شبكة ذي قار
عـاجـل










اللجنة التحضيرية للإحتفاء بذكرى إستشهاد القائد الرمز
قسم الدراسات والبحوث


إصدارات اليوم الخامس لفعالية ذكرى الشاهد الشهيد الرفيق صدّام حسين
شهيد الرسالة الخالدة صدام حسين

الرفيق محمد شطورو
تونس


كان وزير خارجية امريكا دالاس نائما في فراشه ليلة 1958/07/14 وإذا به يستيقظ على رنة جرس الهاتف ليخبره بحدوث انقلاب عسكري في العراق و بسحل اخلص عملائهم في المنطقة نوري السعيد في شوارع بغداد اصيب على الفور بجلطة قلبية و السبب هو اولا خوفه على مصير الشركات الامريكية المستغلة للثروات العراقية خاصة النفط و الكبريت و الفسفاط.ثانيا خوفه من وصول المد القومي الوحدوي الى العراق مما يهدد مصالحهم في منطقة الخليج خاصة ان قيام الوحدة بين مصر و سوريا قد سبق هذا الحدث قبل بضعة اشهر ثالثا الخوف على مصير الكيان الصهيوني في فلسطين.لكن هذه المخاوف سرعان ما تلاشت اذ سرعان ما سيطر عبد الكريم قاسم على السلطة و تحالف مع الشيوعيين و انشغل بالحرب على البعثيين فاعدم منهم المئات و اعتقل منهم الالاف و عندما تمكن البعثيون من السلطة اثر ثورة 08/02/1963


أعدموا عبد الكريم قاسم و انشغلوا بتصفيات الثأر من الشيوعيين رغم معارضة القيادة القومية لذلك لكن فى اقل من سنة تمكن عبد السلام عارف من السيطرة على السلطة و انشغل بتصفية البعثيين و الشيوعيين .و بقي العراق على حاله كما كان في السابق غارقا في الجهل و التخلف و الفقر مستسلما للنصب الاجنبي.وبعد عشر سنوات في/07/68 اندلعت الثورة التي قام بها حزب البعث العربي الاشتراكي دون دماء حيث استسلم عبد الرحمان عارف و احيل على التقاعد و طلب الاقامة في تركيا وكان لشهيد الامة الدور الاساسي في نجاح الثورة.لكن ثورة البعث كانت تحمل مشروعا نهضويا يغير الواقع الذي يعيشه الشعب العراقي على كل المستويات المادية ليمتد فيما بعد الى بقية اقطار الامة العربية لذلك كان قادة البعث على عجل في امرهم فبعد ان اجتثوا الجواسيس و العملاء تحالفوا مع بقية الفصائل الوطنية و التقدمية و التف حولهم الشعب مطالبا التغيير بل طالب الشعب بالتأميم خلال اجتماع جماهيري عقده شهيد الامة صدام حسين اذ كان اكثر القادة حماسا للتأميم ليس لشركات النفط فقط بل لكل الشركات الاجنبية اذ كانت خزينة الدولة لا يصلها من اموال شركات النفط اكثر من خمسة بالمائة و البقية للشركات المستغلة مع بعض الفئات رشاوى للعملاء و الخونة و صدر قرار تأميم شركات النفط سنة 1972 و نزل كالصاعقة على الدوائر الامبريالية في اوروبا و امريكا.اذ حاولت محاصرة النفط العراقي على مستوى التسويق و النقل.لكن بمساعدة اسبانيا في عهد فرانكو و الاتحاد السوفياتى و بعض الدول المتحررة من الهيمنة الاستعمارية نجح العراق ليس في تأميم النفط فقط بل في تأميم كل الشركات التي كانت تستغل ثروات الشعب العراقي مثل ثروات الفسفاط و الكبريت و بقية المعادن الاخرى و استلم صدام حسين رئاسة المجلس الاعلى للتخطيط الى جانب استلامه فيما بعد منصب نائب الرئيس و كان الهدف الاقصى هو الخروج من التخلف و الالتحاق في اسرع وقت ممكن بركب الحضارة المعاصرة على كل المستويات فوقع التخطيط اولا لبناء الانسان و تفجير الطاقات الكامنة فيه هذا الانسان الفقير و الجاهل و المهمش الذي كان يحتسي الشاي في مجموعات متناثرة تحت اشجار النخيل في شارع الرشيد و بقية المدن و القرى العراقية فعملت الثورة على بناء آلاف المدارس و اصدرت قانون الزامية التعليم في الابتدائي و الاعدادي و طورت برامج التعليم على مستوى المضمون لإنتاج مواطنين احرار متجذرين في حضارتهم و القيم الروحية التي جسدتها الرسالة الخالدة للأمة العربية و خلق الثقة في النفس لبناء المشروع الحضاري الذي قامت من اجله ثورة البعث كما عملت الثورة على محو الامية بأساليب مبتكرة في اسرع وقت وقد اعترفت منظمة اليونسكو في منتصف السبعينات بان العراق قد تحرر بالكامل من افة الامية.كما شيدت الثورة مائتي معهد لتخريج الاطارات المتوسطة في جميع الاختصاصات خاصة التقنية منها.وشيدت الثورة عشرين جامعة اضافية للتعليم العالي و جهزتها بأحدث الاجهزة و المخابر و انفقت على المتفوقين اموالا طائلة لإتمام دراساتهم و بحوثهم في مختلف المجالات العلمية و التقنية في اوروبا و امريكا و روسيا مما جعل بوش الاب اثناء اعداده للحرب على العراق سنة 1991 لإقناع المعترضين بان نسبة العلماء و المهندسين الى عدد السكان في العراق تفوق بشكل كبير نسبته في امريكا.و بذلك لم يعد لنا صبر على ترك حكام العراق مواصلة السير في هذا الاتجاه.اما على المستوى الصحي فقد بنت الثورة مئات المستوصفات و المستشفيات على احدث طراز و جهزتها بأحدث التجهيزات لتوفير العلاج المجاني لأغلب المواطنين كما اهتم المجلس الاعلى للتخطيط برآسة شهيد الامة صدام حسين بتفجير ثورة صناعية و زراعية فعلى مستوى الصناعة اقيمت آلاف المعامل و المصانع في مجال القطاع العام و الخاص و كذلك القطاع المختلط لتوفير معظم الحاجات المادية للمجتمع للاستغناء عن التوريد بل اصبح العراق منافسا في كثير من الاسواق للصناعات الغربية.اما في مجال الزراعة فقط كانت اراضي بلاد ما بين النهرين مهملة حيث كان العراق يستورد الكثير من حاجاته من الخضر و الغلال من الاردن و سوريا و يستورد القمح و الارز من الخارج.لكن قيادة البعث فجرت ثورة زراعية حيث وزعت الاراضي على التعاونيات و جهزتها بكل ما تحتاجه من اجهزة و ادوية و اسمدة كما شجعت القطاع الخاص بالمنح و القروض الميسرة فتحقق بسرعة مذهلة الاكتفاء الذاتي و اصبحت من الدول المصدرة و بذلك تحول الشعب العراقي من شعب مستهلك لما يأتيه من الخارج كما هو الشأن في منطقة الخليج الى شعب عامل و منتج و تحرر من البطالة كما تحرر من الامية بل استعان بأشقائه من العمال العرب اذ كان يعمل في العراق اكثر من خمسة ملايين مصري الى عشرات الالاف من بقية الجنسيات العربية للالتحاق بركب التقدم بأسرع ما يمكن لبناء المشروع الحضاري في العراق كنموذج لبقية الاقطار العربية و بذلك تحول ريع النفط من وسائل الاشباع للغرائز و الشهوات كما هو الشأن للحكومات المجاورة الى اداة للإنتاج المادي و الروحي هذا هو السبب الرئيسي الذي اشعل لهيب الحقد و العداء لدولة البعث من قبل الامبريالية و الصهيونية و الرجعية العربية .اما في مجال الامن فقد عملت دولة البعث على انهاء تمرد الاكراد بمنحهم الحكم الذاتي و بقطع الدعم الخارجي عن طريق اتفاقية الجزائر مع شاه ايران ثم تفرغت لبناء جيش وطني عقائدي و أنشأت مجمعات للصناعات العسكرية لإعادة انتاج الاسلحة في معاملها بل و العمل على تطويرها و قد ذهل الاعداء من تطور الاسلحة العراقية و دقتها كي لا تكون سيادة الوطن مرتهنة للأجنبي و لو كان صديقا.هذا الجيش الذي جرع السم للخميني اثر هزيمة جيوشه امام الجيش العراقي بقيادة شهيد العروبة و الاسلام صدام حسين كما هزم الجيش الامريكي و حلفائه من جيوش الدول المتحالفة معه في معركة الناصرية و رجعوا منهزمين الى قواعدهم في أرض الكويت و السعودية كما حطم كبرياء أمريكا و مرغ أنفها في طين نهر دجلة و الفرات في حرب الخليج الثانية اثر احتلالها للعراق عن طريق حرب العصابات المجهزة بأحدث التكنولوجيا العسكرية التي ابتكرتها الهندسة العسكرية العراقية اذ انسحبت جيوش أكثر من ثلاثين دولة المتحالفة مع أمريكا هاربة من بسالة المقاومة العراقية رغم استعمال كل ما وصلت اليه تقنيات الغرب خاصة في مجال الأسلحة الكيميائية و النيترونية بل و سلاح الأورانيوم المنضب و انسحبت الجيوش الأمريكية في الأخير ذليلة و مهزومة بعد أن خسرت أكثر من خمسين ألف جندي و أكثر من ثلاثة مائة ألف معاق بين اعاقة جسدية أو عقلية و حوالي عشرة آلاف منتحر الى جانب العشرات الالاف من المرتزقة تحت اسم الشركات الامنية الذين وقع ردمهم في ارض العراق كما تردم الكلاب هذا الى جانب الخسائر المادية التي تقدر بآلاف المليارات من الدولارات مما جعل الديون الامريكية تتجاوز دخلها القومي و قد انهزمت حسب الخطة التي وضعها القائد الشهيد و هي العمل على تمديد الحية على كامل ارض العراق ليسهل قطعها اذ انسحبت ذليلة تجر اذيال الخيبة و العار بعد ان اقرت العزم على ان لا تعود بجيوشها الى أي شبر من ارض العرب و تركت حكاما ينوبون عنها اكثرهم من ابناء زواج المتعة برئاسة نوري المالكي ليتولى مهمة نوري السعيد و سوف يجد ان شاء الله نفس المصير.


لكن شهيد العروبة صدام حسين كان يعتقد ان بناء المشروع الحضاري لا يقوم على البناء الاجتماعي و المادي و العسكري فقط اذ لا يكتب له البقاء و الاستمرار و الانتصار على تآمر القوى الاستعمارية و الصهيونية و الرجعية العربية إلا عن طريق حماية الشعب لذلك عمل صدام حسين منذ تسليمه للرئاسة بشكل مباشر سنة 1979 على تكليف لجنة من قيادات الحزب و بعض المختصين في القانون على وضع دستور يضمن سيادة للشعب على واقعه و مستقبله من خلال حرية وسائل الاعلام و حرية تكوين الجمعيات و الاحزاب و استقلال السلطة القضائية و السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية كي يتمكن الشعب من المحافظة على مكاسبه و العمل على استمرارها خاصة ان الشعب العراقي قد تحرر من الفقر فلم يعد للمال السياسي أي تأثير على اختياراته و قد تحرر ايضا من الاغتراب الايديولوجي مما يؤهله لبناء ديمقراطية حقيقية قابلة للبقاء و الاستمرار و مشعة على بقية الاقطار العربية و بذلك يكتمل بناء المشروع الحضاري على كل المستويات ليس للعراق فقط بل للأمة بكاملها.مما اثار الرعب لدى الدوائر الاستعمارية و الصهيونية و الرجعية العربية فتآمرت مع عميلها السري الخميني لشن حرب على العراق لإلهائه عن طرح مشروع مسودة الدستور على الاستفتاء الشعبي و اثر انتهاء الحرب مباشرة امر صدام حسين بإعادة قراءة الدستور و تطويره و طرحه على الاستفتاء من جديد.لكن في هذه المرة اضطرت امريكا ان ترسل جيوشها معززة بجيوش 32 دولة من بينها جيوش الخونة من حكام العرب بحجة تحرير الكويت التي دخلها الجيش العراقي للدفاع عن قوته و ارضه يوم 2 اوت و الجيش الامريكي وصل الى ارض السعودية يوم 8 اوت في نفس الشهر ونفس السنة مما يدل على ان العدوان كان مبرمجا مسبقا فانشغل الشعب العراقي بالدفاع عن ارضه ثم بمقاومة الحصار ثم بالاحتلال و اجهض مشروع الدستور و اذ كان من المفروض ان يبزع فجر الربيع العربي من العراق سنة 1979 لكن العناية الالاهية كتبت لهذا الربيع الديمقراطي في ان يشرق من جديد في تونس سنة 2011 فهرولت الدوائر الاستعمارية و الرجعية العربية بخبرائها و جوا سسها و اموالها الطائلة لاحتواء الثورات العربية مدعية انها جاءت للمساعدة على انجاح الديمقراطية لتسلم السلطة لعملائها من جماعات الاخوان المسلمين في كل من تونس و مصر وبشكل نسبي في ليبيا و اليمن و هاهي الان تجند مع حلفائها من الرجعية العربية ألاف المرتزقة لإجهاض الثورة السورية قبل نجاحها و اغتصاب السلطة بقوة المال و السلاح لعملائها لكن اتحاد القوى التقدمية و القومية في كل قطر سوف يحيط محاولاتها و يقع كنس عملائها في كل قطر عربي و يتحقق مشروع النهضة العربية الذي استشهد من اجله شهيد العروبة و الاسلام القائد البطل صدام حسين الذي تقدم الى حبل المشنقة مكشوف الوجه بدون خوف او وجل مرددا شعارات حزب البعث التي تمثلها في كل مكونات شخصيته.تحيا فلسطين فابتسامة صدام حسين امام المشنقة كانت تدل على ثقته بان الاعداء لا يريدون قتله كشخص بل يريدون قتل المشروع في شخصه و الدليل على ذلك ان قتله كان يوم عيد الاضحى ووزعوا شريط العملية بشكل غير مباشر على جميع محطات التلفزة في كامل انحاء العالم كي لا يظهر أي زعيم عربي اخر يتبنى هذا المشروع او أي زعيم اخر في أي شعب من شعوب الارض يعمل على التحرر من الغطرسة الامريكية هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فهي ارادت ان تحيط امال الجماهير العربية في التنمية و التحرر و تشل ارادتها و تذل كبريائها.لكن صدام حسين كان في تلك اللحظة واثقا من اصرار الجماهير العربية على مواصلة النهوض فهذه الامة التي خاضت خمسة حروب في ظرف خمسين سنة بداية من سنة 1948 الى الان و بعد كل حرب رغم نتائجها المريرة تستعد لخوض حرب اخرى و هو متيقن بان هذه الحرب التي ذهب ضحية لها هو وولديه و حفيده الذي اذهل العالم بشجاعته رغم ان عمره لا يتجاوز اربعة عشر سنة و ذهب ايضا صحبتها عشرات الالاف من رفاقه في الحزب و حوالي مليوني عراقي و تهجير سبعة ملايين من ارضهم و دورهم خارج العراق و داخله و تجويع الشعب و تجهيله من جديد حيث اصبح جزء كبير من الشعب يعيش على فضلات القمامة.هذه الحرب سوف تكون هي الحرب الاخيرة حيث ظهر في حديث مع بعض ضباطه انكم سوف لا تعملون على تحرير العراق و الامة فقط بل على تحرير الانسانية من غطرسة الامبرالية و الصهيونية.


ان كل جهد او بحث فكري لا يوفي الشهيد العظيم حقه فذكراه و مآثره ستبقى حية في قلوبنا ووجداننا ما حيينا فشرف كل العرب بوقفته و شموخه امام حبل المشنقة و قزم اعداء الامة من الخونة و الصهاينة و زعماء الامبرالية حاملا بيده كتاب الله كتاب الرسالة الخالدة لأمة العرب التي تمثل روح الامة هذا الكتاب الذي حمله حسني مبارك و هو ممتد على النقالة داخل قاعة المحكمة مستجديا عطف الجماهير المصرية مع ابنيه بتهمة اللصوصية و سرقة اموال الشعب المصري الذي تركه يسكن المقابر و يقتات من اكوام القمامة بينما كان صدام حسين يزأر داخل المحكمة بل و يصدر التعليمات الى رفاقه في المقاومة و القضاة ترتعد فرائصهم امام عظمته فرحم الله صدام حسين ورحم اطارات المدرسة الحزبية التي نحتت هذه الشخصية الفذة التي جسمت مبادئ الحزب و قيمه في جميع اشكال سلوكه و رحم الله الاستاذ الاكبر و القائد المؤسس مشال عفلق الذي قال فيه "صدام حسين هبة السماء للعراق و هبة العراق للأمة العربية"


ارجو ان يجمعنا الله بهم جميعا يوم الدين و ان يميتنا في ساحات النضال كما مات صدام حسين لا ان نموت في فراشنا موتة البعير كما قال قائد الفتح العربي خالد ابن الوليد.


المجد و الخلود هبة السماء لشهداء الامة العربية و في طليعتهم شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين

 

 





الاثنين ١٧ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اللجنة التحضيرية للإحتفاء بذكرى إستشهاد القائد الرمز نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة