شبكة ذي قار
عـاجـل










لله درك يا عراق فقد بدأت مع التاريخ وستكون الى يوم يبعثون ، تواجه الشر والطغيان بصدور ابنائك ما تقاعست ولا استكنت ولا ضعفت همتك ، كنت مع خطوات سيدنا ابو الانبياء وصراعه مع الشر والطغيان، فكان قول رب العزة يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم ، لابن العراق سيد الموحدين ، كنت مع العالم في رسم حروفه الابجدية ، فعلمته ووضعت له قوانين الحياة ، وبنيت حدائقه المعلقة ، وسبيت اشرارالارض في السبي البابلي ، وكشفت تواصل الاشرار بعد ان قام كورش الفارسي باعادة من سبيتهم، وتخليص الارض الطيبة من شرورهم .


كانت لك ايامك المجيدة قبل الفتح كما كانت لك بعد الفتح ، فخطت جحافل الحق وجنود الايمان على اديمك تقضي على عبدة النار الاشرار، فكانت بطلات المثنى وابو عبيدة والقعقاع ، فرسمت اروع البطولات في القادسية ، التي مزقت تاج امبراطورية البغي والعدوان ، بعد ان ذاقت مرارة الهزيمة في ذيقار المجيدة ، التي اراد الفرس ان يتطاولوا بها على جزيرة العرب ، وارادها العرب ان تكون درساً لمن يفكر في العدوان عليهم فكانت قبائلك وابطالك الى جنب اخوانهم وبني عمومتهم في القادسية كما في ذيقار .


كانت دولة الخلافة دولة العلم والحضارة ، دولة وامعتصماه التي تأبى الا ان تكون دولة لكل مواطنيها ، لا تخذل الملهوف ولا تسمح لفقير او جائع او عاطل ان يعيش في كنفها ، وكانت ايضاً بوادر مؤامرة البرامكة ، فقد ارادوا ان يعيدوا سيرة كورش في السيطرة والهيمنة، ولكن يد الحق قد قطعت ايادي الاشرار قبل ان تفعل فعلتها .


نهض صلاح الدين من بين ابنائك موحدا جناحي الامة في افريقيا واسيا محرراً للقدس الاسيرة من بين ايدي الصليبيين، وليعطي درساً في الفروسية والشهامة والانسانية ، وليقول للعرب كل العرب ان خلاصكم في وحدتكم ، وان نهوضكم في بناء دولتكم الواحدة ، كما يؤمن بها البعث اليوم ، فهانت كالايتام على مائدة اللئام بسبب من شرذمتكم وفرقتكم .


وفي خلافة الدولة العثمانية دأب الفرس على العدوان ، فكان نصيبهم من الهزيمة خمس مرات على ارض العرق، بفعل بطولات ابناء العراق الذين يذودون عن ارضهم ، ولا يقبلوا لطامع في ترابهم ، ولا لمتجبر في ان يثلم ارادتهم ، حتى انهم يرفضون حاكماً من بين جلدتهم لا يتمتع بالقوة ولا تتوفر فيه صلابة الرجال ، فكانوا يطلقون على غير هؤلاء بالقاب وسمات النساء .


لله درك يا عراق فقد امتازت ثوراتك بنكهة خاصة ، فقد كانت لك ثورة المكاحير، التي جادت فيها ماجداتك عن ثرى العراق في وجه الانجليز المستعمرين ، وكان لجناحيك العزة والكبرياء في ثورة الاربعين ، حتى ثورات تموز المجيدة ، الى ثورة السابع عشر الثلاثين من شهر الثورات ، فقد كانت معاركك كبيرة وعديدة في التأميم ، ومحو الامية ، والنهضة الصناعية والزراعية ، والعلم والعلماء الى انطلاقة القادسية الثانية ، فهالهم ان ينهض العراق وحاكوا له كل المؤامرا ت ، وعندما فشلت المؤامرات الداخلية جاءوا بالفارسي المجوسي ليعلن استهانة بالدولة ، ولتضرب جواسيسه وعملاؤه مؤسسات الانسان العراقي في المستنصرية ، وفي حشود المشيعين ، وليحتل سيف سعد وزين القوس كمقدمة للزحف تحت هلوسة تصدير الثورة ، و لثماني سنوات وبطولات جنده الغر الميامين على حوافي البصرة وفي اراضي المحمرة، ولست مرات رافضاً وقف اطلاق النار ، الا بعد ان اذاقهم جند العراق في معارك البصرة والفاو التي قدم فيها العراق العظيم اكثر من خمسين الف شهيد ، حتى اضطر هذا ا المجوسي على الموافقة على وقف اطلاق النار متجرعاً كأس سم الهزيمة .


لم يكتف اعداء الانسانية بفشل تجنيد حليفهم الخميني ، فحاكوا له ازمة النفط مع عربان الخليج ظناً منهم خائبين ، ان حرب قطع الاعناق قد فشلت فليجربوا حرب قطع الارزاق ، فكانت الضرورة بعودة الفرع الى الاصل ، لان هذا الفرع بات بؤرة خيانة وعدوان على الارض والثروة ، فانبرى اسيادهم واولياء نعمتهم بالادعاء للدفاع عنهم ، وهم يرسمون الاقتصاص من العراق ، لانه خرج منتصراً من معركته في القادسية الثانية ، فهيجوا العالم ضده ولاكثر من ثلاثين دولة بقيادة الامبريالية والصهيونية ، ومشاركة انظمة النظام العربي الفاسدة ، خاضوا عدوانهم ضده بعد ان تجمعوا في حفر الباطن ، وبعد ان شعر بوش الاب ان قواته التي تمت ابادتها في الناصرية كادت تقضي على اهدافه من العدوان طلب وقف اطلاق النار، كما طلب عميلهم قبله في القادسية الثانية .


لله درك يا عراق فقد واجهت معركة الحصار ، ولكنك بقيت صامداً كالطود الشامخ في دنيا الذل والعبودية للنظام العربي الرسمي ، الذي شارك في كل معرك الاعداء ضدك ، فكان عرب الهمجية والتخلف والتبعية يشاركون الاعداء في العمل على تركيع العراق ، ولكنهم باءوا بالفشل ، ولان الحصار لم يحقق اهدافه، وخاصة في رمي العراق في خندق الاستسلام مع العدو االصهيوني ، قرر ثالوث العدوان الامبريالي الصهيوني المجوسي الغزو والاحتلال ، متوهمين انهم قادرون على ان تركع في محرابهم ، وان تصلي باتجاه قبلتهم ، وان تسير في مواكبهم ، وما عرفوا ان في العراق حزب يقودالتنمية والمقاومة بجد وجدارة ، فان كان البعث يطمح ان يبدل شرذمة العرب بالوحدة ، وان يواجه التبعية بالاستقلال ، وان يتعامل مع التخلف بالتقدم ، وقد مارس الوحدة والاستقلال والتقدم على ارض العراق ، فكيف يمكن له ان يتخلى عن تجربته ، ويقود هذا الحزب رجل لا ككل الرجال سيد شهداء هذا العصر، تعجز الكلمات عن وصف بطل فاق كل الابطال ، ورجل قلّ مثيله بين الرجال ، رجل لايهاب الموت ولا يطمع في الحياة ، وقد توفرت له كل مفاتنها فلم تتمكن من ان تفتنه ، وحدها فقط التي تمكنت منه هي المبادئ التي عاش من اجلها وقضى لاجلها ، ولم يقبل ان يتزحزح قيد انملة عن الطريق في تحقيقها، حتى في اصعب لحظات مواجهة الحياة مع الموت ، وامام ملك الموت الذي لا يملك مخلوق كائن من كان ان يقف في مواجهته .


صدام الشهيد الحي قد تمكن بشجاعته ان يحفر اسمه في سجل الخالدين ، ليس على جدارية الامة بل على جدارية الانسانية ، ورغم ان الامة فيها لحظات مواجهة عديدة ، ولكن مواجهة الشهيد امام ملك الموت لم يسبقه بها احد ، فلم يشر سفر الامة وحتى الانسانية ان تحدى رجل كل اعدائه في احرج لحظات الحياة ، فقد كان هو السيد في الموقف وهم العبيد الاذلاء، كان جريئاً في مواجهة من اراد منهم ان ينال منه ، حتى تلعثمت كلماتهم في افواههم وابتلعوا السنتهم ، وهم الذيمن ظنوا انهم اسياد المشهد ، فكان سيد الجميع كما كان سيد الرجال في الدنيا ، وكما سيكون سيد شهداء هذا العصر في الآخرة .


لقد وصل الكثيرون لسدة السلطة فخانتهم مباهجها ، وابعدتهم عن مساراتها في خدمة الشعب ، ولكنها معه لم يكن في مقدورها ان تبعده عن قواعده الشعبية ، فكانت طريقه لتحقيق المبادئ التي آمن بها ، الم يكن القائل المنية ولا الدنية ، فالسلطة في غير اتجاهها دنية ، ولم تكن هدفاً بل وسيلة وغاية لتحقيق هدف ، فعافتها نفسه ان حادت عن الطريق ، فكان نموذجاً امام رفاقه في النزاهة ، وكان قدوة امام جماهير شعبه، حتى مع من التقى من الحكام كان في قمة الالتزام بالمبادئ التي لم تغب عنه ولو للحظة .


كان الشهيد مهندس المقاومة ، ومن وفر لها كل متطلباتها ، من الرجال والتنظيم والمال والسلاح ، فكان رفاقه عز مثيلهم بين الرجال قد تسلموا الامانة بعد الاحتلال وبعد الاستشهاد ، فقد افقدوا الامريكان صوابهم الذين ظنوا واهمين ان في مقدورهم البقاء في العراق ، والبدء بالتخطيط لتقسيم المنطقة العربية من جديد ، فهالتهم خسائرهم على ايدي ابطال المقاومة بقيادة المناضل العتيد رفيق المناضل السيد الشهيد ، وحادي ركب البعث والمقاومة المناضل عزة الدوري ، فحمل الامريكان حقائبهم على اكتاف جنودهم ، وولوا هاربين خوفا من ان يتشفى العالم بهزيمتهم ، وبقي الفرس المجوس يعيثون في ارض العراق فساداً ، متوهمين ان في مقدورهم الصمود على صدور العراقيين ، وهم الذين هزمتهم ارادة العراقيين في القادسيتين .


لقد هبت جماهير الشعب العراقي في يوم جمعة الكرامة ضد الاحتلال الفارسي ، وعملائه من افرازات الغزو والاحتلال الامبريالي الامريكي الصهيوني المجوسي ، وطالبت برحيل العملاء واخراج المعتقلين من ابناء العراق في سجون العملاء ، منذ اكثر من عشرة اعوام ، واكدت هذه الجماهير على رفضها للعملية السياسية التي جاءت بالطائفية والعرقية ، لتفتيت المجتمع والسعي لتمزيق بنيته الاجتماعية ، والعمل على نهب ثرواته ، وتهجير عائلاته ، ورهن العراق لارادة اعدائه ، اعداء الامة العربية من امبرياليين وصهاينة ومجوس .


لقد استطاعت المقاومة الباسلة ان تجبر قوات الاحتلال الامريكي على الهروب ، الا ان هذه القوات قد سلّمت العراق لحلفائها من ملالي الفرس المجوس ، عن طريق مجموعة من الخونة الذين عاثوا في العراق فساداً ، وباتوا يتصارعون على حصصهم من كعكة الاحتلال ، فما كان من المقاومة الباسلة الا ان تتصدى لهؤلاء العملاء واسيادهم في طهران ، وفي ظل تصارع هؤلاء على المكاسب والمغانم من ثروة العراق وقوت يوم ابناء شعبه ، بعد ان الغت البطاقة التموينية التي كانت تسد احتياجات المواطن ، واوقفت في طريق جهنمية الحصار الامبريالي على الشعب ، بعد سلسلة من العقوبات الاقتصادية والسياسية التي اصدرها مجلس الامن الامريكي في هيئة الامم المتحدة .


هبة جماهير العراق التحمت مع ابطال المقاومة الباسلة ، لتحاصر العملاء والخونة، وتسد الطريق في محاولاتهم الخاسئة ، لتفتح الطريق امام النصر والتحرير لابناء الشعب الذين يتوقون اليه ، ليعود العراق جمجمة الامة ودرعها الحصين وحامي بوابتها الشرقية،عراق عروبي يعيش فيه كل ابنائه وينعمون بالحرية والعدالة ، لا طائفية ولا عرقية ولاتبعية ، عراق المبادئ العروبية الانسانية التقدمية .


وتشير الانباء ان جماهير الانبار والفلوجة والموصل وتكريت وسامراء قد خرجت في جمعة الكرامة ، و ان جماهير العراق في كربلاء والنجف والبصرة وعموم محافظات العراق ستهب في وجه العملاء والخونة ، وتعمل على محاصرتهم ، وملاحقة عملاء الفرس ومخابراتهم .


العراق البطل لا يقبل ابناؤه الذل والمهانة ، ولا يرضى ان يحكمه اجنبي او خائن وعميل، وحتى ضعيف من ابنائه ، فهو يرنو الى الرجال الذين يقودونه ، فقد سطر اسرع انطلاقة مقاومة في وجه الاحتلال ، وتصدى لقوات اكبر امبراطورية استعمارية مع حلفائها ، وتمكن من ان يدق اول مسمار في نعش الامبراطورية الامريكية ، وحقق مقولة الشهيد ان بغداد مصممة على ان ينتحر البرابرة على اسوارها ، فهاهي جماهير العراق تؤكد ان لا للاحتلال ولعملائه ، ولا لاعتقال احراره في سجون العملاء ، ولا للتبعية لملالي الفرس المجوس ، ولا للخونة والعملاء افرازات الاحتلال .


العراق البطل هو اول من اسقط نظرية الامن القومي الصهيوني عندما دكت صواريخه قلب الكيان الصهيوني ، وانزل الرعب في قلوب الصهاينة ، وباتوا يتوجسون نهاية وجودهم في فلسطين المحتلة ، وهو من كانت فلسطين آخر كلمات سيد شهداء هذا العصر على لسانه ، فكان تآمرهم مع الفرس المجوس تحت المظلة الامبريالية الامريكية ليدفعوها لغزوه واحتلاله، لانه يخيف جيرانه من صهاينة ومجوس حلفاء امريكا .


عراق المقاومة وعراق الانتفاضة الشعبية في خندق واحد لكنس الاحتلال وعملائه ، وتخليص العراق من براثن العهر السياسي والاخلاقي الذي زرعته امريكا ، ضاربة بعرض الحائط كل القيم والاخلاق والقوانين الدولية عند تبريرها للغزو والاحتلال ، في ظل هيمنة دولية اصابت حتى روسيا يلتسن السكير، الذي وقف متفرجاً امام العربدة الامبريالية الامريكية ، رغم ما بين روسيا والعراق من معاهدة صداقة ، مما يؤكد لكل عربي ان القوة العربية الذاتية هي الكفيلة بحماية الامة والوقوف في طريق استهدافها من قبل كل الطامعين في ارضها وثرواتها ، وان الاعتماد على الذات كفيل بتحقيق الاهداف الوطنية والقومية المنشودة ، ومن يريد فهم ذلك فليعد لقراءة البيان الاستراتيجي للمقاومة العراقية الباسلة، التي رفضت ان يكون لاي كان دور في مسيرتها حتى من اطراف النظام العربي الرسمي، الذي صنفته اما خائن او جبان ، فالعراقيون بفعل ارادتهم سيتمكنون من تحرير وطنهم وسيحتفلون بالنصر القريب باذن اله .


تحية اجلال واكبار لابطال المقاومة العراقية الباسلة ، وتحية عز وافتخار لجماهير العراق الثائرة ، وتحية اعتزاز وتقدير لكل الشهداء ، شهداء الامة وفي مقدمتهم شهيد العصر المناضل صدام حسين ، ونحن واياكم على موعد مع النصر القريب انشاء الله .


dr_fraijat@yahoo.com

 

 





السبت ٢٢ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة