شبكة ذي قار
عـاجـل










في الازمات تظهر معادن الرجال ، وفي زمن الاحتلال تبدو النفوس الرخيصة في الظهور على حقيقتها ، فعلى الرغم ان البعض لا ينقصه مال او حتى مكانة اجتماعية ، الا انه يسقط في وحل الخيانة عندما يتعامل مع اعداء الوطن ، فيخسر نفسه وشرفه واخلاقه والناس جميعاً ، فبالامس واحد من هؤلاء بدت حياته رخيصة ، ارخص شيئ في الوجود عندما طاردته جموع الثائرين في الوطن العراقي الثائر على العملاء والخونة ، فاصدرت بحقه وثيقة الخيانة و حصل على شهادة الردة الوطنية بامتياز .


اراد منه النظام الوطني ان يقف مع وطنه ، فأبى الا ان يقف مع نفسه ، وسقط في وحل الخيانة عندما لم تشبع نفسه الدنية ، ليكون عميلاً وبامتياز لملالي الفرس المجوس ، الذين يعيثون في الوطن فساداً ، فتطاول على نفسه عندما اراد ان يتمدد في بوق اعلامه ليشبع اكثر من المال الحرام ، وليدق باب اعداء الوطن لينال ما تهفو اليه نفسه المريضة ، فعرفوا ضالته وفهموا كثر زعيقه، فاغدقوا عليه وقدموا له السلطة والمال .


اراد ان يخدع البعض انه عروبي ، وانه مع المقاومة ، فانكشفت اوراقه بسرعة ، واحترقت شهادات ميلاد نضالاته الكاذبة في ساحة المواجهة مع الجماهير الثائرة ، عندما تصدت لمحاولات النفاق الكاذب ، واللعب بوجهين ، لا يمكن ان يلتقيا ، فكيف يمكن ان يكون في خندق الجماهير، وفي خندق العمالة لمن يحتل الوطن ، ويغتال الكوادر الوطنية ؟ ، فهل يمكن ان تجتمع النار والماء معاً ؟ ، فكيف بمن يمارس السلطة في العملية السياسية الرخيصة ، ويقبض ثمن عمالته من ملالي الفرس المجوس، وان يلعب في ذات الوقت انه مع الثورة على السلطة .


رحماك يا وطن ، رحماك يا عراق ، كم من الذين تاجروا بك ، وكم ممن كشفت زيفهم وخياناتهم ، فنار ثورتك وطلقات رصاصات مقاومتك تلتهم كل هؤلاء الذين يريدون خداعك والمتاجرة بك ، فبالامس كان هذا العميل الخائن تتحدث فضائيته عن الاهواز المحتلة من قبل الفرس ، وظننا انه مع الوطن ضد اعدائه ، واليوم هو مطارد من جماهيرك الثائرة ، لانها تأبى ان يمتطي ظهرها عميل خائن ، ارتد عن مواجهة اعداء الوطن ، ليضع نفسه في خدمتهم من اجل حسابات رخيصة ، لا تتجاوز منصب رخيص ومال مسموم .


هذا هو العراق ، عراق الامة قبل الفتح كانت ابداعاته في الفن والعلم والفروسية ، في بابل بحدائقها المعلقة ، وسبي اشرار العالم واعداء الله ، وبعد الفتح كان في القادسية الاولى وهارون الرشيد والمعتصم وصلاح الدين وصدام حسين والقادسية الثانية ، فمثلك من يملك هذا السفر لا يمتطيه صغار صغار ، نفوسهم دنيئة وعقولهم فارغة .


هذا هو العراق بوابة العرب الشرقية التي ظن الفرس المجوس واهمين انهم بتحالفهم مع الامبريالية الامريكية والصهيونية ان يجعلو منه حديقتهم الخلفية ، من خلال من انتسبوا اليه زوراً وبهتاناً ، فالقى عليهم بثورته ومقاومته نار جهنم تحرقهم وتخلص الناس من آثامهم ، فهل يتعض البعض ممن انحرفوا عن الطريق ويتعظوا ، فالتوبة في قانون الثورة والمقاومة تقبل حتى في الربع الساعة الاخيرة من زمن المواجهة مع العدو، فصدر العراق ارحب ولكنه ان سامح فهولا ينسى ، فشيمة الكرماء انهم لا يعرفون الحقد ، فكيف اذا كان العراق المعهود عنه بالكرم ، صاحب القدر الذي يوزع كل ما في جوفه على الآخرين وخاصة من ذوي الرحم .


تباً للنفوس المريضة الدنيئة ، ومرحباً بالثورة والثوار الذين يعانقون بنادق ابطال المقاومة في صناعة غد مشرق لعراق عظيم ، وطن لكل ابنائه ، يرفل بالعز والحرية التي كانت ديدنه على الدوام ، والى نصر قريب باذن الله على العملاء والخونة وكل الطامعين في الوطن وثروته و السعي لثلم ارادته .


dr_fraijat@yahoo.com

 

 





الاثنين ١٧ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة