شبكة ذي قار
عـاجـل










الى ما قبل أيام كنا نحس بألم مصحوب بإحباط بسبب الموقف السلبية لأغلب القنوات الفضائية المحلية والعربية من موضوع احتلال العراق وتغطيتها الانتقائية للمواقف، ولكن شعب العراق اليوم يتمنى ان يكون احساسه بالألم مصحوب بأمل هذه المرة، فالإعلام يعد الذراع الفاعلة في دعم مسيرة التحرير بما يمتلكه من وسائل في حشد الشعوب الثائرة من خلال نقل الهتاف الحماسي والأغنية الوطنية الداعمة ودوره في التعبير عن هواجس الشعوب الثائرة.


كنا نرقب وطيلة سنوات الاحتلال الكثير من العلامات التي تثير الريبة وبشكل خاص ما تقدمه القنوات الفضائية من برامج لا يمكن تصنيفها إلا في أطار التآمر والتعاون مع المحتل وأذنابه، ففي الوقت التي تخصص جل وقتها للعملاء وتبريرها المواقف الشاذة لحكومة العملاء نراها لا تخصص إلا دقائق معدودة في أحسن حال لمعاناة ملايين العراقيين.


ان عتب الشعب لن يتجه للقنوات الفضائية الطائفية فهي محكومة ببرامج وتكتيكات ومواقف مسبقة ومحددة سلفا من هذا الحزب أو ذاك أو هذه الدولة أو تلك، لذا نجد ان العديد من القنوات الفارسية الهوى والهوية تنفذ أجندات صفوية، حاقدة تعمل بخبث لإظهار العراق بلدا بلا هوية عربية وكأنه ضيعة فارسية، تمارس هذا الفعل بعمد وإيغال وإصرار وهي قد انغمست بمستنقع الخسة والعمالة ولا يرتجى فيها أملا ولتذهب الى مزابل العار والشنار والخسة والنذالة غير مأسوف عليها.


ما يهمنا اليوم هو موقف القنوات الفضائية التي تمتلك هوية عراقية أو عربية والقنوات التي تدعي الاستقلالية كذلك، فهي المعنية بمقصدنا، فمازالت الفرصة أمامها سانحة للعودة الى احضان الشعب من خلال نقل الحدث كما هو وتغطيته باعتباره عنصرا مساعدا في نجاح العمل الثوري لو صدقت النوايا، حيث يلمس الثائر ويطمئن ان صوته يسمع ورأيه يصل.


ان ذلك مفهوما ويتضح من خلال تفاؤل المتظاهرين واطمئنانهم ان ما تحركوا من أجله سيكون بوجود القنوات الفضائية تحت سمع وبصر العالم، فتوثيق الحدث كما هو ونقله بحقيقته سيغل يد أي حاكم مستبد، وهذا قطعا سيقود الى تعاطف شعبي مع القناة التي تضامنت معه وناصرته ونقلت معاناته وعبرت عن أفكاره من خلال نقل روح الثورة وهتافاتها الحقيقية، فالشعب يرغب ان يرى القناة الشجاعة التي لا تهادن على الحق، فأما تدخل الى ميدان الثوار بقناعة أو لا يشرفها دخول القنوات التي تمسك العصى من المنتصف وتميل مع الاتجاهات.


ان متطلبات التكفير عن الخطأ والدخول للصف الوطني ليست سهلة ، كما وان نيل شرف المساهمة بالتحرير هو تنوير ألهي لا يستحقه الجميع ، ومحظوظ من تتاح له الفرصة ويستثمرها سواء كان فردا أو مؤسسة، وحيث ان الشعب العراقي قد حسم أمره وبدأ معركة الحسم بمشيئة الله، فهذا يتطلب النصرة ومن بين من نعنيهم بذلك الاعلام، فأما يكون اعلاما مساندا لثورة الشعب وأما يكون اعلاما مساندا لحكومة العملاء ، ولكلا الموقفين استحقاقاته التي ستكون حين تقييم المواقف قريبا بإذن الله ونأمل ان تفهم هذه الاشارة جيدا ، فهل تستثمر القنوات الفضائية الفرصة وتعود لأحضان الشعب ؟ هذا ما نتمناه ..


mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





الاثنين ١٧ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة