شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ الاحتلال، كنا نتابع دائماً الوضع في العراق، ونراقب المواقف والتطورات التي رسمت بشكل واضح وجلي إتجاهين لا ثالث لهما. الأول مثلته المقاومة العراقية الباسلة، والقوى السياسية التي رفضت الإحتلال وكافة إفرازاته، وأبت المشاركة بأي صيغة من صيغ ما أطلق عليه العملية السياسية. والثاني تمثل بالقوى الخائنة التي شاركت وسهلت الإحتلال المتعدد الأوجه، ومارست كل أنواع التآمر والفساد.

 

ومنذ بداية الحراك الشعبي العربي في أكثر من قطر، كانت عيوننا وأمانينا تتجه نحو مشرق الوطن العربي، بإنتظار خروج المارد العراقي من القمقم الذي سجن به، ضمن ظروف بالغة الصعوبة و التعقيد، شاركت به قوى إقليمية ودولية، كان أخطرها المحاولات المحمومة لتطويق المقاومة العراقية وتجفيف مصادر ديمومتها وإستمرارها. ترافقت مع محاولات إبراز حالات غريبة عن وطنية الشعب العراقي.

 

إن الحراك الشعبي العراقي، الذي بدأ يأخذ إتجاهه الصحيح، هو وليد عوامل إيجابية وسلبية، ساهمت في توفير العوامل الموضوعية والذاتية، التي أدت إلى إنفجار الغضب الشعبي المشروع والعادل. وأعتقد أن هذا الحراك لن يتوقف قبل أن يعيد للعراق وجهه الوطني والعربي الأصيل.

 

العوامل الإيجابية :

أن أي مراقب يستطيع أن يحدد هذه العوامل بالأهم:

ـ إستمرار المقاومة في أدائها الرائع رغم كل المعوقات والظروف الصعبة.

ـ موقف القوى الرافضة للإحتلال التي صمدت على مبادئها ورؤيتها وفي مقدمتهم حزب البعث العربي الاشتراكي.

ـ رفض الشارع العراقي للطروحات الطائفية والمذهبية والعرقية.

ـ صمود الأسرى العراقيين في المعتقلات والثبات على مواقفهم الوطنية

ـ رفض المقاومة والقوى الوطنية الإنخراط بما يسمى العملية السياسية.

 

العوامل السلبية :

منذ الغزو وقع الإحتلال المتعدد الأوجه وأدواته المحلية في جملة من الممارسات التي ساهمت في تأجيج الغضب الشعبي العراقي:

ـ إرتباط أطراف العملية السياسية بالخارج، وتغليبهم المصالح الأجنبية على المصالح الوطنية.

ـ العقلية المذهبية والعرقية لأطراف السلطة، سواء تلك القابعة بالمنطقة الخضراء، أو تلك الموجودة في شمال العراق.

ـ الفساد المالي والأخلاقي بكل أشكاله، مما حدا بالامم المتحدة الى تصنيف العراق بعد الاحتلال، بأنه البلد الاول عالميا بالفساد

ـ انعدام ابسط الخدمات الحياتية بكل اشكالها، وهي التي كانت متوفرة قبل الإحتلال.

ـ إنتشار البطالة التي لم يعرفها المجتمع العراقي، وتدني فرص العمل إلى حدود غير مسبوقة في بلد ثري كالعراق.

ـ تردي وضع المدارس والجامعات، بعد أن صنفت اليونسكو العراق قبل الإحتلال كبلد متقدم علمياً، وإستطاع القضاء على الأمية بشكل كامل.

ـ حل الجيش العراقي العريق، وصاحب الجولات المشهود لها، وتصفية خيرة ضباطه وعناصره بالإغتيالات والمعتقلات...

ـ تراجع الطبابة والمشافي إلى مستوى لا يدنو من الحالة المتطورة التي كانت متوفرة قبل الإحتلال.

 

المارد ينهض

كل العوامل الآنفة الذكر، إذا ما أضيف لها، إحساس العراقي بالأحباط من تراجع دور وطنه الأقليمي والدولي. وتغول الدور الفارسي المقيت والمرفوض وهيمنته على القرار السياسي لحكومة العملاء. وإنتشار عناصر الموساد والحضور الصهيوني خاصة في الشمال، وإعادة رهن ثروة البترول للإحتكارات الأجنبية. وتفكيك المصانع والمنشاءات العملاقة. والقضاء على العلماء وتهجير نخبة الأدباء والشعراء وأساتذة الجامعات والإعلاميين

 

إزاء كل ذلك، كان لابد للمارد العراقي أن ينهض من كبوته، وأن يقف الشعب العراقي الأصيل وقفة رجل واحد، وأن يعيد تصحيح التاريخ الذي سرق منه ومن مستقبل أبنائه في غفلة ظالمة من الزمن. وليس غريباً مطلقاً أن ترتفع رايات الله أكبر ونجومه الثلاث الغوالي، وأن نرى صور الفارس العربي الشهيد صدام حسين تعلو فوق هامات الرجال، فهي رمز للوفاء، حتى لو صنفها البعض أنها حنين للنظام السابق. ولا أستغرب هذا الحنين، لأنه مثل شموخ العراق وعظمته ودوره الرسالي

 

 





الاربعاء ١٩ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة