شبكة ذي قار
عـاجـل










وهنا أقف مع مقابلة أجراها مدير مكتب قناة الجزيرة مع حسن نصر الله سأله فيها : هل من الوارد توسيع دائرة مقاومتكم إلى فلسطين ، إلى العراق ، إلى غيرهما ؟ فأجاب نصر الله بعيدا عن محور السؤال كعادته وبما يلي (( نحن هنا في لبنان ، قاتلنا على الساحة اللبنانية ، على الأرض اللبنانية ، أعلنا بوضوح أننا ندعم الانتفاضة في فلسطين والمقاومة في فلسطين وهذا أمر معلن وواضح ، ولنا شرف قبول هذه التهمة من قبل الأمريكيين والإسرائيليين ومعركتنا الحالية مازالت قائمة مع العدو الصهيوني الذي يحتل أرضنا ، ويواجه المنطقة كلها بالتهديد )) ، وما أسهل هذا الكلام الذي ردده من قبل زعماء العرب ، ولكن مذيع القناة عاد ليسأل نصر الله هل أنتم في وارد دعم أي بذور مقاومة في العراق ، أم لا ؟ فقال نصر الله هذا الأمر أولاً يرتبط بإرادة الشعب العراقي ، يعني خلينا نشوف نبحث عن مقاومة عراقية في الأول وبعدين نسأل عن القوى الأخرى والشعوب والحكومات والحواضن ، من هو حاضن ولديه استعداد أن يدعم وأن يقف ، وأن يساند ، وما شاكل ، وإن كنت أنا طبعاً قلت نحن نحترم خيارات الشعب العراقي ، ونعرف أنه عاش ظروفا صعبة خلال 30 عاماً ، والآن هو خرج من مرحلة قاسية ، وهو الذي بإمكانه أن يحسم خياره ويتخذ قراره ، وأنا لا أستطيع أن آخذ قرارا بالنيابة عن الشعب العراقي ، وإن كانت سنن التاريخ وطبيعة الأمور تقول أن الشعوب التي تحتل أرضها مآلها إلى المقاومة وأضاف بكل وضوح العراق تحت الاحتلال ، ما حصل في العراق هو احتلال أمريكي عسكري غير مشروع على الإطلاق ، وبكل المعايير والموازين هو غير قانوني وغير شرعي ، ويتعاطى معه كاحتلال بعض العراقيين مازال يصدق بأن الأمريكيين جاءوا فعلاً لإنقاذه ولتحريره ، وأنهم سيرحلون بعد شهر ، أو ستة أشهر ، أو سنة ، أنا أعتقد أن الوقت والظروف والأطماع الأمريكية ، والسياسات الأمريكية ، والأخطار الأمريكية ، سوف تضع الشـــعب العراقي أمام حقيقة واضحة أن ما جرى هو احتلال وســـيطرة وهيمنة على نفطه ، وخيراته ، ومصيره ، ومستقبله ، وستتهاوى أحلام الديمقراطية ووعود الحرية ، و احترام إرادة الشعب العراقي ، وهذا الشعب سوف يلجأ عاجلاً أم آجلاً إلى خيار المقاومة ويواصل حديثه ما حصل هو عدوان ، في أفغانستان نفس الشيء ، نحن لم نكن مع حركة طالبان ، نحن لدينا ملاحظات كبيرة جداً على أداء حركة طالبان ، وعلى نموذج طالبان ، ولكن كنا ضد الحرب الأمريكية على أفغانستان وصنفناها بأنها عدوان ، أمريكا لم تأتِ لتحرير الشعب العراقي ، أمريكا جاءت لاحتلال العراق والسيطرة على نفط العراق وإعادة رسم خريطة المنطقة تمهيداً للسيطرة على العالم ، وبالتالي هنا لا تستطيع أن تكون مؤيداً لهذه الحرب ، أو ساكتاً عنها ، في الحد الأدنى يجب أن تكون ضد هذه الحرب في الحقيقة نصر الله يعطي إجابات حمالة ، ذات أوجه ، حتى لا يأخذ عليه العقلاء كلمة تدينه في لبنان ، لذا فهو يتحدث عن وضع العراق بالقول : "العراق نموذج يجب أن نتوقف عنده دائما ويجب أن تبقى رسالتنا لشعبنا في العراق الصبر والهدوء والحكمة والتواصل وعدم الوقوع في الفتنة وعدم الرهان على العدو فهل هذه دعوة إلى الجهاد والمقاومة أم لمساندة الاحتلال على أبناء العراق ،

 

إن حسن نصر الله لا يجرؤ على مخالفة المرجعيات الشيعية في العراق ليجيز مقاومة العدو المحتل ، كما أنه حريص على الإشارة إلى الدولة الحاضنة ولا ندري من يقصد بها دولة ولاية الفقيه أم دولة ســوريا بشار الأسد ، إننا ينبغي ألا ننكر أن حزب الله يقوم بعمليات عسكرية ضد إسرائيل بين وقت وآخر، كما ذكر صبحي الطفيلي، لكنه لا تمثل أيديولوجية قتالية ضد اليهود لإخراجهم من فلسطين وإلا كيف نفسر اجتياح إسرائيل للبنان لتصفية المقاومة الفلسطينية خلال الثمانينات وارتكابها المجازر بحق الفلسطينيين بينما هي في حالة "حزب الله" ومن قبل حركة أمل! نجدها كدولة ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي عاجزة عن نزع سلاح حزب الله! السلاح الذي يعلن حسن نصر الله، وهو الذي يصور نفسه منتصرا على إسرائيل نصرا تاريخيا استراتيجيا ، يقول مؤلف كتاب قواعد جديدة للعبة - إسرائيل وحزب الله في ص36 (( إن المنظمات الفلسطينية نفسها ربما تكون قد بالغت في تخمين حريتها ونشاطها في لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي منه – أي عام 2000م ، وكما سنفصل فيما يلي ، فقد تم بعد الانسحاب مباشرة منع منظمة جبريل – وهي تابعة للجبهة الشعبية الفلسطينية ، ولها روابط بسوريا وحزب الله - من تحريك الدبابات باتجاه إسرائيل وكذلك أيضا تمت معاقبتها من قبل عدة عناصر في لبنان بما فيهم حزب الله بعد مقتل عضوين من الجبهة الشعبية بنيران قوات الدفاع الإسرائيلي في قطاع مزارع شبعا أثناء ما اتضح أنه كان عملية ضد إسرائيل"! هذا في الوقت الذي رأى العرب في حزب الله مشروع المقاومة الوطنية التي استطاعت طرد إسرائيل وإخراجها بالقوة )) أنه لا توجد قوة في العالم تستطيع نزع سلاح حزب الله ألا يتناسب هذا مع تصريح وزيرة خارجية الكيان الصهيوني ليفني بأنه لا توجد قوة في هذا العالم تستطيع نزع سلاح حزب الله ؟!! ، إذن وماذا كانت تفعل الولايات المتحدة في العراق وفي أفغانستان وفي البوسنة ، ألم تعمل على نزع أسلحة دول بأكملها ، وميليشيات ، ألا يجعلنا هذا الوضع نتساءل عن صدقية مقاومة حزب الله ، وحزب الله بالمناسبة هو المليشيا المسلحة الوحيدة في العالم المسموح لها بعرض عضلاتها ، وتملك أسلحة وصواريخ وعلاقات دولية ، وموازنة تقدر بمائتي مليون دولار ، وكل مؤهلات الدولة ، في حين غير مسموح لوجود مثل هذه المليشيات في أية دولة على سطح كوكبنا ، وحين تتهم أية مقاومة سنية أو مقاوم سني بشبهة يتم على الفور قتله أو توجيه صواريخ كروز إلى موقعه كما حصل في بغداد وخوست الأفغانية والخرطوم وغيرها ..

 

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 

 





الاربعاء ٢٦ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة