختصار الزمن". وهذا يعني أن "هناك علاقة قائمة دائما وحيوية بين إمكانيات تحقيق ما هو ضمن تصور الشمول والأفق البعيد وبين الظرف بكل متغيراته بما في ذلك تطور إمكاناته سلبا أو إيجابا".


أما بخصوص الأهداف فان الرفيق الشهيد يرى أن : "كل تصرف وكل عمل يجب أن يكون مرتبطا بهدف واضح وليس لدى المخططين الستراتيجيين فحسب وإنما لدى المنفذين الرئيسيين أيضا". وعليه فإن "كل عقل عليه أن يصمم الشيء الذي يريده قبل أن يبدأ الفعل.. ولكن ليس كل تصميم معزول عن الفعل الحي في اللحظة.. والأعمال الكبيرة بالذات تأخذ أحيانا معناها التاريخي من كونها قد تولد في غرفة العمليات الأمامية وليس في غرفة المقر الخلفي المستريح". وهذه المسألة تقتضي : "ضرورة برمجة الخطط بحدود زمنية مقطعة لكنها متصلة بتصور اشمل للنتائج النهائية بمدى لا يقل عن عشرين عاما لكي تستقر خططنا وتتعمق المفاهيم لكوادرنا بشكل اكبر وأوسع ". فعلى وفق نظرته رحمه الله فالعمل يتطلب " الرؤية الدقيقة التي تتعامل مع الوقائع من زاوية شاملة وموضوعية وعلى أساس الأحكام العلمية البعيدة عن الارتجال والتخبط والتي تلامس الجوانب الفعلية ذات التأثير في مسار الأمور إن هذه الزاوية ليست ضرورية في تحديد الأهداف والوسائل وكذلك تعيين الأولويات في نقاط الاهتمام الواجب إعطاءها القيمة الاستثنائية فحسب بل هي مطلوبة لاستقرار النهج وارتكازه على أرضية ثابتة وغير مهزوزة ومن ثم توجيهه في ضوء النظرة العلمية ومقاييسها ".


ويحث الرئيس القائد المناضل المختص على الابداع والابتعاد عن التقوقع ضمن السياقات التقليدية في شتى المجالات فيقول: "عندما نريد أن نحقق انجازا كبيرا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يجب ألا تأخذ بالسياقات التقليدية وإنما نعمل بالسياقات المبدعة والمبتكرة". ويؤمن سيادته بحركة التطور بقوله: " إن كل اختصاصي هو رجعي إذا لم يتطور". ويرى أيضا ضرورة فهم أهداف الشعب المركزية والإيمان بها واستيعابها من قبل المخطط والمختص فيقول: "الاختصاصي الخاص ليس اختصاصيا ما لم يكن اختصاصيا بالشعب أي أن يفهم أهداف الشعب المركزية ويؤمن بها ويستوعبها وان يعرف الطرق المركزية للوصول إليها وينتهجها". كما اكد على ضرورة التفاعل مع التجارب الاخرى والانفتاح عليها من دون الاخلال بخصوصية التجربة الوطنية والقومية: " نحن نستفيد من التجربة الانسانية مما هو حولنا ولا ننعزل عنها في التفاعل معها , علينا ان لا ننسى خصوصية نظامنا طالما اننا مقتنعون بالمبادئ والمنطلقات الاساسية لهذا النظام ".

 

 





الاحد ١٦ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اللجنة التحضيرية للإحتفاء بذكرى إستشهاد القائد الرمز / الرفيق المناضل سعيد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة