شبكة ذي قار
عـاجـل










اعترف في بداية مقالي هذا أنني لم ادري من أين أبدا ؟؟ رغم أنني كثيرا ما تغنيت ببطولات العراقيين الشرفاء ، ورغم أنني تمرست على تمجيد بطولاتهم لا سواهم ولم اكتب ولن اكتب عن غيرهم ، لكن هذه المرة أجدني عاجزا من أين أبدا ، هل أبدا من حلم فتى عربي كان قبل عشر سنوات شابا يافعا في مقتبل العشرين تمنى أن يكونا عراقيا ليكون له شرف المشاركة في أعظم معركة إيمانية في حياة الأمة لكن كان له شرف الإنتساب والحب والإنتماء لحاملي راية هذه المنازلة الخالدة الحاسمة في كل شيء .


من أين ابدأ يا ساداتي هل ابدأ من تاريخ أمتكم وعراقكم الذي وضع كل ثقته فيكم كي تكملوا مسيرته الوضاءة كمنارة للإنسانية جمعاء
أم هل أبدا من أجدادكم في عليين الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وابو بكر وعمر و علي وسعد وخالد وصلاح الدين الذين يشدوا على أيديكم أن تجددوا أمجادهم وأن تعيدوا للأمة مكانها الطبيعي بين الأمم .
أم هل أبدأ بنضالات أكثر من أربعين سنة توجتها معارك القادسية وأم المعارك وكان ختامها الحواسم المباركة .


أم هل أبدا بدموع الثكالى وأنين الأسرى وعذابات المهجرين ؟
أم هل أبدا من دماء ملايين الشهداء الذين سقوا بدمائهم الطاهرة أرض العراق العظيم وقدموا ارواحهم قربان للحرية والعزة والكرامة ؟
لكنني لا بد أن أبدا مخاطبا لكم لكنني سأستعير ببدايتي هذه المرة بأبيات الشاعر توفيق زياد ..


أناديكم
أشد على أياديكم ..
أبوس الأرض تحت نعالكم
وأقول : أفديكم


وأقول : توحدوا أيها العراقيون الشرفاء ، دعوا كل شيء جانبا وضعوا العراق نصب أعينكم ، دعوا خلافاتكم ... جراحاتكم .. مذاهبكم جانبا ، وأمنحوا العراق قلوبكم وأفئتدكم وتذكروا أن المتربصين بعراقكم هم المتلاعبين بكرامتكم التي أُهدرت بضياع العراق ، أنه العراق مجدكم وعزكم إن عـّز عزكم معه وإن أُهين أُهنتم معه .
لا تصدقوا من يخيفكم أو من يثبطكم فمن يعمل ذلك ليس منكم في شيء وأن تحدث بلسانكم وحتى لو شرب من فراتكم .
تذكروا تاريخكم المجيد انتم القادة وانتم السادة وخلصوا عراقكم من التبعية لمملكة دجالي المجوس وخرافات اتباعها في عراقكم .


أنتم كنتم دائما المخلصين والمحررين دائما للبشر الضعفاء ، أليس منكم نبوخذ نصر الذي حرر القدس من بغي اليهود وثأر لنبي الله يحيى عليه السلام ، فهل عجزتم اليوم أن تحرروا أنفسكم ممن هم دونكم ضباع المجوس الأشرار ، لا وألف لا فأنتم مصنع الغيرة والشرف والشجاعة .


ألستم جبل النــار الذي تمناه الفاروق عمر بن الخطاب ليسد عن العروبة والإسلام شرور المجوس وكنتم كما تمنى الفاروق ، لا تقولوا أن ذلك الجيل قد ولى ، لا فجينات الرجولة والبطولة تجري في دمائكم فالليوث لا يعلمها احد كيف تصطاد حتى لو تربت بعيدا عن آبائها .


قودوا ثورة يسمع بها العالم ويدرسها الاباء لإبناءهم ..
لا تنظروا شيئا من احد لا من مجتمع دولي ولا من مجلس أمن ولا من جامعة دول عربية او تنتظروا ان تنشر بطولاتكم الجزيرة او العربية ا والسي أن أن ، لا تتوقعوا منهم شيئا لأنهم يخشونكم لأنهم يعرفوا ماذا يعنى أن ينهض العراق ؟


توحدوا خلف المقاومة الوطنية وقادتها الميدانيين ولا تصدقوا من يخيفكم من المقاومة ورجالها فهي الحامي لكم ، ورجالها هم أبناء جيشكم الذي دافع عن العراق كثيرا ، وقائدهم عزت الدوري أخوكم لم يخن العهد والوعد وظل يقاتل ويناضل في عراقكم مع رفاقه بعد الغزو وحتى يومنا هذا ، ولا يخيفكم من يقول بأن البعث سيعود للسلطة ليمارس عليكم جوره ، فالبعث المؤمن لا يسعى للسلطة ولا يريدها ولو أرادها لتنازل عن جزء يسر عن مبادئه قبل العدوان ، فالبعث اليوم أكثر إيمانا من ذي قبل وزادته تجربة الغزو والعدوان صلابة وقوة على المبادئ ، والبعث اليوم رسالة وليس سلطة ، وصدام حسين وعزت الدوري أكبر من الكرسي الذي يتنازعه الطامعون ، أنهم قادة تاريخيين وأصحاب رسالة ، وأطمئنكم بان شكل الحكم القادم سيكون الحكم لكم وستختارون من يحكمكم ويدير شؤونكم بأنفسكم .


توحدوا خلف قيادتكم التاريخية فهي التي كانت ولا زالت وستظل دائما معكم فهي التي قادتكم طيلة ثلاثة عقود وجعلت العراق منارة في الحضارة والرقي والتقدم ، وقادتكم لمواجهة موجات الشر الفارسي وبعدها قادتكم لمواجهة الكفر العالمي الذي تكالب عليكم ، وحين وقع الاحتلال بعراقكم وانتفضتم في وجه المحتل رعت مقاومتكم وقوتها وحمتها أكثر من مرة أن تحيد الطريق نحو الاقتتال الطائفي والعشائري .


هذه هي قيادتكم التي تتمنى غيركم من الشعوب الثائرة في سوريا ومصر وتونس واليمن أن تتوفر فيها لتقودها لقطف ثمار تضحياتها بدلا من اي يسرق ثوراتهم العملاء والانتهازيين .


توحدوا خلفها فأنتم رافدها ومعينها وهي سندكم وعونكم ، فالمعركة مصيرية ولا تحتمل ضياع الوقت بالمهاترات ويجب أن تتساموا فوق جراحاتكم وإحزانكم ، فمصير الأمة مرتبط بكم ، فأذا ضاع العراق لا سمح الله ستضيع الأمة بأسرها ، ولن يستطيع أحد ان يقف في وجه المد الفارسي ، انقذوا عراقكم وأمتكم .. وانقذوا دين محمد بن عبدالله من أن يتحول إلى مجرد خرفات مجوسية فارغة تمحي جوهر الإسلام وهذا هو مبتغى أمل الصهيونية اللعينة الحليفة التاريخية للمجوسية .


والله أكبر .. الله اكبر
ويا محلى النصر بعون الله


Almaher09@gmail.com

 

 





الاحد ٢٣ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ماهر التويتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة