شبكة ذي قار
عـاجـل










مقدمة :

البحث في تفاصيل النتاج السياسي والاقتصادي والتربوي والعسكري والفكري للقائد الخالد صدام حسين ليس بحث في نتاج فرد على أهميته من منطلق إنصاف الكينونة الفردية، بل هو بحث في مشروع أمة بدأ في زمن معروف ولن ينتهي مادامت الأمة التي مثل صدام حسين تطلعاتها الواسعة تحث الخطى نحو تحقيق هذه الصيرورة المتجددة. الأهمية الاستثنائية والقيمة الكبرى للشهيد صدام حسين تأتي أصلا من انصهاره الذاتي والموضوعي في مشروع نهضة الأمة العربية المعاصر وأدواته الفكرية والمنهجية والميدانية التطبيقية المنطلقة من فكر وعقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي. إن قيادة صدام حسين لمسيرة ثورة البعث وخاصة بعد استلامه الموقع الأول في الحزب والدولة خلفا للأب القائد المرحوم صدام حسين كانت ثرية بتثبيت الفكر القومي العروبي الوحدوي وإنتاج الخطوط العريضة لمبدأ شراكة الأمة في ثرواتها وسبل الارتقاء بالموارد البشرية العربية ووضع الخطوط العامة لسبل تطور الاقتصاد عبر تطوير الإنتاج الصناعي والزراعي والتقدم العلمي ..

 

صدام حسين وبناء الإنسان :

تمثلا واعيا وعميقا لإيديولوجية البعث في اعتبار الإنسان قيمة عليا, أفرد شهيد الحج الأكبر للإنسان في زمن الثورة البعثية في العراق مكانة تقع في مقدمة أي فعل ولكل الأفعال والانجازات التي وضعتها الثورة كفعل يولد ابن لحظته أو يقع في مسارات خطط التنمية الاقتصادية والبشرية العملاقة. إن من الواجب والموضوعية أن نشير هنا إننا حين نتحدث عن اهتمامات صدام حسين فهي في حقيقتها اهتمامات الحزب والقيادة لأن طريقة صدام حسين في القيادة كانت من النمط الذي ينتج ضمن المنظومة الجمعية سواءا في الحياة والحراك الحزبي أو في تسيير شؤون الدولة عبر مفاصل الحكومة المختلفة. ورغم ان من الصعب حصر النتائج وما مرتبط بها من أفعال وأعمال في هذا الشأن فان الوقوف على بعض ما هو بارز وتاريخي قد يفضي إلى امتلاك الصورة المتكاملة.

 

أ – أنت تسال والحزب يجيب: كانت من أوائل التجارب التي شهدتها ساحة العراق طولا وعرضا وكان للتجربة الجماهيرية هذه أكثر من هدف نبيل وسام غير إننا نرى إن مواجهة الإنسان العراقي والبدء بتهشيم جدران التخلف الفكري والسياسي وزرع مبادئ الثورة وغايات ومبادئ الحزب الوطنية والقومية النبيلة هي جوهر الممارسة برمتها.

 

ب – تجارب العمل الشعبي: لم يكن الهدف من إشراك مئات الآلاف من شباب الحزب وبقية شباب العراق ورجاله وماجداته في تجربة العمل الشعبي ذات أبعاد اقتصادية بقدر ما كانت تجربة تربوية عظيمة للانتقال بالإنسان إلى الارتقاء بواجباته الوطنية والقومية وإشعاره ميدانيا بقيمة العمل والإنتاج واحترام الزمن كقيمة من قدم التحضر والتمدن. ان تعدد منتجات التجربة بين مدارس تُبنى ومستشفيات تنشأ وبيوت للموظفين وللمواطنين ومزارع لقصب السكر والبنجر وبناء مصانع للمواد الغذائية وشق ترع واستصلاح أراضي وحملات جني المحاصيل والحصاد وغيرها قد خلقت وعيا إنسانيا متزايدا وصلة شفافة وطاهرة بين الإنسان وبين التنمية في جوانبها المختلفة وزرعت اعمق معاني الوطنية في نفوس العراقيين. كما كانت التجربة فرصة للقاء القيادة الحزبية والقيادات الإدارية بمئات الآلاف من المواطنين لخلق صلات ديمقراطية متفردة ومبتكرة ونوافذ تعارف مبتكرة زادت وعمقت صلة الإنسان بحركة الدولة وشخوص الحكومة التي تدير دفة الخدمات والإنتاج والتخطيط.

 

ج _ ثورة في التعليم: الاهتمام بالتعليم كما ونوعا في بلد كالعراق في بداية سبعينات القرن الماضي له معنى واحد هو إن القائد والقيادة والحزب والدولة تعني عناية خاصة بموضوعة تطوير الثروة البشرية للبلد. فالعراق كان يعج بالأمية والتخلف العلمي وأمر الانتقال به انتقالا ثوريا مخططا له وبأهداف محددة وفلسفة قومية ووطنية رائدة يتطلب تثويرا فعليا ميدانيا للتربية والتعليم. زاد عدد المدارس والمعاهد والجامعات أضعافا مضاعفة وأُنجزت حملة وطنية شهد لها العالم كله لمحو أمية الكبار وارتفع عدد المعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعات أضعافا مضاعفة أيضا. صدرت قوانين إلزامية التعليم ونفذت بإصرار لم يشهد له من قبل مثيل حيث كان الشرطة يزورون بيوت العراقيين ليس لاعتقالهم، بل لتنفيذ إلزامية التعليم وصدرت قوانين مجانية التعليم من التمهيدي إلى الدراسات العليا، وأُرسل آلاف من العراقيين إلى أوربا وأميركا وروسيا والصين وأوربا الشرقية وغيرها من بلدان العالم للحصول على العلم والمعرفة في شتى العلوم. حصلت في العراق نهضة عملاقة أنتجت أجيالا من الإنسان الواعي والمثقف والمتعلم لعبت أدوارها الحاسمة في تحقيق أعظم نهضة يشهدها قطر عربي في التاريخ الحديث والمعاصر.

 

د: الخدمة العسكرية: استخدم القائد مسلك الخدمة العسكرية بشقيه الالزامي والتطوعي وسيلة من وسائل بناء الانسان بناءا وطنيا وقوميا عقائديا. ان البناء العقائدي للإنسان هو الذي يحقق الولاء والإيمان والتوق الفعلي لانصهاره في مجمل اهداف الأمة واستعداده التام للتضحية والفداء والعطاء المتواصل من اجل ان تتحقق هذه الاهداف. فالخدمة العسكرية كانت عند القائد فرصة لتشكيل الانسان تشكيلا صلبا في بنيته الجسدية وفي صيرورته العقلية حيث ان التعايش والعيش ضمن جيش وطني عقائدي يجعل الرجل مقاتلا جيدا قادرا على تلبية نداء الدفاع عن الوطن والأمة وقادرا ايضا على التفاعل الخلاق مع ايديولوجية الانبعاث، بل ان الجيش هو مؤسسة اكاديمية تطبيقية لغرس الروح الوطنية والقومية وتوحيد الرؤى السياسية لأبناء الوطن الواحد بما يحقق وحدة القرار في الحفاظ على المنظومة الاجتماعية للوطن وللأمة ويجهز مستلزمات الدفاع عنها بحيث صار الجيش العراقي _ ابناء العراق _ هم خط الصد الأول مثلما هم مثابة الانطلاق الاولى لتحقيق مشروع الأمة. والجيش العقائدي الذي بناه وقوّاه صدام حسين ورفاقه تحت مضمون الآية القرآنية الكريمة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ))

صدق الله العظيم

 

هذا الجيش هو الذي قبر مشروع وإستراتيجية التمدد الصفوي الفارسي لإعادة تأسيس امبراطورية كسرى وهو نفسه الجيش الذي ما زال يقاتل الغزو الامريكي الذي وقع عام 2003 كعماد للمقاومة العراقية الباسلة والتي دمرت اميركا وأوقعت وما زالت توقع في صفوفها خسائر تكسر بل وكسرت ظهرها وتتهيأ" للانقضاض على الفرس الذين تختلوا تحت اباط الامريكان لينتقموا من نصر العرب الباهر في قادسيتهم الثانية قادسية صدام المجيدة 1980- 1988.

 

ه: الثورة الصحية والتربوية : ان النهضة العظيمة التي شهدها العراق في التربية والتعليم والخدمات الصحية لها هدف جوهري واحد هو بناء الانسان انطلاقا من فلسفة البعث والقائد الشهيد من ان الانسان هو القيمة العليا اذ هو هدف الثورة ووسيلتها. ان ما تحقق من انجازات ضخمة في قطاعي التعليم والصحة قد نفذ بقوة الى بنية المجتمع العراقي وحقق نماء متقدم في تنمية الانسان كما اراد البعث وعقيدته القومية وكما خطط صدام حسين ورفاقه الذين عشقوا الانسان العربي وعملوا على تحقيق العزة والكرامة والرقي له.

 

الرؤى التربوية ومنهج الارتقاء العلمي :

أحد الادلة الملموسة للمشروع البعثي الذي تبناه الشهيد ورفاقه في تجربة الأمة في العراق وسيبقى قائما يتناسل ويتوالد ويتبرعم ويعبر عن عظمته بكل الطرق هو تثوير الواقع التربوي والتعليمي والعلمي في العراق. كما اشرنا اعلاه, لكي يضمن تغيير الأسس المكونة للبيئة الاجتماعية ويغير انعكاساتها من أمية جاهلة متخلفة الى اخرى متنورة متعلمة مثقفة. فالثورة الحقيقية عند صدام حسين وعقيدته القومية هي التي تحقق انقلاب الانسان على ذاته وهكذا انقلاب لا يتحقق إلا بإزاحة ظواهر الامية والجهل. ورغم اننا اشرنا مرارا وفي بحوث معمقة الى التطور التاريخي الهائل في بنية التعليم بكل مراحله إلا ان الوقوف ازاء هذا المنتج امر حتمي في كل مرة نتناول فيها مشروع الأمة الذي تركه شهيد الحج الاكبر يتفاعل ليعبر عن صيرورتها رغم كل الظروف الطافحة على سطح المشهد.

 

تميزت النهضة التربوية والعلمية بشواهد شاخصة منها:

1- بناء آلاف المدارس في كل ارجاء العراق ومنها في ريف العراق النائي

2- زيادة هائلة في اعداد المعلمين والمدرسين

3- تجهيز المدارس بكل احتياجاتها ورفع القيمة الاجتماعية للمعلمين

4- تأسيس جامعات وكليات جديدة في كل انحاء العراق

5- تطبيق قانون الزامية التعليم وقانون مجانية التعليم

6- تنفيذ اكبر حملة في تاريخ العرب لمحو امية الكبار شهد لها العالم كله.

7- ارسال عشرات الآلاف من طلاب البعثات والزمالات للحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه في الطب والهندسة والعلوم الصرفة والعلوم الانسانية لمختلف دول العالم المتقدم.

8- تأسيس مراكز راقية للبحث العلمي وتأثيثها بأحدث وأهم الاجهزة في الجامعات وفي الصناعة وفي قطاع البحث العلمي.

9- القائد صدام حسين كان هو مهندس البرنامج النووي العراقي.

10- استثمار المنشآت العملاقة للتصنيع العسكري في البحث العلمي والتطوير.

 

لقد ارتقت امكانات العراق رقيا تاريخيا في مجالات التعليم والتربية والتعليم العالي وفي النتاج البحثي و في انتاجية الباحث العلمي بما يقترب كثيرا من معاييرها الدولية. وسيبقى مشروع النهضة التربوية والعلمية العملاق يؤثر بقوى وعوامل منظورة وغير منظورة في العراق وفي كل اقطار الأمة كمؤشر ميداني لديمومة المشروع البعثي الصدامي للتقدم والوحدة والتحرر والازدهار.

 

الأمن القومي العربي :

تمكن الشهيد ورفاقه ونظامه لأول مرة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر من وضع الأمن القومي العربي في صيغته الشامله انطلاقا من الصيغة القطرية المفروضة كأمر واقع والارتقاء بصيغه القطرية ضمن مداها القومي الشامل. قادسية صدام المجيدة ليست مجرد حرب دفاع ضد نزعات العدوان والتمدد التي مثلها خميني ونظامه وبكل العنجهية التي تبدت بها حتى قبل ان يوطد النظام تغيير أي حال من احوال الايرانيين وكانت تنطلق من توقعات وأوهام للخميني والمؤسسة الطائفية الفارسية وبنيت على اساس ان شيعة العراق هم اداة من أدوات الخميني ومشروعه الطائفي البغيض. وقد اظهر احتلال العراق من قبل اميركا ومن عاونها عام 2003 حقيقة ان القادسية كانت حربا للدفاع عن الامة برمتها وان قبر المشروع الصفوي الخميني قد حما العرب في الخليج وفي اليمن ومصر وحتى المغرب العربي البعيد من شرور ايران ومخالبها التي اعدت لتمزق شعبنا العربي من قبل الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية ولتكون الرأس الثاني الذي يستخدم في مقارعة العرب والعمل على تمزيقهم لتحقيق الأمن الصهيوني وإخضاعهم هم وثرواتهم العظيمة لإرادة كارتلات الجشع الامبريالي القذرة.

 

ان مشاريع الوحدة العديدة التي تبنتها قيادة العراق مع سوريا على سبيل المثال ومشاريع الاتحاد التي اتت لتعبر عن توجه وحدوي جديد يمثل محطة في الطريق الى الوحدة الشاملة ومنها التجمع الشعبي العربي الذي ضم مصر واليمن والأردن الى جانب العراق كانت في جوهرها مبنية ومؤسسة على فهم عميق لحاجة العرب الى تأسيس أسيجة عالية مقتدرة لحماية الامة. الاسيجة وجدر الصد للأمن القومي العربي كانت هاجس بناء جيش قوي في العراق وفي اقطار الأمة التي عاونها العراق في هذا الاتجاه. كما ان الصيغ الوحدوية ومنها صيغة التجمع الشعبي كوسيلة او محطة في طريق الوحدة الشاملة لم تكن تعبيرا عن السعي الحثيث والبحث الدائم عن سبل متجددة للوحدة حتى ولو ضمن صيغ الحد الادنى لتحقيق مفهوم الخيمة التي تضم الجميع فقط، بل كانت احدى الوسائل العملية لتنفيذ برامج وحدة اقتصادية تفضي الى شراكة فعلية متعاضدة في برامج التنمية المستديمة.

 

ان الارث الكبير في ممارسات تقوية الأمن القومي العربي التي جربها القائد وتبناها فكريا وعمليا تجعل من هذه المفردة في حياة العرب نسغا دائم الحياة يعبر عن نفسه في كل حراك الامة السياسي والاقتصادي والإعلامي حتى لو لم يعلن بصيغة الاقرار بأنه ارث بعثي تبناه قائد البعث. كما ان وعي العرب في الخليج مثلا بطبيعة التآمر الصفوي الايراني وإقرار حكومات الخليج بالمحاولات الايرانية المقرونة بنتائج ميدانية في التغلغل والنفوذ في الكويت والبحرين واليمن إن هو إلا امتداد طبيعي لحرب الثمان سنوات العدوانية الايرانية وتجديد للمواقف التي غيبها النفاق والخنوع لمعظم انظمة العرب الذي ادى الى ذبح النظام الوطني العراقي، بل وذبح العراق وإسقاطه تحت قبضة مخالب الطامع الايراني الذي فوضته اميركا والصهيونية لفتح جبهات عداء بغيض ضد الأمة والعمل الخبيث على الدخول طائفيا في بقع خطيرة منها في لبنان وسوريا والخليج.

 

ان ما جرى ويجري من احداث في العديد من اقطار امتنا نحن نرى فيه تأثيرات مباشرة لوهن الامن القومي وتداعي اسيجته التي اسسها وعلاها العراق وقائده صدام حسين رحمه الله. وان ثورات وانتفاضات العرب في تونس ومصر وسوريا إن هي إلا تعبير عن روح الثورة والرفض لما نفذ ضد العراق حتى لو لم تعلن عن نفسها ضمن هذا العنوان وهذا الاطار. فثورة البعث في العراق وقائدها التاريخي قد زرع نبتا بجذور عميقة لوحدة الامة وما تتعرض له وما تنتجه سلبا او ايجابا وان انتفاضات العرب على حكام العمالة والخيانة وما رافقها من تداخلات لقوى الردة المحلية مدعومة من اميركا والناتو والصهيونية كلها تعبيرات عن انتفاض الجسد العربي ضد البؤس والاستلاب وعوامل التخلف التي اريد توطينها في جسد الامة عبر ذبح العراق واغتيال القائد ورفاقه. والمؤكد ان ما نسطره هنا في هذا الباب إن هو إلا نقطة في بحر يتوجب على مثقفي الامة ومفكريها الغوص فيه وكشف مكنوناته وعبر اسوار مده وجزره.

 

المرأة نصف الحياة :

يبقى العرب الى يوم الدين يقرون بأن الأم مدرسة إن اعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق. الأم هنا هي المرأة الماجدة التي وضعتها ثورة البعث في مكانها الطبيعي كنصف المجتمع. لقد كان للقائد والحزب نظرة ثاقبة وتطبيقات ناجعة جعلت الماجدة العراقية تصير فعلا نصف الانسان العراقي في كل جوانب الحياة. تبوأت أعلى المناصب في الحكومة والبرلمان وشاركت في الحياة الجامعية والأكاديمية والعلمية عموما والإنتاجية والعسكرية، وكانت جزءا من تطور التعليم والصحة وخدماتها. لقد انتجت دولة البعث قيم الاحترام العالية والثقة التامة بالمرأة العراقية وامتلأت الجامعات والمدارس والمعاهد بملايين النسوة الطالبات للعلم وشاركت المرأة بالعمل الشعبي والتنظيمات النسوية النقابية وسجل التاريخ حضورا مبهرا نضاليا وإنسانيا لرفيقات من اخوات صدام حسين منهن الرفيقة البطلة الدكتورة هدى صالح مهدي عماش عضوة اعلى قيادة تنظيم في اخطر مرحلة مر بها العراق ألا و هي قيادة قطر العراق وعالمة من علماء العراق، وأعلن الغزاة عن اخوات للبعث وصدام ودولة العراق العظيمة استهدفن بالاعتقال والتهجير في مقدمتهن المناضلة الدكتورة منال الالوسي رئيسة اتحاد نساء العراق ورفيقاتها الماجدات في اتحاد النساء الذي سجل مسيرة رائدة في حياة المرأة العراقية في الحرب وفي السلم والبناء والدكتورة رحاب عالمة الاحياء البطلة والدكتورة خديجة اخت كل الرجال والقائمة تطول فما نحن بذكره هو لبرهان السياق ليس إلا. مرة اخرى ان ومضتنا هنا ليست واسعة الاشراق على هذا الجانب الحيوي الهام من انجازات القائد في مشروع الارتقاء بالإنسان العربي العراقي الى مراتب الثوار والمنتجين. ونؤكد هنا ايضا حقيقة مهمة هي ان سياقات تحرير المرأة والارتقاء بدورها رغم انها اخذت بعض خصوصياتها الضرورية إلا انها ظلت ضمن اطارها العام الطبيعي لمجمل حركة الحياة.

 

ستبقى منجزات القائد وحزبه ودولته في القطاع النسوي كما قطاعات المجتمع الاخرى ماثلة تتحقق لأنها تتفاعل في حياة العراقيين بصيغ فكرية وثقافية وسياسية لا تنقطع مهما كانت قوة الاستهداف الجائر.

 

عقيدة البعث يطبقها صدام حسين :

ليس سرا ان استلام البعث للسلطة في العراق عام 1968 م قد كان الفرصة الاهم إن لم تكن الوحيدة التي اتيحت له فيها تطبيق مبادئه وعقيدته في الميدان. وكان صدام حسين رحمه الله ورفاقه في القيادة فرسان امدهم الله سبحانه بعوامل الاقتدار الفكري والعقائدي وسبل فذة في التعاطي مع العقيدة في تطبيقات وانجازات ومسيرة الدولة. لقد طبق القائد صدام حسين الاشتراكية العربية ضمن اطارها الضيق المتاح على ساحة القطر العراقي وانفتح بها قدر، ما قدرت له اوضاع الامة ان ينتشر بها سلوكا وتوجها للدولة وتنفيذا حيثما سنحت الفرصة في مختلف اقطار الامة عبر وضع امكانات العراق في خدمة الامة. ولم تتوانى القيادة العراقية عن فتح أي منفذ يعزز العمل العربي المشترك ويقرب فرص الوحدة، وبادرت عشرات المبادرات في هذا الطريق. نحن نؤشر هنا بعض ملامح الصورة التي تحتاج في كل مفصل من المفاصل التي مررنا بها الى مؤلفات لاحتواء كل نتائجها ومضامينها وافق تفاعلاتها الحية بالأمس واليوم وتواصل هذه التفاعلات الى ان يشاء الله سبحانه ليحقق العرب صيرورتهم بالوحدة والحرية والاشتراكية.

 

ان ما انتجته التجربة العراقية من نقل حي للعقيدة البعثية قد بين بوضوح اقتدار العقيدة وشموليتها وصلاحها لتحقيق اهداف العرب في التطور والتقدم والازدهار فضلا عن قدراتها على تحقيق الاستقلال الحقيقي والحرية وأسس البناء الديمقراطي وما يحتاجه من بنى ضرورية اجتماعية واجتماعية وسياسية واقتصادية وتربوية.

 

ان من بين ابرز معطيات قيادة صدام حسين للمشروع القومي التي ستظل تشع على الامة وحراكها ومواجهاتها المختلفة هي البراهين القاطعة التي قدمها على ان البعث لا تهمه السلطة إلا اذا كانت وسيلة فاعلة لتحقيق المبادئ والمشروع القومي النضالي التحرري القومي الوحدوي الاشتراكي. فلقد كانت حقبة حكم البعث هي عبارة عن حزم نتاج عظيم في خدمة هذه العقيدة القومية المنطلقة من روح رسالة الختم المحمدية المباركة. ان المواجهات التاريخية بين نظام البعث وبين اعداء الامة من امبرياليين وصهاينة وفرس صفويين والتي امتدت من عام 1979 حتى اضطرت اميركا ومعها اكثر من اربعين دولة لغزو العراق عام 2003 , قد حصلت كلها بسبب عدم تنازل صدام حسين وحزبه ونظامه عن ثوابت الأمة واستحقاقاتها وخاصة في قضايا التحرير لفلسطين المحتلة والاحواز وجزر الخليج والجولان وسبته ومليله وفي الثبات على حقوق الأمة كاملة في ثرواتها المختلفة. لقد كان بوسع الشهيد الخالد ورفاقه ان يساوموا على هذه الثوابت فيضيع منهج البعث القومي وتضيع معه ثوابت الأمة لذلك قاتل حتى نال الشهادة هو وأولاده وأحفاده ورفاقه وأهله وإخوته وظل العراق بمقاومته الباسلة بقيادة رفيق وأخ صدام حسين المجاهد شيخ ثوار الأمة عزة ابراهيم يدير دفة الصراع بين الامة وبين اعداءها. رفاق صدام حسين ومقاومتهم وشركاءهم من احرار العراق هم نبض الاستمرار في دفع مشروع الامة الى الامام ففي الساحات الجهادية العراقية تحققت الامة برمزية عظيمة ومن نفس الساحات ستعود قوافل النهوض والارتقاء حتى تتحقق كينونة العرب كاستحقاق لا تنازل عنه. لقد قدم صدام حسين النموذج المبدئي والعقائدي الذي سيبقى حيا مادامت هناك عروبة حية حين عاف السلطة ومغرياتها وما تقدمه من ممكنات مادية ودنيوية ليمنح مشروع الأمة العقائدي خلوده الحقيقي.

 

العرب ينهضون باستشهاد صدام حسين :

لو قدر لأي باحث أن يحصي عدد العوائل العربية التي ترفع صور صدام حسين في البيوت والسيارات والمحال التجارية وأن يحصي عدد العرب الذين يعلمون اولادهم حب القائد وبطولاته وانجازاته لوجد نفسه امام ملايين كثيرة في العراق وسوريا والأردن واليمن ومصر والسودان والخليج وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب وموريتانيا وتونس والجزائر وفي دول المهجر، ولوجد احزابا وطنية وقومية وقوى مجتمع مدني وقبائل وعشائر كلها تتغنى بحياة صدام حسين وبمشروعه القومي وتتمثله وتخطه جزءا لا يتجزأ من برامجها وأجنداتها المختلفة ... هذا له معنى واحد ان صدام حسين هو الحافز والمثابة والقوة الدافعة للسير قدما في مشروع الأمة القومي الوحدوي التحرري الاشتراكي, مشروع البعث الذي نفذه صدام حسين حيا ومغدورا به.

 

 





الاحد ١٦ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة